تصاعد العنف في السودان: مقتل 176 شخصاً خلال يومين بسبب الضربات الجوية والمدفعية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
لقي 176 شخصًا على الأقل مصرعهم في يومين من القصف الذي نفذته قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، وسط تصعيد كبير في العمليات العسكرية..
التغيير: وكالات
قُتل 176 شخصًا على الأقل خلال يومين من الضربات التي نفذها الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء مختلفة من السودان، وفقًا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس بناء على معطيات قدّمها مسؤولون ونشطاء ومحامون الثلاثاء.
وفي أم درمان الواقعة بشمال العاصمة الخرطوم، قُتل 65 شخصًا على الأقل في عمليات قصف نفذتها قوات الدعم السريع، حسبما أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.
وقال المسؤول التابع للحكومة السودانية المرتبطة بالجيش، أحد طرفي الحرب في السودان، إنّ قذيفة “أصابت حافلة ركاب أدّت إلى استشهاد جميع من بداخلها وعددهم 22 فردا تحوّلوا إلى أشلاء”.
وندد حمزة بارتكاب “المليشيا الإرهابية… أكبر مجزرة بشرية عن طريق القصف المدفعي وسط المواطنين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ العام 2023.
ووقع الهجوم غداة تنفيذ الجيش ضربة جوية على سوق في بلدة كبكابية في شمال دارفور بغرب البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، حسبما أفادت مجموعة “محامو الطوارئ” الثلاثاء.
وقالت المجموعة التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرا، على صفحتها في فيسبوك “وقع القصف في يوم السوق الأسبوعي، حيث تجمّع الأهالي من قرى مختلفة للتبضع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم نساء وأطفال”.
وفي حادث منفصل، قالت المجموعة إن طائرة مسيّرة سقطت في ولاية شمال كردفان في وسط السودان في 26 نوفمبر انفجرت مساء الاثنين، “ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة”.
وفي مخيم زمزم للنازحين الذي يشهد مجاعة في شمال دارفور، أدى قصف نفذته قوات الدعم السريع الثلاثاء، إلى مقتل خمسة أشخاص، بحسب التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.
وفي تموز/يوليو، أصدرت هيئة تدعمها الأمم المتحدة تقريرا يفيد بأن المخيم الواقع قرب مدينة الفاشر المحاصرة، وعاصمة ولاية شمال دارفور، يشهد مجاعة.
أعنف المعارك منذ أشهر
وأودت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
كما أدت إلى دمار كبير في الخرطوم، التي لم يتمكّن أي من الجانبين من تثبيت سيطرته عليها.
وفي آخر هجوم كبير في فبراير، استعاد الجيش معظم مدينة أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم، وجزء من الخرطوم الكبرى.
وغالبًا ما يشير السكان إلى عمليات قصف عبر ضفتي النهر، وسقوط قذائف وشظايا على المنازل والمدنيين.
والثلاثاء، أشار شهود عيان إلى قصف مدفعي طال أم درمان من عدّة جبهات.
وقال أحد الذين شهدوا قصف حافلة الركاب لوكالة فرانس برس طالبًا عدم الكشف عن هويته، “منذ ستة أشهر لم نشهد قصفًا بهذه الكثافة والقوة”.
وتحدث شاهد آخر عن قصف من قاعدة وادي سيّدنا العسكرية في شمال أم درمان، في اتجاه مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في غرب أم درمان والخرطوم بحري.
ويسيطر الجيش حاليًا على أجزاء من العاصمة، بالإضافة إلى شمال وشرق البلاد، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور تقريبًا، ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان.
حملة تصعيد
ويعيش في إقليم دارفور الذي توازي مساحته تقريبًا ربع مساحة السودان، نحو 10 ملايين نسمة يشكّلون حوالى ربع عدد سكان البلاد. لكن أكثر من نصفهم نزحوا من مناطق أخرى في السودان.
وشهد الإقليم بعض أعمال العنف الأكثر فظاعة في الحرب.
وفي لقطات أرسلت لوكالة فرانس برس يُفترض أنها لتبعات غارة الاثنين على سوق بلدة كبكابية، شوهد أشخاص وهم يبحثون بين الأنقاض بينما كانت أشلاء أطفال متفحمة على أرض محروقة.
ولم تتمكن فرانس برس من التحقّق من صحة اللقطات بشكل مستقل، بعدما حصلت عليها من التنسيقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور.
وفي حين أنّ بعض الهجمات بطائرات بدون طيار نُسبت إلى قوات الدعم السريع، إلا أنّ الجيش السوداني هو الطرف الوحيد الذي يملك طائرات مقاتلة.
واتهم الجيش في بيان الثلاثاء مجموعات سياسية تابعة لقوات الدعم السريع بـ”نشر أكاذيب”، وقال إنّ قواته “استهدفت قواعد نشاط المتمرّدين”.
وجاء ذلك بعدما قالت مجموعة “محامو الطوارئ” في بيانها “ندين بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبها الطيران الحربي التابع للجيش اليوم في سوق مدينة كبكابية، شمال دارفور”.
وأشارت إلى أن هذه الهجمات “ليست سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات بشكل متعمد على المناطق السكنية المأهولة”.
ويتّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية عمدا.
والثلاثاء، اتّهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان في الفترة من ديسمبر 2023 إلى مارس 2024.
واتهمت المنظمة الجماعات بارتكاب “جرائم حرب” بما فيها “القتل والاغتصاب والاختطاف لسكان النوبة، فضلا عن نهب منازل وتدميرها” وحضّت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.
الوسومالجرائم والانتهاكات القصف المدفعي والجوي حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجرائم والانتهاكات القصف المدفعي والجوي حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع شمال دارفور فی السودان فرانس برس أم درمان
إقرأ أيضاً:
70 وفاة في الخرطوم خلال يومين بسبب الكوليرا
قضى 70 شخصا خلال يومين جراء تفشي الكوليرا في السودان، حسبما أعلن مسؤولو الصحة الخميس، في وقت تواجه الخرطوم أزمة صحية متصاعدة بعد أكثر من عامين على اندلاع حرب مدمرة.
وأعلنت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم تسجيل 942 حالة إصابة جديدة و25 وفاة الأربعاء، غداة تسجيل 1177 حالة إصابة و45 وفاة الثلاثاء.
وأتى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بعد أسابيع من ضربات بالطيران المسيّر نُسبت إلى قوات الدعم السريع، أدت إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في أنحاء العاصمة.
وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلنت الحكومة المدعومة من الجيش الأسبوع الماضي أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة قلب العاصمة منها.
ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل.
وأُجبر حوالى 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك، بحسب نقابة الأطباء، فيما تم اقتحام المنشآت الصحية بشكل دوري وقصفها ونهبها.
وفاقم تفشي الكوليرا الضغط على نظام الرعاية الصحية.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن 172 حالة وفاة خلال الأسبوع المنتهي يوم الثلاثاء، 90 % منها في ولاية الخرطوم.
وقالت السلطات إن "نسبة الشفاء وسط المصابين بالكوليرا بمراكز العزل بلغت 89 %" محذرة من أن تدهور الظروف البيئية يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة.
يعد وباء الكوليرا متوطنا في السودان لكنه يتفشى بشكل أسوأ بكثير وأكثر تكرارا منذ اندلعت الحرب.
على حافة كارثة
منذ آب/أغسطس 2024 سجّلت السلطات الصحية أكثر من 65,000 حالة إصابة وأكثر من 1,700 حالة وفاة في 12 ولاية من أصل 18 في السودان.
وسجلت ولاية الخرطوم وحدها أكثر من 7,700 حالة إصابة، منها أكثر من 1,000 حالة لأطفال دون سن الخامسة، و185 حالة وفاة منذ كانون الثاني/يناير.
وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن "السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة".
وأضافت أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى".
وأودت الحرب التي دخلت عامها الثالث بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح 13 مليون شخص متسببة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
ونزح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34000 شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دول أي إمكانية للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر في المناطق التي سُجّل فيها تفشٍ للكوليرا في الخرطوم.