إيمان يوسف.. قصة نجاح سودانية في مصر
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
تؤمن إيمان يوسف وهي صاحبة مشروع مصغر للوجبات الإثيوبية بمصر أن المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة، وتقول في حوار مع (التغيير) إن الحرب أظهرت بوضوح أن نساء السودان مبدعات.
إيمان يوسف خريجة تكنولوجيا المعلومات وربة منزل تعشق المطبخ، كشفت عن أن أسرتها وقفت معها بقوه وتحلم بأن يكون لديها براند عالمي موجود في كل مدينة، وتحدثت في هذا الحوار بنكهة النجاح والتحدي.
حوار: عبد الله برير
* متى اهتديت لفكرة عمل الطعام وبالذات اتجاهك نحو المطبخ الإثيوبي؟بدأت في العام 2018م، اهتديت للفكرة عقب عودتي إلى السودان بعد 11 سنة من الغربة، وقتها سئمت من جو الوظيفة والروتين الخاص بالدوام، وفكرت بأنني يجب أن أبدأ شيئاً خاصاً بي، فأنا مؤمنة بضرورة إنجاز شيء خاص بي فيه بصمتي، وفعلاً وبما أنني أحب المطبخ وبالذات الأكل الإثيوبي فكرت في التجربة، دخلت على الفيسبوك وكتبت منشوراً ووضعت رقمي الشخصي للاتصال، كان يوم الخميس وسبحان الله كمية الطلبات التي أتتني لم تكن طبيعية مع أنني اعتقدت أن البوست تجريبي، وبنهاية اليوم لم أستطع تلبية كل الطلبيات، ومن هنا بدأت يومياً بذات المنوال، الحمد لله والشكر لله أصبح لدي زبائن ثابتين.
المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة تريدها
* كيف كان دور الأسرة في مشروعك، هل كانت داعمة أم متحفظة؟أكرمني ربي بأسرة لا تضاهى، طوال عمري وهم كانوا من الداعمين لي في أي شئ وهذا له دور كبير في شخصيتي، بمجرد أن أخبرتهم بمشروعي وقفوا معي، شقيقي أصبح يساعدني بسيارته يوم الجمعة للتوصيل، الوالدة معي في المطبخ، أما أختي فهي كانت تنظم العمل وهي صاحبة الأفكار المبدعة والأسلوب الحلو مع الزبائن، والدي رحمه الله كان دائماً إلى جانبي وأكثر كلمة كان يقولها لي “أساعدك بشنو؟”..
* هل لدراستك علاقة أو تأثير في حبك للمطبخ؟درست تكنولوجيا معلومات، وفي العام 2007م تزوجت وهاجرت إلى مصر، درست كورسات في تربية الأطفال وتخصصت في منهج منتسوري المريكي، عملت مدرسة لمدة ثماني سنوات.
* هل هنالك اختلاف في عملك بين مصر والسودان؟لا أشعر بفرق كبير على اعتبار أن عملائي الذين كانوا في السودان معظمم أتوا إلى مصر، البداية هنا كانت صعبة بسبب تجهيز المواد، واجهتني صعوبة في تجهيز الكميات، صراحة السودان خيراته كبيرة وكل شئ متوفر بالكمية وهنالك مكان لتخزن فيه، عكس الوضع هنا فالشقق ضيقة والجيران لا يحتملون الروائح.
الحرب أظهرت بوضوح أن نساء السودان لديهن القدرة على الإبداع وخلق بدايات جديدة
* في اعتقادك، هل المرأة السودانية قادرة على منافسة الرجل في سوق البزنس؟بالتأكيد لكن نجاح كل طرف يختلف عن الثاني، المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة تريدها، الحرب أظهرت أن كمية من نساء السودان لديهن القدرة على الإبداع وخلق بدايات جديدة رغم التحديات.
* ما هي أحلامك على الصعيد المهني؟حلمي كسيدة أن يكون لدي براند عالمي (ماركة تجارية) متواجدة في كل مدينة، وأفكر في الدخول إلى قسم الحلويات.
* هل العائد مجز ويغطي التكلفة؟صراحة الدخل يغطي التكلفة، والحمدلله علي أي عائد، لكن أكبر لي ربح هو العلاقات التي اكتسبتها وإثبات جودة عملي من خلال ردود الأفعال، الغربة مصنع النجاح، أكتثر شئ يعطيك الحافز هو أن تنجح في بلد غريب، معظم الناس لا يحبون التعب.
الوسومإثيوبيا إيمان يوسف الحرب السودان مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إثيوبيا إيمان يوسف الحرب السودان مصر إیمان یوسف
إقرأ أيضاً:
التدهور البيئي في السودان
=============
د. فراج الشيخ الفزاري
======
نسمع كثيرا بمصطلحات سياسية ذات مغزي مستحق..أو دلالة منطقية مثل ( حكومة كفاءات) او( حكومة تكنوقراط)، او ( حكومة حرب) او ( حكومة بناء وإعمار )..وهكذا..ولكنني لا أجد اي مسمي يليق بحكومة كامل إدريس الا مصطلح [ حكومة البيئة المنهارة] والمقصود بذلك الانهيار الكامل الذي أصاب البيئة السودانية جراء هذه الحرب اللعينة مما يحتم علي الدولة في هذه المرحلة عند تكوين أي حكومة أن يكون هدفها الرئيسي هو معالجة الأضرار البيئية وجعلها في مقدمة العمل المؤسسي للمرحلة القادمة..
لقد احدثت الحرب اللعينة شروخا في كل البني التحتية مادية كانت أم روحية..واحدثت من الخراب والدمار البيئي ما لم تحدثه كل كوارث السودان الطبيعية السابقة من امطار وفيضانات واعاصير وتغلبات في الجو وغيرها ..فالحرب في عرف العلماء هي العدو الأول للبيئة.. و قد تأكدت هذه النظرية عمليا في حرب السودان.
لقد طالت هذه الحرب اللعينة بآثارها المدمرة كل مناطق السودان..فتلوثت أرضه وهوائه وبحاره وانهاره وشربه وغذائه فلم تعد البلاد قابلة للحياة الا بجعل البيئة واصحاح البيئة هو الهم الأول لأية حكومة تدير البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تأريخ السودان.. فقد كانت المراحل الحرجة السابقة التي تمر بالبلاد هي أزمات أما سياسية أو اقتصادية ولم تكن البيئة طرفا في المعادلة..
اصحاح البيئة ... وعودة الحياة لطبيعتها في السودان تحتاج إلي أجيال وأجيال من العمل الجاد..إذا صدقت النوايا..
وبجانب العون الداخلي والخارجي لابد من استقطاب العلماء والباحثين والخبراء السودانيين وما أكثرهم.. ولكنني اركز علي تجمع علمي ذي توجه وطني أشبه ببيت الخبره..وهو تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين...حيث ينضوي تحت لوائه أكثر من خمسمائة عالم وباحث في جميع المجالات الحياتية..وحسب أوامر تأسيسه فإن التجمع ليست له أية توجهات سياسية أو جهوية أو إثنية.. ولا يهمه من يحكم السودان بل كيف يحكم السودان ..أي من خلال مؤسساته الدستورية والحكم الرشيد.
اتمني أن تكون لحكومة الدكتور كامل إدريس تواصل مع هذا التجمع..فهم ابعد الناس عن طلب المناصب.. وأقرب الناس الي تلبية نداء الوطن اذا دعا الداعي..
تستحق البيئة ألسودانية أن تكون لها وزارة مركزية ومفوضية من المستشارين والباحثين والخبراء حتي يمكن إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com