في ظل التوترات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة، يظل "الهاتف الأحمر" رمزًا للتواصل المباشر بين قادة أكبر قوتين نوويتين في العالم.

ورغم أنه كان في الماضي وسيلة حيوية لتجنب تصعيد الأزمات الدولية، إلا أن هذا الخط الساخن الذي بدأ عمله قبل أكثر من ستة عقود، يشهد حالة من الجمود منذ أكثر من عامين.

فمن الأزمات الكبرى إلى الحروب الباردة، كانت هذه القناة المفتوحة بين موسكو وواشنطن بمثابة درع واقي من التفجيرات النووية، لكن في الوقت الراهن، يبدو أن "الحرارة" بين الدولتين قد تلاشت، ومعها تراجع التواصل الرسمي عبر هذا الخط الاستراتيجي.

يعود تاريخ "الهاتف الأحمر" إلى عام 1963، بعد أزمة الصواريخ الكوبية التي هددت العالم بحرب نووية.

وكان الهدف من هذه القناة توفير وسيلة اتصال فورية وآمنة بين موسكو وواشنطن للتعامل مع الأزمات التي قد تطرأ، منذ ذلك الحين، استخدم الزعماء السوفيات والأمريكيون هذا الخط الساخن في مناسبات متعددة، بما في ذلك الأزمات التي اندلعت بين الشرق والغرب، مثل حرب فيتنام أو أزمة كوبا.

ورغم استمرار تطور أساليب التواصل مع تقدم الزمن، فإن الهاتف الأحمر بقي علامة فارقة في العلاقات بين القوتين العظميين، حتى مع ظهور تقنيات أكثر حداثة مثل مؤتمرات الفيديو ووسائل الاتصال المشفرة.

ومع بداية عام 2022، سُجلت آخر مكالمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، ولكنها لم تحقق التفاهم المطلوب بشأن النزاع في أوكرانيا، إذ تلتها حرب لم تُجدِ معها محاولات الاتصال المباشر.

وتؤكد تصريحات دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن القناة التقليدية المستخدمة بين الرئيسين بوتين وبايدن لم تعد فعّالة في الوقت الحالي.

وقد استبدلها الطرفان بقنوات أخرى أكثر تطورًا تشمل نظام الاتصال المحمي ومؤتمرات الفيديو، وهو ما يعكس تراجع الثقة بين الجانبين في استخدام هذا الخط الساخن بعد حرب أوكرانيا.

في حين كانت اتصالات الهاتف الأحمر تُعتبر حصنًا ضد تصاعد الأزمات العسكرية، فإن حالة الجمود الراهنة في التواصل تعكس صورة قاتمة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد التوترات في شرق أوروبا.

فحتى خلال أوقات الحروب الباردة التي كانت تُعَجَّل فيها هذه المكالمات بسبب المخاطر النووية، كانت روسيا وأمريكا تجد طريقًا للتفاهم لتجنب التصعيد.

ومن أبرز المحطات التاريخية لاستخدام الهاتف الأحمر كانت المكالمة التي أجراها الرئيس الأمريكي جون كينيدي مع الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف عام 1963 بعد اغتياله، وكذلك المكالمات العاجلة التي جرت أثناء حرب يونيو 1967 وحرب أفغانستان عام 1979.

أما في وقت لاحق، وتحديدًا في عام 2007، شهد الخط الساخن تحديثًا ليشمل استخدام أجهزة الكمبيوتر وآلية لتبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، مما سهل التواصل في الوقت الفعلي.

ولكن مع تصاعد التوترات في الآونة الأخيرة، يبدو أن "الهاتف الأحمر" لم يعد أداة فعالة كما كان في السابق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استخدام الهاتف أزمات استراتيجي الاتصال المباشر الأزمات الكبرى الأزمات الدولية التفجيرات الهاتف الاحمر التفاهم الخط الساخن

إقرأ أيضاً:

تصوير جوي يوثق أعمال تركيب القضبان بمشروع القطار الكهربائي | تفاصيل

وثّق تصوير جوي حديث لوزارة النقل أعمال تركيب القضبان الجارية ضمن مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع، الذي يربط بين العين السخنة على البحر الأحمر ومدينة العلمين الجديدة ومرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط، في واحدة من أكبر مشروعات النقل في تاريخ مصر.

ويُظهر الفيديو حجم العمل والجهد المبذول على الأرض، حيث تتواصل الأعمال على مدار الساعة لإنجاز هذا المشروع القومي العملاق، الذي يتم تنفيذه بإشراف الهيئة القومية للأنفاق، وبمشاركة عدد من الشركات المصرية والعالمية بقيادة تحالف "سيمنز الألمانية – أوراسكوم – المقاولون العرب".

ويمتد الخط الأول بطول حوالي 660 كيلومترًا، ويشمل 22 محطة (ركاب / إقليمية / سريعة)، ويبدأ من ميناء العين السخنة شرقًا مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة الكبرى و6 أكتوبر والإسكندرية، وصولًا إلى مدينة مرسى مطروح غربًا. وتصل سرعة القطارات في هذا المشروع إلى 250 كم/ساعة.

ويُعد هذا الخط هو الجزء الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع التي تخطط مصر لإنشائها بطول يتجاوز 2000 كم، حيث تهدف المنظومة إلى ربط كافة أنحاء الجمهورية، وتقليل زمن الرحلات، وتوفير وسيلة نقل آمنة وعصرية وصديقة للبيئة.

وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية الدولة لتحسين البنية التحتية لقطاع النقل ودعم التنمية الشاملة، من خلال إنشاء شبكة سكك حديدية حديثة تواكب أعلى المعايير العالمية وتربط بين مراكز الإنتاج وموانئ التصدير والمجتمعات العمرانية الجديدة.

طباعة شارك القطار الكهربائي السريع العلمين مطروح النقل

مقالات مشابهة

  • جهود مصرية قطرية لزيادة حجم المساعدات لقطاع غزة والاعتماد على أكثر من معبر
  • رضا بخش يؤكد: الصيام المتقطع أقوى وأفضل من إبر السمنة.. فيديو
  • هام إلى حاملي شهادة البكالوريا الجدد
  • النرويج التي أصبحت غنية أكثر من اللازم.. حين يتحول الازدهار إلى عبء
  • متحدث الهلال الأحمر: تعاملنا مع أكثر من 1000 بلاغ غرق خلال 2024
  • تصوير جوي يوثق أعمال تركيب القضبان بمشروع القطار الكهربائي | تفاصيل
  • كانت مخبأة بملابس مسافرَين.. إحباط محاولتين لتهريب أكثر من 69 ألف حبة من “الكبتاجون” بمطار الملك خالد الدولي
  • بالماء الساخن أم البارد؟ ما درجة الحرارة المثلى للاستحمام؟
  • محافظة درعا تستقبل ٢٤٨ شخصاً من العائلات التي كانت محتجزة في السويداء
  • الخط الزمني لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية