العدو وهدف ضرب (وحدة الساحات)..!
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
في خطابه في (الكنيسبت) قال الإرهابي الصهيوني (نتنياهو) إن قرار الهجوم على حزب الله، اتخذ على أعلى المستويات، والهدف هو (ضرب وحدة الساحات) وأيضا لأن الشهيد السيد حسن نصر الله كان (يمثل العقبة الحقيقية أمام قيام شرق أوسط جديد، وأمام توسيع الاتفاق الإبراهيمي)، وأضاف (نتنياهو) قائلا (إن نصر الله لم يكن مجرد أمين عام حزب الله ولكنه الأقرب لخامنئي الذي ينصت لنصر الله ويلبي كل ما يطلبه).
كلمة (نتنياهو) أمام أعضاء الكنيست كانت مجرد كلمة رجل حاقد قاتل وضليع في الإجرام، سرد سلسلة من الأكاذيب التي لم يصدقها أعضاء الكنيست ورافقها صراع وصخب وضجيج، اضطر على إثرها رئيس الكنيست إلى استدعاء الشرطة لإخراج عائلات الأسرى، كما تم إخراج عدد كبير من أعضاء الكنيست الذين وصفوا نتنياهو بالكذاب..!
ما يمكن استشرافه على ضوء خطاب هذا المجرم، هو رؤيته لوحدة الساحات وأهمية ضربها وتمزيق جسورها ومن أجل ذلك اتجه الصهاينة إلى لبنان بهدف تحقيق هذا الهدف الذي يعد أهم إنجاز إن تحقق لنتنياهو وأمريكا وعشاق الشرق الأوسط الصهيوني، أعضاء الاتفاق الإبراهيمي سيئ الصيت، المحرم شرعا، وكل من قبل به يعد مرتداً عن دين الله..!
وحدة الساحات عملية أربكت الكيان وأهانت قدراته العسكرية والأمنية وانهكت قواه على مختلف المجالات الحياتية، وهذا الذي دفع الرجل للتوجه نحو لبنان بعد أن أدرك فشله في قطاع غزة، فحاول خلط الأوراق بهدف إشغال العالم وإلزامه بالبحث عن حلول تؤدي لوقف الحرب، ولكن وفق شروط نتنياهو، وهذا ما التقطه البعض من العرب وبتوجيه من أمريكا، حين هرولوا مباشرة نحو ( بيروت)، بعد دقائق من سماعهم نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله، على اعتبار أن استشهاد الأمين العام كفيل بانهيار الحزب وتسليمه بكل متطلبات أعداء المقاومة، وهذا الشعور كان حاضرا حتى في رؤية بعض الفعاليات اللبنانية، التي ارتعبت من حجم الاغتيالات وبشاعة الدمار الذي تعرضت له الضاحية والمناطق الحدودية مع فلسطين، فسارعوا إلى استغلال اللحظة ومطالبة الحزب بقبول وقف إطلاق النار، ومنهم من ذهب بعيدا حين طالب بنزع سلاح الحزب، فيما الحكومة اللبنانية سارعت لتبني قرار 1701، معلنة استعدادها إرسال الجيش إلى الحدود مع فلسطين.!
لكن الرد جاء من المقاومة التي أعادت ترتيب أوضاعها وامتصاص الصدمة، لتبدأ رحلة مواجهة مؤلمة واجهتها قوات الاحتلال على الحدود، فالدمار الذي أحدثته طائرات الاحتلال، لم يؤد إلى إرباك المقاومة ولم يسهل مهمة الاجتياح البري، إذ وجد الصهاينة أمامهم مقاومة صلبة وعنيفة وغير متوقعة..
غير أن الأجمل في موقف المقاومة هو ما قامت به مؤخرا من رد عملي على خطاب نتنياهو أمام الكنيست، الذي أكد في خطابه تدمير 80٪ من قدرات حزب الله الصاروخية، ومع انتهائه من خطابه وجد حراسه يسوقونه قسرا نحو الملاجئ، لأن صواريخ حزب الله ولأول مرة تصل لمنطقة (تلابيب) لم تصل إليها من قبل، فأنزلت قرابة أربعة ملايين مستوطن إلى الملاجئ، تعرض المئات منهم لإصابات بسبب التدافع والتزاحم..!
كان هذا ردا كافيا من الحزب على أكاذيب نتنياهو الذي زاد السخط عليه من قبل المستوطنين، الذين صعدوا من حدة خطابهم ضد نتنياهو وحكومته وعصابته الإجرامية، والمؤسف أن الكيان الصهيوني المنهار، أصبح في حالة إرباك غير معهودة ويحسب بقاؤه صامدا لأمريكا والأنظمة العربية المرتهنة التي تعمل على إسناده ومساعدته حتى لا ينهار..!
بغض النظر عن الحراك الدبلوماسي والتسريبات عن مساعٍ وتفاهمات ورحلات مكوكية واتصالات وتواصلات تجريها أطراف إقليمية ودولية برعاية أمريكية هدفها فصل وحدة الساحات التي أخفق نتنياهو عسكريا في فصلها، الأمر الذي دفع واشنطن إلى المسارعة لتقديم المبادرات ومحاولة إنجاز تطبيق القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006م.. لبنان حكومة تريد تطبيق القرار مع الملاحق التي سوف تضيفها واشنطن على القرار، فيما الصهاينة لهم تعديلات جوهرية على بنود القرار، فيما المقاومة ملتزمة بتطبيق القرار حرفيا دون تعديلات أو إضافة، ولكي يجبر الصهاينة الحزب على قبول تعديلاتهم أو على الأقل قبول تعديلات واشنطن التي لا تختلف كثيرا عن تعديلات الصهاينة، فأمريكا التي هرولت لوقف إطلاق النار في لبنان، لم تفعل هذا حبا في لبنان وشعبه، بل خوفا على كيانها اللقيط من ضربات المقاومة ورغبة منها في تمرير فكرة فصل وحدة الساحات وفصل لبنان بعيدا عن غزة وفلسطين التي من أجلهما ضحى الحزب بقادته العظام أمثال السيد حسن الذي سقط شهيدا على طريق القدس..
خلاصة القول إن الصهاينة والأمريكان يستحيل أن يحققوا في لبنان أو في فلسطين بالمفاوضات ما لم يتمكنوا من تحقيقه في الميدان.. وهذا ما تأكد من خلال تداعيات الميدان خلال المرحلة الأخيرة ولا تزال المقاومة في لبنان وفلسطين تقدم إنجازات تعقد رغبات أمريكا والكيان الصهيوني اللذين أجبرا على فتح نافذة التفاوض، بعد أن كان شعارهما الوحيد هو (الاستسلام) من قبل المقاومة سواءً في لبنان أو في فلسطين..!
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وحدة الساحات فی لبنان حزب الله من قبل
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.
ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.
ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".
استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.
كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.
وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:
الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.
توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.
انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".
ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.
من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".
إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".
وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".
مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".