فريق ترامب الرئاسي.. يعادي فلسطين وعناصره من أهل الثقة والمتشددين
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
شكل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فريق إدارته من شخصيات متشددة، تستعد لتولي زمام السياسة الخارجية الأمريكية في 20 يناير المقبل، تاريخ تنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العديد من مناطق العالم صراعات وأزمات وحروبًا، أبرزها الحرب في غزة والحديث عن ضم إسرائيل للضفة الغربية، إضافة إلى التوتر المتصاعد مع إيران، والمفارقة اللافتة تكمن في اختيار ترامب لعناصر من أقوى المناوئين للقضية الفلسطينية ولإيران، وهو ما يبعث برسالة واضحة تشير إلى تفاقم الأوضاع الفلسطينية وتصاعد الأزمة مع طهران.
إليز ستيفانيك
بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تشكيل إدارته بترشيح إليز ستيفانيك (40 عامًا) لتولي منصب سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة. وتُعرف ستيفانيك بتأييدها الشديد لإسرائيل، حيث تؤكد دائمًا على أنه لا ينبغي فرض أي شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفي خطابها أمام الكنيست الإسرائيلي هذا العام، انتقدت الرئيس بايدن بشدة بسبب تأخير شحنة من القنابل تزن 2000 رطل كانت موجهة إلى إسرائيل، معتبرةً أنه لا يوجد مبرر لعرقلة المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
قادت ستيفانيك حملة شرسة ضد طلاب الجامعات الذين اعترضوا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، واصفة إياهم بأنهم "معادون للسامية" بسبب معارضتهم للهجوم الإسرائيلي على غزة، فيما رحب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بترشيح ستيفانيك، التى تتهم الأمم المتحدة بمعاداة السامية بسبب انتقادها لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ودعت إلى "إعادة تقييم كامل" لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة.
يُعتبر تعيين ستيفانيك إشارة إلى أن إدارة ترامب المقبلة ستدافع عن إسرائيل بشكل أكثر عدوانية على الساحة العالمية. وتم انتخابها لأول مرة لعضوية الكونجرس عام 2014، وقبل ذلك، عملت لصالح مؤسسات بحثية متشددة (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.. مبادرة السياسة الخارجية) التي أسسها المحافظون الجدد.
مايك والتز
اختار الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الجمهوري المتشدد، مايك والتز، ليصبح مستشاره للأمن القومي. يُعد والتز من أبرز المؤيدين لإسرائيل، سواء في عدوانها على غزة أو في سياستها الصارمة تجاه إيران. وقد كرر دعوات ترامب للسماح لإسرائيل "بإنهاء المهمة" في غزة، مؤكدًا ضرورة أن "تنهيها بسرعة" ضد حركة حماس. كما شدد على ضرورة أن تضع واشنطن خيارًا عسكريًا واضحًا في مفاوضاتها مع الإيرانيين، لتأكيد أنها ستمنعهم من امتلاك الأسلحة النووية.
وفيما يتعلق بإيران، أكد مايك والتز أن الولايات المتحدة يجب أن تعود إلى "أقصى قدر من الضغط"، في إشارة إلى سياسات إدارة ترامب السابقة تجاه إيران، مثل الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرض العقوبات الاقتصادية الشديدة، بالإضافة إلى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني. كما روج والتز لمزاعم حول تخطيط إيران لقتل ترامب، وهي التهم التي نفاها المسئولون الإيرانيون.
ويُعرف والتز أيضًا بكونه من أبرز الصقور ضد الصين في الكونغرس، حيث صرح في عام 2021 بأن الولايات المتحدة في "حرب باردة" مع الصين. كما يدعو بشكل متكرر إلى إرسال المزيد من الأسلحة إلى تايوان، مؤكدًا أن واشنطن يجب أن تسلح تايوان لمواجهة التهديدات الصينية.
مايك هاكابى
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختياره لحاكم أركنساس السابق مايك هاكابى ليكون سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل. ويُعرف عن هاكابى أنه مؤيد قوي لضم إسرائيل للضفة الغربية، حيث عبر عن دعمه المستمر لتوسيع مستوطنات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. وقال ترامب في بيان عن هاكابى: "كان مايك موظفًا عامًا عظيمًا وحاكمًا لسنوات عديدة. إنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط!".
هاكابى، الذي ينتمي إلى الطائفة المسيحية الإنجيلية، يعتقد أن الله قد منح فلسطين التاريخية لدولة إسرائيل. ويعتبر من أبرز المؤيدين علنًا لتوسع إسرائيل في الضفة الغربية. وفي عام 2017، خلال زيارة لمستوطنة إسرائيلية بالضفة، صرح قائلًا إن المنطقة ليست تحت الاحتلال الإسرائيلي. وخلال إدارة ترامب السابقة، عبّر هاكابى عن أمله في أن يدعم البيت الأبيض ضم إسرائيل للضفة الغربية، واحتفل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" بترشيح هاكابى.
جون راتكليف
اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدير الاستخبارات الوطنية السابق جون راتكليف لتولي منصب مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA). يُعرف راتكليف بتوجهاته المتشددة ضد الصين، حيث يعتبر من الصقور المناهضين لبكين. شغل راتكليف منصب مدير الاستخبارات الوطنية لترامب في الفترة من 2020 إلى 2021، وكان عضوًا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية تكساس بين 2015 و2020.
وفي عام 2004، عينه الرئيس جورج بوش رئيسًا لمكافحة الإرهاب والأمن القومي في المنطقة الشرقية من تكساس، وتمت ترقيته لاحقًا إلى منصب المدعي العام في المنطقة. كان راتكليف قد دعا الولايات المتحدة إلى الاستعداد للمواجهة مع الصين، مشيرًا في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن جمهورية الصين الشعبية تشكل أكبر تهديد لأمريكا، وأعظم تهديد للديمقراطية والحرية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
يُعرف راتكليف أيضًا بتأييده للمراقبة الحكومية الشاملة، حيث كان من الداعين لتمديد المادة 702 من القانون الذي يتيح للحكومة الأمريكية التنصت على مواطنيها دون الحاجة إلى إذن قضائي. كما يُنظر إليه باعتباره أحد المدافعين الأقوياء عن ترامب، حيث دافع عن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. مؤخرًا، كان يروج لمزاعم حول اختراق إيران لحملة ترامب والتآمر لقتله، وهي التهمة التي نفتها طهران بشدة.
بيت هيجسيث
أذهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع عندما اختار مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز، بيت هيجسيث (44 عاما)، لتولي قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، قائلا: "هيجسيث أمضى حياته كلها محاربًا من أجل القوات والبلاد.قوي وذكي ومؤمن حقًا بمبدأ أمريكا أولًا. مع وجود بيت على رأس القيادة، فإن أعداء أمريكا يعلمون جيدًا أن جيشنا سيعود عظيمًا مرة أخرى، ولن تتراجع أمريكا أبدًا".
ستيفن ويتكوف
في سياق آخر، رشح ترامب صديقه المقرب، المستثمر في مجال العقارات ستيفن ويتكوف، ليكون مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط في إدارته القادمة. ووصفه ترامب بـ"القائد الذي يحظى بالاحترام في مجال الأعمال والأعمال الخيرية. جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارًا. ويتكوف كان يرافقني في ملعب الجولف وأصدقاء آخرون خلال محاولة الاغتيال الثانية في سبتمبر الماضى".
تشير التقارير إلى أن ويتكوف ليس لديه أي خبرة في الدبلوماسية أو السياسة أو الشئون المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث قضى حياته المهنية كلها في مجال العقارات بالولايات المتحدة. بدأ مسيرته بشراء مبان منخفضة التكلفة في نيويورك، ثم توسع إلى شراء عقارات في ولايات أخرى، بما في ذلك الأبراج الشهيرة في الولايات المتحدة. ويُعتقد أن ترامب اختار "ويتكوف" ربما لتوسيع الفرص الاقتصادية، لا سيما في مشاريع عقارية في الشرق الأوسط.
كان "ويتكوف" قد أشاد بسياسة ترامب تجاه إسرائيل أثناء ولايته الأولى، حيث قال عبر منصة "إكس" إن "قيادته كانت جيدة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة بأكملها"، زاعمًا أن الشرق الأوسط شهد "مستويات تاريخية من السلام والاستقرار" خلال رئاسة ترامب. كما أشاد بالعقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على إيران.
بناء على هذه التعيينات، من الواضح أن إدارة ترامب المقبلة ستشهد تحولات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة الإيرانية، حيث سيكون من المتوقع أن تشهد تلك الملفات مزيدًا من التصعيد في ظل التوجهات المتشددة لأعضاء الإدارة الجديدة.
اقرأ أيضاًورقة بحثية: فوز ترامب قد يشعل معدلات التضخم في الولايات المتحدة
أوكرانيا بين "بايدن" و"ترامب"
ترامب يختار رئيس شركة للنفط والغاز وزيرا للطاقة في إدارته المقبلة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين دونالد ترامب السياسة الخارجية الأمريكية الرئيس الأمريكي المنتخب مايك والتز الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة والمكسيك لتقاسم المياه بعد تهديد ترامب
صراحة نيوز- أعلنت وزارة الزراعة الأميركية مساء الجمعة عن التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك بشأن تقاسم المياه، بعد أن أحجمت المكسيك عن الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة عام 1944، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية.
أوضحت الوزارة في بيان أن الاتفاق يهدف إلى الوفاء بالتزامات المياه الحالية تجاه المزارعين ومربي المواشي الأميركيين، بالإضافة إلى تغطية المكسيك لنقص المياه في ولاية تكساس.
أضافت الوزارة أن الاتفاق ينطبق على الدورة الحالية وكذلك على نقص المياه من الدورة السابقة، مع استمرار المناقشات بين البلدين لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة بحلول نهاية كانون الثاني.
كان الرئيس دونالد ترامب قد اتهم المكسيك بانتهاك معاهدة تقاسم المياه التي تلزم الولايات المتحدة بتوفير 1.85 مليار متر مكعب سنويًا من نهر كولورادو، والمكسيك بتوفير 432 مليون متر مكعب من نهر ريو برافو (ريو غراندي).
وقالت واشنطن إن المكسيك تأخرت في الوفاء بالتزاماتها، ما أدى إلى تراكم عجز يزيد عن مليار متر مكعب خلال السنوات الخمس الماضية، مؤكدة أن ذلك ألحق أضرارًا بالغة بمحاصيل ومواشي تكساس.
أعلنت وزارة الزراعة أن المكسيك وافقت على توفير 250 مليون متر مكعب من المياه بدءًا من الأسبوع المقبل لتعويض النقص المتراكم، ونقلت عن وزيرة الزراعة بروك رولينز أن المكسيك قدمت كمية تفوق ما قدّمته في السنوات الأربع السابقة مجتمعة.
وأكدت الوزيرة أن الاتفاق يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، محذرة من أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق فرض تعرفة جمركية بنسبة 5% على جميع المنتجات المكسيكية المستوردة إذا استمرت المكسيك في التخلف عن التزاماتها.
أعربت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عن أملها في التوصل إلى اتفاق، فيما شدد المسؤول في وزارة الخارجية المكسيكية روبرتو فيلاسكو على التزام المكسيك الكامل بتوفير كمية المياه المستحقة وفق المعاهدة، مشيرًا إلى محدودية سرعة التوريد بسبب حجم خطوط الأنابيب.