جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-12@11:23:22 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

اهتمام ملحوظ من قبل الجهات المختصة للتشجيع على العمل الحر، وهذه الجهود التي تبذل متميزة حتى لو كانت مُتأخرة، ومن وجهة نظري أنَّ هذا الموضوع لأبد أن يكون له منهج يدرس في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر وذلك لأهميته البالغة، وهي ثقافة لأبد أن تترسخ في الأوساط المجتمعية؛ فالأعمال الحرة خاصة تلك الصغيرة والمتوسطة تعتمد عليها الكثير من الدول في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية داخل كل دولة، فكلما كانت الأعمال الحرة نشطة كان الاقتصاد يقدم الكثير من الفرص، خاصة في مجال توفير فرص وظيفية.

وفي عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتطور التكنولوجي، لأبد أن يصبح العمل الحر خيارًا جذابًا للكثير من الأفراد، خاصةً الشباب الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم، وتحقيق الاستقلال المالي، والمساهمة في الاقتصاد الوطني، وفي الحقيقة نؤكد أن الحكومة تؤدي دورًا محوريًا في تشجيع هذا النوع من العمل، مما يعكس أهمية العمل الحر كجزء من المنظومة الاقتصادية والتجارية.

وكما قلنا إنَّ العمل الحر يُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الاستقلالية المالية، حيث يتيح للأفراد إدارة وقتهم ومشاريعهم بشكل يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، كما يسهم في تعزيز الابتكار والإبداع، حيث يتيح للأفراد فرصة تجربة أفكار جديدة وتحقيقها على أرض الواقع من جميع النواحي خاصة من الناحية الاقتصادية، إلى جانب دور العمل الحر في تنويع مصادر الدخل، مما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية.

ومن المبادرات التي نلمسها بشكل واضح من قبل الجهات المختصة لتشجيع العمل الحر بطاقة ريادة والتي تسهل لرواد الأعمال الاستفادة من المزايا والتسهيلات المتاحة سواء على مستوى البنوك والدعم والقروض وتخفيف الرسوم؛ حيث توفر هذه البطاقة مجموعة من الخدمات، مثل التدريب، والاستشارات، والدعم المالي، مما يُسهِّل على الشباب بدء مشاريعهم الخاصة، كما تساهم بطاقة ريادة في تعزيز روح المبادرة والابتكار بين الشباب العُماني، وهذا سيقود إلى دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة ملائمة لنمو الأعمال الحرة، والتي تعد جزءًا من رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي.

والعمل الحر خيار مثالي للعديد من الشباب العُماني؛ حيث يُتيح لهم فرصة تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.، كما يوفر لهم القدرة على العمل في مجالات متنوعة؛ مما يُساعدهم على اكتساب خبرات جديدة وتوسيع شبكة علاقاتهم، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يكون العمل الحر مصدر دخل إضافي، مما يُسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتنوع الأعمال الحرة التي يمكن أن يمارسها الشباب، بدءًا من التجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي، وصولًا إلى تقديم الخدمات الاستشارية والتصميم الجرافيكي، كما يمكن للشباب استغلال مهاراتهم في مجالات مثل البرمجة، والتصوير، والكتابة، مما يتيح لهم فرصة العمل في مجالات تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم.

وفي عصر التكنولوجيا، أصبح للدور الإلكتروني تأثير كبير على الأعمال الحرة حيث تتيح المنصات الإلكترونية للأفراد تسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أوسع، مما يزيد من فرص النجاح، كما توفر هذه المنصات أدوات تحليلية تساعد رواد الأعمال على فهم احتياجات السوق وتوجيه جهودهم بشكل أفضل.

إنَّ العمل الحر يمثل فرصة حقيقية للشباب العُماني لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال دعم الحكومة وتوفير التسهيلات اللازمة، واستغلال الشباب لهذه الفرصة لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلدهم، وكما هو معروف أن تعزيز ثقافة العمل الحر ليس مجرد خيار اقتصادي؛ بل هو استثمار في الأفراد والمجتمع ككل.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمارات تحتفي باليوم العالمي للشباب 2025

سامي عبد الرؤوف (أبوظبي) 

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، باليوم العالمي للشباب، الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، وسط تحقيق إنجازات ونجاحات استثنائية في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة المتعلقة بتمكين الشباب من أجل الاستدامة، وبناء مستقبل مزدهر. 
ويعد تفعيل دور الشباب وتمكينهم، واستثمار قدراتهم وتنمية أدوات التواصل معهم، وإتاحة الفرص لهم في مختلف المجالات، أحد أهم أهداف قيادتنا الرشيدة، حيث يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الشباب مستقبل الإمارات، والعالم.
وتنظم العديد من الجهات المعنية والمختصة على مستوى الدولة حزمة من الفعاليات والمبادرات، بمناسبة اليوم العالمي للشباب 2025، تسلط الضوء على العمل الشبابي ودور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 
ويركز اليوم العالمي للشباب لعام 2025، على فكرة محورية تتمثل في إشراك الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما استطاعت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية، أن تقدم فيه نموذجاً رائداً عالمياً من خلال العديد من المشاريع المستدامة والبرامج والمبادرات الرائدة على المستوى الوطني والعربي والعالمي، لدعم الشباب وتشجيعهم في مختلف المجالات، وعلى الصعد كافة، وفي مختلف المجتمعات. 
ويسلط هذا اليوم الضوء أيضاً على الدور الفريد الذي يضطلع به الشباب في تحويل الطموحات العالمية إلى واقع مجتمعي نابض، ويركز على الجهود المحورية التي تقوم بها الحكومات المحلية والإقليمية، واستحداث آليات تمكّن الشباب من المشاركة في التخطيط واتخاذ القرار.

تمكين الشباب
وتعد دولة الإمارات نموذجاً رائداً عالمياً في إدماج أولويات الشباب في الاستراتيجيات الوطنية، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الشبابية، والتعاون مع الشباب لتحويل رؤاهم إلى حلول ملموسة وفعالة، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع والمشاركة في بناء حاضر ومستقبل الوطن، بالإضافة إلى تأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل، ورواد التطوير في المجتمع.
وتؤكد دولة الإمارات أهمية جهود الشباب ودورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمع، من خلال إنجازاتهم وابتكاراتهم في مختلف القطاعات باعتبارهم عماد المستقبل، وطاقة واعدة، ورؤية مستقبلية تسهم في تعزيز الابتكار ومواصلة مسيرة الإنجازات بفضل دعم قيادتنا الحكيمة التي آمنت بأن لدى الشباب الإماراتي الكثير من الإمكانيات التي يمكن توظيفها في قيادة مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة.
وتركز حكومة الإمارات على الاستفادة من إمكانات الشباب، نتيجة ما يملكونه من قدرات وإمكانات ومواهب، حيث يقع على عاتقهم بناء عالم يسوده السلام والأمل والازدهار للجميع. وتؤمن الإمارات بشبابها وبقدرتهم على الابتكار والإبداع، وتوفر لهم البيئة الإيجابية لتنمية روح المسؤولية والقيادة خلال مسيرة عملهم واستشرافهم للمسارات المستقبلية.

سوق العمل
وتشكل فئة الشباب 50% من القوى العاملة في سوق العمل الإماراتي الذي شهد نمواً في قوة العمل بنسبة 12% ونمواً في الشركات بنسبة 17%، إلى جانب نمو قوة العمل من المواطنين خلال السنوات الثلاث الأخيرة منذ إطلاق برنامج «نافس» بنسبة 325%. 
 وهو ما يعزز دور الشباب في النمو الاقتصادي الشامل، وتحفيز الابتكار ودعم التماسك الاجتماعي، عبر تمكين الشباب وتطوير قدراتهم، وتعزيز مهاراتهم. 
ويعد سوق العمل في الإمارات بين الأكثر عالمياً في توظيف الشباب وصقل قدراتهم، كما يتسم أيضاً بتحديث السياسات والاستراتيجيات على المستوى الوطني المتعلقة بإدارة الموارد البشرية لتواكب المستقبل، وبما يخدم تطلعات الشباب، وتحقيق بيئات عمل سعيدة للجميع.

الاستثمار التعليمي
وتواصل دولة الإمارات مواءمة مخرجات التعليم مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل من خلال توسيع الاستثمار في التعليم والتدريب التقني والمهني، خاصة في القطاعات ذات الأولوية، التي تتعلق باقتصاد المستقبل، ويرتفع فيها الطلب على المواهب مثل الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى مثل الصحة، والتعليم والأعمال والصناعة. ومن أهم السمات المميزة لتجربة دولة الإمارات في مجال تمكين الشباب، تجربة تطوير ريادة الأعمال، وتعزيز الجاهزية الرقمية، من خلال تخصيص صندوق لمجلس الإمارات لريادة الأعمال وإطلاق مبادرة «5000 موهبة رقمية» لتمكين الشباب وإعدادهم لقيادة المرحلة الاقتصادية الجديدة، التي ترتكز على التكنولوجيا والاستدامة والابتكار في مختلف المجالات.

شباب الوطن
يمتلك شباب الإمارات الملتحقون بسوق العمل سواء الحكومي أو الخاص، كل مقومات التميز عالمياً والقدرة على التنافس مع أفضل الكفاءات الشابة بمختلف دول العالم، لما يتميزون به من قدرات ومهارات، جعلتهم قيمة مضافة وحقيقية في سوق العمل. 
وقد استطاع الشباب من خلال هذه الثقة تحمل المسؤوليات الوطنية وتعزيز الابتكار والمساهمة في تحقيق رفاه المجتمع الإماراتي، وتنظر دولة الإمارات إلى الشباب على أنهم أغلى ما تملك لبناء مستقبل الوطن، وتعزيز ريادته.
ويشكل الشباب في سوق العمل بالقطاع الخاص قوة إيجابية لدفع عجلة التنمية، ولاسيما أنهم مزودون بالمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها، وعلى وجه الخصوص، يمتلكون التعليم والمهارات اللازمة للمساهمة في ازدهار اقتصاد الإمارات المنتج والقوي، وقد نالوا فرص التوظيف في سوق عمل يمكن أن يستوعب قدراتهم ويضيف لهم المزيد من المهارات والكفاءة والخبرات. ويمثل طموح الشباب وطاقتهم الحيوية وقوداً لاستمرار تطور مجتمع الإمارات، ويعدون عاملاً أساسياً للتنمية الشاملة.
ومن بين الخدمات التي تقدمها الإمارات للشباب من مختلف الجنسيات التي تقيم على أرضها، نقل القيم المهمة إلى جيل الشباب ومنحهم مستقبلاً أفضل لكي يتمكنوا من تحقيق هذا المستقبل الواعد للأجيال التي تليهم، كما تذكر الشباب أن أفعالهم تؤثر إيجاباً على كل العالم بشكل أو بآخر.

دور عالمي
ومنذ بضعة أعوام، تأتي دولة الإمارات في صدارة البلدان المفضلة للعيش بالنسبة للشباب العربي وفقاً لاستطلاع رأي الشباب العربي، وتدرك دولة الإمارات أهمية تمكين الشباب من أبناء الوطن والشباب العربي في المنطقة، وذلك لأن نجاح المنطقة يعوّل فيه على الشباب لمواجهة التحديات، ولذلك تعمل دولة الإمارات عن قرب مع الشباب العربي للتأكد من أن إسهاماتهم في دولهم لها أثر مضاعف يصل خارج الحدود، وكذلك يصل إلى المستقبل.
وتحفز دولة الإمارات القدرات الإبداعية والمتجددة للشباب على المستويين المحلي والعالمي، للاستفادة من مواهب وقدرات المبدعين والموهوبين من الشباب لإنشاء برامج ومبادرات شبابية مستدامة تستهدف جميع المجالات، بهدف مواجهة التحديات وتحويلها على فرص نجاح. 
وقد استطاعت دولة الإمارات من خلال العديد من المبادرات والمشاريع، مساعدة الشباب على استكشاف طرق مبتكرة وعملية للاستفادة من قدراتهم الإبداعية في صياغة الحلول التي تمزج بين المساحات الاجتماعية والاقتصادية والأساليب المبتكرة لصالح المجتمعات. 
 وقد تمكنت الإمارات من تنفيذ برامج ومبادرات ترتكز على القيم الإنسانية المشتركة القائمة على التسامح والتعايش، وخلق بيئة محفزة للطاقات الشبابية، وتوظيفها لتعزيز دور فئات المجتمع كافة في الاستدامة والنمو والتقدم والازدهار.

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل مشروع صيانة الآبار وتوفير المياه لأهالي غزة خبراء وباحثون لـ«الاتحاد»: الإمارات.. جهود إغاثية عاجلة لدعم سكان القطاع

مقالات مشابهة

  • ”قوى“ توثق 4 ملايين عقد وتصدر 8 ملايين رخصة عمل
  • رضا: لإنصاف الأطباء والممرضين اللبنانيين شبه العاطلين عن العمل
  • إطلاق أولى فعاليات الشمول المالي بالأقصر
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي للشباب 2025
  • رئيس مدينة بورفؤاد: إيقاف العمل لعمال النظافة وقت الذروة لمواجهة الحر
  • البكار يحظر العمل 4 ساعات لأعمال محددة خلال موجة الحر
  • حظر العمل من الساعة 12- ظهرا وحتى 4 عصرا لأعمال محددة خلال موجة الحر
  • موجة الحر تثير التساؤلات: هل سيتوقف العمل الحكومي؟
  • جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في نادي غزة هاشم بجرش
  • مدير تعليم أسيوط يدعو الطلاب للمشاركة في مبادرتي «ابدأ مشروعك» و«صيفك رقمي»