عربي21:
2025-05-31@04:24:57 GMT

وقفة مع التقرير الأخير لديوان المحاسبة الليبي

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

صدر تقرير  ديوان المحاسبة الليبي عن العام 2023م، وصار مألوفا أن يتأخر صدور التقرير نحو عام عن الموعد الصحيح، وتتعدد المبررات لتفسير دواعي التأخير، إلا أن السياسة حاضرة بشكل ما، وفي ظل الظروف الراهنة كل شي محتمل لتبرير التعثر والتقصير وحتى الانحراف.

التقرير جاء في نحو 580 صفحة، وغطى مختلف القطاعات والمؤسسات العامة، تلك التي تخضع لسلطة حكومة الوحدة الوطنية، وخلا التقرير من أي بيانات عن الحكومة التابعة لمجلس النواب وما يتبعها من أجسام.



ويعكس التقرير حجم الفساد ومدى الهدر في المال العام والتسيب في الإدارة والأداء الوظيفي في جل المؤسسات العامة، حتى صارت الوقائع التي تضمنها التقرير، وهي بالمئات، محل تندر النشطاء والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحضر السخط والغضب في كتابات أغلب من علقوا على مضامين تقرير الديوان في مقالاتهم أو مشاركتهم على القنوات الفضائية.

ومن اللافت أن البيانات المتعلقة بالمالية العامة للدولة أظهرت فروقا كبيرة في رصدها بين المؤسسات السيادية المعنية بإدارة الإيرادات والنفقات، فحجم الإيرادات العامة العام 2023م بلغت، وفقا لتقرير الديوان، ما يزيد عن 176 مليار دينار، فيما أثبتها تقرير المصرف المركزي في نهاية نفس السنة عند 126 مليار تقريبا، وبفارق بلغ نحو 50 مليار دينار.

الارتباط بين الفساد والفوضى السياسية وترهل وهزال الدولة ومؤسساتها مؤكد، لكنه لا ينبغي أن يكون مبررا للقبول به والسكوت عنه، وينبغي أن تتطور بدائل وأدوات التصدي له عبر تفعيل كا ما هو ممكن من قوانين ونظم وإجراءات وأداوت.الهوة ظهرت أيضا بين حجم الإنفاق العام الذي قدره ديوان المحاسبة بنحو 175 مليار دينار فيما بلغ الرقم 125.7 مليار حسب بيان المصرف المركزي، ويعزى ذلك إلى تضمين الديوان قيمة النفط الخام الذي تم مقايضته بمحروقات، والبالغ نحو 42 مليار دينار، فيما لم يدرجه المركزي الليبي في بيانه لإيرادات ونفقات العام نفسه، والفارق بين الجسمين السياديين في بيانات المالية العامة مختلف وبمبلغ كبير حتى مع احتساب مقايضة النفط بالمحروقات، وهذه مسألة تحتاج إلى معالجة.

لم يتضمن التقرير أي بيانات عن أداء حكومة الشرق وما يلحقها من مؤسسات، وليس لديوان المحاسبة في الغرب سلطان على الحكومة التابعة لمجلس النواب، وهناك ديوان خاص بالجبهة الشرقية، وهنا يظهر عوار الانقسام والنزاع، كما تتأكد صعوبة لملمة الشعث والتشظي الذي طال ليس فقط السلطة التنفيذية بل تعداها إلى الهيئات الرقابية وحتى المؤسسات القضائية.

ديوان المحاسبة كان أمام خيار أن يعتمد على مصادر غير مباشرة لرصد أداء المؤسسات في الشرق، وهذا نهج لا يتفق مع طريقة عمل الديوان، وبالتالي لم يكن هذا الخيار محل نقاش، أو أن يتوقف عن إصدار التقرير إلى حين توحيد المؤسسات، وهذا أيضا لم يكن مقبولا، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وبالتالي فإن إلقاء اللوم على الديوان في أن التقرير لم يتضمن معلومات عن الحكومة الموازية ربما لم يكن في محله.

القضية الأكبر والأخطر التي كشف عنها تقرير الديوان هو استفحال الفساد وتفشيه بشكل مخيف ومقلق جدا، حتى بات سلوك عاما ينتشر في كافة المؤسسات العامة في الداخل والخارج، وفي كافة المستويات الإدارية، العليا والوسطى وحتى الدنيا، وهناك ما يدلل على وقوع تواطأ بين المستويات الإدارية في المؤسسة الواحدة على الفساد، وكذلك الارتباط الأفقي بين المؤسسات التي تتشابك أنشطتها.

هذا الوضع الذي بات أشبه بالوباء في الجهاز الحكومي الليبي يتطلب وقفة جادة من كل من يعنيهم من النخبة والنشطاء، وينبغي أن يرتقي الاهتمام بمكحافحته إلى درجة تضمينه في أي خطط أو مبادرات للتسوية السياسية على المستوى الوطني، وأيضا ضمن مشروعات التغيير، سواء كانت عبر الانتخابات أو من خلال التوافقات السياسية.

الارتباط بين الفساد والفوضى السياسية وترهل وهزال الدولة ومؤسساتها مؤكد، لكنه لا ينبغي أن يكون مبررا للقبول به والسكوت عنه، وينبغي أن تتطور بدائل وأدوات التصدي له عبر تفعيل كا ما هو ممكن من قوانين ونظم وإجراءات وأداوت.

ما يقوم به مكتب النائب العام من جهود لملاحقة الفساد والفاسدين عبر التحقيقات والقرارات التي تصدر بضبط من يثبت تورطهم في فساد مثمن، إلا أن الوضع يستدعي مضاعفة هذه الجهود وغلق الفجوات التي تسمح بتسرب الفساد في كافة مستوياته وملاحقة كل ما يتورطون فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفساد ليبيا فساد ادارة رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیوان المحاسبة ملیار دینار

إقرأ أيضاً:

أكثر من 12 مليار ريال تكلفة صيانة الطرق خلال 2024م

تقرير/ يحيى جارالله

الصيانة بأنواعها المختلفة (دورية، روتينية، وطارئة) كانت وستظل حجر الزاوية في الحفاظ على شبكة الطرق والجسور، واستمراريتها في خدمة المواطن، إلا أنها باتت تشكل عبئا كبيرا نتيجة العدوان والحصار المستمران على اليمن منذ عشر سنوات، وما ألحقاه من تداعيات اقتصادية خطيرة كان لها تأثير كبير في تراجع مخصصات صيانة الطرق.

تمثل مسالة صيانة الطرق واحدة من المهام الكبيرة والصعبة التي تواجه الدولة والحكومة، وتضطلع بتنفيذها المؤسسة العامة للطرق والجسور، ومعها صندوق صيانة الطرق كمساند وداعم أساسي لجهودها المستمرة في إجراء المعالجات الطارئة لشبكة الطرق من أجل الحفاظ عليها والحيلولة دون وصولها إلى المرحلة التي يصعب فيها إجراء أي معالجات لأنها عندئذ تتطلب إعادة إنشائها بمبالغ كبيرة لا يمكن توفيرها في ظل الظروف الراهنة مع استمرار قوى العدوان والمرتزقة في نهب ثروات ومقدرات البلد التي كانت تساهم في تغطية الجزء الأكبر من الموازنة العامة.

تعد الإدارة العامة للصيانة بالمؤسسة العامة للطرق هي المعنية بأداء هذه المهمة الحيوية والتي باتت تواجه الكثير من الصعوبات، منذ بداية العدوان على اليمن وما ترتب عليه من تراجع كبير في الاعتمادات المالية التي كانت تخصص لإجراء الصيانة الدورية للطرق والتي تساهم في إطالة العمر الافتراضي لها.

وأوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور المهندس عبدالرحمن الحضرمي أنه ومنذ العام 2015م تراجعت الإيرادات العامة بشكل كبير جدا نتيجة العدوان والحصار فتراجعت معها التمويلات المخصصة للصيانة الدورية للطرق ما أدى إلى تفاقم الأضرار فيها، الأمر الذي شكل تهديدا حقيقيا للشبكة وكاد أن يصل بها إلى الانهيار الكلي لولا الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة والتي واصلت العمل من أجل إنقاذ الطرق خصوصا الرئيسية، من خلال وضع طبقات إسفلتية رقيقة كحلول إسعافية للحد من تفاقم الأضرار وبما يضمن بقاءها في الخدمة.

حلول إسعافية

رئيس المؤسسة أكد أنه ونتيجة لتراجع المخصصات المالية للصيانة جراء العدوان والحصار اضطرت المؤسسة لتخفيض الطبقات الاسفلتية أثناء الصيانة لتصل إلى سنتيمتر واحد في غالبية الأحيان بعد أن كانت تصل خلال الفترات الماضية إلى خمسة سنتيمترات، وذلك لتتمكن المؤسسة من معالجة الخشونة في أكبر قدر من الطرق، كحلول اسعافية تدوم لنحو ثلاث إلى أربع سنوات، وبالتالي الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه حتى تتحسن الأوضاع وتعود المخصصات الكافية لتنفيذ طبقات اسفلتية تدوم لفترات طويلة.

ولفت إلى أنه ونتيجة لشحة الإمكانيات المالية المخصصة للصيانة انحصر العمل على الصيانة الروتينية والطارئة والتي لم تكن مجدية من دون تنفيذ أعمال الصيانة الدورية، فكان لزاماً البحث عن حلول ومعالجات بديلة تمثلت في تنفيذ طبقات اسفلتية إضافية تراوحت ما بين 2 سنتيمتر إلى 5 مليمتر حسب نسبة خشونة الطريق، والذي أسهم في الحد من استنزاف المبالغ الخاصة بالصيانة المتكررة للطريق.

وبحسب المهندس الحضرمي فإن غالبية الطرق قد دخلت مرحلة إعادة التأهيل التي تتطلب مبالغ كبيرة يصعب توفرها في الوضع الراهن، إلا أنه يتم تنفيذ المعالجات الضرورية والمناسبة للحفاظ عليها بحسب الإمكانيات والموارد المتاحة لضمان استمرار جاهزيتها وراحة مستخدمي الطرق والحد من الحوادث واستهلاك المركبات.

وثمن الاهتمام الذي توليه القيادة الثورية ورئيس المجلس السياسي الأعلى، والحكومة ممثلة بقيادة وزارة النقل والأشغال العامة، في متابعة ودعم جهود المؤسسة والصندوق للحفاظ على الطرق خصوصا الرئيسة منها الرابطة بين المحافظات.

أعمال الصيانة في 2024

شهد العام الماضي 2024م حراكا كبيرا في أعمال صيانة الطرق على مستوى جميع فروع ومراكز الصيانة، وتنفيذ الترميمات الاسفلتية لشبكة الطرق الرئيسية إلى جانب أعمال تصفية العبارات ومصارف المياه لغالبية الطرق.

وبهذا الشأن أوضح مدير الإدارة العامة للصيانة بالمؤسسة المهندس عبدالقادر بادي أن التكلفة الإجمالية لأعمال صيانة الطرق بلغت خلال العام الماضي 12 مليارا و73 مليون ريال.. مبينا أن التمويلات المقدمة عبر صندوق صيانة الطرق بلغت 11 مليارا و666 مليون ريال، في حين بلغت تكلفة الأعمال الممولة من السلطة المحلية في أمانة العاصمة 224 مليون ريال، إلى جانب 147 مليونا من السلطة المحلية بمحافظة صنعاء، وقرابة 36 مليون ريال كمساهمة من المجتمع.

وذكر أن الخلطة الاسفلتية المستخدمة في أعمال الصيانة وصلت خلال العام 2024م إلى 60 ألفا و128 طنا، فضلا عن أربعة آلاف و480 طنا من الاسفلت السائل.

معدات جديدة بمليار ريال

تحرص قيادة المؤسسة العامة للطرق والجسور على الاستمرار في برنامج شراء المعدات الجديدة على مستوى إداراتها العامة الرئيسية ومنها الإدارة العامة للصيانة التي تمثل القلب النابض للمؤسسة بالنظر إلى دورها المحوري في تنفيذ أعمال ومشاريع الصيانة الكفيلة بالحفاظ على جاهزية الطرق واستمرار حركة السير فيها.

وفي هذا السياق أفاد مدير عام الصيانة بأن إدارته تمكنت خلال العام الماضي من شراء معدات جديدة بأكثر من مليار و51 مليون ريال، والتي شملت غرافتين نوع (كاتر- 950)، ودكاكتي اسفلت (دبل)، وخمسة بوكلينات نوع (كاتر)، وفرادة اسفلت (فوجل 3 – 1800)، وخلاطة اسفلت، ومنشار لقص الاسفلت، وآخر لقص الأشجار، وعدد أربعة فينكسات، وكرفانة متنقلة، إضافة إلى خلاطتي اسمنت، وخمسة كمبريشنات.

إصلاح المعدات

وأكد المهندس بادي أنه وإلى جانب تنفيذ أعمال الصيانة والترميمات للطرق، استمرت الإدارة العامة للصيانة في برنامجي إصلاح المعدات والكنوب في فروع المؤسسة ومراكز الصيانة المنتشرة في عموم المحافظات، والتي تكللت بإصلاح العديد من هذه المعدات والآليات بتكلفة 218.9 مليون ريال، فيما بلغت تكلفة إصلاح الكنوب قرابة 40 مليون ريال.

وتعرف الكنوب بأنها الأماكن أو المواقع التي تستخدمها المؤسسة كمقرات لمعداتها ومساكن لمهندسيها وعمالها، إلى جانب مزاولة الأعمال الإدارية لكافة الفروع ومراكز الصيانة في المحافظات.

وفي إطار خطتها للعام الجاري تسعى الإدارة العامة للصيانة إلى تنفيذ أعمال ترميمات لكنوب الفروع ومراكز الصيانة بمبلغ 80 مليون ريال، انطلاقا من الأهمية التي تشكلها هذه الكنوب لتطوير وتحسين الأداء وتسريع الإنجاز لمختلف الأعمال والمشاريع المنفذة في مختلف المحافظات.

كما تسعى إدارة الصيانة في إطار الخطة إلى توفير 500 طن من الاسفلت كمخزون احتياطي، بتكلفة 180 مليون ريال، وكذا 300 ألف لتر من الديزل بقيمة 140 مليون ريال، إلى جانب شراء قطع غيار وإطارات للمعدات الجديدة (بوكلينات، بوبكات، قلابات) بقيمة 50 مليون ريال، وإصلاح معدات في الفروع ومراكز الصيانة بنحو 80 مليون ريال.

سبأ

مقالات مشابهة

  • شون وصوامع سوهاج تستقبل 165 ألف طن قمح خلال شهر.. وصرف 2.5 مليار جنيه للمزارعين
  • توريد 165 ألف طن قمح خلال شهر بسوهاج وصرف 2.5 مليار جنيه مستحقات للمزارعين
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • أكثر من 12 مليار ريال تكلفة صيانة الطرق خلال 2024م
  • "اعتراضا علي رفع الرسوم القضائية".. محامو البحيرة ينظمون وقفة احتجاجية بدمنهور (صور)
  • رئيس نيجيريا يطلب قرضا يفوق 21 مليار دولار لدعم النمو الاقتصادي
  • حرب إسرائيل على غزة تكلفها 40 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب.. منظومة مكافحة الفساد
  • استعراض التحديات التي تواجه المؤسسات الصحية الخاصة بشمال الباطنة
  • الرئيس عباس يتسلم التقرير السنوي لهيئة مكافحة الفساد لعام 2024