وفي حلقة جديدة من برنامج "باب حوار" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، ناقش عدد من المتخصصين والباحثين العلاقات المغربية الجزائرية، مستعرضين التحديات والفرص المتاحة لتحسين العلاقات بين البلدين، كما تناولوا بالنقاش الجوانب التاريخية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وفي مستهل الحلقة، أشارت مستشارة الأمين العام لجبهة البوليساريو، النانة لبات الرشيد، إلى موضوع الصحراء الغربية من منظور تاريخي، موضحة أنها تمثل استمرارا لإرث الاستعمار في المنطقة.

وأكدت في حديثها على أن المنطقة تعد آخر معاقل الاستعمار في القارة الأفريقية، مؤكدة أن تحقيق الازدهار المشترك في المنطقة يتطلب إنهاء هذا الملف التاريخي، على غرار ما حدث في دول المنطقة الأخرى التي نالت استقلالها من القوى الاستعمارية.

وفي السياق ذاته، قدم الباحث السياسي محمد سالم عبد الفتاح تحليلا للعلاقات التاريخية، مشيرا إلى الدعم المغربي للثورة الجزائرية ومواقف الملك محمد الخامس المساندة للجزائر في الأمم المتحدة.

قصة حزينة

غير أنه أشار إلى أن النظام العسكري الذي نشأ بعد الثورة الجزائرية كان يوظف العداء مع المغرب لتصدير الأزمات الداخلية.

كما قدم الخبير السياحي عبدالصمد الجرجيني رؤية تاريخية للعلاقات، مؤكدا على القواسم المشتركة الثقافية والجغرافية بين البلدين.

ونبه إلى أن الاستعمار ترك يدا له في المنطقة للتحكم في الأنظمة، مستشهدا بتغيير الخرائط وترسيم الحدود.

ومن جانبه، قدم أستاذ القانون والعلاقات الدولية إسماعيل خلف الله وجهة نظر مختلفة، مصححا ما اعتبره "تغليطا تاريخيا" حول الحكم العثماني للجزائر.وأكد على أن الحدود الحالية تستند إلى اتفاقيات دولية موثقة ومصادق عليها من الطرفين.

وأضافت الإعلامية وصانعة المحتوى نورا مهرية من ناحيتها، بعدا إنسانيا للنقاش، واصفة العلاقات المغربية الجزائرية بأنها "قصة حزينة" لأخوين شقيقين.

وأوضحت أن الخلافات تراكمت عبر الزمن حتى وصلت إلى قطع العلاقات، داعية إلى تجاوز التدخلات الخارجية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.

ومن زاوية أخرى قدم الصحفي والباحث في العلوم السياسية حمزة الأنفاسي للنقاش، رؤية مستقبلية، مؤكدا على الروابط العميقة بين البلدين في التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين.

ودعا إلى ضرورة تفهم مواقف الطرفين، خاصة في قضية الصحراء التي يعتبرها المغاربة "قضية وطن وقضية أرض".

ويواصل النقاش المعمق في الحلقة موضحا أن العلاقات المغربية الجزائرية تواجه تحديات كبيرة، لكنها في الوقت نفسه تمتلك فرصا للتقارب بفضل الإرث التاريخي والثقافي المشترك.

ويبقى التحدي الأكبر الذي حاولت الحلقة الإجابة عليه هو "كيفية تجاوز الخلافات السياسية والتاريخية لبناء مستقبل مشترك يخدم مصالح الشعبين الشقيقين".

30/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العلاقات المغربیة الجزائریة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية: الجرافات الإسرائيلية تهدم منزلاً في كفر الديك

شهدت المنطقة تصعيداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، تمثل في تكثيف المداهمات الإسرائيلية، وعمليات الهدم، وتسليم إخطارات بالهدم. اعلان

أقدمت جرافات تابعة للجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، على هدم منزل سكني في بلدة كفر الديك الواقعة غرب سلفيت في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن أُجبر صاحبه، يونس الديك، وعائلته على إخلاء المنزل المؤلف من طابقين.

وشهدت المنطقة تصعيداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، تمثل في تكثيف المداهمات الإسرائيلية، وعمليات الهدم، وتسليم إخطارات بالهدم، إلى جانب تجريف أراضٍ ومصادرتها.

في الأثناء، قال النادي الفلسطيني في بيان، إن جيش الدولة العبرية اعتقل خلال الأسبوع الأخير في الضفة نحو 150 مواطنا، منهم أطفال، ونساء، إضافة إلى أسرى سابقين.

Relatedالحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربيةالضفة الغربية: أسعار الأضاحي ترتفع وسط أزمة اقتصادية خانقةالجيش الإسرائيلي يُداهم محال صرافة في الضفة الغربية بدعوى مصادرة "أموال الإرهاب"

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتقدر الأخيرة بنحو 60 بالمئة من مساحة الضفة.

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس (شمال) منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يبحث مع رئيس أركان الجيش التركي الجنرال متين غوراك والوفد المرافق له في دمشق، القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويعزز التعاون الدفاعي بين الجيشين، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية
  • طبول الجحيم تُقرع.. أمريكا تهرب وكيانها يختنق: فهل بدأت الحرب الكبرى؟
  • الضفة الغربية: الجرافات الإسرائيلية تهدم منزلاً في كفر الديك
  • ⚠️حفتر… هل تسمعني؟
  • «الدعم السريع» تعلن السيطرة على مثلث الحدود مع مصر وليبيا والجيش يقر بـ«الإخلاء»
  • وزير الخارجية يبحث مع مستشار الأمن القومي الصومالي تعزيز العلاقات بين البلدين
  • بن جامع: قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة تصفية استعمار
  • سفير المملكة لدى الفلبين يستقبل سفير الكويت ويبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين
  • في تحول سياسي كبير..حزب "أم كاي" الجنوب إفريقي يدعم مبادرة الحكم الذاتي للمغرب