الفيلسوف كارل بوبر.. لماذا لم يفهم الناس أفكاره؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
يُعد كارل بوبر واحدًا من أبرز فلاسفة القرن العشرين، حيث أسهم بعمق في تطوير فلسفة العلم ونقد الأيديولوجيات الشمولية. أفكاره حول قابلية التكذيب كمعيار للعلم، وكتابه الشهير “المجتمع المفتوح وأعداؤه”، وضعاه في مصاف المفكرين الذين أثّروا بعمق في الفكر الحديث. في ظل أجواء سياسية مضطربة خلال القرن الماضي، مثلت أفكار بوبر دفاعًا قويًا عن العلم والديمقراطية ضد الاستبداد الأيديولوجي.
عُرف بأفكاره النقدية التي أثرت بشكل كبير على الطريقة التي نفهم بها العلم ومناهجه، كما أثار جدلًا واسعًا بآرائه التي جمع فيها بين الوضوح والدقة، لكنها في الوقت ذاته كانت مثار اختلاف في التأويل والفهم.
العقلانية النقدية.. حجر الزاوية في فكر بوبروضع كارل بوبر فلسفته تحت مُسمى “العقلانية النقدية”، والتي تُشكل رفضًا صريحًا للتجريبية التقليدية التي سادت لفترات طويلة.
• يرى بوبر أن البيانات العلمية ليست حقائق مطلقة أو معصومة من الخطأ، بل هي مجرد أوصاف تُقدم للعالم في إطار نظري.
• هاجم بشدة التحليل الانطباعي، الذي يعتقد أن المعرفة تبدأ من الملاحظات والتجارب المباشرة، مُؤكدًا أن النظريات العلمية بطبيعتها تخضع للاختبار والتفنيد فقط عبر نتائجها.
• وفقًا له، العلم لا يثبت النظريات بل يفندها؛ فالنظرية العلمية تكون علمية بقدر ما تكون قابلة للنقد والتكذيب.
في كتاب “كارل بوبر.. مائة عام من التنوير” للمفكر عادل مصطفى، يتضح أن بوبر كان حريصًا على الدقة والوضوح في عرض أفكاره، مُحاولًا تجنب أي التباس قد يؤدي إلى إساءة فهمه. ورغم ذلك:
• اختلاف التأويلات: انقسم أتباعه ونقاده في فهم العديد من أفكاره المحورية.
• شكاوى بوبر: كثيرًا ما عبّر بوبر عن إحباطه من أن الانتقادات الموجهة إليه كانت تعتمد على آراء لم يطرحها قط.
• حوار عقيم: تكررت تلك المشكلة في أكثر من مناسبة، حيث كان النقاش بينه وبين منتقديه يفشل لأنهم يهاجمون ما لم يقله.
هذا التناقض أوجد تساؤلات حول مسؤولية سوء الفهم: هل كان ذلك ناتجًا عن غموض أفكار بوبر أم عن قصور النقاد في استيعابها؟
إرث بوبر الفلسفيلا يُمكن الحديث عن فلسفة العلم في القرن العشرين دون التطرق لإسهامات كارل بوبر:
• أرسى أسسًا جديدة لفهم العلم من خلال قابلية التكذيب كمعيار للمنهج العلمي.
• جمع بين الفلسفة والنقد في إطار ما يُعرف بـ العقلانية النقدية، وهي رؤية تُشجع على استمرار التساؤل والنقد البنّاء.
• أثرى الفكر السياسي من خلال دفاعه عن المجتمع المفتوح ونقده للفلسفات الشمولية، كما ظهر في كتابه الشهير “المجتمع المفتوح وأعداؤه”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسفة التنوير فلسفة العلم المزيد
إقرأ أيضاً:
حُكّام العرب أضحوكة القرن، ونصر غزة سيأتي من اليمن
استوقفني ريلز في صفحة الملكة رانيا يوحي بما يحدث في غزة من مجاعة مميتة، فبدوره ينقل رسالة حزينة!
استعجبت من كمية عدم الحياء فيها بشكل لا يوصف، على وجه الخصوص، وعلى أمثالها بشكل عام، ولم أفهم ما الرسالة التي تريد إيصالها للعالم، وما الصوت المدفون وراءها؟
هل يُفيد ذلك بتأثرها؟ أم بتضامنها؟ أم توحي بحزنها الشديد وعجزها؟ أم ماذا تُشير إليه بالضبط؟!
يمانيون / كتابات/ رؤى الحمزي
عجبًا حقًا وصدقًا من النفاق والخبث والكذب الواضح كوضوح عين الشمس، لقد تجلى عجز جميع الأنظمة وافتقار الحكام لاتخاذ القرار، وأبسطه، وأثبتوا للعالم يومًا تلو الآخر أنهم رعاعٌ قطيعٌ يُساق، لا يملكون سيادة ولا قرارًا، ولا يملكون من الحكم إلا اسمه!
عاجزون عجزًا مخزيًا وفاضحًا، كيف لا، وهم كسائر الناس الذين لا يملكون حولًا ولا قوة! بل لولا الحكام الفَشَلة أمثالهم، لفعل الناس ما يُعجّل بالنصر، حيث يظهرون حزنهم وصوتهم كحكام في تغريدة أو بوست! يا للعار..
إنها أضحوكة القرن، حكام العرب عاجزون! لا، بل يُغرّدون، وهذه أقصى إمكانياتهم، وأروع مواقفهم البطولية المقدّمة للعالم، وأبرز انتصاراتهم في تاريخهم “المشرّف”!!!
أعتذر حقًا لكتابة ما أكتبه في حق حكّام العالم العربي “الأقوياء”، صانعي الانتصارات بفك الحصار عن غزة بحروب التغريدات المضحكة والمتعبة، المجاهدين فيها!
عارٌ ما قد نشهده في وقتنا، بسبب فضيحتهم التي ظهرت جليًا أمام العالم، وأفادت بأنهم مجرد أداة تُحرَّك كما يشاء اليهود، وأنهم حكام صورة لا معنى، وأن هناك بقعة شريفة من الأرض دُنّست من قِبَل الصهاينة، وتمادوا فيها، وعاثوا في الأرض فسادًا، ورغم أنها حرب صراعٍ أزليٍّ بين المسلمين واليهود، إلا أنهم ارتضوا بالسِّلم..
ونسوا التوجيهات الإلهية، فتمادى اليهود بدورهم أكثر وأكثر، وقتلوا، وحرقوا، وأبادوا بأبشع الطرق، وها هو الحال يصل بهم إلى أن تكون حرب تجويع، وعالمُنا العربي في صمتٍ مخزٍ، وحكامُنا في تواطؤٍ فاضح..
بينما هناك دولة يجهلها الأغلب، ظهرت وكأنها الحل الوحيد لمسألة معقدة، تنصر رغم الألم، وتصنع المستحيل رغم الافتقار، قيادةً وشعبًا، حكومةً وأرضًا.. تصرخ بصوت واحد، وتسعى لمد يد العون، إنها اليمن…
فرسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله – في يومٍ من الأيام، شعر بوَهَنٍ في جسده، وطلب من أم أبيها أن تُعطيه الكساء اليماني، ليُشير ويبعث رسالة قوية: أن اليمن مداوية للألم، تُعين وتُسند عند الوَهَن والضعف؛ كما تفعل الآن مع غزة.
والنصر سيأتي منها، وإن لم يأتِ، فستقف موقفًا مشرّفًا على أنها ساندت، وقاومت، وجاهدت، رغم العوائق والعقبات والمسافات الجغرافية، ورغم كل المصاعب.. ساندت، لا غرّدت!