موقع النيلين:
2025-06-03@03:05:31 GMT

“البرهان” .. يسير على حقل ألغام

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

واحد من أكبر الأخطاء في التعامل مع الرئيس “عبدالفتاح البرهان” هو التقليل من قدراته، كونُه لا يتعجل المواقف ولا يتخذ قرارات انفعالية مقارنة بالرئيس “البشير” ، كما انه يتحدث لغة المثقفين ، ولا يستخدمُ عبارات العوام كثيراً، هذا لا يجعله أقلَّ فهماً ودراية بالقضايا المطروحة، او يضعه في خانة “المراوغة” ، الرجل يسير على حقل “الغام” ، تحاصره الازمات التي تتطلب الحكمة لا القوة .

لا شك .. أن حرب 15/أبريل بمثابة زلزال عنيف ضرب بلادنا ، وزمن الزلازل يحتاج إلى أقوياء حكماء لا أقوياء فقط.

ليست المرة الأولى التي يخرج فيها سياسي لمهاجمة “البرهان” لأنه لم يتخذ مواقف تخدم مصالحه الفكرية والسياسية،الرجل يخوض معارك داخلية متعددة وأطماع خارجية ، الجميع يتربص به.

الغرب يحاصر سلطته، يدفعه دفعاً إلى مصير “البشير” ، ومن جانبه يحاول إبعاد شبح العقوبات الدولية عن بلادنا، الخليج يطمع في ثرواتنا، “البرهان” يقاوم و يرفض الانصياع للعصا التي تلهب ظهره لكي ينحني ويمنحهم ما يريدون ، “البرهان” ليس كاذباً ولا خائناً، ولا ضعيفاً انما “حكيم ” يحاول اطفاء الحرائق بقدر المستطاع ،بينما تستفيد جهات أخرى من أوراها.

المشهد الأهم في هذه الجدارية السياسية ، ان الرئيس “البرهان” رغم اخطائه، الا انه يعمل على استعادة الدولة، سوف يذهب كل هذا العذاب سدى إذا مضينا في الجدل العقيم، الانتصارات لا تأتي من الخارج. وأكبرها، أن تكون الناس تحت سقوفها.

جهود “البرهان” في استعادة الدولة في هذه الفترة يعكس وعياً وطنياً عميقاً بضرورة تجنب الفوضى السياسية والأمنية مستقبلاً، فالانقسام السياسي على أشدّه، والتمترس الحزبي جاهز لإعادة إنتاج خطاب مواجهة داخلية تداعياتها أقسى من تداعيات حرب ١٥/أبريل .
اللحظة السودانية ليست مناسبة لمحاكمة مرحلة “البرهان”، لأنها لم تصل الى نهايتها بعد ، لكن يجب أن يكون الأبرز في هذه المرحلة خطاب سياسي واقعي، يعمل على تقييم أداء الرئيس “البرهان ” بقدر من الإنصاف ، جميع السياسيين في بلادنا لا يملكون رؤية عن كيف ننقذ وطننا؟ وكيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة لمؤسساته الدستورية، وفي الطليعة العبور ببلادنا إلى مرحلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

إذاً، “البرهان” وشعبه، وجيشه، وأبناءه المقاتلين في ميدان المعركة ، من شباب الإسلاميين، شباب ثورة ديسمبر ، وعموم شباب السودان أمام امتحان إعادة الحياة لبلادنا ، وبعبارة أخرى، ملء الفراغ الوطني ، وليس التناحر على الفشل السياسي .

“البرهان” عسكري وليس سياسي ، يجيد “المناورة ” ومنهج استنزاف الخصوم والمنافسين، لذلك هو في مرمى سهامهم في كل مرحلة من مراحل حكمه، ولكن الأهم في هذه المرحلة الإقرار بأنه يعمل بجهد عظيم في أن يعود السودانيين إلى ديارهم، تاركين خلفهم ذل مراكز الإيواء والنوم في الشوارع، وتناول وجبات الشفقة.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی هذه

إقرأ أيضاً:

“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد

يمانيون / تحليل خاص

 تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني،  مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.

المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.

 الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.

 الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.

الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.

 الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.

 البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.

 الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.

خاتمة 
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.

مقالات مشابهة

  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • الرئيس عون يدعو “الشفاء للسيستاني”
  • الرئيس الشرع يصل إلى “قصر البيان” في العاصمة الكويتية
  • صادي: “حضورنا البطولة الوطنية للأكاديمات دليل على الأهمية التي نوليها للتكوين”
  • “البرهان” مع “المخابرات”.. رسائل من لهيب!!
  • “رجال الأمن.. عيون الوطن الساهرة” .. البرهان يؤكد أن المعركة مستمرة ولن تتوقف إلا بالقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية
  • شاهد بالفيديو.. الكشف عن تفاصيل خطيرة في خلاف شيخ الأمين و”شارون”.. الشيخ يصف “شارون” بالجاسوس الذي يعمل ضد القضية ويهدده بالتصفية من القوات.. هل أثبت الخلاف مناصرة شيخ الأمين للدعم السريع؟
  • “البرهان” .. رئيس مجلس السيادة الانتقالي يلتقي “كامل ادريس” رئيس الوزراء
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”