نكبة فلسطين من منظور تحليلي نقدي.. كتاب جديد يؤرخ للنكبة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
الكتاب: "السير نحو الهاوية: ملاحظات وتأملات شخصية حول سقوط فلسطين"
الكاتب: أنور نسيبة
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ـ الدوحة 2024
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤخرا كتاب السير نحو الهاوية: ملاحظات وتأملات شخصية حول سقوط فلسطين، وهو من تأليف السياسي الفلسطيني أنور نسيبة، الذي أدى دورًا بارزًا في الدفاع عن فلسطين ومسقط رأسه القدس منذ السنوات الأولى للاحتلال الإسرائيلي، وبداية ما سُمّي "النكبة" واحتلال الجزء الأكبر من فلسطين، ومن ضمنه الشطر الغربي من القدس، ثم وصولًا إلى احتلال الشطر الشرقي من المدينة وكامل فلسطين التاريخية.
في هذا الكتاب، يقدم نسيبة شهادة شخصية وتحليلًا معمقًا حول الأحداث التي أدت إلى نكبة عام 1948، وسقوط فلسطين في أيدي الاحتلال الإسرائيلي.
يختلف هذا الكتاب عن المذكرات التقليدية؛ فهو ليس مجرد سرد زمني لحياة نسيبة، بل هو تأمل فكري ونقد سياسي للأحداث التي سبقت النكبة وأدت إلى احتلال فلسطين. الكتاب مزيج من الملاحظات الشخصية والتحليل السياسي، إذ يشارك نسيبة رؤاه الخاصة حول أسباب الهزيمة الفلسطينية، مع التركيز على العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في فقدان الأرض.
أبرز المحاور التي يناقشها الكتاب
الأسباب الداخلية للهزيمة الفلسطينية:
ـ ضعف القيادة الفلسطينية: ينتقد نسيبة ضعف القيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى انقسامات القوى السياسية والعسكرية في الداخل الفلسطيني.
ـ غياب التخطيط الاستراتيجي: يتحدث عن الافتقار إلى رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لمواجهة المشروع الصهيوني المدعوم دوليًا.
ـ انعدام التنسيق بين العرب: يسلط الضوء على فشل الجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948، وعدم قدرتها على التنسيق بشكل فعال، مما أدى إلى خسارة الأرض لصالح القوات الإسرائيلية.
الدور الخارجي في سقوط فلسطين:
ـ دور بريطانيا: يشير إلى مسؤولية بريطانيا كقوة انتدابية في تسهيل المشروع الصهيوني من خلال وعد بلفور ودعم الاستيطان اليهودي في فلسطين.
يُعد كتاب "السير نحو الهاوية: ملاحظات وتأملات شخصية حول سقوط فلسطين" من أبرز الكتب التي تناولت نكبة فلسطين من منظور تحليلي نقدي وليس مجرد سرد للأحداث. أهم ما يميزه هو النقد الذاتي الذي قدّمه أنور نسيبة، بالإضافة إلى شهادته المباشرة على ما جرى في القدس، حيث كان منخرطًا في النضال السياسي والعسكري.ـ الدور الأمريكي والدولي: يبرز التأثير الكبير للولايات المتحدة والدول الكبرى في الأمم المتحدة في دعم إقامة دولة إسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين.
سقوط القدس:
كان أنور نسيبة شاهدًا على سقوط القدس الغربية عام 1948، وشارك في الدفاع عن المدينة. في هذا الجزء، يروي نسيبة الأحداث الدراماتيكية التي رافقت المعارك، ويوضح كيف فشلت المقاومة الفلسطينية والعربية في الحفاظ على المدينة بسبب سوء الإدارة وقلة التنسيق العسكري.
التأملات والنقد الذاتي:
بخلاف الكثير من المؤلفات الأخرى، يميز الكتاب النقد الذاتي كجزء أساسي من الكتاب، حيث لم يتردد نسيبة في توجيه النقد للفلسطينيين أنفسهم، مشيرًا إلى أن الهزيمة لم تكن فقط بسبب "القوى الخارجية" بل أيضًا بسبب الفشل الداخلي في التنظيم والاستعداد.
أسلوب الكتاب
ـ تحليل سياسي عميق: لا يكتفي نسيبة بسرد الأحداث، بل يحلل بعمق الأسباب التي أدت إلى الهزيمة.
ـ شهادة شاهد عيان: بحكم كونه جزءًا من النخبة السياسية الفلسطينية، فإن الكتاب يعد شهادة حيّة من الداخل حول ما حدث.
ـ نقد الذات: يتميز الكتاب بكونه لا يلقي اللوم بالكامل على القوى الخارجية، بل يعترف بأوجه القصور الفلسطينية، وهو نهج نادر في الكتابات السياسية المرتبطة بفترة النكبة.
أهمية الكتاب
شهادة تاريخية مهمة:
أنور نسيبة لم يكن مجرد مراقب للأحداث، بل كان جزءًا من المعركة السياسية والعسكرية، لذا يقدم شهادة مباشرة على سقوط القدس، وهو أمر نادر في الكتابات العربية عن النكبة.
تحليل نادر للأسباب الداخلية للهزيمة:
معظم الكتب الفلسطينية حول النكبة تركّز على الدور الخارجي (بريطانيا، الأمم المتحدة، المشروع الصهيوني)، لكن هذا الكتاب يُبرز الأخطاء الذاتية في الصف الفلسطيني والعربي، مما يجعل الكتاب ذا طابع نقدي صريح.
تأريخ القضية الفلسطينية من منظور فلسطيني:
يقدم الكتاب سردًا للأحداث من وجهة نظر فلسطيني كان جزءًا من النخبة السياسية، ما يميزه عن السرديات الغربية أو حتى السرديات العربية التي قد لا تكون قريبة بما يكفي من الأحداث.
الجانب الإنساني:
ينقل الكتاب المشاعر التي مر بها الفلسطينيون خلال لحظات السقوط، خصوصًا في مشاهد سقوط القدس، ما يجعله مزيجًا من التأريخ السياسي والتحليل النفسي والاجتماعي.
يُعد كتاب "السير نحو الهاوية: ملاحظات وتأملات شخصية حول سقوط فلسطين" من أبرز الكتب التي تناولت نكبة فلسطين من منظور تحليلي نقدي وليس مجرد سرد للأحداث. أهم ما يميزه هو النقد الذاتي الذي قدّمه أنور نسيبة، بالإضافة إلى شهادته المباشرة على ما جرى في القدس، حيث كان منخرطًا في النضال السياسي والعسكري. هذا الكتاب يُعد مرجعًا لا غنى عنه لفهم العوامل المعقدة التي أدت إلى النكبة، وهو يتيح للقراء الفلسطينيين والعرب إعادة تقييم الأخطاء التي وقعت، مع الأمل في تجنب تكرارها في المستقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب قطر كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النقد الذاتی سقوط القدس هذا الکتاب من منظور
إقرأ أيضاً:
تدشين كتاب «الشاهد الأول ضد بن لادن» : وثيقة نادرة تكشف أسرار القاعدة وصلتها بالسودان
شهدت العاصمة الأوغندية كمبالا أمس السبت حفل تدشين كتاب «الشاهد الأول ضد بن لادن – جمال الفضل السوداني الذي هز القاعدة» للصحفي محمد عبد العزيز وذلك وسط حضور نوعي من الصحفيين والمثقفين والمهتمين بقضايا الإرهاب والسياسة في المنطقة.
التغيير– كمبالا – فتح الرحمن حمودة
و في افتتاح الجلسة قالت الصحفية مديحة عبد الله مديرة الجلسة إن الكتاب يعالج قضايا عميقة تتعلق بالسودان والحرب والإرهاب مشيرة إلى أن الظروف التي تمر بها البلاد تجعلها عرضة لاختراق الجماعات الإرهابية.
وأكدت في حديثها أن السودان يواجه خطر تمدد تلك الجماعات نتيجة استمرار الحرب المستمرة حاليا ما يفتح المجال أمام نفوذ جديد لها في المنطقة.
و يعيش السودان منذ فترة تحديات أمنية وسياسية عميقة وسط استمرار الحرب والصراعات الداخلية التي تهدد استقرار البلاد و هناك مخاوف وسط هذه الظروف المتدهورة أن تجعل من البلاد بيئة خصبة لاختراق الجماعات الإرهابية التي تستغل الفراغات الأمنية والضعف السياسي لتوسيع نفوذها.
و قدم الأستاذ السر السيد عرضا تحليليا لمحتوى الكتاب مشيرا إلى أنه يتكون من ثلاثة فصول و قال إنه في فصله الأول يتناول السيرة الذاتية لجمال الفضل وانضمامه إلى الجماعات الجهادية مع عرض لتفاصيل تأسيس تنظيم القاعدة وأسماء المعسكرات وهيكله التنظيمي وأهم قادته إضافة إلى الخلافات الداخلية.
و في فصله الثاني يغوص في فترة وجود القاعدة في السودان بدءاً من زيارة بن لادن التفقدية ولقائه بحسن الترابي مرورا بأنشطته الاقتصادية ودور جمال الفضل في إدارة تلك العمليات بما فيها كذبه وسفره إلى إريتريا كما أن هذا الفصل قدم تفاصيل دقيقة عن علاقة القاعدة بالحكومة السودانية والمنظمات الخيرية التي كان لها أدوار موازية.
و أوضح أن الفصل الثالث رصد خروج الفضل من السودان ومروره بسوريا والأردن وتسليم نفسه للاستخبارات السعودية في إريتريا كما يتطرق لمحاولاته التواصل مع السفارات الإسرائيلية والأمريكية وعلاقة القاعدة بالجيش السوداني وتهريب الأسلحة وظهور اسم عبد الباسط حمزة كما يسرد قضايا فساد الفضل نفسه ومحاكمة «أبو مصعب السوداني» في فصل اعتبر من أخطر فصول الكتاب.
و جمال أحمد محمد الفضل هو شخصية عسكرية سودانية معروفة بدوره في الحركات الجهادية خلال أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات حيث تم تجنيده للقتال في أفغانستان عبر مسجد الفاروق في بروكلين و انضم في عام 1988 إلى تنظيم القاعدة وأدى قسم الولاء لزعيمه آنذاك أسامة بن لادن إلا أن الفضل شهد خلافا حادا مع بن لادن أدى إلى انفصاله عن التنظيم ليصبح لاحقا شريكا للحكومة الأمريكية عبر تقديم معلومات استخباراتية عن القاعدة .
وأوضح السيد أن الكاتب استخدم أسلوبا أدبيا أقرب إلى السرد الروائي دون التقيد الصارم بالترتيب الزمني وهو ما منح النص طابعا دراميا في بعض المواضع كما أشار إلى أن الفصول بنيت على عناوين فرعية تنظم الهيكل العام للكتاب وتكشف في كل مرة زاوية جديدة من القصة.
كما نوه إلى أن الكاتب حاول عقد مقارنات بين الأدلة التي قدمها جمال الفضل مما منح الكتاب بعدا تحليليا مهما رغم أنه لم يتدخل كثيرا كمؤلف في توجيه السرد ما يمنح العمل طابعا موضوعيا.
وفي مداخلة أخرى وصف الصحفي ماهر أبو الجوخ الكتاب بأنه في الأصل بدأ كمشروع تحقيق استقصائي ثم تحول إلى كتاب شامل وأشاد بالتفاصيل الدقيقة التي قدمها المؤلف حول تنظيم القاعدة والتي قال إنها غابت عن معظم الكتب التي تناولت التنظيم وأضاف أن الكتاب يقدم أول لائحة اتهام رسمية ضد القاعدة في التسعينيات.
وأشار أبو الجوخ إلى أن الكتاب يظهر العلاقة المباشرة بين الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي ويشرح بنية القاعدة وتحالفاتها في دول مختلفة لكنه انتقد غياب خاتمة واضحة تبرز استنتاجات الكاتب كما أشار إلى وجود بعض التواريخ غير الدقيقة وتضارب في المعلومات لكنه اعتبر الكتاب وثيقة تاريخية مهمة توثق لفترة شائكة ومؤثرة.
وفي ختام الفعالية تحدث كاتب الكتاب محمد عبد العزيز عن تجربته مع الكتاب قائلا إن علاقته بجمال الفضل بدأت عام 2008 أثناء عمله على تحقيق صحفي حول دور السودان في تنظيم القاعدة واعتبر أن شخصية الفضل هي محور الكتاب دون أن يعني ذلك تبرئة التنظيم أو الحكومة بل تقديم «شاهد من الداخل».
وأضاف أن فكرة تحويل المادة إلى كتاب بدأت بعد اندلاع الحرب الأخيرة بعد أن تعذر النشر داخليا فتمت طباعته في مصر بعد عام ونصف من الجهد كما كشف أن جزءا من الكتاب تعرضت للحذف بسبب الرقابة لا سيما ما يتعلق بالاعتداءات التي طالت ابن جمال الفضل.
وأشار إلى أن الطبعة الثانية قيد الإعداد وستتميز بتقنيات سرد أكثر تطورا وميل أكبر نحو الطابع الروائي مع الحفاظ على الوقائع والحقائق.
و محمد عبد العزيز صحفي سوداني يتمتع بخبرة تمتد لحوالي عشرين عاما في مجال الصحافة و يشغل حاليا منصب سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين ويعد من الأسماء البارزة في الصحافة السودانية و بدأ مسيرته في الكتابة بكتابه «عين على الصين» الذي مثل انطلاقة أولى في مشوار تأليف الكتب وواصل بعدها التفرغ للبحث والتحقيق في قضايا معقدة تمس السياسة والعلاقات الدولية والجماعات المسلحة.
الوسوم«الشاهد الأول ضد بن لادن» الصحفي السوداني محمد عبدالعزيز عين على الصين كتاب