اعتبر محللون فرنسيون أنّ المُقاتلين الأكراد، الذين يُديرون منطقة واسعة في شمال شرق سوريا، تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، هم الخاسرون في الوضع الجديد، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، الأحد الماضي.

ومُنذ أيام تُواصل الفصائل السورية المسلحة التي تدعمها أنقرة دفع الأكراد إلى أبعد ما يُمكن من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.

واتهمت وسائل إعلام فرنسية تلك الفصائل المُنضوية تحت مظلة ما يُسمّى "الجيش الوطني السوري" بتلقّي توجيهات من الدولة التركية، لتشرع في القضاء على الأكراد.

En Syrie, la Turquie veut étendre la zone tampon en repoussant les forces kurdes / Marie Jégo /Ghazal Golshiri / LE MONDE https://t.co/Sjl1gDytZQ via @de_turquie

— Radar Gazete (@radargazete) December 11, 2024 منع ظهور منطقة كردية انفصالية

وأكدت المحللة السياسية في يومية "لوموند" الفرنسية ماري جيغو، أنّ أنقرة تسعى إلى توسيع المنطقة العازلة من خلال صدّ القوات الكردية، حيث استولى تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري"، التابع لتركيا، على عدة بلدات في شمال شرق سوريا من المُقاتلين الأكراد.

وتهدف خطة أنقرة، التي تمّ إعدادها منذ عدّة سنوات، إلى توسيع "المنطقة العازلة" التي دخلها الجيش التركي بالفعل بين عامي 2016 و2019، على طول جزء كبير من الحدود السورية التركية المُشتركة التي تمتد لأكثر من 900 كم.

ويُشكّل منع ظهور منطقة كردية سورية تتمتع بالحكم الذاتي أولوية بالنسبة للسلطات التركية، التي تخشى امتداد حمى الانفصال إلى أكراد تركيا، وفق رؤية أنقرة بأنّ قوات سوريا الديمقراطية، تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً من أجل الحكم الذاتي لأكراد تركيا.

En #Syrie, la #Turquie veut étendre la #zone tampon en repoussant les forces #kurdes https://t.co/OVsm1OYweM

— InformationsSF (@InformationsSF) December 11, 2024 فرار آلاف الأكراد

وبتشجيع من تداعيات انهيار السلطة في دمشق، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الوضع الجديد لإطلاق العنان للمُتمرّدين الموالين لجيشه لطرد الأكراد من مُدن مُهمّة مثل تل رفعت، ومنبج.

وأصبح المقاتلون الأكراد مُهددين الآن بالطرد من مدينة عين العرب "كوباني" ذات الرمزية الكبرى في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، والتي استهدفتها عشرات الغارات الجوية من المُقاتلات التركية والطائرات المسلحة بدون طيار.

وعلى النقيض من مُقاتلي "هيئة تحرير الشام" الذين سعوا خلال هجومهم الخاطف في جميع أنحاء سوريا إلى إنقاذ السكان المدنيين وطمأنتهم، حيث فضلوا التفاوض السلمي لإخراج المقاتلين الأكراد من مطار حلب، زرعت فصائل "الجيش الوطني السوري" الفوضى في المدن التي تمّ دخولها. وفي الوقت الحالي، يفرّ آلاف الأشخاص من "كوباني" خوفاً من تلك الفصائل التابعة لتركيا.

وتصف "اللو موند" هذا الخوف بأنّه أكبر بكثير من ذلك الذي تُثيره هيئة تحرير الشام، التي لم ترتكب حتى الآن أيّ انتهاكات أو مجازر أو اعتداءات ضدّ المدنيين، حسبما تمّ نقله عن مصادر دولية، وحسبما وثّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن.

En direct, Syrie : les forces armées kurdes annoncent une trêve les milices proturcs à Manbij, dans le nord-est du pays https://t.co/uYy3Cp3eOU

— Le Monde (@lemondefr) December 11, 2024 إصرار أردوغان

وبعد أن أصبحت "لاعباً رئيسياً في سوريا"، كما تفاخرت بذلك صحيفة "ميليت" التركية، فإنّ أنقرة لا تنوي التخلّي عن خطتها لطرد المقاتلين الأكراد من شمال سوريا، حيث تُعتبر مسألة حزب العمال الكردستاني وجودية، كما يقول جيل دورونسورو، المتخصص في الشؤون التركية والمدرس في جامعة السوربون.

وبرأيه فإنّ أردوغان لن يستسلم رغم رفض خطته شمال سوريا من قبل الولايات المتحدة التي تمرّ بفترة انتقالية دون سياسات واضحة بعد.

والإضافة إلى ذلك، فإنّ الطائرات التركية بدون طيار تستهدف حزب العمال الكردستاني منذ سنوات في سوريا، دون أن يجد الأمريكيون أيّ مشكلة في ذلك.

وفي الواقع، حسب دورونسورو، لا تُشكّل المناطق الكردية أولوية بالنسبة لواشنطن، حيث أن القتال ضدّ إرهابيي داعش يجري في المناطق العربية شمال شرق سوريا.

Anarchiste, technocritique et mathématicien de génie : qui était Theodore Kaczynski le terroriste qui aurait inspiré Luigi Mangione ? https://t.co/VaTn0sPrr8

— Marianne (@MarianneleMag) December 12, 2024 مصالح اقتصادية مُهمّة

من جهته، رأى المحلل السياسي د.جان لوب بونامي، الأكاديمي الفرنسي المتخصص في الجغرافيا السياسية العالمية، أنّ أردوغان، استفاد من اللحظة المناسبة التي لم يتمكن فيها حلفاء بشار الأسد من مُساعدته.

وهو من أطلق ودعم الهجوم الكبير الذي شنّه المتمردون السوريون، حيث يُريد الرئيس التركي تدمير المناطق الكردية النموذجية لوحدات حماية الشعب العاملة تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية.

وبالنسبة لأنقرة، فإنّ ممارسة النفوذ على سوريا تعني جلب هذه الأرض التي كانت ذات يوم جزءاً من الإمبراطورية العثمانية إلى دائرة النفوذ التركي، وإضعاف إيران، الدولة التي حافظت تركيا معها على عداء تاريخي منذ القرن السادس عشر.

ويأمل أردوغان الآن في بناء خط أنابيب للغاز يربط تركيا بحليفتها قطر عبر سوريا، واستعادة طرق التجارة في البلاد، وإعادة فتح الطريق السوري أمام الحجاج الأتراك المتجهين إلى مكة المكرمة. ويأمل أيضاً في أن تستحوذ تركيا على السوق السورية من أجل إعادة إعمار البلاد، حيث ارتفعت مكانة شركات البناء التركية بشكل حاد في سوق الأسهم بعد سقوط نظام الأسد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا تركيا القوات الكردية أردوغان سقوط نظام الأسد سقوط الأسد تركيا سوريا قسد أردوغان الأکراد م

إقرأ أيضاً:

الدفاع التركية: إعادة تقييم قواتنا في سوريا حين نقضي على التهديد الإرهابي

أعلن وزارة الدفاع التركي  استمرار المحادثات الفنية مع إسرائيل بشأن خفض التوتر في سوريا لا يعني التطبيع مع تل أبيب. 

وقالت الوزارة بحسب وكالة الأنباء رويترز :  سنعيد تقييم قواتنا في سوريا حين نقضي على التهديد الإرهابي ونضمن أمن الحدود وعودة اللاجئين.

واتمت الوزارة تصريحاتها : أنقرة تقدم تدريبا عسكريا واستشارات وتعزز الدفاعات السورية.

وفي وقت سابق؛ أكدت مصادر بوزارة الدفاع التركية ، أن انقرة تتابع عن كثب التطورات في سوريا، مشيرة إلى أن التنظيمات الإرهابية مثل PKK/PYD/YPG/SDG يجب أن تتخلى عن أسلحتها.


ووفق وسائل إعلام تركية ، فقد شددت المصادر علي أن هذه التنظيمات يجب أن تندمج في الجيش السوري الوطني تحت إشراف وزارة الدفاع، من دون تشكيل أي هيكل منفصل داخل الجيش السوري.

وعبرت المصادر عن رفض تركيا بشكل قاطع التعددية والهياكل الذاتية في سوريا، والتي تعتمد على التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، وأن موقفها واضح في دعم بناء سوريا مستقرّة وموحدة.

الخارجية الروسية: تركيا ستظل مقرا للمفاوضات مع أوكرانياأخبار العالم | زلزال يهز تركيا واليونان.. وتصعيد دموي في غزة .. وتوقعات بضربة انتقامية روسية لأوكرانيارئيس البحوث الفلكية يعلق على كثرة الهزات الأرضية ويؤكد: زلزال اليوم مركزه تركيا وليس مصر... ولا خسائر بشرية أو ماديةالبحوث الفلكية: الزلزال الذي شعر به المواطنون مركزه تركيا وليس مصر طباعة شارك تركيا سوريا وزارة الدفاع التركية تل أبيب الجيش السوري

مقالات مشابهة

  • أردوغان يرحب بقرار الدول الغربية رفع العقوبات عن سوريا
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تسمح للمفتشين بالوصول إلى المواقع النووية
  • أردوغان: سوريا ستنعم بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة في المنطقة
  • 175 مليون يورو دعم أوروبي إلى سوريا.. وموافقة أولية على دخول مفتشين دوليين
  • تعزيز النفوذ.. كيف توظف تركيا التحولات الجيوسياسية بعد سقوط الأسد؟
  • المفوضة الأوروبية: أنا هنا لنقل رسالة واضحة بأننا كما دعمنا الشعب السوري في الأعوام الـ14 الماضية نتابع دعمه اليوم في سوريا الجديدة.
  • غولر يكشف مصير القوات التركية في سوريا
  • الدفاع التركية: إعادة تقييم قواتنا في سوريا حين نقضي على التهديد الإرهابي
  • وزير الخارجية السوري: اتفاق سوري قطري على توريد الغاز إلى سوريا عبر الأردن
  • منذ سقوط الأسد .. آلاف السوريين يواصلون العودة إلى قراهم