"مانسيرة" انتماء للجمال والحب بمشاركة 86 مبدعاً
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
صدر مؤخراً كتاب "مانسيرة" ملحمة شعرية بمشاركة 86 مبدعاً من أبرز شعراء العالم، أطلق الفكرة وجمع النصوص وواشجها وترجمها الأديب الإماراتي عادل خزام.
وفي مقدمة الكتاب يقول خزام: "صوت الملحمة لا يعبّر عن رؤى مؤلفيها وفنانيها فقط، بل هو صوت جميع شعراء وفناني العالم حتى وإن لم يشاركوا جميعهم، والقصيدة في النهاية رسالة انتماء للجمال والحقيقة والحب وللقيم السامية التي يؤمنُ بها الجميع، نفخرُ أننا أنجزنا هذا العمل، ونطمحُ أن نرى أعمالاً شعريةً عالمية مشتركة تصب في غاية سقي شجرة الأمل وجعلها وارفةً على الدوام".
وهو عمل يعد الأول من نوعه وحجمه على مستوى العالم، حيث يذهبُ إلى صياغة نص شعري كوني يستقي مصادره من قصائد مختلفة كتبت بعدة لغات وبأصوات 86 شاعراً من حول العالم يتوزعون جغرافياً على قارات العالم الخمس، للتأكيد على أنّ الشعر سيظل دائماً الصوت الذي يحمل هواجس وأحلام وآمال الإنسان في كل الأمكنة مهما تغير الزمن.
وتعتبر "مان سيرة" التي انطلقت من الإمارات ملحمة الإنسان المعاصر الذي يعيش في القرن 21، إنسان التحولات الرقمية والتكنولوجيا الذي يرى العالم من أفق مختلف وهو يقرأ الماضي بأساطير شعوبهِ كافة، وينظر للحاضر المتأزم في صراعاته وتجاذباته وحروبه النووية الكارثية التي تُهدد الأرض ورغم كل ذلك، لا يزال يكتب عن الحب والخير والجمال، ولا يزال يتطلع إلى مستقبل أكثر سلاماً في أرض خالية من الكوارث التي يصنعها البشر.
من المحزن وفاة اثنين من أبرز الشعراء الذين شاركوا في العمل قبل أن يرى النور وهما، الشاعر المصري القدير محمود قرني الذي توفى في 2023 عن عمر ناهز الـ 62 عاماً، والشاعر العراقي الكردي جلال زنكابادي بنفس العام عن عمر ناهز 72 عاماً.
ويضيف خزام: "لقد تركنا للقصيدة أن تبني نفسها بنفسها وأن تتخذ زمنها وصوتها وتتشكّل شعرياً وكأن هذه الأصوات تنجذب طاقياً إلى بعضها لتكوين هذا النص العالمي، لم نتدخل لفرض جغرافيتها أو زمنها، كان التركيز كلّه ينصبّ على توليد أفق شعري مختلف وجديد ونظن أننا نجحنا في النهاية في بناء معمار القصيدة الملحمية عبر توزيعها على عدة فصول تتنوع مواضيعها وتتقارب لتعبّر عن الرؤى المتجاذبة لشعراء العالم ونظرتهم إلى الوجود والحياة".
تقع الملحمة في عدة فصول، وقد ينشطر الفصل نفسه إلى عدة أبواب أو مقاطع داخلية، وللقارئ أن يسترسل في قراءة تداعي النص كاملاً من غير أن يشغل نفسه بالكيفية التي تمّ بها دمج النصوص وربطها مع بعضها وتوزيعها على كافة الفصول، تلك كانت مهمة صاحب الفكرة، كما اشتمل الكتاب على لوحات لفنانين، تدخل في صميم هذا العمل وهي جزء من رسالة الفن والأدب وهي صوت الروح المبدعة في تجلياتها اليوم، على حد تعبير الشاعر خزام، وإن هناك علاقة ما ظاهرة وأيضاً مستترة بين القصائد واللوحات، ومن يقرأ الملحمة سيدرك هذا البعد النفسي والجمالي.
ويذكر صاحب الكتاب: "لا تحاول الملحمة أن تقدم تفسيراً لهذا العالم، بقدر ما تبني الرؤى والتصورات الشعرية المتخيلة حول تشكل الكون وولادة البشر والمخلوقات واستمرارية النسل البشري عبر هذه القرون الطويلة من الزمن والصراعات التي خاضها الإنسان لكي يكتشف ذاته وكي يتخلص من عوامل الغضب والغيرة التي دفعت الأخ ليقتل أخاه الإنسان، ومن بعدها صار عليه أن ينتصر بالخير وبالنيات الحسنة على الشرور التي في داخله.
ورغم مسحة التفاؤل وتبجيل قيم السلام والمحبة والخير، إلّا أنّ الكثير من النصوص ذهبت للتعبير عن مشاعر الخوف العظيم من وجود السلاح النووي الفتّاك الذي يهدد بتدمير الأرض، مع ذلك، يتفقُ الجميع على فكرة التمسك بالأمل مهما اشتد الصراع بين الخير والشر، حيث الخلاص النهائي المنشود لهذا القلق الوجودي يكون في التغني بالأمل، وكل أمل يبدأ أولاً من القصيدة التي تصير لاحقاً صوتاً ولحناً على ألسنة البشر".
كما يقول خزام أيضا: "فنياً، تحمل لنا هذه الملحمة شكلاً شعرياً جديداً يتمثل في التنويع اللانهائي لأشكال وأساليب الكتابة الشعرية والسردية والقصص والشذرات والمقاطع القصيرة والفقرات التقريرية المباشرة والإيحاءات الرمزية بما يجعلنا أمام تجربة مختلفة وجديدة كلياً في معمارها النصّي والبلاغي. وهي في الوقت نفسه، تكشف قدرة اللغة اللانهائية على التعبير بأساليب حتى وإن كانت متضادة في شكلها، إلّا أنها يمكن أن تندمج فنياً لتوليد نص جديد وبأفق مفتوح على الاكتشاف في ممارسة الكتابة الأدبية. والأجمل أنّ هذه التجربة تنهل من كل لغات العالم لتنتج نصاً شعرياً عالمياً قادراً على التعبير عن إنسان اليوم. والحقيقة أن تنوع الشعراء والأسماء والتجارب، لم يشكل على الإطلاق عائقاً أو تضاداً في بناء النص، بل اتضح أنَّ الرؤى الشعرية هي واحدة في المطلق الأخير، وما يختلف في العمق هو زاوية النظر لحياتنا، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة أو القضايا الكبرى، وهي مواضيع يستوعبها الشعر ويغذي بحره الشاسع من تدفقها نحوه من كل الاتجاهات".
من عصرٍ إلى عصر، يؤكد المتأمّلون والقديسون هذه الحقيقة
"كلُّ شاعر هو كونٌ وحده"
مصدرُ ولسان كلِّ حضارة،
وهو جسدُ وقلبُ ونفسُ وروحُ كلِّ أمة
وكما يؤكد القديسون المتأملون
فإن "من يعارض أصلَ هذه الأسطورة
ليسوا هم الشعراءَ، ولا المتنورين ولا الحكماء
وإنما المخلوقاتُ البدائيةُ التي لم تفهم بعد
حرفةَ الشعر المقدسة .
أتحدث إلى روحي وكياني، أتحدث إلى الحكمة الإلهية في الجسد البشري
قد تنفجر الأرضُ بسبب استخدام الأسلحة النووية
وعندما ستغادر روحي هذا الجسد
ستكون معها بالتأكيد حفنةٌ من تراب هذا الكوكب.
اغفر لي، أيُّها النور الرحيم،
لقد أحضرتُ معي بأمانة حفنةً من هذا التراب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات
إقرأ أيضاً:
بمشاركة مصطفى بكري والمحافظ.. «استعلامات الشرقية» تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو
نظم مركز النيل للإعلام بمحافظة الشرقية التابع للهيئة العامة للاستعلامات، احتفالية كبرى بذكرى ثورة 30 يونيو الخالدة، وذلك في إطار جهود الهيئة لتعزيز الوعي الوطني وتعميق الانتماء.
وحضر الاحتفالية المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية و الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب و رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع»، والدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات والإعلامي دسوقي عبد الله مدير مجمع النيل للإعلام بالشرقية، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.
في بداية الاحتفالية رحب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بالحضور وأكد أن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من براثن حكم الإخوان الإرهابية، وكانت تلك الثورة انطلاقة حقيقة لنهضة مصر، مشيرا إلى أن الطفرة التي تشهدها المحافظة في الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في ظل حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد، كإحدى النتائج المهمة لثورة الثلاثين من يونيو.
واستعرض المحافظ العديد من المشروعات الخدمية والتنموية بمختلف المراكز والمدن والأحياء بالإضافة إلى تنفيذ المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير الريف المصري والجاري تنفيذها بمركز الحسينية بـ 41 قرية و740 تابع وذلك لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم، وشبكة الطرق التي يتم تطويرها، وتوسعة الطرق بمداخل المحافظة لربطها بالمحافظات الأخرى، والإنجاز الذي حققته المحافظة في توريد 600 ألف طن قمح.
وأكد المحافظ على أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع وتساعد في بنائه وتنميته، لافتًا إلى أن الإعلام يمثل أحد أدوات القوة الناعمة المصرية ويقف حائط صد أمام الشائعات والأخبار المضللة التي تستهدف النيل من أمن واستقرار البلاد.
وتحدث الكاتب الصحفي مصطفى بكرى عن تحديات الأمن القومي المصري في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط كالوضع في ليبيا والسودان وقطاع غزة. وآخرها الهجمات الأمريكية الصهيونية لضرب البرنامج النووي الإيراني والمخاطر التي ستترتب حال غلق إيران مضيق هرمز، مطالبا الجميع بالاصطفاف الوطني خلف قيادة الرئيس عبد الفتاح لمواجهة التحديات.
واستعرض مصطفى بكري المراحل التي مرت بها مصر أعقاب أحداث ثورة 25 يناير وتولي الإخوان مقاليد الحكم وصولا إلى ثورة 30 يونيو التي انحازت للشعب المصري وما تلاها من تحديات صعبة، وكيف استطاعت القيادة المصرية التصدي لهذه المخاطر.
وأشار مصطفى بكري إلى أن مصر شهدت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروعات قومية أبرزها العاصمة الإدارية ومبادرة «حياة كريمة» وقناة السويس ومبادرة 100 مليون صحة وشبكة الطرق واستصلاح الأراضي وزراعتها والصوب الزراعية وتوفير إسكان للجميع بالإضافة لمشروعات البنية التحتية من محطات مياه الشرب والصرف الصحي وتبطين ترع وبناء مدارس وكاتب بريد وجامعات وكذلك معاش تكافل وكرامة وتمكين الشباب ودعم ذوى الهمم، ومازالت الإنجازات تتوالى لينعم الشعب الرخاء.
وأكد مصطفى بكري أن الدولة المصرية بقيادتها الواعية استطاعت أن تعبر بالشعب لبر الأمان وتحقيق طموحاته وتطوير المناطق العشوائية وتحويلها إلى بيئة صالحة للسكن ومواصلة إجراءات الإصلاح الاقتصادي لتحسين جودة الحياة المقدمة للمواطنين واصفاً المصريين بالشعب المعلم فهم الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات والالتفاف حول القيادة السياسية للتغلب على الصعاب والمشاركة في بناء الوطن لما يتميزون به من تسامح وقناعة وحب لتراب الوطن.
وأوضح النائب مصطفى بكري بأن للإعلام دورا هاما في بناء وتنمية المجتمع ومواجهة الشائعات وتزوير الحقائق التي تستهدف مصر وشعبها والتي من الممكن أن تؤثر سلباً علي شبابنا، كما يعمل على دعم الهوية الوطنية ونشر قيم التسامح والحفاظ على هيبة الدولة.
وتضمنت فعاليات الاحتفالية تقديم فقرات شعرية وعروض مسرحية في حب الوطن والتضحية من أجله، بالإضافة إلى فقرة فنية بعنوان «تحيا مصر»، حيث تأتي هذه الفعاليات تأكيدًا لأهمية الوحدة الوطنية، ودور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا المصيرية التي تمس أمن واستقرار الوطن.
وفي نهاية اللقاء أهدى محافظ الشرقية شعار المحافظة لـ مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع» تقديراً لدورة البارز في نقل الحقيقة والاهتمام بقضايا الوطن ومشاركته في الندوة الإعلامية الموسعة والتي عقدها مركز النيل للإعلام بالشرقية التابع للهيئة العامة للاستعلامات بعنوان ( تحديات الأمن القومي المصري ).
بدوره، أهدى الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام بالهيئة العامة للاستعلامات النائب مصطفى بكرى درع الهيئة تقديرا لدوره الوطني في رفع الوعي لدى الجماهير.