موقع 24:
2025-12-02@02:18:06 GMT

القراءة على أساس من القواعد الفكرية

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

القراءة على أساس من القواعد الفكرية

علينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب





ما تزال ثقافتنا المعاصرة تفتقر إلى قُرَّاء حقيقيين يطلعون على المصادر الأولى للمعرفة، ويتشربون أمهات الكتب، فليس من قبيل المصادفة أن الثقافة العربيَّة تعاني من انحسار القراء الجادين، في هذا السياق، هذا رغم هذا الكم التراكمي الإبداعي من الأكاديميين وأرباب الفكر والعلماء، لكن أين هم الشباب من قراءة هذا المنتج الفكري؟ ولمن يورث هذا الميراث العظيم؟ ثم أين هو ذلك القارئ الحصيف القادر على التغيير والتفاعل الخلاق؟.


إنه ليؤسفني أن قول إن الواقع لا يبشِّر بجيل مثقَّف وجادٍّ وعميق، ولا يبشر بجيل يستطيع أن يرسم مستقبلًا جديدًا للأدب العربي أو للثقافة العربية الحديثة؛ هو بكل المقاييس جيل مختلف عن كل جيل، فالمسؤوليَّة جسيمة على من يقطنون في منتصف العالم- الشرق الأوسط-؛ ليحملوا مشاعل التنوير ويصبحوا رعاة الفكر في منطقة تعتبر مهد الحضارات الإنسانيَّة العريقة، والتي يقوم أساسها على المعرفة، وتعتمد لغتها الحيَّة وآدابها على التراكم الإبداعي والروحي والفكري، وكتابها الكريم يدعو إلى العلم والقراءة والمعرفة.
دعونا نناقش ونتساءل بعمق عن دور «معارض الكتاب» في تفعيل «القراءة العميقة» وعن واقع الحال من عزوف عامٍّ عن فعل القراءة ذات الطابع النقدي والفكري، وتراجعها في العصر الرقمي، وعن مصير النتاج الأدبي الأصيل بعد أن رحل قراءه وابتعدوا عن عالم الضوء، على سبيل المثال: فعند تجوالك بين أروقة معارض الكتب ستلاحظ مدى الانحسار الكبير في الإقبال على حيازة المجلدات العظيمة، ما عدا الأكاديمين وأرباب الفكر والمختصين.
إن هذه الكتب القابعة على الرفوف بين أروقة المعارض، أراها كلما أحضر هذه الفعاليات، فلا أرى ذلك التفاعل مع الروائع التاريخيَّة والحضاريَّة والأدبيَّة، ولا يتعامل القارئ المعاصر مع نتاج مبدعيهم، وخاصة التراثي منه، بالتقدير الذي يليق به، حيث لا تثير في نفوسهم ذلك الفضول المعرفي المرغوب.
أخشى على مجتمعاتنا من المستقبل، وأخاف ألا نستطيع اللحاق بالحضارة ومواكبة التطور؛ فى ظل عزوف الشباب عن مرافقة الكتاب العظيمة، خاصة مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العالم، وسهولة الوصول إلى المعلومة من خلال التقنيات الحديثة، والانتشار السريع للمعلومات، ووفرة الوسائط المعرفية والمعلوماتية وتنوُّعها.
هناك أزمة هوية لغوية تتفاقم لدى الخريجين على كل المحاور، تتمثل في فراغ فكري وثقافي ولغوي، وابتعاد عن ثقافته العربية الأصيلة، مما يدفعه تجاه هوية أخرى يتكيف معها في الشكل والمضمون، مما يؤصل فيه الرفض والتمرُّد على ثقافته، والإذعان لثقافة الآخر، تلك الثقافة المغايرة التي تجلب عاهات من الانحراف السلوكي والقيمي، وقد يكون أحيانًا ضحية الترف والرفاهية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُصيب العقول بالبلادة والخمول، فهي دوافع قوية للعزوف عن التزود بالقراءة العميقة والمحسوبة.
لا بدَّ أن نقف مع أنفسنا وقفة؛ وعلينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب؛ ليكون شبابًا مفكرًا يمتلك الأدوات الكاملة التي تعينه على الانخراط في المجتمع العالمي.
ولكي يتحقَّق ذلك لا بدَّ من استخراج الكنوز الثقافيَّة العظيمة بطريقة أو بأخرى، من حيث تفكيك هذا الموروث الحضاري من الكتب والمخطوطات إلى لغة عصرية مبسطة، تحافظ على مكنون التراث بطريقة علمية سليمة، لخلق قارئ حصيف، ولتصحيح المعايير الفكريَّة وضبط المفاهيم الأساسيَّة بكل المجالات الحيوية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

الموضوعات المطروحة على الاجتماع الإقليمي حول التحول الرقمي لمكاتب الملكية الفكرية

تعقد وحدة الملكية الفكرية والتنافسية بقطاع الشؤون القانونية بجامعة الدول العربية الاجتماع الإقليمي حول التحول الرقمي لمكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية، وذلك بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية - خلال الفترة 1- 3 ديسمبر 2025، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

ويأتي الاجتماع في إطار التعاون المستمر بين الامانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وكذلك فى ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين.

وأفادت وزير مفوض د. مها بخيت مدير إدارة الشؤون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية - بأن هذا الاجتماع يعتبر مواصلة للتعاون المستمر والمثمر منذ عام 2000 بين جامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية.

ويأتي في وقت يشهد فيه العالم تسارعًا غير مسبوق في وتيرة التحول الرقمي، وهو تحول بات يفرض نفسه كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكعنصر أساسي لتعزيز بيئة الابتكار والإبداع.

وسيتضمن جدول اعمال الاجتماع عدة محاور هامة منها: 

مناقشة الدور المحوري لمكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية في حماية الإبداعات وتنظيم حقوق المبدعين والمخترعين.التقدم المحرز في مكاتب الملكية الصناعية فيما يخص الأتمتة والتحول الرقمي للمكاتب.دور اللغة العربية في أنظمة الملكية الفكرية الوطنية والدولية.مناقشة مشروع إطلاق السجل العربي الإلكتروني للملكية الفكرية في الدول العربية وأدوات الدعم الفني التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية لتعزيز العمل في مكاتب الملكية الصناعية بالدول العربية في مجال الرقمنة.استعراض لأهم التجارب العربية الناجحة في التحول الرقمي في مجال الملكية الفكرية.

وسيعقد الاجتماع بحضور نخبة من خبراء المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومسؤولي قسم الدول العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية بالإضافة الى ممثلي ومديري مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية.

طباعة شارك الملكية الفكرية وحدة الملكية الفكرية والتنافسية جامعة الدول العربية التحول الرقمي لمكاتب الملكية الفكرية مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية المنظمة العالمية للملكية الفكرية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية

مقالات مشابهة

  • أبي والقذافي.. وثائقي يكشف قصة اختفاء وزير ليبي معارض ودور المخابرات
  • وفد من المنظمة العالمية للملكية الفكرية يزور الجزائر
  • ملتقى رياض الشريعة السادس يناقش الفكر الإنساني ودور عُمان الحضاري
  • الموضوعات المطروحة على الاجتماع الإقليمي حول التحول الرقمي لمكاتب الملكية الفكرية
  • اجتماع فني في وزارة التربية لمناقشة سير العمل في المدارس وتوزيع الكتب
  • معارض كردي:الدعم الإقليمي والدولي لعائلة البارزاني الحاكمة أصبح جحيما لشعب الإقليم
  • مصير غامض يواجه أكبر حزب معارض ببنغلادش بعد مرض زعيمته
  • المملكة تحقق نتائج متقدمة في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية
  • خرق القواعد.. مدرب في البريميرليغ ينتقد دوناروما بسبب هذا التصرف
  • بازار التصعيد... تراجع تكتيكي لعدم تغيير القواعد