أظهرت دراسة جديدة أن المذنبات قد لعبت دورًا رئيسيًا في جلب المياه إلى الأرض في العصور المبكرة. وقدمت مجموعة من العلماء هذا الأسبوع نتائج تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من محيطات الأرض قد جاء من الجليد والمعادن الموجودة في الكويكبات، وربما المذنبات، التي اصطدمت بكوكب الأرض قبل مليارات السنين.

وأشارت الدراسة أن بعض المياه كانت موجودة على هيئة غاز أحاط الكوكب قبل نشأته منذ حوالي 4.

6 مليار عام ومع ذلك، من المحتمل أن الكثير من هذه المياه قد تبخرت بسبب الحرارة الشديدة للشمس. لا يزال مصدر المياه السائل الذي تشتهر به الأرض محل جدل على الصعيد العلمي، لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن بعضًا منها قد جاء من البخار البركاني الذي تحول لاحقًا إلى أمطار.

أظهرت دراسة جديدة من وكالة ناسا استنادًا إلى قياسات من المذنبات التابعة لعائلة المشتري، وجود رابط قوي بين المياه الموجودة في هذه المذنبات والمياه الموجودة في محيطات الأرض. وبالتحديد، قام العلماء بتحليل المياه على المذنب 67P/تشوريوموف-غيراسيمنكو، الذي كان أول مذنب يتم مدارته والهبوط عليه بواسطة مركبة فضائية روبوتية من الأرض، ووجدوا توقيعًا جزيئيًا مشابهًا لذلك الموجود في مياه المحيطات على الأرض. هذه الاكتشافات تدعم النظرية القائلة بأن المذنبات قد تكون من المصادر المحتملة للمياه على الأرض.

ومع ذلك، فإن هذه النتائج تتناقض مع أبحاث سابقة، ففي عام 2014، حلل فريق وكالة الفضاء الأوروبية "روسيتا" المياه على نفس المذنب ووجدوا أن تركيز الديوتيريوم، وهو نظير نادر للهيدروجين، كان أعلى من أي مذنب آخر. كانت كمية الديوتيريوم في مياه هذا المذنب أعلى بحوالي 3 مرات مما هو موجود في مياه المحيطات على الأرض، مما جعل بعض العلماء يعتقدون أن المذنبات لا يمكن أن تكون المصدر الرئيسي للمياه على الأرض.

يُعتبر الديوتيريوم عنصرًا مهمًا لأن نسبته إلى الهيدروجين العادي تساعد العلماء في تحديد مكان تكوين الماء. فالمياه التي تحتوي على كميات أكبر من الديوتيريوم تميل إلى التكون في بيئات باردة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية أن تكون المذنبات قد أسهمت في إمداد الأرض بالمياه.

قالت كاثلين ماندت، عالمة كواكب في وكالة ناسا وقائدة الدراسة الجديدة، إن النتائج السابقة كانت "مفاجأة كبيرة"، لكنها أكدت أن البحث الجديد يعيد تشكيل فهمنا للأمر. استخدم فريقها نماذج حاسوبية متقدمة لتحليل أكثر من 16,000 قياس تم جمعها بواسطة مركبة "روسيتا" الفضائية. ووجدوا أن القياسات الأولية للديوتيريوم حول المذنب قد لا تمثل التركيب الكامل للمذنب، مما يشير إلى أن التفسير السابق ربما كان غير دقيق.

وأضافت ماندت أن المذنبات عند اقترابها من الشمس، تسخن وتطلق الغاز والغبار من سطحها، مما يحمل معه المياه والجليد. والمياه التي تحتوي على الديوتيريوم ترتبط بشكل أكبر بالغبار مقارنة بالمياه العادية، مما يجعل المذنب يبدو كما لو أنه يحتوي على المزيد من الديوتيريوم مما هو عليه في الواقع. وعندما يتم إطلاق الغبار في الجزء الخارجي من الهالة المحيطة بالمذنب، قد يجف، مما يؤدي إلى قياسات خاطئة لمحتوى الديوتيريوم.

ويمكن لتلك الدراسة أن تساعد على فهم كيفية تفاعل غبار المذنبات مع المياه والديوتيريوم في تحسين الرصد المستقبلي وفهم دور المذنبات في جلب المياه إلى الأرض. وقالت ماندت: "هناك فرصة كبيرة لإعادة النظر في ملاحظاتنا السابقة والتحضير للملاحظات المستقبلية، بحيث يمكننا أخذ تأثيرات الغبار في الحسبان بشكل أفضل."

ومع تطور فهمنا لدور المذنبات في قصة المياه على كوكب الأرض، يفتح هذا البحث آفاقًا جديدة لدراسة أصول الحياة على كوكبنا.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المياه المذنبات كوكب الأرض الحياة كوكب العصور القديمة على الأرض

إقرأ أيضاً:

كثرة النوم تفاقم خطر الوفاة

خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن الإكثار من النوم يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة، وذلك على الرغم من التوصية المستمرة للأطباء بضرورة أخذ قسط كافٍ من النوم لكل شخص على اعتبار أن هذا أمر صحي ومفيد.
وذكر تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” العلمي المتخصص أن أحدث الدراسات بخصوص النوم خلصت إلى أن النوم لأكثر من 9 ساعات قد يكون أسوأ على صحتك من قلة النوم.
وأفاد التقرير أن النوم ضروري لصحتنا إلى جانب التغذية والنشاط البدني، ويُعد النوم ركيزة أساسية للصحة، كما أنه أثناء النوم تحدث عمليات فسيولوجية تُمكّن أجسامنا من العمل بفعالية عندما نكون مستيقظين، وتشمل هذه العمليات استعادة العضلات، وتقوية الذاكرة، وتنظيم المشاعر.
وتوصي مؤسسة “صحة النوم”، وهي المنظمة الأسترالية الرائدة غير الربحية التي تقدم معلومات مبنية على الأدلة حول صحة النوم، البالغين بالحصول على ما بين 7 – 9 ساعات من النوم كل ليلة.
وتوضح المؤسسة أن بعض الناس يعانون من قلة النوم بطبيعتهم، ويمكنهم العمل بشكل جيد بأقل من 7 ساعات نوم.
ومع ذلك، فبالنسبة لمعظم الناس فإن النوم أقل من 7 ساعات له آثار سلبية، حيث قد تكون هذه الآثار قصيرة المدى، وعلى سبيل المثال، في اليوم التالي لنوم سيء، قد يشعر الشخص بانخفاض في الطاقة، وسوء في المزاج، وزيادة في التوتر، وصعوبة في التركيز في العمل.
وعلى المدى الطويل، يُعد عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد عامل خطر رئيسي للمشاكل الصحية، فهو يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، واضطرابات التمثيل الغذائي، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وضعف الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، والسرطان، والوفاة، بحسب تقرير “ساينس أليرت”.
ووفقا أحدث دراسة طبية، راجع الباحثون نتائج 79 دراسة أخرى تابعت المشاركين لمدة عام على الأقل، ورصدت تأثير مدة النوم على خطر تدهور الصحة أو الوفاة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة -أي أقل من 7 ساعات في الليلة- كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 14% خلال فترة الدراسة، مقارنةً بمن ينامون ما بين 7 – 8 ساعات.
ومع ذلك، وجد الباحثون أيضاً أن من ينامون كثيراً – أكثر من 9 ساعات في الليلة – كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 34% مقارنةً بمن ينامون من 7 – 8 ساعات.
ويدعم هذا بحثاً مشابهاً أُجري عام 2018 وجمع نتائج 74 دراسة سابقة تتبعت نوم المشاركين وصحتهم على مدار فترات زمنية، تراوحت بين عام واحد و30 عاماً. ووجدت الدراسة أن النوم لأكثر من 9 ساعات مرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 14% خلال فترة الدراسة.
وأظهرت الأبحاث أيضاً أن النوم لفترة طويلة جدًا (أي أكثر مما هو مطلوب لعمرك) مرتبط بمشاكل صحية مثل الاكتئاب والألم المزمن وزيادة الوزن واضطرابات التمثيل الغذائي.
ويعتبر العلماء أن عوامل متعددة قد تؤثر على العلاقة بين كثرة النوم وسوء الحالة الصحية، ومن الشائع أن ينام الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة لفترات طويلة باستمرار، وقد تحتاج أجسامهم إلى راحة إضافية لدعم التعافي، أو قد يقضون وقتاً أطول في السرير بسبب الأعراض أو الآثار الجانبية للأدوية.
وقد لا يحصل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة على نوم جيد، وقد يبقون في السرير لفترات أطول سعياً وراء قسط إضافي من النوم.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مدير الجامع الأزهر: سورة لقمان بدأت بحروف متقطعة عجز العلماء عن تفسيرها|فيديو
  • أيمن أبو عمر: عدم إصلاح صنبور المياه يعتبر إفساد في الأرض
  • جزء عم .. مشاهد من يوم القيامة
  • د. هاني العدوان يكتب ..
  • يسرا: ما يحدث مع أهل غزة وحشية غير عادية
  • مفتي الديار اليمنية يوجه نداءً تاريخياً لعلماء الأمة: أفتوا بوجوب الجهاد نصرةً لغزة
  • دراسة: ارتفاع بنسبة 60% بوفيات عنف الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية
  • لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة
  • عمران .. لقاء للعلماء والخطباء يناقش المستجدات الراهنة في غزة
  • كثرة النوم تفاقم خطر الوفاة