كم تتضرر صحتك من الجلوس فترات طويلة؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
يعاني كثير منا من شعوره بالذنب تجاه نفسه بسبب الجلوس على كرسي المكتب طوال اليوم، ثم الجلوس على الأريكة في المساء، فما تأثير ذلك على صحتنا على المدى البعيد؟
الطقس البارد والمظلم يقلل بشكل كبير من الرغبة في ممارسة الرياضة في هذا الوقت من العام، ولكن تحريك جسمك قليلا وبشكل متكرر يمكن أن يصنع العجائب لصحتك.
تقول لورا مولد، اختصاصية العلاج الطبيعي بمستشفى نوفيلد هيلث ليدز في المملكة المتحدة، في حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية، "تشمل العلامات التي تدل على الجلوس فترات طويلة آلام المفاصل وتيبسها، خاصة في الظهر والعنق، وآلام العضلات وتشنجها، خاصة في الكتفين، وخلف الركبتين، والعضلات في مقدمة الوركين، وانخفاض مستويات الطاقة، والإرهاق، وصعوبة التركيز يمكن أن تكون أيضا مرتبطة بقلة النشاط".
الجلوس فترات طويلة قد يؤدي أيضا إلى تفاقم أعراض الحالات الصحية الموجودة مسبقا مثل التهاب المفاصل، أو مشاكل التنفس، أو مشاكل الدورة الدموية.
تقول اختصاصية العلاج الطبيعي كلارا كيرفين "يمكن أن يجعل الجلوس عظامك أضعف، ويؤدي ذلك في النهاية إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور؛ فالجلوس يضع ضغطا كبيرا على العمود الفقري وقد يؤدي إلى انضغاط الأقراص الفقرية، ومشاكل العمود الفقري يمكن أن تسبب آلاما شديدة، وقد تؤدي في النهاية إلى عدم القدرة على الحركة".
قلة النشاط يمكن أن تؤثر سلبا أيضا على وضعية الجسم، ولذا توصي كيرفين فتقول "توقف عن الانحناء واجلس مستقيما مع وضع القدمين بشكل مسطح على الأرض واجعل الشاشات عند مستوى العين".
يمكن أن يضعف الجلوس العضلات الكبيرة في الساقين وعضلات الأرداف، مما يؤدي إلى ضمورها. هذه العضلات ضرورية للمشي، والحفاظ على التوازن، واستقرار الجسم بشكل عام.
تقول كيرفين إن "الجلوس يمكن أن يؤدي أيضا إلى شد عضلات الوركين، مما قد يسبب مشاكل في مفاصل الورك".
وتزداد هذه المشكلات مع التقدم في العمر، فعدم تحريك كبار السن الجسم بانتظام يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات أو فقدانها مما يجعلهم يواجهون صعوبة في النهوض من السرير أو الكرسي.
تقول خبيرة العلاج الطبيعي لورا ستوكس "ممارسة القليل من الحركة وبشكل متكرر هو المفتاح إذا كنت تعيش نمط حياة يتسم بالخمول أو تجد نفسك ملتصقا بمكتبك. الوقوف والتحرك قليلا يمكن أن يساعدا حقا في تقليل تيبس المفاصل وتشنج العضلات".
إليك هذه التمارين البسيطة ويمكنك القيام بها خلال اليوم:
١- دوران الكاحل
يقول المدرب الشخصي أولي بانكس "أثناء الجلوس، ارفع قدميك عن الأرض وقم بتدوير كاحليك في حركات دائرية بالاتجاه نفسه 5 مرات، ثم العكس. كرر هذا التمرين 3 مرات".
يساعد هذا التمرين على تنشيط تدفق الدم في الساقين والقدمين، فيمنع ذلك التيبس ويحسّن الدورة الدموية.
٢- تمديد الساق
يقول بانكس "مدّ ساقا واحدة أمامك واثن قدمك، ثم أعدها إلى الأسفل. كرر مع الساق الأخرى واستمر بالتبديل عدة مرات".
يمكن أن يمنع تمديد الساقين التيبس المزعج في ساقيك، خاصة إذا كنت جالسا وقتا طويلا.
٣- الخطوات السريعة
يقول بانكس "ارفع كعبيك عن الأرض بحيث تكون واقفا على مقدمة قدميك، ثم قم بالتبديل بسرعة بين رفع الكعبين للأعلى والأسفل كما لو كنت تجري في مكانك. قم بهذا لمدة 10 ثوان، ثم استرح 5 ثوانٍ، وكرر 10 مرات".
يساعد هذا التحرك السريع على تنشيط عضلات الساق وتعزيز الدورة الدموية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
انتصار الحبسية.. فنانة تنسج حكايات الماضي في صورة
تتجه عدسة المصوّرة الفوتوغرافية العُمانية إنتصار الحبسية إلى عيون الناس، تبحث عن الحكايات في نظراتهم، عن تاريخ حافل بالذكريات، وكأنها تريد أن تروي سيرة إنسان من خلال تفاصيل حياته اليومية، عاداتهم، تقاليدهم، وموروثهم المادي وغير المادي.
كلُّ لقطة تصنعها ليست مجرد صورة عابرة تُنشر في صفحاتها الافتراضية فحسب، بل تكون بمثابة شهادة على حياة بسيطة، مليئة بالذكريات، وبالقصص التي تحكي حضارة شعب.
انتظار لحظة الالتقاط، اختيار الزاوية، ترتيب المشهد أو التقاطه عفويًا، كلها عناصر ترافقها في رحلتها اليومية مع آلة التصوير التي لا تتوقف عن العطاء، ولو أخذت فترة من الاستراحة.
تقول انتصار: "بعض المشاهد عفوية فعلا، ولكن لا غنى عن صناعة المشاهد، خاصة تلك التي تُحاكي أيام الأسلاف الغابرة والتي عفا عليها الزمن، نصنع المشهد لنوثق برؤيتنا الفنية قدر الإمكان، لنقول: هكذا كانت حياتنا البسيطة الجميلة، وهكذا كانت أمهاتُنا يلبسن، وأطفالنا يتزينون، هكذا كانت البيوت والجدران ذات يوم مضى".
بدأت إنتصار الحبسية رحلتها مع التصوير منذ أيام المدرسة، حين كانت تلتقط الصور باستخدام الهاتف المحمول آنذاك.
تقول مصوّرتنا: "بعد أن اشترت لي والدتي آلة تصوير، بدأت أصوّر حياة الناس والأطفال بشكل خاص، ومع الوقت تعمّقت في هذا مجال التصوير الضوئي وشاركت في مسابقات ومعارض محلية ودولية".
ومع مرور الوقت، قررت أن تحوّل شغفها إلى مهنة حقيقية وتستثمر في موهبتها وشغفها: "من ثم قررت أن أدخل عالم الأعمال لأطوّر نفسي أكثر فأكثر، والحمد لله نسعى دوما لإبراز قدراتنا، وإثبات أنفسنا أمام الآخرين بأن تجاربنا الضوئية تصنع لهم الذكرى الجميلة".
كانت أول تجربة لها بالتصوير الاحترافي في سوق مطرح، حيث شدّها حيوية الناس ومحلات سوق مطرح التقليدية الباقية إلى اليوم، وحَرّك بداخلها شعور بأن لديها ما تُصوّره وتوثقه، في بيئة غنية بالتفاصيل المكانية والحيوية، من تفاصيل معمارية وحياة الناس.
تقول: "كانت أول تجربة لي في سوق مطرح، حيث لفت انتباهي حيوية الناس والأسواق القديمة، وشعرت حينها أنني أريد أن أسجّل هذه اللحظات التي لا تُعَوَّض".
يغلب على انتصار الحبسية ميولها نحو تصوير الحياة اليومية، خصوصا المشاهد المرتبطة بالبساطة والماضي العُماني، لأنها تمنح الصور صدقًا ودفئًا إنسانيًا. تقول: "اللحظات اليومية تكون طبيعية وغير مصطنعة، والناس فيها يكونون على حقيقتهم، هذا يعطي الصورة إحساسًا حيًا وقريبًا للقلب ويحكي قصتهم وثقافتنا العُمانية".
يمكن للمتابع من خلال صورها أن يرى الأم التي تمشط شعر ابنتها خصلة تلو الأخرى، لتتشكل جديلة متقنة تزين رأس الفتاة، أو الحِرَفيةَ القديمة التي ما زالت بعض النساء يفخرن بها وهي تغزل الخيوط، وكل ذلك يصنع لدى المشاهد إحساسًا بالألفة والحنين للماضي الجميل.
تركز إنتصار الحبسية وتصبّ تركيزها على ملامح الأشخاص وتعابير وجوههم، فهي ترى في كل ابتسامة أو عبوس أو نظرة قصصًا كاملة: "أبحث عن ملامحهم وتعابيرهم وقصصهم ومشاعرهم، كل تفصيلة في الوجه تحكي جانبًا من حياتهم". هكذا تعلّل انتصار سبب تركيزها بالملامح. اختيارها بين اللقطة العفوية والمعدّة مسبقًا يعتمد على طبيعة المكان والأشخاص، إذ تقول: "يعتمد الأمر على المكان والأشخاص، بعض اللقطات تكون عفوية وبعضها أصنع تكوينها لأجل المشهد المناسب".
تعتمد إنتصار في أعمالها على كاميرا نيكون 850 وعدسة 24-70، لكنها تؤكد أن الأدوات ليست كل شيء، قائلة: "المهم هو كيف يستخدم الشخص المعدات، فالإبداع لا يقتصر على التكنولوجيا".
يمكن للأداة الجيدة أن تساعد، لكنها لا تستطيع نقل الإحساس والتقنية والعمق البصري الذي يصنعه الفنان بيده وروحه وعينه الحساسة للفن.
مسيرة مصوّرتنا انتصار الحبسية مليئة بالإنجازات، وعضويتُها في الجمعية العمانية للفنون فتحت لها آفاق المشاركات الدولية والمحلية، ونالت عدة جوائز على المستويين، إضافة إلى تكريم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمناسبة يوم الشباب العُماني.
وتصف مشاركاتها في المعارض المحلية والدولية بأنها "تعزز الخبرة من خلال التفاعل المباشر مع المصورين والمنافسين، سواء داخل السلطنة أو خارجها".
قد يجد الفنان نفسه ذات يوم أنه قدم كل ما لديه، فيصاب بنوع من الإحباط، وذلك الأمر ذاته الذي لامس إحساسَ انتصار الحبسية، فانقطعت عن التصوير فترة من الزمن، إلا أن هذا التوقف لم يكن سوى استراحةَ محارب، استراحةَ فنان أخذ من الإجازة وقتا كافيا لإعادة ترتيب أوراقه. ما يثبت أن الشغف المتحالف مع انتصار لا يزال باقيًا ومشتعلًا، مُتَوقدا بحرارة لا تهدأ، وهو المحرك الحقيقي في رحلتها، فهو يجمع بين الرغبة في التعبير، تحدي النفس، تطوير المهارة، والاحتفاظ بالذكريات.
تقول: "الاهتمام والتفاعل الإيجابي مع التصوير، والفرص الإبداعية المتعددة، والشعور بالإنجاز، كل هذا يسهم في الحفاظ على استمرارية شغفي بالتصوير".
بهذا المزج بين الحس الإنساني والعمق البصري، تحوّل إنتصار الحبسية تفاصيلَ الحياة اليومية إلى لحظات تنطق بالجمال، وتثبت أن الصورة -إلى جانب تعريفها البسيط بأنها "محتوى بين إطار"- فإنها كذلك وسيلة لرواية الإنسان والزمان والمكان برؤية فنية متفردة.
وفي كل معرض تشارك فيه أو مسابقة تُنظَّم، أو جلسة تصوير تُعِدُّ لها، يظل حضورها دليلا على أن التصوير بالنسبة لها لغة تعكس روح الإنسان وعلاقته بأرضه وتراثه، ولغة وافرة بلا كلمات ولا
صوت.