شهدت الساحة السورية تفاعلات واسعة من مشاهير وفناني سوريا عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ودخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق فجر اليوم الأحد، في تطورات وصفت بـ"التاريخية" التي أشعلت مشاعر الفرح والحزن والاعتذار والدعوات للتكاتف والعمل من أجل البناء.

وبين التصريحات والاحتفالات على وسائل التواصل الاجتماعي، تنوعت ردود أفعال فناني سوريا بين الدعم التام للتغيير وبين التحفظ أو معارضة سقوط النظام.

الممثل مكسيم خليل عبر عن فرحته عبر منصة "إكس" بالقول "افرحي يا سوريا عدتِ حرة".

وأضاف في منشور آخر، "كان أسدا علينا، هرب محتفظا بحق الرد، أسد العروبة هرب، بن حافظ هرب كما هرب بن علي"، في إشارة إلى الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.

ودعا خليل في منشور آخر السوريين إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والقصور باعتبارها ملكا للشعب السوري، مطالبا الجميع بالعمل على حماية مكتسبات البلاد.

كان اسداً علينا
هرب محتفظاً بحق الرد
اسد العروبة هْرَب
بن حافظ هْرَب
كما بن علي هَرب
افرحي سورية عدتي حرة #عادت_سوريا_لاهلها #سورية_لكل_السوريين

— maxim khalil (@MaximKhalil) December 8, 2024

أما الممثل عبد الحكيم قطيفان فلم يكن أقل حماسا، حيث كتب على فيسبوك، "وسقط الدكتاتور".

إعلان

ثم نشر مقطع فيديو علق فيه، "اليوم ولدت سوريا العظيمة من جديد. مبارك هذه اللحظة التاريخية العظيمة".

قطيفان وصف هذه اللحظة بأنها ولادة جديدة للسوريين، مشيرا إلى أن 25 مليون مواطنا عاشوا حالة انتظار لهذا الحدث. قال قطيفان في الفيديو: "الرحمة للشهداء والخلاص للمعتقلين، هذا المجرم هرب. لو كان لديه ذرة ضمير لقتل نفسه. صباحكم حرية وكرامة".

أما المخرج والممثل ماهر صليبي فتساءل عبر حسابه على "فيسبوك": "طيب وينه؟ ما يطلع يحكي كلمتين".

وشاركت الممثلة يارا صبري المعروفة بمعارضتها لنظام الأسد؛ مقطعا عبر خاصية القصص المصورة على إنستغرام علّقت فيه: "سقط الأبد"، وأكدت أن سوريا للجميع.

خلص الأبد
مبارك لنا جميعا وسوريا العظيمة ليست حكرا على شخص ولا أحد ، سوريا لكل السوريين#خلص_الأبد #سوريا

— yara sabri (@yarasabri1) December 8, 2024

وكتب الممثل فارس الحلو عبر خاصية القصص المصورة في إنستغرام: "رحل الأسد وبقيت سوريا.. رحل الظالم وبقي الحق.. رحل الظلام وبقي الحق".

أما عبر حسابه على فيسبوك، فكتب مازحا: "وين ما راح.. نحنا ما نحتاج النيتو .. نحنا نجيبو من نص بيته".

أما الممثل بشار إسماعيل الذي عُرف بتأييده للأسد، فعبر عن فرحته بسقوط النظام، قائلا إن السقوط السريع يدل على كراهية الشعب العارمة تجاه النظام.

من جانبها، عبرت الممثلة أمل عرفة عن فرحتها بما وصفته بـ"صباح مختلف لدمشق".

الصباح من دمشق بهذا التاريخ غير …..
له مذاق ما عرفناه منذ عمري!!
مبروك سوريا الجديدة ????????

— Amal Arafa (@AmalArafaa) December 8, 2024

وكتبت المطربة أصالة نصري، "الله كريم والله رحيم وماكان عندي شك بعدل السما الحمد لله".

الله كريم والله رحيم وماكان عندي شك بعدل السما الحمد لله #سوريا_حرة https://t.co/JpulTrnUNx

— Assala (@AssalaOfficial) December 8, 2024

إعلان

في حين علّقت الممثلة ليليا الأطرش على صورة خريطة سوريا مرفقة بالزهور بقولها: "ستزهر مرة أخرى"، ووصفت ريم علي لحظة إزالة تمثال الأسد بأنها "ليلة سقوط الساقط".

أما الممثل مازن الناظور، فحرص بدوره على نشر رسالة عبر حسابه على إنستغرام طبيب يقدم نصائح للتعامل مع السجناء والمعتقلين عقب خروجهم من سجون النظام للحفاظ على حياتهم، خاصة أنهم لم يروا الشمس منذ فترة طويلة.

View this post on Instagram

A post shared by مازن الناطور (@mazen_alnatour)

المخرجة رشا شربتجي علقت على الحدث عبر "فيسبوك" بقولها: "بلدنا بحاجة إلى ناس تحبها وتساعدنا لنكسر الخوف بداخلنا".

من جانبه، اعتذر الفنان أيمن زيدان عن مواقفه السابقة في منشور عبر حسابه على "فيسبوك" قائلا: "ربما كنا أسرى لثقافة الخوف أو خشينا من التغيير. أشعر اليوم أنني شيّعت خوفي وأوهامي"، داعيا إلى التسامح والعمل على إعادة تلاحم الشعب السوري.

الكاتب فادي قوشقجي، رفض بدوره التغيير ووصفه بأنه مؤقت، معتبرا أن سوريا هي منبع الحضارة ولن تسقط أمام ما وصفه بـ"الخارجين من رحم كهوف تورا بورا".

وشهدت الساعات التي سبقت سقوط الأسد تفاعلا عددا كبيرا من المشاهير، إذ كتب المؤلف الموسيقي السوري مالك جندلي "ارحل يا ..".

يشار إلى أن المعارضة السورية أعلنت إسقاطها للأسد فجر اليوم الأحد بعد دخولها العاصمة دمشق، وذلك بعد أيامٍ فقط من بدء عملية "ردع العدوان" التي فرضت خلالها سيطرتها على مدن حلب وحماة وحمص ثم دمشق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عبر حسابه على

إقرأ أيضاً:

هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد

هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد

بقلم: د. مي خالد بكليزي

في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق.

تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟

مقالات ذات صلة سمر الشهوان: المواطَنة الصّلبة والحداثة السائلة! 2025/07/27

دخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز حدود الفخامة إلى تجربة شعورية كاملة.

انطفأت الأضواء، سكن الصمت، وخرج فجأة من بين المقاعد فتى يرتدي السواد، كأنه خرج من عتمة الذاكرة أو من قاع الحكاية. صرخته الأولى لم تكن مجرد صوت؛ كانت إعلانًا عن بداية المونودراما.

“أين أنا؟ وأي مكان هذا؟”

كانت هذه الجملة مفتاح الدخول إلى عالم “ياسر”، البطل الذي سُمِّي على اسم عمه الشهيد، والذي يجسد وحده، بجسده وصوته وتعبيره، كل ما يمكن أن تقوله الشخصيات الأخرى دون أن تظهر.

في هذا العرض، لم يكن الممثل يتكلم بلسانه فقط. جسده كله كان ينطق:
تعابير وجهه، وقع خطواته على الأرض، تقطّع أنفاسه، وحتى ارتجاف يديه. كل تفصيلة جسدية كانت تؤدي وظيفتها التعبيرية في سرد حكاية طويلة ومكثفة عن الوطن، الأم، الأبناء، الاعتقال، الحلم، الانكسار، والاشتباك اليومي مع الاحتلال والذاكرة.

لقد تقمّص الممثل أدوارًا عدة، بلا تغيير ملابس أو استراحة أو أدوات.
كان مرةً الأم التي تُزوّج ابنها، ومرةً الأب الحنون، ومرةً الثائر، ثم الأسير، ثم السجين في مواجهة سجّانه، ثم الإنسان الذي ينهار ويقوم، يضعف ويشتد، يغني ويصرخ، ويقاوم.

إنه عرض يستحق أن يُقال عنه:
مونودراما مكتملة العناصر النفسية والبصرية والصوتية.
سحر الانتقال بين المونولوج الداخلي والحوار المتخيل، بين الصوت والسكوت، بين الحضور والغياب.

والأهم من كل ذلك:
ساعة كاملة، لم يهدأ فيها الممثل، ولم يتململ الجمهور. حتى الأطفال في القاعة ظلوا مشدودين تمامًا أمام المشاهد المتتابعة، التي تخللتها أغانٍ ثورية وإضاءة مركّزة ولغة جسدية عالية التوتر والانفعال.

في هذا العرض، لم يكن المسرح مجرد منصة، بل وطنٌ صغيرٌ تدور فيه الحياة كلها.
وكان الممثل الواحد شعبًا كاملًا من الأصوات والأدوار والنداءات.

المونودراما: اختبار القدرة والصمود

هذا العرض يذكّرنا بأن المونودراما ليست فقط اختبارًا لمرونة الممثل، بل اختبار لقدرة الجمهور على الإنصات، على التقمّص، وعلى الصمود ساعة كاملة أمام فيض من المشاعر المتلاحقة.

إنها تجربة تتجاوز الفرجة، لتصبح مشاركة وجدانية وجمالية في آن، تجعلنا نرى أنفسنا في كل صرخة، ونراجع قصصنا في كل مشهد.

مقالات مشابهة

  • بعد إسقاط الحصانة: فرنسا تطلب مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • أول دولة أوروبية تصدر مذكرة توقيف دولية جديدة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
  • لهجوم 2013 الكيميائي.. طلب إصدار مذكرة توقيف بحق بشار الأسد في فرنسا
  • النيابة العامة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد
  • سوريا.. إعلان موعد أول انتخابات برلمانية بعد الأسد
  • سبتمبر.. موعد أول انتخابات برلمانية في سوريا منذ سقوط الأسد والشرع سيعيّن ثلث المقاعد
  • هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد
  • ملك تايلاند يأمر بإلغاء احتفالات عيد ميلاده
  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟