واشنطن- أجمع المشاركون في جلسات "منتدى أسبن الإستراتيجي"، الذي تابعته الجزيرة نت افتراضيا، على غياب الخبرات والقدرات والتناغم اللازم لمواجهة تعقيدات وتشابكات القضايا العالمية أمام إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

واقترح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند، على الرئيس جو بايدن الذي بقي أمامه 45 يوما في الحكم، أن يقدم على خطوة يُصلح بها ما تسبب فيه من انتهاك وتجاهل القوانين الأميركية بعدم إيقافه شحن الأسلحة لإسرائيل مع انتهاكها حقوق الإنسان في غزة واقترافها جرائم كثيرة وسط تستر أميركي، وأن يعترف بالدولة الفلسطينية.

من جانبها، عبرت جين هارمان، العضو الجمهورية السابقة بمجلس النواب ورئيسة لجنة إستراتيجية الدفاع الوطني، عن قلقها مما قد لا يقوم به مجلس الشيوخ الذي انتقلت أغلبيته للجمهوريين، خاصة في مجال التدقيق في اختيارات ترامب للمناصب الرئيسية في فريقه للأمن القومي.

ومجموعة أسبن الإستراتيجية عبارة عن تجمع خبراء بارزين في السياسة الخارجية والأمن القومي من أجل البحث في التحديات المهمة التي تواجه الولايات المتحدة.

أزمات

وأكدت هارمان أن للكونغرس دورا أكثر أهمية يتمثل في إقرار الميزانية التي يجب أن يدقق فيها بعيدا عن الولاءات والاعتبارات الحزبية. وخصت مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغيست، الذي يلقى معارضة واضحة من مختلف ألوان الطيف السياسي داخل واشنطن.

إعلان

في حين اعتبر ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس السابق جورج بوش، أنه من الغريب أن يتم التركيز على القضايا الأساسية الواضحة مثل التهديد الروسي وغزو أوكرانيا، والصعود الصيني، وأزمة غزة، وتجاهل قضايا أخرى أساسية.

ورجح هادلي أن تواجه إدارة ترامب مناطق توتر غير تقليدية مثل فنزويلا وباكستان، وأزمة خلافة المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني. واعتبر أن فريق ترامب لا يتمتع بالخبرات اللازمة، وعبر عن آماله أن يساعد عددا من صغار المسؤولين ممن يعرفون عمق وتعقيد القضايا الأساسية التي تنتظر هذه الإدارة.

وشدد على ضرورة إدراك الإدارة الجديدة أن القوى العالمية المعادية لواشنطن مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، تعمل على "خلخلة النظام العالمي المستقر الذي أسسته الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية"، حسب تقديره.

عدم استعداد

أما سوزان رايس مستشارة الرئيس بايدن والسفيرة السابقة لواشنطن بالأمم المتحدة، فأكدت عدم استعداد إدارة ترامب للتعامل مع جائحة جديدة قد تتفشى وتسبب خسائر أكثر من خسائر وباء كورونا، "خاصة بوجود وزير جديد للصحة (روبرت كينيدي جونيور) لا يعترف أساسا باللقاح ودعا إلى عدم تعاطيه".

وبشأن الصين، قالت رايس إن إدارة بايدن نجحت في العمل على احتوائها إستراتيجيا بعدد من التحالفات القوية لتطويقها من كل الجهات باستثناء شمالها الذي يجاور روسيا، في إشارة إلى تحالف "إيكواس" مع بريطانيا وأستراليا، واتفاق "كواد الرباعي" مع الهند وأستراليا واليابان، إضافة للتحالف الثلاثي الذي يجمع واشنطن باليابان وكوريا الجنوبية.

في حين انتقد رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، المرشح الرئاسي السابق، تقديم بلاده المساعدات الخارجية وقال "نحن نهدر نحو 30 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب بلا هدف. الأميركيون لا يستفيدون وتعتري المساعدات شكوك وأسئلة كثيرة". وأشار إلى "غياب أي جدوى من تقديم مليارات الدولارات لمنظمات غير حكومية تغيب عنها الشفافية ولا تخدم أي مصالح أميركية".

إعلان

من جانبه، لفت كورت كامبل، نائب وزير الخارجية الأميركية، إلى أن الأيام الثلاثة الأخيرة وفرت إطارا جديدا لطبيعة الأزمات التي قد يواجهها الرئيس ترامب بعد بدء فترة حكمه الثانية. وخص بالذكر أزمة كوريا الجنوبية وتجدد الحرب في سوريا، والانهيار الأمني في هايتي بالبحر الكاريبي.

خطوة مهمة

وتحدث السيناتور كريس فان هولين عن ضرورة اعتراف بايدن بالدولة الفلسطينية "بشروط أميركية تشمل إنهاء نظام سياسات مشبوهة تتبعها السلطة الفلسطينية". وشدد على أن هذا الإجراء سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق حل الدولتين ومثالا للدول الأخرى لتحذو حذوهم.

واعتبر أن بايدن "راغب في التمسك بقيمنا وفرض مصالحنا في الشرق الأوسط. ومن دون اتخاذ موقف حاسم، فإن الولايات المتحدة مقدر لها أن تظل غارقة في هذا الصراع لأجيال قادمة".

ولم يستبعد أن يعكس ترامب أي قرار يتخذه بايدن، "لكن حتى مع هذه المخاطرة، يجب على واشنطن أن ترسل إشارة قوية إلى شعب إسرائيل والشعب الفلسطيني والعالم بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تفكك حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة إمكانية السلام في الشرق الأوسط وتتجاهل الأسباب الجذرية للصراع وهي الحاجة إلى الأمن وتقرير المصير لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وكرر السيناتور الديمقراطي أنه حان الوقت أيضا للاعتراف بأن حكومة نتنياهو انتهكت تأكيداتها بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20، ولا تمتثل لقانون تمرير المساعدات الإنسانية طبقا لما وثقته منظمات حقوق الإنسان الرائدة والأمم المتحدة.

ومع فرض حكومة نتنياهو قيودا تعسفية على إدخال المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة المدنيين إليها في غزة، واستخدامها أسلحة أميركية في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، يرى هولين أنه يجب أن تؤدي هذه القرارات إلى توقف مؤقت في تقديم هذه الأسلحة، وهي نتيجة يجب أن تواجهها حكومة نتنياهو حتى تمتثل للقوانين الأميركية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بإفشال الصفقة التجارية مع كندا بسبب توجهها للاعتراف بفلسطين

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه لن يعقد صفقة تجارية مع كندا بعد أن صرّح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بأنه ينوي الاعتراف بدولة فلسطين، رهناً بالتزامات معينة.

وأكد موقع "أكسيوس" أن هذا التهديد يأتي قبل يوم واحد من الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من آب/ أغسطس للدول لإبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة وإلا ستواجه رسوماً جمركية.

وفي حالة كندا، تبلغ هذه الضريبة نسبة 35 بالمئة على السلع المستوردة من جارتها في أمريكا الشمالية وشريكها التجاري المهم.


وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به: "يا إلهي! أعلنت كندا للتو دعمها لقيام دولة فلسطينية. هذا سيجعل من الصعب علينا إبرام صفقة تجارية معهم. يا للهول يا كند".

وقال رئيس الوزراء الكندي إنه سيتخذ هذا الإجراء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل، رهناً بمجموعة من الالتزامات من السلطة الفلسطينية.

وينضم كارني إلى حليفين مقربين آخرين للولايات المتحدة في اتخاذ هذا الإجراء، مما يزيد من عزلة إدارة ترامب وحكومة "إسرائيل" دولياً.

وأعلنت فرنسا عن خطة مماثلة، وقالت المملكة المتحدة إنها ستفعل الشيء نفسه ما لم تتحرك "إسرائيل" لتحسين الوضع الإنساني في غزة وتلتزم بعملية سلام متجددة مع الفلسطينيين.

ويذكر أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا مستمرة ومتصاعدة منذ عدة أشهر.


في الشهر الماضي، هدد ترامب بوقف المحادثات التجارية مع كندا وفرض رسوم جمركية بسبب ضريبة الخدمات الرقمية التي ألغاها المسؤولون الكنديون لاحقًا لدفع مفاوضات أوسع نطاقًا.

ورحّبت فرنسا بقرار كارني، مؤكّدة أنّها "ستواصل جهودها" لكي تنضمّ دول أخرى إلى هذا "الزخم". 
وقال قصر الإليزيه في بيان "يسعدنا أن نتمكّن من العمل مع كندا لإحياء آفاق السلام في المنطقة.

سنواصل جهودنا من أجل ينضمّ آخرون إلى هذا الزخم في إطار التحضيرات للجمعية العامة"، مشيرا إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث هذه المسألة "في وقت سابق اليوم" مع كارني.

مقالات مشابهة

  • رصد إسرائيلي للمخاطر السياسية والدبلوماسية للاعتراف الدولي بدولة فلسطينية
  • الرئيس الفنلندي يعلن استعداد بلاده للاعتراف بدولة فلسطين
  • رئيس فنلندا يعلن استعداده للاعتراف بدولة فلسطين
  • فنلندا تعلن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • البرتغال تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين
  • البرتغال تعلن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر
  • بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل ينجو نتنياهو من تصاعد الضغط الدولي؟
  • البرتغال تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول
  • ترامب يهدد بإفشال الصفقة التجارية مع كندا بسبب توجهها للاعتراف بفلسطين