إعلام أميركي: ضغوط أوروبية على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أشار تقريران بوكالة بلومبيرغ وصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أوكرانيا تواجه ضغوطا متزايدة من حلفائها الأوربيين لبحث محادثات السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى لو كان ذلك على حساب إعطاء روسيا بعض الأراضي الأوكرانية.
وقال تقرير لوكالة بلومبيرغ إن الإلحاح لوقف الحرب يُعزى إلى مخاوف أوروبية من تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي تعهد بدوره بإيجاد حل سريع وفعال للحرب الروسية الأوكرانية، من دون إعطاء الأولوية للمطالب الأوكرانية.
وقال تقرير بلومبيرغ إن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تعتزم طرح مبادرة للسلام بهدف تجميد الصراع وفق المعطيات الحالية، وذلك خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد اليوم الاثنين.
ويتضمن الاقتراح تأجيل طلب عضوية أوكرانيا في الناتو لمدة 10 سنوات كنوع من التنازل لبوتين، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في منطقة دونباس مع نشر قوات حفظ سلام دولية، وتأجيل المناقشات حول مصير الأراضي الأوكرانية على حساب تأمين وقف إطلاق النار، وتزويد أوكرانيا بإمدادات عسكرية كتعويض.
ويتوقع التقرير أن يروق الاقتراح بعض حلفاء كييف الذين يشعرون بالقلق من أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو قد تؤدي بهم إلى صراع مباشر مع موسكو، خصوصا بعد وصول 100 ألف جندي من كوريا الشمالية لدعم قوات بوتين، ويدرك المسؤولون الأتراك أنه سيصعب على أوكرانيا قبول اقتراح كهذا، لكنهم يعتبرونه حلا واقعيا.
الأرض مقابل السلاموفسر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال النقلة في الموقف الأوروبي بالإشارة إلى قمة بودابست في المجر الأسبوع الماضي، حيث عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن قلقهما إزاء مقدرة أوروبا على توفير المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية لأوكرانيا إذا ما قطع ترامب التمويل الأميركي.
كما دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى تبني إستراتيجية ترامب وإنهاء الحرب بسرعة، وقال إن أوروبا تفتقر إلى إستراتيجية واقعية لتحقيق انتصار أوكراني يعيد كامل أراضيها إليها، ولاقت حجته رواجا واسعا حتى في البلدان الأكثر دعما لكييف.
ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين الأوكرانيين متمسكون علنا بهدف تحرير 20% من أراضيهم التي تسيطر عليها روسيا، ويحظى هذا الموقف بدعم واسع في أوساط الأوكرانيين، إلا أن قبول الشعب التنازلات المحتملة في تزايد مع تقدم روسيا على جبهة المعركة والخسائر الكبيرة في صفوف الأوكرانيين.
وأظهر استطلاع رأي، أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن 32% من المشاركين في الاستطلاع مستعدون للتخلي عن بعض الأراضي مقابل إنهاء الحرب والحفاظ على استقلال البلاد، وكانت هذه النسبة 14% فقط قبل عام.
تداعيات الموقف الأوروبيمن المرجح، وفق تقرير وول ستريت جورنال، أن يفسر الكرملين الضغط المتزايد على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه دليل نجاح إستراتيجية روسيا الاستنزافية، خصوصا أن مستشاري ترامب طرحوا خططا تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عاما، ووازنوا ذلك باقتراح تزويدها بمزيد من الأسلحة لردع أي غزو روسي متجدد.
ويعتقد ترامب وكبار مستشاريه أنه قريبا لن يكون هناك خيار أمام أوكرانيا، بالنظر إلى الانتكاسات التي شهدتها على ساحة المعركة، سوى الجلوس على طاولة المفاوضات، بالرغم من رفضها العلني لذلك.
وتحول الدول الأوروبية نحو ترامب دفع الرئيس الحالي جو بايدن للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى يمكنها ضرب عمق الأراضي الروسية، ويهدف القرار إلى تعزيز موقف زيلينسكي قبل تولي ترامب الرئاسة لتقوية موقف أوكرانيا في المفاوضات، حسب الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: 4 أفكار حول جنوح ترامب إلى التشدد تجاه إيران
قال روس دوثات -كاتب عمود الرأي بصحيفة نيويورك تايمز- إن الطريقة الوحيدة لمعرفة إلى أين تمضي سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران على وجه اليقين هي الانتظار حتى يلقي بثقله الكامل لدعم الإسرائيليين، وينخرط في مسعى دبلوماسي جديد مع نظام طهران "المنهك"، أو يستمر في موقفه الحالي متفرجا ومشجعا ومشاركا ثانويا.
وفي مقاله بالصحيفة، عرض الكاتب 4 أفكار تتعلق بالجدل الدائر حول الحرب الإسرائيلية الإيرانية:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سنوات من العمل العلمي ضاعت هباء بتدمير معهد وايزمانlist 2 of 2هآرتس: حاخامان وعدا سكان بني براك بالسلامة وصواريخ إيران دكتهاend of list أولا: ليس هناك ما يدعو للاستغراب -بطبيعة الحال- في أن يأذن ترامب بدعم إسرائيل دعما غير مباشر في حربها على إيران، فلطالما اتخذ موقفا متشددا إزاء طهران إبان ولايته الرئاسية الأولى، ولم يكن أبدا من أنصار مبدأ عدم التدخل، وانطوى أسلوبه في عقد الصفقات دائما على التلويح باستخدام القوة كورقة مساومة حاسمة.كما أنه يؤمن بقدرته على إنجاز كثير عن طريق توجيه بضع ضربات مؤلمة لإيران مع تجنب تغيير النظام، وبناء الدولة بما يتوافق بشكل مريح مع نظرته للعالم.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة -برأي دوثات- أن ترامب سمح باندلاع الحرب بعد أن نأى بنفسه، على ما يبدو، عن "الصقور" الذين كانوا يشغلون المناصب في ولايته الأولى، وأحيانا فعل ذلك بتحامل، مثلما فعل عندما سحب الحماية الأمنية من وزير خارجيته السابق مايك بومبيو في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويرى الكاتب أن الدرس المستفاد هنا أن ترامب هو من يقرر ولا أحد غيره، إذا ما جنح إلى قبول تنازلات من طهران يعتبرها الصقور زائفة وغير كافية.
ثانيا: يقول دوثات إن شكوكا كثيرة تساوره من أن ترامب قد يدع الإسرائيليين لقبول ذلك، مضيفا أن على دعاة عدم التدخل أن يدركوا أن تحذير إسرائيل من أن إيران قد تغرق الشرق الأوسط في أتون الاضطرابات وتضرب الأميركيين في المنطقة والعالم، بدت حجة أضعف بكثير بعدما تمكن الإسرائيليون من تدمير وكلاء إيران في المنطقة -يقصد حزب الله وحركة حماس– عام 2024. ثالثا: أعرب كاتب المقال عن عدم قناعته بحجج بعض الكتاب من اليمين القومي -من أمثال أورين كاس ودانيال مكارثي- الذين حاولوا التوفيق بين قبول ترامب للحرب الإسرائيلية على إيران ورغبتهم في أن تتحلل الولايات المتحدة من التزاماتها الدولية.بالطبع -يستدرك دوثات- أنه يمكن التوفيق بين الأمرين نظريا، "فالقبول ليس مشاركة، وحرب إسرائيل ليست بالضرورة حربنا"، لكنه -مع ذلك- يرى أنه من الناحية العملية الحروب تكون في أغلب الأحيان محركات للتشابك بالنسبة للقوى العظمى، بغض النظر عن نياتها المبدئية.
إعلان
ويعتقد أن شعار "أميركا أولا" ليس عصا سحرية تُخلِّص الأميركيين من التبعية أو تجعل الانسحاب من ريادة العالم سلسا. فإذا انهارت إيران، ستكون هناك أزمات على الولايات المتحدة أن تساعد في إدارتها، مع ما يصاحب ذلك من أثمان يتحتم عليها دفعها.
رابعا وأخيرا: إن المسألة الأكثر إلحاحا على الإطلاق ليست سقوط القنابل والصواريخ، بل انحراف الحرب على إيران عن مسارها وما سيترتب على ذلك من ثمن يتعين على المحافظين الأميركيين دفعه بأنفسهم.ومن شأن حرب متهورة في الشرق الأوسط -يعتبرها كاتب المقال صدى لكارثة العراق– يتورط فيها اليمين الأميركي بسبب ولائهم لإسرائيل، أن تصبح من أكثر الوسائل التي قد تؤدي إلى فشل سياسات وأفكار الرئيس الأميركي، التي اصطُلح على وصفها بـ"الترامبية".