يُعد الأمن المائي ركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة لمصر، والمحرك الأساسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وانطلاقاً من هذا تلتزم مصر بحماية مواردها المائية وضمان استخدامها بكفاءة، مع الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي لضمان التوزيع العادل للمياه بما يخدم مصالح جميع الأطراف، وتظهر رؤية مصر الإيجابية في تحويل التحديات إلى فرص للتكامل والشراكة، بما يعزز من استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها.

الأمن المائي

من جانبه،أكد الدكتور محمد مهران، الأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية، على الأهمية الاستراتيجية للمياه، حيث تفوق النفط والغذاء في قيمتها، كونها أساس الحياة والتنمية، والأمن المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مما يجعل حماية حصة مصر من مياه النيل أولوية قصوى تتطلب العمل المشترك واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان استمرار تدفق المياه بشكل عادل ومستدام.

وأشار مهران لـ صدى البلد، أن ميثاق الأمم المتحدة يتيح للدول الحق في الدفاع الشرعي عن مواردها الحيوية، بما فيها المياه، وفقاً للمادة 51، معتبرا أن هذا الحق يمثل أداة قانونية لضمان سيادة الدول على مصادرها الطبيعية وحمايتها من أي تهديد يمكن أن يؤثر على استقرارها أو يلحق الضرر بشعوبها.

وشدد على أهمية التعاون الدولي والإقليمي في إدارة الموارد المائية، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول لضمان توزيع المياه بشكل عادل، بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في التنمية المستدامة للجميع، مؤكدا على قدرة مصر والدول المعنية على إيجاد حلول مشتركة قائمة على احترام القوانين الدولية، حماية الموارد المائية ليست فقط مسألة أمن قومي، لكنها أيضاً فرصة لتعزيز التعاون والتنمية بين الشعوب.

في هذا السياق، أصدرت مصر والصين بيانا مشتركا فى ختام مشاورات الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين البلدين التي عقدت فى بكين، اليوم الجمعة، برئاسة وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره الصيني وانغ يي.

وشددت الصين على مواصلة دعمه لحق مصر المشروع في الحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدتها الإقليمية ورفض التدخل الخارجي في شئونها الداخلية تحت إي مسميات.

كما أعلنت الصين دعم حقوق مصر المشروعة في الحفاظ على أمنها واستقرارها في مواجهة التحديات، فضلا عن حقها المشروع في حماية أمنها المائي والغذائي ومصالحها التنموية.

وفي السياق ذاته أكدت مصر ، مواصلة الالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ودعم موقف الجانب الصيني من القضايا التي تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ودعم تحقيق إعادة توحيد الصين، ورفض التدخل الخارجي في الشئون الصينية الداخلية.

ومن المنتظر أن يواصل الجانبان تفعيل دور آليات التعاون في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة الإنتاجية وغيرها، بما يدفع ببناء مبادرة "الحزام والطريق" بجودة عالية وتنفيذ رؤية مصر 2030.

وأعربت مصر عن تقديرها لاستعداد الجانب الصيني لمواصلة المساهمة في التنمية الاقتصادية والبناء الوطني لمصر، وخاصة التعاون مع مصر في مجالات التصنيع المشترك والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والطيران والفضاء وغيرها.

وكان شارك الدكتورهانى سويلم وزير الموارد المائية والرى في فعاليات الجلسة الوزارية "معالجة ندرة المياه" ضمن فعاليات "المؤتمر العالمى لتحلية المياه" والمنعقد في مدينة أبو ظبى بالإمارات.

أوضح سويلم أن حصة الفرد في مصر من الموارد المائية المتجددة تبلغ فقط 50٪ من خط الفقر المائي العالمي، ومن المتوقع أن تنخفض لأكثر من ذلك مع النمو السكاني المتزايد، وأن مصر تعد مثالاً واضحاً على الدول التي تواجه تحديين مزدوجين هما محدودية المياه وتغير المناخ ، نتيجة ضعف معدلات هطول الأمطار ، وموجات الحرارة المرتفعة التي تؤدى لزيادة الإستهلاك ، والإعتماد بشكل شبه كامل على نهر النيل الذى يمثل أكثر من 98٪ من موارد المياه المتجددة فى مصر، وهو ما يجعل مصر متأثرة بشكل كبير بالتغيرات المناخية بمنابع النيل وأيضاً الإجراءات الأحادية غير المحسوبة للدول الواقعة في منابع النيل.

وأشار إلى أن تزايد تحديات المياه الناتجة عن تغير المناخ في العديد من دول العالم تدفعنا للتوجه للحلول المبتكرة مثل تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه ، وهو ما يتطلب تقديم المزيد من البحوث العلمية التطبيقية التي تجعل من التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ذو جدوى اقتصادية من خلال العمل على تقليل تكلفة الطاقة التى تمثل نسبة كبيرة من تكلفة عملية التحلية، وتمكن من التوسع في معالجة وإعادة إستخدام المياه بشكل آمن يحقق تعظيم الإستفادة من المياه مع الحفاظ على نوعيتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الأمن المائي ندرة المياه المياه المزيد الموارد المائیة

إقرأ أيضاً:

بنسعيد: التعاون العربي في مجال المكتبات الوطنية ليس خيارا بل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات

قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الاثنين بالرباط، إن التعاون العربي في مجال المكتبات الوطنية ليس خيارا، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات المشتركة والمتسارعة التي تفرضها الثورة الرقمية.

وأوضح بنسعيد، في كلمة تلتها بالنيابة عنه مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، غزلان دروس، بمناسبة افتتاح أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية في الوطن العربي، « إننا مطالبون اليوم، أكثر من وقت مضى، بتعزيز العمل المشترك، وتبادل الخبرات، ووضع رؤية موحدة لتحديث وتطوير مكتباتنا الوطنية، وتوسيع خدماتها وتعزيز دورها ».

ولفت الوزير إلى أن المكتبات الوطنية تمثل رافعة أساسية في التنمية المستدامة على الصعيدين الثقافي والأكاديمي، مبرزا تموقعها في صلب التحول الرقمي وفي قلب اهتمامات المجتمعات، خاصة فئة الشباب.

كما ذكر بـ « الدعم الثابت » لوزارة الشباب والثقافة والتواصل لكافة المبادرات الهادفة إلى النهوض بالمشهد الثقافي العربي، مسجلا أن هذا الملتقى يشكل منصة فاعلة للحوار والتخطيط والعمل.

من جهتها، أكدت مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، سميرة المليزي، في كلمة مماثلة، أن استضافة الملتقى الأول للمكتبات الوطنية في الوطن العربي بالرباط، مدينة الأنوار، يأتي تأكيدا على التزام المملكة المغربية بتطوير قطاع المكتبات، من خلال تبني أفضل الممارسات الحديثة، والارتقاء بجودة خدماتها وكذا تعزيز دورها كمراكز حيوية للمعرفة والثقافة.

وبعد أن أشارت إلى أن دول العالم أصبحت ترسم استراتيجيات التنمية من خلال أسس علمية ترتكز على المعرفة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، شددت السيدة المليزي على أهمية هذا الملتقى في ترسيخ المعرفة، وحماية الهوية الثقافية ودعم التنمية المجتمعية المستدامة.

أما مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي بالرباط، إيريك فالت، فقال « إننا نجتمع في لحظة حاسمة بالنسبة للمكتبات ومؤسسات الذاكرة، وبشكل عام للحفاظ على تراثنا الوثائقي »، مذكرا بتحذير اليونسكو، منذ عدة سنوات، من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في جميع المجالات.

وأوضح فالت أن الدول الأعضاء في المنظمة الأممية اعتمدت سنة 2021 توصية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ « نص رائد، وأول إطار عالمي لوضع المعايير في هذا المجال ».

ولفت، في نفس السياق، إلى أن هذه الوثيقة تقترح مبادئ واضحة وإجراءات ملموسة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية، بما في ذلك المكتبات والمحفوظات والمتاحف.

كلمات دلالية بنسعيد، وزير الثقافة

مقالات مشابهة

  • الاطلاع على مواقع إنشاء خزانات تغذية المياه الجوفية في المراوعة بالحديدة
  • محافظ عدن يترأس اجتماعًا لهيئة الإعلام ويشدد على أهمية الدور الإعلامي في مواجهة التحديات
  • وزير الزراعة يبحث مع عدد من الجهات المعنية وضع خطة إسعافية لإدارة حالة الجفاف والحد من هدر المياه
  • بنسعيد: التعاون العربي في مجال المكتبات الوطنية ليس خيارا بل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات
  • الزراعة تُطلق خدمات الموارد المائية عبر البوابة الإلكترونية “تبسيط”
  • تفاصيل طلب مناقشة بشأن آليات مواجهة مشكلتي التصحر ونقص الموارد المائية
  • الإمارات.. ريادة عالمية في مؤشر إدارة الموارد المائية المتكاملة
  • الإمارات.. ريادة عالمية في إدارة الموارد المائية المتكاملة
  • برلماني: الرئيس السيسي يقود الدولة بثبات في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية
  • محافظ أسيوط يستقبل وزير الموارد المائية والري ويتفقدان مشروع قناطر ديروط الجديدة