اكتمال عقد لجنة الإشراف والجيش يعزّز وحداته الحدودية شرقاً وفي الجنوب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
اكتمل عقد لجنة الإشراف على قرار وقف إطلاق النار، مع وصول مندوب فرنسا الجنرال غيوم بونشان إلى بيروت يرافقه عشرة موظفين عسكريين ومدنيين من وزارتَي الدفاع والشؤون الخارجية. وسينضم غيوم إلى الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي يشغل منصب رئيس اللجنة، إلى جانب الوسيط آموس هوكشتاين الذي يتولى منصب الرئيس المدني المشارك حتى يجري تعيين مسؤول مدني دائم، وذلك في إطار فريق أميركي مؤلّف من نحو 20 شخصاً.
وفي انتظار عودة هوكشتاين إلى بيروت قريباً، أجرى أعضاء اللجنة زيارات تعارفية، بينها لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الضابط الفرنسي الذي قال إن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها اليوم في الناقورة، عازياً أسباب تأخره في المجيء إلى "اختيار فريق العمل الذي أتى معه".
وأشار غيوم إلى أن "التنسيق مع الجانب الأميركي بدأ قبل أيام، وستبدأ ترجمته على أرض الواقع للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار ووقف الخروقات التي سُجلت في الأيام الماضية".
وأكد ميقاتي خلال زيارة قام بها لوزارة الخارجية "أننا نسعى للوصول إلى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه". وشدّد على "أن التفاهم على وقف اطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، وأولويتنا الوصول إلى استقرار طويل الأمد وانتخاب رئيس للجمهورية".
وتزامن اجتماع غيوم بميقاتي مع بيان للسفارة الفرنسية في بيروت قالت فيه إن «آلية الإشراف ستضمن متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفل) في لبنان. وستتعاون الآلية كذلك مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرّر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وفي السياق، استقبل الرئيس نبيه بري في عين التينة، الجنرال الأميركي جيفيرز والوفد العسكري المرافق، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، حيث جرى عرض للأوضاع العامة ولا سيما الميدانية منها. وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن جيفيرز «تحدّث عن تجربته في الشرق الأوسط وتصوره لإدارة اللجنة وضبط الوضع في الجنوب»، مؤكداً أن «الخروقات الإسرائيلية لن تستمر وستتوقف قبل انقضاء مهلة الستين يوماً، في حال التزام جميع الأطراف ببنود القرار».
وبينما يستعد الجيش لتنفيذ خطة انتشاره في الجنوب، كشفت مصادر مطّلعة أن «كل القوة المطلوبة باتت جاهزة في الجنوب وتنتظر انسحاب جيش العدو للدخول إلى المناطق». وأكّدت المصادر أن «الخطة ستُنفذ ضمن مرحلة واحدة وليس ثلاث مراحل كما كانت في السابق ولا يوجد اعتراض على ذلك»، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش ستدخل إلى مختلف القطاعات دفعة واحدة، وأن عون سيشرح بالتفصيل الإجراءات أمام الوزراء خلال اجتماعهم في ثكنة بنو بركات في صور غداً السبت».
أما على صعيد التنسيق مع المقاومة، فأكّدت المصادر أن «هناك تنسيقاً وتناغماً بين الجيش وحزب الله، وقد حصل اجتماع أخيراً بين عون ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا ركّز على تنفيذ الترتيبات في الجنوب وفقاً للإجراءات التي وردت في الاتفاق». وترافقت هذه الاجتماعات مع تراجع وتيرة الخروقات التي ينفذها العدو الإسرائيلي على الحدود وفي بعض المناطق الجنوبية، وبعد دخول الجيش إلى بلدة شبعا أمس قامت الجرافات الإسرائيلية، ترافقها دبابات بتجريف الطريق الرابط بين البلدة ومنطقة بركة النقار المحاذية لأراضي مزارع شبعا. ووصل الجيش إلى المدرسة الرسمية جنوبي البلدة ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى موقعه السابق في بركة النقار، بسبب وجود قوة إسرائيلية متمركزة في المنطقة.
وكتبت" النهار": تتّسم الأيام القليلة المقبلة بقدر عالٍ من الأهمية لجهة رصد الإجراءات الأمنية والعسكرية التي يستكملها الجيش اللبناني تباعاً في منطقة الجنوب استعداداً للانتشار الواسع على الخط الحدودي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من البلدات والقرى الجنوبية التي لا تزال تتمركز فيها. وتجري هذه الإجراءات فيما تبدأ لجنة الرقابة الخماسية للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية عملها اعتباراً من اجتماع تمهيدي تعقده اليوم، الأمر الذي يفترض تحصين تنفيذ الاتفاق والدفع بزخم أكبر نحو استكمال الإجراءات التي التزمها لبنان واسرائيل. ولكن اللافت في هذا السياق، أن لبنان سرعان ما وجد نفسه أمام استحقاق داهم آخر اقترن بالاستحقاق الجنوبي بعدما تسارعت التطورات الجارية في سوريا وسقط مزيد من المدن الكبيرة تحت زحف الفصائل المسلحة والمعارضة وكان أبرزها وآخرها أمس مدينة حماة.
وفرض الحدث السوري واحتمالات اتساع سيطرة الفصائل المسلحة نحو المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان استنفاراً آخرَ للجيش اللبناني، إذ رصدت تعزيزات كبيرة إضافية للوحدات العسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا تحسباً لكل الاحتمالات متزامنة مع استمرار تعزيز انتشار الجيش في الجنوب بالتنسيق مع قوات اليونيفيل. وأفادت قيادة الجيش أنها "تتابع مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، فيما تستمر الوحدات العسكرية في تنفيذ مهماتها، بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثاً عن مطلوبين، إضافة إلى تعزيز الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية تحسبًا لأي طارئ، خصوصاً خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب من جميع الفرقاء التعاون من أجل المصلحة اللبنانية".
وعلمت "النهار" أن تعزيزات جديدة وصلت إلى فوج الحدود البري الثاني منذ يوم الأربعاء، بالإضافة إلى جهود تبذلها مديرية المخابرات والوحدات العسكرية المختصة في عمليات الرصد والمراقبة عبر المناطق الحدودية في البقاع الشمالي حيث يرى الجيش من هذه الزاوية أن مسالة الحدود تتعلق بجوهر سيادته الوطنية ولا مكان للتفاوض حولها. وقد تم تنفيذ خطوات ميدانية فعالة منذ يوم الاثنين الماضي مكّنت الجيش من الامساك بزمام الحدود بنسبة تتجاوز 70 في المئة باستثناء المعابر الخاضعة للسيطرة السورية.
وتعوّل مصادر لـ "نداء الوطن" على الاجتماع الأول للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والمرجح انعقادها منتصف الأسبوع المقبل لوضع جدول الأعمال لتحديد المهام برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي زار عين التينة وبحث مع الرئيس نبيه بري في معالجة الخروقات وآليات انتشار الجيش ".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير جنوب لبنان.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً والجيش يفكك جهاز تجسس جديد
أعلنت مصادر لبنانية مقتل شخص جراء غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية اليوم السبت، على سيارته في منطقة دير الزهراني جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط ضحية وإصابة آخرين، مع وقوع أضرار مادية في موقع الحادث، وتأتي هذه الغارة ضمن سلسلة من الهجمات التي تشنها إسرائيل على مواقع في لبنان، مستهدفة ما تصفه بـ”مواقع تابعة لحزب الله”، رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين.
فيما صرح الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في تغريدة عبر منصة “إكس”، بأن الجيش نفذ هجومًا في منطقة دير الزهراني جنوب لبنان، أسفر عن مقتل محمد علي جمول، قائد الوحدة الصاروخية في قطاع الشقيف بـ”حزب الله”.
وأوضح أدرعي أن جمول كان وراء مخططات لإطلاق عدة قذائف صاروخية تجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات الجيش، كما شارك مؤخرًا في محاولات إعادة بناء بنى تحتية إرهابية تابعة لـ”حزب الله” في المنطقة.
ووصف الناطق الإسرائيلي أنشطة جمول بأنها انتهاك واضح للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.
وخلال الأيام الماضية تصاعدت وتيرة الغارات الإسرائيلية، إذ أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قبل يومين، أن سلاح الجو شن غارات جوية على عدة مواقع عسكرية وبنى تحتية في مناطق متفرقة من لبنان، بينها منطقة صيدا.
وأوضح أدرعي أن من بين الأهداف التي استهدفتها الغارات “بنية تحتية تحتوي على وسائل قتالية كان “حزب الله” يحاول إعادة ترميمها بعد تعرضها لقصف سابق”.
وتأتي هذه الهجمات في ظل استمرار حالة التوتر المتزايدة بين إسرائيل و”حزب الله”، وسط مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2006 برعاية الأمم المتحدة، والذي ظل إلى حد كبير يحافظ على الهدوء النسبي في جنوب لبنان منذ ذلك الحين.
وفي هذا السياق، تزايدت الدعوات الدولية إلى ضبط النفس والتهدئة، وسط قلق متصاعد من أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، كما تعكس الهجمات الأخيرة استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة.
يُذكر أن جنوب لبنان يشهد انتشاراً مكثفاً لقوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل”، التي تحاول مراقبة وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات، لكنها تواجه تحديات متزايدة في تنفيذ مهمتها مع تجدد التوترات.
الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس إسرائيلي جنوبي البلاد ويواصل إزالة خروقات الحدود
أعلن الجيش اللبناني، الجمعة، تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي مموه ومزود بآلة تصوير في منطقة بئر شعيب قرب بلدة بليدا التابعة لقضاء مرجعيون جنوب لبنان، في تطور جديد يعكس تصاعد حدة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وأكد بيان صادر عن قيادة الجيش أن الجهاز تم اكتشافه خلال عملية مسح ميداني، مشيرًا إلى أن القوات اللبنانية قامت كذلك بإزالة 13 ساترًا ترابيًا أقامها الجيش الإسرائيلي داخل البلدة في خرق واضح للخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل. وشدد البيان على أن الوحدات المنتشرة في الجنوب تواصل عمليات المسح الهندسي لتحديد وتفكيك التجهيزات المعادية وإزالة الخروقات الإسرائيلية.
وجاء في البيان أن التنسيق مستمر بين قيادة الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بهدف مراقبة الوضع في الجنوب، ومتابعة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك تلك التي تقع داخل الأراضي اللبنانية.
ويعد هذا الجهاز هو الثاني الذي يتم اكتشافه خلال أقل من أسبوع، حيث أعلن الجيش اللبناني الثلاثاء الماضي عن تفكيك جهاز تجسس مشابه مزود بكاميرا، عُثر عليه في خراج بلدة بليدا ذاتها، ما يثير تساؤلات حول حجم عمليات التجسس الإسرائيلية وتكثفها في الفترة الأخيرة.
في سياق موازٍ، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخراً عن استخدام نظام دفاعي جديد قائم على أشعة الليزر لاعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من الأراضي اللبنانية. ووصفت المنظومة، التي تم استخدامها للمرة الأولى خلال المعارك الأخيرة مع “حزب الله”، بأنها “الشعاع القاتل”، في إشارة إلى فاعليتها في صد الهجمات الجوية.