صدى البلد:
2025-06-01@21:25:47 GMT

أحمد ياسر يكتب: ترامب وحرب اليمن المنسية

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، ألقى بثقله خلف المملكة العربية السعودية، ودعم الحرب ضد الميليشيات التي ترعاها إيران "الحوثيون"، ومع ذلك، خلال إدارة بايدن، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كان نهج بايدن أقل تأييدًا للمملكة العربية السعودية.

لقد فرض هذا التحول ضغوطا على العلاقات الأمريكية السعودية، مما أدى إلى تبريد الدفء الذي كان موجودا في السابق،  تراجع موقف بايدن عن الدعم الثابت الذي أظهره ترامب، مما ترك المملكة العربية السعودية ( ُتبحر) في مشهد دبلوماسي أكثر تعقيدا.

في غضون ذلك، تخوض إسرائيل معركة شرسة مع الحوثيين، بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الحوثيين يشكلون مصدر إزعاج أكبر تريد التخلص منه، لكن حياة الفلسطينيين تثقل كاهلهم، وهم يريدون إنهاء المعاناة العربية في غزة بأسرع ما يمكن، ومع عودة ترامب، قد يحشد دعمه لحرب إسرائيل ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وهناك أيضا ً.. صرخة مُدوية بين العرب ضد الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل بحق 45000 شهيد فلسطيني تقريبا ً حتي كتابة تلك السطور، وإذا صم "ترامب" أذنيه عن القضايا الفلسطينية مرة أخرى، فقد تفقد الاتفاقات التي توسط فيها سابقًا بريقها ومصداقيتها، وقد يؤدي هذا إلى تأجيج نيران العداء بين الدول العربية وإسرائيل.

لذلك، لا ينبغي أن تستند أي خطوات تتخذ داخل الشرق الأوسط إلى عقلية الفائز الذي يأخذ كل شيء أو أهداف قصيرة النظر، لا يمكن للشرق الأوسط أن يتحمل ثقل المزيد من الإرهاب والحرب الشاملة، حيث يصرخ شعبه من أجل السلام.

وقد يؤدي هذا إلى إشعال المنطقة، وإغراقها في فصل جديد من البؤس، قد يرفع الحوثيين الرهان ويظهرون قوتهم في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات بدون طيار أقوى ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يعني نفور ترامب من جهود إعادة البناء إلى تفاقم الأزمة المروعة بالفعل في اليمن.

أمريكا أولاً: دور روسيا والصين

كان ترامب، الرئيس المعروف بنهجه غير التقليدي في الدبلوماسية ومبدأ  "أمريكا أولاً"، يجنب العمل كمنفذ عالمي، وخلال فترة ولايته الثانية، إذا تمسك بهذا المسار، فقد تغتنم الصين وروسيا الفرصة لملء الفراغ الذي خلفته السياسة الخارجية الموجهة نحو ترامب، وقد يؤدي هذا إلى تحول ميزان القوى وإعادة تشكيل المشهد العالمي بطرق يصعب التنبؤ به.

في الوقت الذي تخوض فيه روسيا صراعًا مع أوكرانيا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإنها تغتنم الفرصة لإحراز تقدم في الشرق الأوسط، ولن تتوقف روسيا عن فعل أي شيء لملء الفجوة، مما قد يعزز علاقاتها مع سوريا.

وفي الوقت نفسه، ستراقب الصين الوضع، وإذا تم استعادة مظهر من الاستقرار، فسوف تنشر مخالب "مبادرة الحزام والطريق"، وتستعرض عضلاتها الاقتصادية وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية.

ولكن هذا النهج غير المباشر قد يشعل نيران الجماعات الإرهابية الأخرى ويهز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الذين يعتمدون بشدة على المساعدات والدعم الأمريكي، وربما يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار وإرباك الحلفاء، مما يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار وترك الحلفاء في مأزق.

عدم القدرة على التنبؤ كسياسة

لقد أبرم ترامب، الرجل المعروف بطبيعته غير المتوقعة، بعض الصفقات غير العادية خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تقريب إسرائيل والعالم العربي والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وخلال ولايته الثانية، لا أحد يستطيع أن يخمن ما قد يفعله مع إيران، وخاصة مع ارتفاع التوترات بين إيران وإسرائيل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

فهل يشجع إسرائيل على شن المزيد من الهجمات على إيران؟ أم أنه سيتوسط في صفقة أخرى بين إيران وإسرائيل، على غرار اتفاقيات "إبراهيم"؟

لا يزال الوضع يكتنفه عدم اليقين….

قد تبدو عبارة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" و"لا حروب مستقبلية"  عبارة واعدة، لكنها قد تعكر المياه وتجعل سياسته أكثر غموضًا،  إن هذا قد يفتح الباب أمام اللاعبين المهيمنين في الشرق الأوسط مثل إيران وإسرائيل للعب بأوراقهم الخاصة.

إن هذا الغموض يجعلني أتساءل عن الخطوة التالية التي قد يتخذها ترامب، هل سيعزز نهجه الذي يضع أمريكا في المقام الأول؟، أم أنه سيتحول إلى استراتيجية أكثر توازناً؟.

والوقت وحده هو الذي سيخبرنا بالقصة!!

هناك رأي قوي بأن مناورات ترامب الدرامية قد تقلب المد في غمضة عين، مما قد يؤدي إلى تحول المشهد من سيئ إلى أسوأ، إن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته وتحولاته المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة للمنطقة، بالرغم أنها  تحمل وعدًا بسد الفجوة بين إيران وإسرائيل.

وخلال فترة ولايته الثانية، من المرجح أن تبشر بفجر جديد في الشرق الأوسط، فجر قد يجلب البؤس أو الآمال لشعوب الشرق الأوسط التي تأمل برحلة طويلة الأمد إلى السلام.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الحوثيين غزة المزيد المزيد العربیة السعودیة فی الشرق الأوسط إیران وإسرائیل قد یؤدی

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟

تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.

ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو  رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.

وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.



وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.

ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.

ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.

مقالات مشابهة

  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • مشروع يحول غابة سيدي معافة المنسية بوجدة إلى فضاء ترفيهي
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب