محللان: موسكو وطهران تضغطان على الأسد واجتماع الدوحة سيكون مفصليا
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
قال محللان سياسيان إن فهم ما سيحدث في سوريا مستقبلا يبدو مرهونا بالاجتماع الذي سيعقد بين روسيا وإيران وتركيا في العاصمة القطرية الدوحة، وأكدا أن الحكومة السورية تواجه أزمة حقيقية بسبب تراجع دعم موسكو وطهوان العسكري.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت المعارضة السورية المسلحة الاستيلاء على مطار حماة العسكري فيما أكدت قوات وزارة الدفاع السورية أنها أعادت تموضعها وانتشارها خارج المدينة.
ويمثل هذا التطور نقلة كبيرة من الناحية العسكرية، لكنه لم يكن مفاجئا بعد السقوط السريع وغير المتوقع لمدينة حلب، كما يقول المحلل السياسي عمار الوقاد، الذي قال إن الجيش خاض معركة حماة وهو فاقد للكثير من قواته.
وقال الوقاد، في مقابلة مع الجزيرة، إن التطورات الميدانية متسارعة ولا يمكن التوقع بما سيحدث مستقبلا في ظل الموقفين الروسي والإيراني، مشيرا إلى أن البلدين يبدوان وكأنهما يريدان فرض شروط معينة على دمشق مقابل التدخل لمنع سقوطها.
وأضاف الوقاد أن "سقوط الدولة سيمثل صفعة لموسكو التي لن يكون لها وجود في الشرق الأوسط في حال سقطت الحكومة السورية وأيضا لطهران التي أنفقت الكثير من أجل الاحتفاظ بموضع قدم في سوريا".
إعلان
لا مؤشر على تقديم الدعم
ويرى الوقاد أن كلتا الدولتين لا تظهران حتى الآن مؤشرا على إمكانية تقديم المساعدة وهو ما يعني "أنهما تريدان وصول الحكومة إلى لحظة معينة حتى يفرضا شروطهما عليها مقابل مساعدتها في الدفاع عن نفسها"، حسب الوقاد.
وقال الوقاد إن سوريا تتعرض لعملية تقسيم فعلية في اللحظة الراهنة، وإن إيران التي أمطرت إسرائيل بمئات الصواريخ في ساعات قادرة على فعل الأمر نفسه ضد الجماعات المسلحة التي لا تملك أي قدرة للدفاع عن نفسها.
الأمر نفسه ينطبق على روسيا التي يمكنها قصف كافة الجماعات التي تتحرك على الأرض في ساعات، وفق الوقاد، الذي يعتقد أن كلا البلدين يحاول التوصل لنقطة معينة تريدها تركيا قبل بدء التدخل.
وخلص الوقاد إلى أن نية الدعم موجودة لدى موسكو وطهران لكنها مؤجلة، غير أنه يرى في الوقت نفسه أن روسيا تحديدا ربما لا تتمكن من فعل شيء لو نجحت تركيا بوضعها في واقع ميداني معين.
وفي السياق، قال الكاتب السياسي عمر بوش إن اجتماع الدوحة المرتقب هو الذي سيحدد كل شيء لأنه يمثل انعكاسا لما يجري في الميدان.
ويرى بوش أن اجتماع الدوحة سيكون بديلا لمسار أستانا الذي أصبح من الماضي بعد التحولات العسكرية الأخيرة، ويعتقد أن النظام السوري لا يملك أوراق قوة تذكر في اللحظة الراهنة لكي يفاوض بها.
وإلى جانب ذلك، فإن كلا من روسيا وإيران ليستا كما كانتا في السنوات السابقة، حيث الأولى مشغولة في أوكرانيا والثانية تواجه محاولات تقليم أظافرها بالمنطقة وهو ما سينعكس على سوريا بكل تأكيد، كما يقول بوش.
ويعتقد الكاتب السياسي أن العملية العسكرية التي شنتها المعارضة المسلحة لم تكن تستهدف الوصول إلى ما وصلت إليه، ويرى أن تهاوي قوات الحكومة هو الذي وصل بها إلى دخول حماة.
وخلص الكاتب السياسي إلى أن العملية ربما تمتد لحمص وما بعدها ما لم يتم التوصل لاتفاق في الدوحة. وهو يعتقد أن المعارضة "ربما تقوم بتبريد الميدان وتجلس لطاولة المفاوضات ما لم تتمسك موسكو وطهران بموقفيهما اللذين يتعاملان مع المعارضة كجماعات إرهابية وحسب".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.
وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.
ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.
وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.
تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.
ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.
وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.
وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.
وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.
وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.
وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.
وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.
القواعد الروسية
تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.
وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.
وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.
وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.
وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.
هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.
Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا