الأسبوع:
2025-08-01@14:09:01 GMT

إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان

تثير إدارات الدعم السريع المدنية التي أُعلن عن تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات، مثل الخرطوم ودارفور، تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على وحدة السودان، لا سيما في ظل سيناريو التقسيم الذي يلوح في الأفق.

وبدأت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كقوة شبه عسكرية ذات دور محدود، لكنها تحولت تدريجيًّا إلى لاعب رئيسي في المشهد السوداني.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيطرتِ القوات على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، وبدأت محاولات لتأسيس إدارات مدنية موازية للحكومة المركزية.

وتُعَد الخرطوم من أبرز المناطق التي شهدت تأسيس إدارة مدنية بإشراف الدعم السريع، تضم مجلسًا تشريعيًّا ومجلسًا قضائيًّا. برغم الادعاء بأنها تسعى لتقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف وطأة الحرب، يرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس طموحات سياسية تهدف إلى شرعنة سيطرة الدعم السريع في مناطق نفوذها، وهو أمر قد يؤدي إلى انقسام فعلي في السودان.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بينما يظل الجيش محاصَرًا في بعض الجيوب. أما في دارفور وجنوب السودان، فالوضع لا يقل تعقيدًا، حيث باتت مناطق النفوذ العسكري تحدد طبيعة الإدارة. وهذا الوضع يذكّر بتجارب مماثلة في دول مثل ليبيا واليمن، حيث أدى النزاع المسلح إلى تقسيم واقعي وتأسيس حكومات متوازية.

ورغم إعلانها عن نجاحات خدمية مثل إعادة تشغيل مستشفيات ومحطات مياه، تواجه إدارات الدعم السريع تحديات كبرى، أبرزها غياب الأمن وثقة المواطنين. فالكثيرون يرون هذه الإدارات امتدادًا لعنف الميليشيات، ما يجعلها غيرَ قادرة على كسب الشرعية الشعبية.

ولا يمكن فصل الأزمة السودانية عن التدخلات الخارجية. فالدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع من جهات إقليمية ودولية يعزز موقفها العسكري، لكنه يفاقم أيضًا من الأزمة الوطنية. وهذه التدخلات تهدف غالبًا لتحقيق مصالح اقتصادية وچيوسياسية في السودان، مستغلة موارد البلاد وموقعها الاستراتيچي.

وفي ولاية الجزيرة، تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ إدارتها المدنية. ورغم بعض النجاحات الإدارية المعلنة، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو تقديم نموذج لإدارة بديلة يمكن استخدامُها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع الجيش.

ومع تزايد الإدارات المدنية التي تنشئها قوات الدعم السريع، يخشى كثيرون من سيناريو تقسيم البلاد إلى حكومات متوازية، كما حدث في ليبيا. هذا السيناريو يهدد بإضعاف الدولة المركزية، ويفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد.

ومن خلال إدارتها المدنية، تسعى قوات الدعم السريع لإثبات قدرتها على إدارة العمل المدني والعسكري، في محاولة لاستمالة المجتمع الدولي وإظهار الجيش السوداني كطرف غير قادر على الحفاظ على الأمن أو تقديم الخدمات.

والتقسيم الفعلي لمناطق النفوذ في السودان يعمّق من الانقسامات الاجتماعية، ويزيد من حدة التوترات العِرقية والإثنية، خاصة في مناطق مثل دارفور والجزيرة، مما قد يؤدي إلى صراعات أهلية تهدد النسيج الاجتماعي.

وختامًا، يواجه السودان تحديًا وجوديًّا يتمثل في خطر الانقسام بسبب إدارات الدعم السريع واستمرار التمرد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”

بورتسودان- متابعات تاق برس- في خطوة تكشف عن موقف الاتحاد الإفريقي من الحرب الدائرة في السودان؛ قال ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش أنه يُحمد للجيش السوداني استمراره في دحر التمرد – على حد وصفه- وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان.

وكان السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان التقى اليوم الثلاثاء، ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش، بحضور وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق والسفير أحمد يوسف مدير الإدارة الإفريقية بالانابة.

وقال محمد بلعيش في تصريح صحفي أنه نقل إلى رئيس مجلس السيادة تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السفير علي محمود يوسف.

وأكد دعمه واهتمامه بوحدة السودان واستقراره. مضيفا أن زيارته للسودان تأتي في إطار استكشاف سبل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان.

 

لافتاً إلى أن اللقاء كان مثمراً، واتسم بالشفافية والصراحة وتناول مجمل تطورات الأوضاع في السودان.

 

وأعرب بلعيش عن أمله في أن يكون السودان نموذجاً في مجال تسوية الأزمات في إفريقيا.

ونوه إلى أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان وتجويد الخدمات، والشروع في عملية إعادة الإعمار والبناء بشكل تدريجي؛ لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.

وقال ممثل الاتحاد الإفريقي “هذه محمدة في أن تستمر القوات المسلحة في دحر التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان”.

ودعا بلعيش إلى أهمية انتهاج الحوار لتسوية الخلافات وتجاوز مرارات الماضي وفق ما تم التوقيع عليه في جدة في 12 مايو 2023، الذي يشكل أرضية لوقف الحرب وإعطاء انطلاقة إلى حوار جاد بين أبناء السودان.

الاتحاد الإفريقيالدعم السريعمحمد بلعيش

مقالات مشابهة

  • السودان.. الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع في دارفور
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • زوبعة الحكومة الموازية في السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”