لجريدة عمان:
2025-06-06@21:03:45 GMT

العيد الوطني .. معنى ودلالات

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

يأتي العيد الرابع والخمسون حاملًا معه كل معاني الاعتزاز والفخر لنا كعُمانيين حيث نعُده مناسبة غالية وعزيزة على نفوسنا؛ لأنه يعني لنا الكثير، ويُمثل لنا رمزًا خالدًا وذكرى مُتجددة، ففي مثل هذا اليوم من كل عامٍ نسترجع بكل فخرٍ واعتزازٍ فصول ملحمة رائعة ورائدة قادت المشروع العُماني إلى فضاء آخر وحمل معه ملامح الدولة العصرية، دولة المنجزات والمؤسسات.

وفي هذه المناسبة المجيدة نشعر ببهجة كبيرة لاقتران النهضة كمشروع حضاري عزز اللحمة الوطنية للأمة العُمانية، وبهذا فإن دلالة نوفمبر ترمز لمعنى أكبر وأعمق، مجسدة ميلاد نهضة وطن ومعبرة عن فصول من البناء والعطاء، فعُمان الخير تشهد -من فضل الله تعالى- وبخط تصاعدي أوج الجِد وقمة المجد في ظل الحكم الرشيد لسلطاننا القائد هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.

إن التعامل مع هذه الذكرى يتطلب مزيدًا من الجد والاجتهاد، ومعاهدة الله والسلطان الأب على العمل الدائب، حتى نواصل معه البناء والعطاء، وتعميق معنى الانتماء لهذا الوطن، والتعاون الدائم على البذل والوفاء.

وفي مثل هذا اليوم يجب علينا أن نعي معنى العيد من خلال استحضار وتحقيق الدلالات المهمة التالية كلما احتفلنا بالعيد الوطني:

أولًا: العيد الوطني يوجب علينا جميعًا أن نحمد الله تعالى، وأن نشكره بالقول والعمل والنية على ما نحن فيه من نعمٍ كثيرة لا يمكن أن نُحصي عددها، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا -ولله مزيد الحمد والشكر- نعيش في وطنٍ واحدٍ مُتجانسٍ آمنٍ مُستقرٍ.

ثانيًا: العيد الوطني يعني التأكيد على تمسكنا بولائنا لقيادتنا وعقيدتنا السمحة وأن نعلم جميعًا أنه لا عز لنا، ولا مجد، ولا فخر إلا بالتمسك الصادق بهذا الولاء في كل شأنٍ من شؤون الحياة.

ثالثًا: العيد الوطني يعني أن يُحب الإنسان وطنه الذي يعيش فيه، وأن يترجم هذا الحب أقوالًا صادقةً، وأفعالًا نافعةً خيرة، وألّا يدّخر جهدًا في خدمته والتضحية لأجله بكل ما يستطيعه ويملكه من إمكاناتٍ وطاقاتٍ وقدرات واستعدادات.

رابعًا: العيد الوطني يعني أن يظل الإنسان العُماني محورًا فاعلًا وثابتًا لكافة خطط وبرامج التنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة، وأن يعي تمامًا دوره الفاعل في تلك الخُطط والبرامج.

خامسًا: العيد الوطني يعني أن يتحقق للإنسان العُماني المزيد من الوعي الحضاري الذي يؤهله لتحقيق معنى الانتماء.

سادسًا: العيد الوطني يعني الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن، وعدم السماح لأي عابثٍ أو حاقدٍ أو حاسدٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة عند كل فردٍ من أفراد المجتمع فيصبح الجميع عيونًا ساهرةً لحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره.

سابعًا: العيد الوطني يعني التأكيد على المزيد من الإخلاص في العمل، وبذل الجهود الكفيلة -إن شاء الله تعالى- بتحسين الإنتاج وجودة المخرجات في مختلف المجالات والميادين العلمية والعملية.

ثامنًا: العيد الوطني يعني أن يعي كل مواطن صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا أو أُنثى، دوره الفاعل في مهمة بناء الوطن انطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته».

تاسعًا: العيد الوطني يعني إتاحة الفرصة لأبناء الوطن لتحقيق معنى الانتماء للوطن، وتنشئتهم على حب العمل الجاد، ودعوتهم للمشاركة في مختلف القضايا الاجتماعية، ومنحهم الثقة في أنفسهم للنقاش والسؤال والحوار الجاد، والمشاركة الفاعلة ووضع الحلول، حتى يتحقق ارتباطهم بالوطن، ويصدق انتماؤهم له.

عاشرًا: العيد الوطني يعني تكريس معنى ومفهوم الوحدة الوطنية في نفوس أبناء المجتمع جميعًا، ولا سيما أن بلادنا معنيةٌ بتحقيق الأنموذج الرائع والمثل الحقيقي لتلك الوحدة التي دمجت شمال البلاد بجنوبها، وربطت شرقها بغربها، فكانت نتيجة ذلك وحدة الأرض والفكر والمشاعر والطموحات والآمال.

نعم إن الانتماء للوطن يتحقق في أجمل صوره وأروع معانيه، عندما نعلم ونتيقن أن العيد الوطني ليس يومًا واحدًا في العام، ولا ينحصر في وقتٍ مُتكررٍ كل عام، كما أنه ليس مناسبةً، تنتهي بانتهاء تاريخها المحدد؛ لكنه عند العُمانيين يوم يمتد ويستمر كل أيام العام، لذلك فالجميع مدعو للعمل على تعزيز الانتماء للوطن وأن نُترجم الأقوال إلى أفعال، وأن نحول الطموحات والآمال إلى حقائق وأعمال، وأن نتأمل بصدق في نهضتها ومنجزاتها التي أجابت وبصدق عن هذه الأسئلة المحورية: كيف كنا؟ وأين نحن؟ وإلى أين نتجه؟

إن الإجابة لا تحتاج إلى كثير من الجهد، فمسار التكوين قد أتى أُكله، قائد وعد فأنجز وأوفى وبادله شعبه ولاء وحبًا، فما أجمل وما أروع أن نرى عُمان في عيدها الوطني وهي تسعد بحضارةٍ أصيلة مُعاصرة، تنطلق في عالميتها استنادا إلى المبادئ التالية:

- مواكبة العصر والأخذ بكل جديد مفيد فيه من أفكار مستنيرة وعلوم نافعة وتقنيات متجددة مع التمسك دائما بالقيم والمبادئ الرفيعة والتقاليد والعادات الأصيلة.

- الأخذ بأسباب التطور وفي مقدمتها الإرادة القوية والعزيمة الصادقة ومواجهة التحديات والإصرار على تذليل الصعوبات والعقبات والعمل بلا كللٍ أو مللٍ وفي إخلاصٍ وتفانٍ وحبٍ للبذل والعطاء.

- استغلال الطاقات والمهارات والاستثمار في الموارد من أجل بناء حاضر مشرق عظيم والإعداد لمستقبل زاهر كريم.

- مسؤولية الأجيال من أبناء عُمان في صيانة المنجزات والحفاظ عليها من كل سوء والذود عنها ضد كل عدوٍ حاقدٍ أو خائنٍ كائدٍ أو متربصٍ حاسدٍ فهي أمانة كبرى في أعناقهم يسألون عنها أمام الله والتاريخ والوطن.

حفظ الله عُمان وهي ترفل في نعمة الأمن والأمان وحفظ لها قائدها المفدى وأيده بتوفيقه وأسبغ عليه نعمة الصحة والعافية والعمر المديد، وأعاد الله العيد عليه أعوامًا مديدة وأعيادًا عديدة، وكل عام والعُمانيون بألف خير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

العيد في مخيمات النزوح

 

 

بلا ماءٍ، بلا غذاءٍ، بلا دواءٍ، بلا كهرباءٍ، بلا توقف في نزف الدماءٍ، وبلا توقف العيون عن البكاء، بلا توقف في أعداد الأسرى والجرحى والشهداء، بلا توقف في نسف البيوت وقصف المآذن والكنائس والمدارس والجامعات والجوامع والشوارع والمشافي والملاهي، بلا طقوس لعيد الفطر، وعيد الأضحى بلا أضاحٍ نذبحها، بل نحن الضحايا المذبوحون.
في عيد الأضحى يرتدي المسلمون أجمل الثياب ويُصلون صلاة العيد ويذبحون الأضاحي ويزورون الأرحام والأماكن الترفيهية ويجتمعون بالجلسات العائلية، ويتبادلون كل عام وأنتم بخير، إلا نحن في غزة، فلا طعم للعيد، فكل الأيام تتشابه علينا، كل أنواع المآسي نعيشها في اليوم الواحد.
يطل علينا عيد الأضحى، ونحن أحياء، لكن لسنا بخير، فكيف نكون بخير، ونحن لم نفرح بشعيرة الحج أو ذبح الأضاحي!، لكننا نعزي أنفسنا بأنه إن لم نمتلك أضاحي نتقرب بها لله، فإننا نقدم أرواحنا قربان لله.
وكيف نكون بخير وكل يوم يرتقي منا العشرات من الشهداء؟ لكننا نعزي أنفسنا، بأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.
وكيف نكون بخير وعدونا يقصف بيوتنا ومساجدنا وكنائسنا ومؤسساتنا ومدارسنا ومشافينا أمام العالم الظالم؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله لا يغفل عما يعمل الظالمون.
وكيف نكون بخير ونحن نرى العالم يتفرج على المذابح، وكأنه يتابع فيلماً ترفيهياً؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سينتقم لنا في الوقت المناسب.
كيف نكون بخير ونحن نعيش نزوحاً مستمراً بحثاً عن أمن وهدوء نفتقده في بلادنا؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سيبدل خوفنا إلى أمن ورخاء.
كيف نكون بخير ونحن لا نجد طعاماً نأكله؟ فالمعابر مغلقة بأمر من عدونا، والمقابر مفتوحة بأمره، والعالم يُرسل لعدونا ما يقتلنا به، ويرسل لنا ما نكفن به الشهداء، لكننا نعزي أنفسنا بقول الله: «وبشر الصابرين».
كيف نكون بخير، وعدونا يقصف مساجدنا التي نصلي فيها صلاة العيد وقتل علمائنا ومبادرينا الذين كانوا يخففون عن الناس وجع فقد الطعام؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن ما عند الله خير وأبقى.
هذا باختصار يا سادة، حال غزة للعام الثاني على التوالي، فالكارثة التي أحرقت الأخضر واليابس لم تتوقف، ولن تمنعنا من أن نقول لكم: « كل عام وأنتم بخير».

* كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • وزير الحرس الوطني يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • عضو التحالف الوطني: نستهدف أكثر من مليوني أسرة تستفيد من لحوم الأضاحي خلال العيد
  • تهنئة بعيد الأضحى وتأهل المنتخب الوطني
  • السّيد فهد يؤدّي صلاة العيد الأضحى بمسجد الخور في مسقط
  • العيد في مخيمات النزوح
  • مواطنون: نحن أسعد شعب في العالم
  • مشروعية الفرح في العيد.. ولتكبّروا الله
  • في غياب العلم الوطني والحضور الرسمي.. قوات "درع الوطن" تحتفي بتخرج دفعة من مجنديها في المهرة
  • معنى وضع محمد بن زايد يده بذراع السيسي يشعل تفاعلا وتحليلات خلال زيارة أبوظبي
  • لميس الحديدي باكية: سميحة أيوب علمتنا جميعًا ما معنى الكلمة