بوابة الوفد:
2025-06-03@16:21:02 GMT

سقوط سوريا والعراق.. صراع الحضارات

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

تعتبر نظرية كتاب صراع الحضارات أو صدام الحضارات، لمؤلفه البروفيسور «صمويل هنتجتون»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد والذى طرح للنقاش عام ١٩٩٦ ، هو التحضير والتطبيق العملى لتغيير هاوية وثقافات الشعوب، والتحضير لنظام عالمى يعاد تشكيله من جديد ، وتحدد فيه مصير بعض الدول الحليفة للكتلة الشرقية الشيوعية، وما سوف تشهده  من صراعات على يد الرأسمالية الغربية المتطرفة ، بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتى السابق عام ١٩٩١، وانتهاء الحرب الباردة،  وسوف يشتد الصراع بين ثقافة الحضارة الغربية العلمانية، وحضارة وثقافة وديانة الشعوب الإسلامية المحافظة ، ونحن نستشهد بتلك الشهادات فى مقالة هنتنجتون التى تحولت إلى كتاب، بعد أن تكهن بكتاباته بوقوع  هذه الأحداث قبل وقتها ، وهذا  التنبؤ قد حدث، عندما تجلجلة نار الجحيم للأخطار والأحداث ، التى شهدتها بعض الدول العربية تحت بريق صريح مسمى لها ثورات الربيع العربى ، أما اسمها المستتر فهو دول الخراب العربى، وهى المؤامرة الكبرى لحدوث شرخ فى جدار أمتنا وقوميتنا العربية ، لكى تفقد دولها سيادتها ويحدث فيها فوضى أخلاقية خلاقة وانفلاتات أمنية، وتنهار نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهذا ما شاهده العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين ، حيث واجهت دول اضطرابات واحداث همجية شديدة، عصفت رياحها بدولة سوريا واليمن وليبيا، ولا يعلم مصير هذه الدول إلا الله ، ثم نأتى إلى دولة تونس، فكانت بداية تجربة لهذه الأحداث ، وطالت المؤامرة مصر خلال احداث ٢٥ يناير من عام ٢٠١١، ولكن الله قد نجا مصر من هذا الخراب وهذه الفوضى ، بقيام ثورة 30 يونيو عام ٢٠١٣ ، بعد أن قام بها الشعب فى حماية الله ثم الجيش ، فى توجيه ضربة قاصمة للمخطط الغربى التآمرى، الذى كان ينشر الفوضى الخلاقة فى كل ساحات وميادين مصر، عن طريق جماعة الإخوان، بعد ماثبت أن أصابعها ليست ببعيد عن تحريك تلك الأحداث ، وأن التحقيقات والتحريات ثبتت أيضا، بأن هذه الجماعة على اتصال بقيادات جهات مخابرات أجنبية، لتحقيق الاطماع الاستعمارية فى مصر والسيطرة عليها.

وفى خطاب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن ، حينما استخدم لفظه بالتعبير الممقوت، بقوله أنها  «حرب صليبية»، أثناء مؤتمره الصحفى بعد أيام من هجمات ١١ سبتمبر أيلول عام ٢٠٠١، عندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إرهابية استهدفت ، برجى مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاغون ، وإذا تَأَمَّلَنا النظر بِرَوِيَّةٍ وَتَفْكيرٍ فى قوله  نجد مدى حقده على الإسلام ، فكانت حربه على أفغانستان، لأن حكومة طالبان رفضت تسليم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة للإدارة الأمريكية لأنه العقل المدبر لأحداث ١١ سبتمبر ، ولم ينتهى عدوانه على أفغانستان بعد غزوه لها ، إذا يعلن بأن العراق يمتلك أسلحة نووية وله القدرة على تصنيعها، وقد تحدى العالم ومنظماته واختراق كل قواعد القانون الدولى الإنسانى ، وأعلن حربه على العراق أو ما يسمى حرب الخليج الثالثة ، وبدأ الغزو فى ١٩ و٢٠ مارس ٢٠٠٣ بعد انسحاب الجيش العراقى من أمام  قوات الغزو المشتركة ، والذى شاركة فيه قوات عسكرية من دول حليفة للولايات المتحدة ، حيث كانت روح الوئام سائدة بينها وبين انجلترا وأستراليا وبولندا ، ورغم ادعاءات كذب بوش الابن وحليفه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى فى ذلك الوقت، عن وجوداً لأسلحة الدمار الشامل فى العراق، إلا أن قواتهم ارتكبت أبشع الجرائم والفظائع فى انتهاك الحرومات والاعراض ، فى بلد مهد الخلافة الإسلامية وعاصمته بغداد، وما اتوه من خراب ودمار لحضارة بلاد الرافدين ،التى ترعرعت وازدهرت وقامت على أرضها أعظم الحضارات القديمة ، مثل حضارة أهل بابل والحضارة السومرية وحضارة الآشوريين، و»مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ»، فما جرى للعراق من اختفاء لجيشه وهروبه إلى ظلام النسيان، أثناء غزو قوات التحالف لها ، جرى أيضا بالمثل فى سورية يوم ٨ ديسمبر الماضى، حيث أدت الفوضى السياسية والانفلاتات الأمنية ، إلى سيطرة المعارضة المسلحة المسماة بهيئة تحرير الشام، على البلاد وتأكيد السيادة عليها، بعد معارك مع الجيش السورى لا يتحملها الأخير، إلا ولاذ بالفرار وفشل فى صد توغل هذه الجماعة المسلحة، ويعتبر هذا صدمة مفاجئة لم يتوقعها الجميع، فكيف لجيش مصنف فى المرتبة رقم (٦٠) لأقوى الجيوش فى العالم يهرب، ويفشل فى الدفاع عن وطنه، ويتركه غنيمة لفصائل ومليشيات مسلحة، وتوغل إسرائيلى يتوسع فى أرضه والسيطرة على مناطق منزوعة السلاح فيها ، إنها سورية مهد الحضارات وعاصمة دولة الخلافة الإسلامية القديمة ، المزدهرة بالثقافة والعلوم والفنون ، وقامت على أرضها أيضا حضارة الفينيقيين والرومان ، وبها أعظم القلاع والحصون والآثار التاريخية ، والآن سيادتها تحت رحمة معارضة مسلحة مصنفة دولياً بأنها جماعة إرهابية ، فكيف لهذه الجماعة أن تتولى زمام الامور فى البلاد، إلا إذا كان هناك دعم غربى لها ماليا وعسكريا، وهنا يحضرنا السؤال هل كانت هناك اتفاقيات سرية خاصة فى الشأن السورى بين أمريكا وروسيا، وبموجبه بأن تتعهد الأخيرة بتوفير الملاذ الآمن لبشار الأسد وعائلته فى موسكو ، خصوصا بعد صمت حلفاءه فى «الصين وإيران» وعدم أعطاء أى اهتمام له وتخليهم عنه فى تلك الظروف، على العموم الأيام القادمة حبلى وفى طيَّاتها الكثير من الأشياء ، وهذا ما ننتظره عما تكشف عنه الأحداث ، وفى ظل ما يحدث من مجازر وحشية ضد الإنسانية فى غزة ولبنان ،ثم سقوط سوريا وقبلها اليمن والعراق والسودان، هذا ما يجعلنا بأن نكون على بينة تامة، بأن استمرار إشعال نار الحرب المضطرمة ونشر الفوضى الخلاقة فى المنطقة، هو من أجل إسقاط حضارة أمتنا العربية القديمة ونهب ثرواتها المادية والتاريخية وتحطيم ثرواتها البشرية ، وتفكيك جيوشها الوطنية وتقسيم أراضيها إلى دويلات صغيرة، بعد تشريد شعوبها إلى الدول المجاورة، وهذا ما تريده الدول الغربية لمسلسل متواصل فى نشر الفتن والشائعات، ودعم الاضطرابات، لحقدهم الأعمى على أرض الحضارات ومهد الديانات وأرض الرسل والأنبياء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتى

إقرأ أيضاً:

ميراث الدم.. رحلة صراع أحفاد نوال الدجوى فى المحاكم

لا تزال قصة صراعات أحفاد الدكتورة نوال الدجوى رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، بسبب الخلافات على الميراث بثروة تقدر بمليارات الجنيهات، تسيطر على حديث الشارع المصرى، خاصة بعد وفاة الدكتور أحمد شريف الدجوى حفيد "ماما نوال" بعد أن عثر على جثته مصابة بعيار نارى فى منطقة الرأس داخل فيلته فى أحد الكومبواندات الشهيرة فى منطقة الشيخ زايد بعد عودته بساعات من رحلة فى أوروبا.. تفاصيل القصة نسردها فى الستور التالية:-

بداية القصة
 

صراع أحفاد الدكتورة نوال الدجوى بدأ فى عام 2023 الماضى ووصل عدد القضايا بين الطرفين إلى أكثر من 20 قضية تتنوع بين مدنى وجنائى وأسرة وشرعى، الا أن أصبحت قضية رأى عام بعد انتشار خبر بلاغ الدكتورة نوال الدجوى حررته فى قسم شرطة أول وثالث اكتوبر تتهم فيه أحفادها أحمد وعمرو الدجوى بسرقة 50 مليون جنيه و350 الف إسترلينى و15 كيلو ذهب من ثلاث خزان داخل شقة تملكها فى منطقة اكتوبر.

وتسلّمت النيابة العامة صورة من محضر الشرطة، وقررت انتداب خبير المعمل الجنائى لمعاينة الشقة والثلاث خزان، التى تبين خلوها من الاموال والذهب بعد فتحها امام الدكتورة نوال الدجوى، وبعد المعاينة ورفع البصمات وجمع الكاميرات وطلب تحريات المباحث، تم استدعاء ماما نوال لسماع أقوالها كما استدعت أحمد الدجوى - قبل وفاته بأيام- وشقيقه عمرو ومواجهتهم بالاتهامات الموجهه لهما والتى نفاها الاثنين موكدين انهما لم يزورا تلك الشقة منذ فترة كبيرة.

وحتى اللحظة هذه، تواصل جهات التحقيق لفك طلاسم تلك القضية، عن طريق فحص كافة القضايا السابقة بين طرفى النزاع منها على سبيل المثال لا الحصر، دعوى حجر على الجدة بسبب تقدمها فى العمر، ومنع بعض الأحفاد من زيارتها، والوقوف على طبيعة علاقة نوال الدجوى بأفراد عائلتها.

صراع الأحفاد على الميراث
 

يقول أحد فريق دفاع، أحمد وعمرو الدجوى أحفاد الدكتورة نوال الدجوى، أن ما تم تداوله حول تعرض شقة الجدة لسرقة هو محض افتراء لا أساس له من الصحة، مؤكدًا أن ماما نوال لم تزر الشقة موضوع البلاغ منذ عامين.


وأضاف، أن هناك أكثر من 20 قضية متداولة فى درجات تقاضٍ مختلفة منذ أكثر من 3 سنوات، على خلفية نزاعات متشابكة تتعلق بإرث أولاد نوال الدجوى من والدهم ثم من جدهم، وهى القضايا التى فجّرت الخلافات العائلية بين الأحفاد.

من جهة أخرى استمعت النيابة، إلى أقوال عمرو شريف الدجوى، حفيد الدكتورة نوال، فى محضر اتهام مقدم ضده من ابنتى عمته الراحلة منى الدجوى، حيث اتهمتاه بالاستيلاء على جزء كبير من ثروة جدتهما، كما استمعت النيابة إلى أقواله كمُبلِّغ، إذ اتهم ابنتى عمته بالاستيلاء على ذات الثروة، وعقود بيع 6 قصور تملكها الدكتورة نوال والتى طعن محامو الأحفاد الذكور – أحمد وعمرو ومحمد شريف الدجوى – بالتزوير على عقود بيعها، حيث تم بيعها إلى حفيدتيها -ابنتى منى الدجوى - مقابل 50 مليون جنيه فقط، فى حين قُدرت القيمة السوقية لتلك القصور بأكثر من مليارى جنيه.

وأشار الدفاع إلى أن جميع العقود حررت فى يوم واحد، بتاريخ 4 سبتمبر 2024، وتم الاكتفاء ببصمة الدكتورة نوال على العقود رغم أنها كانت معتادة على التوقيع بخط يدها، مما يثير الشكوك حول صحة الإجراءات.

حقيقة انتشار فيديو يرصد عملية سرقة الذهب
 

يقول محمد اصلاح محامى الدكتورة ماما نوال وحفيدتيها، أن الفيديو الذى تم تسريبه ليس له علاقة بالقضية وهو فيديو قديم يظهر فى احد افراد اسرة الدجوى يحمل حقائب سفر.


إلا أن دفاع الأحفاد الذكور، أكد أن هؤلاء الأشخاص يتبعون الحفيدتين، وأنهم قاموا بسرقة أموال من خزائن داخل الفيلا، وهو ما دفعهم لتحرير محضر رسمى بالسرقة، رغم أن الحفيدتين كانتا أول من أبلغ عن الواقعة.

وفاة الدكتور احمد الدجوى
 


صدمة كبيرة عاشتها عائلة الدجوى، بعد أن عثرت أجهزة الأمن فى الجيزة، على جثمان أحمد الدجوى، حفيد الدكتورة نوال الدجوى، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم والآداب، داخل شقته، وعليه آثار إصابات بطلق نارى فى ظروف غامضة.

فتحت النيابة العامة بالجيزة تحقيقاتها الموسعة فى واقعة وفاة أحمد الدجوى، وامرت بجمع الكاميرات الموجودة بمحيط الواقعة، واستدعاء شهود العيان وفحص هاتف المتوفى، وفحص السلاح الذى عثر عليه بجوار احمد الدجوى، واستدعاء كل من له علاقة بالمتوفى لسؤالهم حول الواقعة للوقوف على ملابستها والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه لاستكمال التحقيقات.


وتستمر النيابة العامة فى التحقيق فى البلاغات المقدمة من الطرفين واستدعاء اطراف النزاع لحل لغز تلك الخلافات التى وصلت إلى وفاة أحد أطراف النزاع تمهيدا لإحالتها للمحاكمة.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الحاج توفيق يدعو لمرحلة جديدة لعلاقات الاردن والعراق الاقتصادية
  • هل تقود السعودية مرحلة إعادة إعمار سوريا؟
  • رفع العقوبات عن سوريا.. هل يطلق نظامًا إقليميًا جديدًا؟
  • تصعيد أمريكي خطير يهدد أمن سوريا والمنطقة وهذا ما حدث (تفاصيل)
  • رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سوريا
  • ميراث الدم.. رحلة صراع أحفاد نوال الدجوى فى المحاكم
  • المعلم العُماني.. من صمته يولد القادة ومن ظله تُبنى الحضارات (1- 2)
  • داعش يستعر: هل يشعل سوريا الجديدة بنار المفخخات؟
  • رئيس الجمهورية يستقبل نظيره اللبناني في قصر بغداد
  • وفاة والد ريهانا عن عمر يناهز 70 عاما