قالت مؤسسة أبحاث أمريكية إن مواصفات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من لإيران تنطبق على ما يحدث في اليمن على يد جماعة الحوثي وهي الأخرى أحد أذرع طهران في المنطقة.

 

وذكرت مؤسسة "أميريكان إنتربرايز انستيتيوت" في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" أن اليمنيين يظهرون متحمسون. فبعد ما يقرب من رُبع قرن من الحكم، رحل بشار الأسد من سوريا، ولم يتمكن رعاته (الروس والإيرانيون) من حمايته.

 

وأضافت "فمع إبعاد سوريا عن "محور المقاومة"، أصبحت أيام حزب الله معدودة. فبعد كل شيء، كانت سوريا هي الركيزة الأساسية للجسر البري والجوي الذي مكَّن حزب الله من الوجود.

 

وتابعت "انهار حكم الأسد لأسباب بسيطة: كان فساده وسوء إدارته كبيرين للغاية، ولم يرَ جنوده أي سبب وجيه للتضحية بحياتهم من أجله. وفي حين كان لديه قاعدة بين الأقلية العلوية، إلا أن هذا لم يعد كافيا.

 

وحسب المؤسسة إن مواصفات الأسد نفسها تنطبق على الحوثيين في اليمن. فبينما يتمتع الحوثيون ببعض الدعم العشائري، إلا أنهم لم يتمكنوا من توسيع قاعدتهم إلى ما هو أبعد من الأسرة والعشيرة؛ بسبب حكمهم غير الكفء بشكل عام، بالرغم من أن الحوثيين ما زالوا يحصلون على إيرادات كبيرة من ميناء الحديدة، بسبب عدم رغبة الأمم المتحدة في إلزامهم ببنود اتفاق "ستوكهولم"، التي ستحرم الحوثيين من القدرة على الاستفادة من الميناء والمساعدات الإنسانية الدولية. إذ يحاول الحوثيون فرض إرادتهم من خلال فوهة البندقية، وذلك لتعويض فشلهم في الحكم.

 

وأكدت أنه لا ينبغي لأي شخص في الغرب، أو العالم العربي، بعد الآن قبول مزاعم الحوثيين بالشرعية أو القوة. مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحكم المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل أكثر كفاءة، ويتيح أمانا أكبر من الحوثيين في صنعاء.

 

وقالت "يمكن للولايات المتحدة وحلفائها العرب المعتدلين الإمساك بزمام المبادرة في اليمن لمساعدة اليمنيين على إنهاء كابوس حكم الحوثيين بعمل منسّق، في الوقت الذي يترنح فيه الحرس الثوري الإيراني من هزائمه الأخيرة في لبنان وسوريا".

 

وقالت "أولا: يجب على الولايات المتحدة أن تجبر الأمم المتحدة، باستخدام تبرعاتها كوسيلة ضغط، على فرض الامتثال لاتفاقية "ستوكهولم". لا ينبغي أن يعمل أي حوثي في ميناء الحديدة، وبالتأكيد لا ينبغي أن تتدفق أي رسوم جمركية، أو رسوم الميناء إلى خزائن الحوثيين، فيما ثانيا: يجب على الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة تجفيف شحنات الأسلحة والإمدادات، التي تقدم للحوثيين.

 

وأشارت إلى أن هناك سابقة للولايات المتحدة في فرض عقوبات على الطائرات المتورطة في إمدادات الإرهابيين. إذا استمرت الخطوط الجوية اليمنية في نقل الإمدادات من بيروت، أو شراء الوقود من الحوثيين، أو حتى في دفع خدمة المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، فيجب على وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات عليها، وألا تتسامح مع خداع مسقط.

 

واستدركت "بينما تقول الحكومة العمانية إنهم مجرد محاورين مع الحوثيين، بما يوفر مساحة للدبلوماسية، يبدو أنهم يمكنون الحوثيين ويدعمونهم. كما أنهم يغضون الطرف عن تهريب الأسلحة عبر حدودهم، التي يسهل اختراقها. طالما أن الدبلوماسيين الأمريكيين يظهرون عمًى متعمدا، فلن يصلحوا ذلك".

 

"ثالثا: إن إذعان إدارة بايدن لخارطة الطريق الدولية لليمن كارثة. لا يقتصر الأمر على استرضاء المجتمع الدولي للحوثيين، حتى المملكة العربية السعودية، التي يظهر أنها تعرف بشكل أفضل، ولكن إدارة بايدن بنت على التنازلات المسبقة، بما قلل من النفوذ الدولي، ومنح شرعية غير مستحقة لجماعة الحوثي" وفق التحليل.

 

وحسب المؤسسة الأمريكية فقد عانى اليمنيون، مثل السوريين، من حرب أهلية لفترة طويلة جدا. وفي حين أن حكومة الحوثيين في صنعاء تفتقر إلى الاعتراف الدولي، الذي تلقاه الأسد، إلا أنها تمسك بالسيطرة نفسها على العاصمة وضواحيها المباشرة، التي كان يتمتع بها الأسد ذات مرة.

 

وترى أن حكومة الحوثيين فاسدة مثل حكومة الأسد، وغير قادرة على توفير مستويات معيشية تتناسب مع إمكانات اليمن.

 

وقالت "بشكل مختصر، يمكن لليمنيين أن ينقلبوا على الحوثيين إذا أفصح المجتمع الدولي عن عدم رغبته بقبول الوضع الراهن".

 

وخلصت المؤسسة الأمريكية بالقول "بحسب ما ورد، فقد وصل بشار الأسد إلى روسيا بعد فراره من سوريا. وبالتأكيد، كان لوحده. ربما حان الوقت لدفع قادة الحوثيين للحاق به، وبذلك سيستعاد الاستقرار والأمن إلى شبه الجزيرة العربية بأكملها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن سوريا الحوثي بشار الأسد ايران بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.

وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.

ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.

تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.

ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.

وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.

وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.

وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.

وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.

وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.

القواعد الروسية

تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.

وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.

وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.

وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف،  بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.

هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.

Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا

مقالات مشابهة

  • 3 أهداف لزيارة "ويتكوف" مركز مساعدات أمريكية برفح أهمها تلميع صورة "إسرائيل"
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • حليف الأسد الدولي يستقبل مسؤولا في حكومة الشرع
  • مجلة بريطانية تسلط الضوء على حضرموت.. الجانب الآخر من اليمن البعيد عن صخب الحرب والحوثيين (ترجمة خاصة)
  • الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي