واكبت قضية التجديد أو التغيير أو التطوير البشرية منذ ميلادها. قد تتعدد الأسماء والمسميات، ولكن الجوهر واحد هو سعي الانسان للارتقاء بحياته نحو الأفضل. ابتداء من الانسان الأول الذي اكتشف الأسلحة الحجرية ليصطاد الحيوانات، ومرورا بعصر الكمبيوتر والاتمتة والرقمية، وهكذا بلا نهاية. سلسلة مستمرة من التغييرات والتفاعلات، والاختراعات، والأفكار، والرؤى.

ويتعلم الانسان من تجاربه، ومن اخطائه، ومن مساهمات الآخرين. هذه العملية تشمل الافراد والمؤسسات والدول وكذلك الأحزاب.
الأحزاب كمؤسسات اجتماعية هي نتاج لمجتمعها بتركيبته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية. ونجاح الأحزاب يعتمد على اعدادها برامج وبدائل لتحسين واقع مجتمعها. وتسعي لإقناع الجماهير بتلك البرامج، وعلى قدرتها على الحكم وإدارة شؤون الدولة. هذا مدخل مجرد لمواصلة النقاش.
أبدأ باتفاقي التام مع زميلي هشام على هذه الفقرة بعنوان تحديات اليسار ومستقبل الحزب:
" اليسار في السودان، كما أشار الزيلعي، يواجه تحديات كبيرة. لكن هذه التحديات تتطلب من الجميع فتح العقول للأفكار الجديدة مع الالتزام بالمنهج الماركسي الذي أثبت جدارته عبر الزمن. الانكفاء على النصوص ليس خيارًا، لكن التخلي عنها أو تشويهها ليس حلًا أيضًا."
• النقطة الجوهرية هي الاعتراف بان اليسار يواجه تحديات كبيرة. والشجاعة بالاعتراف يشكل خطوة أساسية للبدء في التعامل مع المسألة.
• التعريف الدقيق للمقصود بالمنهج الماركسي ستكون أحد محاور الحوار الأساسية.
• مهمتنا الاستهلالية هي تصنيف وتوصيف تلك التحديات باعتبارها الخطوة الأولي نحو تخطيها.
• تصنيف وتوصيف التحديات ليست مهمة فردية يقوم بها شخص واحد او مجموعة صغيرة من الاشخاص. هي مهمة تحتاج لجهد جماعي جاد ومنظم وسلسل.
• أهم مبدأ ان يكون الحوار في الهواء الطلق، وبشفافية، وموضوعية، وشجاعة.
• النقاط أعلاه هي لتهيئة المجال للبحث الحقيقي حول كيفية تطوير اليسار السوداني (أساسا الحزب الشيوعي) ومن ثم الانطلاق في انجاز المهمة.
• أن يتركز النقاش والحوار حول البرامج والبدائل والتجارب السابقة وحول مقترحات للمستقبل. ولا علاقة للحوار بالقضايا الحزبية التنظيمية والداخلية.
• حرية النقاش والتفكير شرط أساس لنجاح الحوار. وان الحوار مفتوح لمشاركة أعضاء الحزب، والديمقراطيين وقوى اليسار العريض، في مساواة ومبدئية.
النقاط أعلاه هي الشروط الأساسية لتهيئة المناخ لإجراء حوار علني عقلاني شجاع لا يتهيب شيئا. وان نتعلم من التجربة الفريدة وغير المسبوقة للمناقشة العامة حيث حددت انه لا توجد خطوط حمراء أو كوابح امام طرح وتبادل أو الحوار حول الآراء والأفكار.
وجود منبر علني، يمكن ابتداع شكل متفق عليه، لاستقبال وتبادل الآراء والحوار حولها، بحرية تامة مهمة في غاية الأهمية وضرورية لإنجاز المهمة الكبيرة، وتحقيق الأهداف من ورائها.
أتوقع ان يعمل البعض لتعطيل فتح هذا الحوار بحجة ان هذه مسائل لا تخص الا هيئات وأعضاء الحزب. والرد على تلك الحجة بان الحزب، مثل كل الأحزاب، هو ملك لشعبنا. ومن المهم لمثقفينا ان يتحاوروا حوله، كما يحق لهم ، أيضا وبنفس المستوي، التحاور على أوضاع كل الأحزاب.
أتوقع أن نسمع، من البعض، بأن هذه حملة ضد الحزب وستؤدي لانقسامه، ولكننا نؤكد ان الحزب طيلة تاريخه لم ينهار بسبب حوار جري حوله. والشفافية والعلنية ستكون مصدر قوة للحزب وليس مصدر ضعف.
اختم بهذه الكلمات الحزب وجد ليبقي حزبا سودانيا متجددا وديمقراطيا ومنحازا لأشواق وآمال سعبنا.

 

 

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى

أعلن حزبا شاس ويهدوت هتوراة الحريديان، في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، التزامهما الكامل بقضية إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة ، رغم قرارهما بالانسحاب من الائتلاف الحكومي.

وأكد البيان أن الحزبين سيؤيدان أي اتفاق يُطرح لتحرير الأسرى، مشددَين على أن "لا وصية أهم من فداء الأسرى"، في إشارة إلى البعد الديني والإنساني للقضية.

ودعا الحزبان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو  إلى "التحرك العاجل" والعمل بكل الوسائل الممكنة من أجل استعادة جميع الأسرى في أقرب وقت.

ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى، وسط استمرار العمليات العسكرية في غزة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية وزراء إسرائيليون وأعضاء كنيست يطالبون بجولة داخل "الحدود الشمالية" لغزة إسرائيل تُهدّد بوقف عمليات إسقاط المساعدات خشية توثيق الدمار بغزة تصريحات وزير إسرائيلي تثير غضب عائلات الأسرى: "فشل أخلاقي" الأكثر قراءة إعلام إسرائيلي: 44 عسكريا قتلوا منذ استئناف الحرب بغزة فرنسا: خطر المجاعة في غزة نتيجة للحصار الإسرائيلي بحبح: الوسطاء ينتظرون رد حماس منذ أيام ولا سبب مقنع للتأخير الكنيست يصادق على مقترح يدعو لضم الضفة الغربية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كيف تحرك أشباه البشر الأوائل بين الأشجار؟.. دروس من شمبانزي تنزانيا
  • قائمة السفراء: دبلوماسية العراق تختزل بعائلات السلطة
  • الوزير الشيباني: نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل، وشكلنا لجنة لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع روسيا بما يضمن مصلحة الشعب السوري
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى
  • أفكار بسيطة ومعبّرة للاحتفال بيوم الصداقة العالمي
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • وزير العدل يؤكد تعاون حكومة السودان مع الآليات الدولية ووكالات الامم المتحدة الخاصة بحقوق الانسان
  • سوق العصرونية.. قلب دمشق النابض رغم تحديات العصر (صور)
  • السوداني: سوريا تمثل أمنا قوميا للعراق.. أفكار التقسيم مرفوضة