الجزيرة:
2025-05-29@04:40:29 GMT

الدماغ يعزز تعلم اللغات الجديدة أثناء النوم

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

الدماغ يعزز تعلم اللغات الجديدة أثناء النوم

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب أستراليا ونُشرت في مجلة "جورنال أو نيروساينس" سلطت الضوء على كيفية تمكين النوم للدماغ في ترسيخ الكلمات الجديدة والقواعد النحوية المعقدة، أثناء تعلم لغة جديدة.

تناولت الدراسة 35 شخصا لغتهم الأم هي الإنجليزية ليخضعوا جميعا لدورة تعلم لغة مصطنعة تُدعى "الميني باينين"، مستوحاة من اللغة المندرينية الصينية ولكنها بشكل مبسّط تتناسب مع القواعد الإنجليزية، وتحتوي هذه اللغة المبسطة على 32 فعلا و25 اسما يمكن تكوين 576 جملة مفيدة بواسطتهم.

قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: المجموعة الأولى وُجّهت لتعلم اللغة المبسطة في الصباح وخضعت للاختبار في المساء، بينما كان دور المجموعة الثانية لتعلم اللغة مساء، قبل أن ينام المشاركون ليلة كاملة بعدها في المختبر، ثم يُجرى اختبارهم في صباح اليوم التالي.

وكانت المفاجأة فيما أظهرته النتائج هو فرق واضح؛ فأولئك الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم بعد التعلم حققوا أداء أفضل من نظرائهم، ويعزو الباحث الرئيس الدكتور زكريا كروس هذا التحسن إلى التزامن والترابط بين نمطين من موجات الدماغ خلال ما يُعرف بمراحل "نوم حركة العين غير السريعة" أو النوم "غير الريمي"، وهذان النمطان هما التذبذبات البطيئة ومغازل النوم، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة جنوب أستراليا.

إعلان سر النشاط

والتذبذبات البطيئة تشير إلى أنماط من النشاط الكهربائي منخفض التردد في الدماغ تحدث أثناء النوم العميق، وتُعد هذه التذبذبات مهمة لأنها تُنسّق بين مناطق مختلفة في الدماغ لنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى (الحُصين) إلى الذاكرة طويلة المدى (القشرة الدماغية)، وهذا يُعزز عملية تثبيت الذكريات والتعلم.

أما مغازل النوم فهي نوع من أنماط موجات الدماغ المعروفة أنها تحدث في المراحل الأولى من النوم غير الريمي، وترتبط بتوحيد الذاكرة.

ويعمل هذا التزامن على نقل المعلومات من الحُصين، المسؤول عن الذاكرة قصيرة المدى، إلى القشرة الدماغية، حيث تُخزن الذكريات طويلة المدى، ويُعزز هذا التنسيق الاحتفاظ بالمفردات والقواعد المعقدة، وهذا يجعل النوم حالة نشطة ومحوّلة للدماغ لتعلم اللغات بدلا من أن يكون في حالة استرخاء كاملة.

وتمتد آثار هذه النتائج إلى مجالات تتجاوز مجرد اكتساب مهارة تعلم لغات جديدة، إذ تقترح الدراسة نماذج علاجية جديدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات لغوية مثل اضطراب طيف التوحد أو الحبسة الكلامية، والذين غالبا ما يواجهون صعوبات في النوم.

ومن المعروف أن التذبذبات البطيئة أثناء النوم تلعب دورا أساسيا في تعزيز المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف مع التجارب الجديدة أو التعافي من الإصابات العصبية، ويقترح الدكتور كروس أن تقنيات مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يمكن أن تُستخدم لتعزيز هذه التذبذبات، مما يسرّع عملية علاج النطق واللغة لدى المصابين بالحبسة الكلامية.

ويتوقع الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف المبتكر في إحداث تطورات كبيرة في إستراتيجيات التعليم وأساليب إعادة التأهيل، مما يمهد الطريق لتحقيق إنجازات جديدة في مجال تحسين القدرات اللغوية والمعرفية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تقنية جديدة في التمارين تحمي من الزهايمر

أميرة خالد

تزداد مخاوف الناس من الإصابة بمرض الزهايمر مع التقدم في العمر، ولذلك توصي الدكتورة هيذر سانديسون، المختصة في الطب العصبي المعرفي، باتباع نهج يجمع بين التمارين البدنية والعقلية لتعزيز صحة الدماغ، هذا النهج، المعروف باسم “النشاط المزدوج”، يحفز الجسم والعقل معًا، مما يزيد من المرونة الدماغية ويساعد في الوقاية من التدهور المعرفي ومرض الزهايمر.

تشير سانديسون إلى أن القيام بأنشطة مثل المشي أثناء التحدث أو حل الألغاز على جهاز المشي ينشط عدة مناطق في الدماغ، ويعزز المرونة الدماغية، كما توضح أن هذا الأسلوب يحاكي مواقف الحياة الواقعية التي تتطلب أداء مهام بدنية وعقلية في نفس الوقت، مما يساعد الدماغ على التعامل مع المهام المعقدة بشكل أفضل.

وقد ركزت سانديسون على أربعة أنواع رئيسية من التمارين التي تعزز الأداء الذهني عند دمجها مع التمارين العقلية: التمارين الهوائية التي تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، والتمارين المعرفية كحل الألغاز وألعاب الذاكرة وتعلم لغات جديدة، وتمارين القوة التي تدعم الصحة الأيضية وتوازن الهرمونات، وتمارين التوازن والتنسيق مثل اليوغا والتاي تشي التي تحسن التركيز والتزامن بين الدماغ والجسم.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض الزهايمر حتى الآن، يؤكد الخبراء أن الوقاية من خلال الجمع بين التمارين البدنية والعقلية تعد الوسيلة الأكثر فعالية للحفاظ على صحة الدماغ والحد من خطر الإصابة بهذا المرض.

مقالات مشابهة

  • تقنية جديدة في التمارين تحمي من الزهايمر
  • 3 عادات شائعة تدمر الذاكرة.. تعرف عليها
  • جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تعلن أسماء الفائزين بها في دورتها 11
  • السفير الصيني بعُمان يحث الطلبة على تعلم اللغة الصينية ليكونوا "سفراء الصداقة" بين البلدين
  • بروتوكول تعاون يعزز تدريس اللغة الصينية بجامعة بنها
  • إغلاق الفم ليلا بشريط لاصق قد يسبب الاختناق
  • مصرع « طالب» غرقا بالبحر اليوسفي في المنيا أثناء تعلم السباحة.
  • نظام غذائي بسيط يعزز صحة الدماغ بشكل ملحوظ
  • إعلان قائمة الفائزين بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الحادية عشرة
  • الخمول والنعاس المفرط..ما أسباب هذه الحالة وأعراضها؟