جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-01@01:42:47 GMT

أوجاع الأمة العربية

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

أوجاع الأمة العربية

 

أحمد بن عبدالله الشنفري

 

‏أوجاع حقيقية تعيشها الأمة العربية اليوم ومنذ عقودٍ طويلة، تدق ناقوس الخطر حول التَّحديات الجسيمة التي تواجهها دولنا العربية ولا نعلم ما هي العاصمة العربية التي يتم التجهيز لإسقاطها خلال السنوات المقبلة ونشر الفوضى بها وسرقة مواردها.

إنَّ ما نشهده من تهاوي بعض العواصم العربية ليس مُجرد نتيجة لأحداث عابرة، بل هو نتاج تراكمي لعوامل داخلية في الأساس وخطط وأطماع خارجية أتت نتيجة لذلك.

في الداخل، انتشار الفساد الإداري والمالي والاقتصادي، ومحسوبية الجشع للمتنفذين وحمايتهم بقوة القانون، وغياب العدالة الاجتماعية، وانعدام الحكمة في التعامل مع الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كلها عوامل أسهمت في تآكل أساسات الدول ومواردها، وتعميق الهوة وأزمة الثقة بين أبناء الوطن الواحد.

و‏هذه المشاكل الداخلية سمحت للأطراف الخارجية بالتدخل السريع واستغلال الأوضاع لمصالحها الخاصة، مما جعل الدول فريسة سهلة للتحكم والسيطرة من أطراف متعددة.

أما فيما يتعلق بالخارج، فمن الواضح أن القوى الكبرى لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، دون اعتبار لمصير الشعوب ومستقبلها، فالشعوب في نظرهم هي شعوب لا تستحق العيش الكريم لأنها أتت من عرق عربي أو آسيوي أو أسود وأقرب مثال ما سطره التاريخ من مجازر في جنوب أفريقيا ودول عربية وآسيوية حتى تحررت من ذلك الاستعمار.

‏ورغم السواد الذي يلف المشهد السياسي العربي، يبقى الأمل في عودة الروح الوطنية إلى العواصم العربية، وفي إحياء الحضارة العربية والإسلامية والقيم الإنسانية التي تمثلها، لكن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تضافرت الجهود لإصلاح الداخل ثم الداخل ثم الداخل أولًا.

‏لا بُد من التركيز على بناء ثقافة وطنية تقوم على العدالة، والمساواة، ونبذ القمع، ومحاربة الفساد والجشع وزرع قيم المحبة والتسامح، ومتابعة شؤون المجتمع والارتقاء بحياة الفرد، وعلينا أن ندرك أنَّ الوطن هو ملك للجميع، وأن الحكومات هي خادمة لشعوبها، وليست متسلطة عليها أو تملك الحق في إذلال مواطنيها.

‏دعواتي الصادقة لعودة العز والتقدم والازدهار إلى عواصمنا الغالية بغداد ودمشق وصنعاء والقدس وطرابلس، وغيرها من العواصم العربية التي تعاني من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة وحساسة، هي دعوة لكل عربي غيور ليعمل بصدق على تحقيق هذا الحلم العظيم، ولو بخطوات بسيطة تبدأ بمحاربة الفساد ونشر الوعي والتعليم والصحة، لأنَّ الأمة التي تدرك قيمتها الحقيقية لا تقهرها أي قوى خارجية.

‏الآن ومنذ عقود تنهب الثروات الطبيعية لصالح الدول الكبرى والعصابات السياسية فلا فاز الذي جمع مئات الملايين من ثروات وطنه وفر ظناً أنه سيصبح في مأمن وسيعيش سعيدا ومكتفيا، ولا انتصر الذي حماه ووفر له الحماية من الملاحقة القضائية، لأنه بكل تأكيد إذا فقدت الدولة مكانتها فإن الدول الأخرى تعامل مواطنيها والذي لجأ إليها هارباً كشخص ضعيف يحتاج الأمان والاستقرار وكل همه الحفاظ على حياته، وحينها يبدأ الاستغلال المادي والمعنوي وتذهب كل تلك الأموال هباءً منثورًا.

‏حفظ الله كل الدول العربية وأبناءها، وإن شاء الله نرى تطورًا ملحوظًا، وتقدمًا كبيرًا في كافة الدول العربية تُعيد الأمجاد العربية إلى موقعها الصحيح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يقيم مأدبة عشاء لسفراء الدول العربية المعتمدين لدى موسكو

وزير الخارجية يقيم مأدبة عشاء لسفراء الدول العربية المعتمدين لدى موسكو 2025-07-31SAMERسابق غرف الزراعة السورية: تشكيل لجنة لتحديد أسعار الفروج الحي من أرض المزرعةآخر الأخبار 2025-07-31غرف الزراعة السورية: تشكيل لجنة لتحديد أسعار الفروج الحي من أرض المزرعة 2025-07-31تحذيرات أممية: تدهور الوضع الغذائي في قطاع غزة يتفاقم إلى حد المجاعة 2025-07-31مارسيليا الفرنسي يعلن عودة المهاجم أوباميانغ إلى صفوفه 2025-07-31الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا 2025-07-31الأردن يعين سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى سوريا 2025-07-31وزارة العدل تُشكّل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة 2025-07-31وضع حجر الأساس لترميم مشفى تدمر الوطني 2025-07-31غرفة زراعة دمشق وريفها تناقش التحضيرات للمشاركة بمعرض دمشق الدولي 2025-07-31التعليم العالي تعلن عن مقاعد دراسية مقدمة من باكستان 2025-07-31التنمية الإدارية تنشر قائمة جديدة للمفصولين تعسفياً من وزارة الإدارة المحلية

صور من سورية منوعات بحيرة في البرازيل تتحوّل إلى اللون الأزرق في مشهد غريب 2025-07-31 اكتشاف فصيلة دم غير معروفة عالمياً لدى امرأة هندية 2025-07-31
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • وزير الخارجية يقيم مأدبة عشاء لسفراء الدول العربية المعتمدين لدى موسكو
  • وزير الإعلام الفلسطيني: مصر هي قلب الأمة العربية والحاضنة للقضية الفلسطينية
  • معلومات تكشف أخطر استثمار أمريكي _ صهيوني يدار داخل هذه الدول العربية (تفاصيل)
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية بأعلى نسبة ضريبة الدخل خلال عام
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحها
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظرائه بإسبانيا واليمن وإيطاليا وأمين عام جامعة الدول العربية