رد عالم أزهري على سيدة خلعت زوجها 3 مرات وتريد العودة بعقد جديد
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
في واقعة أثارت اهتمامًا واسعًا بين متابعي القضايا الشرعية والاجتماعية، تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، سؤالًا من سيدة تتعلق بحكم تكرار الخلع من نفس الزوج.
السيدة أوضحت في رسالتها أنها خلعت زوجها مرتين وفي كل مرة كان يعيدها بعقد ومهر جديدين، ثم خلعته للمرة الثالثة ويرغب الآن في إعادة الزواج منها بعقد جديد.
الاختلاف بين العلماء حول حكم الخلع
في رده، تناول الدكتور عطية لاشين هذه المسألة من منظور شرعي واجتماعي، موضحًا أن الخلع من القضايا التي شهدت جدلًا بين العلماء. وأضاف: "أهل العلم اختلفوا حول طبيعة الخلع، هل يُعتبر طلاقًا أم فسخًا؟ ولكل رأي أدلته الشرعية التي تدعمه وتمنحه وجاهة وقوة."
وأكد لاشين أن الاختلاف في الرأي حول هذه القضية مشروع، وأنه لا يجوز التعصب لرأي معين أو الطعن في الرأي الآخر. وتابع قائلًا: "الأدلة الشرعية لدى كل فريق صحيحة وتستند إلى أسس فقهية قوية، مما يجعل مسألة التصويب أو التسفيه أمرًا غير صحيح شرعًا."
القانون يحسم الجدل
لكن الدكتور لاشين أشار إلى تطور جديد حسم هذا الخلاف الشرعي في مصر، وهو قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2000. وأوضح: "القانون تبنّى الرأي القائل بأن الخلع يُعد طلاقًا بائنًا وليس فسخًا ، وهذا ما جعل حكم الحاكم في هذه المسألة يرفع الخلاف الشرعي ويُعتمد كقاعدة عامة."
وأضاف أن هذا القانون لا يترك مجالًا للاجتهاد في هذه النقطة، حيث أصبح الخلع يُعامل كحالة من حالات الطلاق البائن.
الرأي الشرعي النهائي
في ختام فتواه التي نشرها عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أجاب الدكتور عطية لاشين على سؤال السيدة بوضوح قائلاً: "ليس لزوجك أن يعقد عليك بعد الخلع للمرة الثالثة، حيث ينطبق عليكما قول الله عز وجل: (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره).
وبهذا، فإن الخلع في هذه الحالة يُعد طلاقًا بائنًا، وبالتالي لا يجوز له الزواج منك مرة أخرى إلا إذا تزوجتِ رجلًا آخر زواجًا صحيحًا ثم انفصلتِ عنه."
ردود فعل المجتمع
فتوى الدكتور لاشين أثارت ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى البعض إعجابهم بوضوح الرد الشرعي ودعمه بالأدلة القانونية، فيما تساءل آخرون عن مدى تأثير هذا الرأي على قضايا أخرى متعلقة بالخلع.
من الجدير بالذكر أن قضية الخلع تُعد من القضايا التي تشغل بال الكثير من الأسر المصرية، نظرًا لأبعادها الاجتماعية والقانونية. ويبقى الحوار المفتوح والمبني على أسس علمية هو السبيل لفهم أعمق لهذه المسائل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قانون الأحوال الشخصية الخلع حكم الخلع المزيد
إقرأ أيضاً:
أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال أميرة من القاهرة، تسأل فيه عن الأفضل للمرأة: ارتداء الخمار أم النقاب، وهل يرتبط الإيمان والعقيدة بشكل الزي، موضحة أنها ترغب في معرفة الزي الشرعي الصحيح الذي يعبر عن التزامها وطاعة الله سبحانه وتعالى.
وأوضح الشيخ محمد كمال، خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، أن الشرع الشريف أمر المرأة بستر جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين، مؤكدًا أن الحجاب هو الفريضة الشرعية المفروضة على كل امرأة بالغة، بشرط أن تتوافر فيه أربعة ضوابط: أن يستر الجسد كاملًا عدا الوجه والكفين، وألا يكون قصيرًا، وألا يكون ضيقًا يصف الجسد، وألا يكون شفافًا يُظهر ما تحته، مستشهدًا بآيات القرآن الكريم وتفسير ابن عباس، وبحديث النبي ﷺ في توجيهه للسيدة أسماء رضي الله عنها.
وأضاف أمين الفتوى أن النقاب ليس فرضًا عند جمهور العلماء، وإنما هو زيادة في الستر يُثاب عليها من ترتديه دون تكبر أو اعتقاد أفضلية على غيرها، موضحًا أن الإيمان لا يُقاس بشكل الحجاب أو طوله، بل بصدق القلب وأعمال الإنسان، مستدلًا بقول النبي ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
وأشار الشيخ محمد كمال إلى أنه لا علاقة بين صحة العقيدة وشكل الطرحة أو الخمار، فالعبرة ليست بنوع الزي وإنما بتحقق شروط الحجاب الشرعي الذي أمر الله به، مؤكداً أن ارتداء الحجاب بالشروط الصحيحة هو درجة الكمال المطلوبة شرعًا، وأن النقاب يبقى بابًا من أبواب الزيادة في الطاعة لمن شاء من غير إلزام.
وأكد على وجوب ستر الرقبة ضمن الحجاب الشرعي، وأن ما يظهر منها في بعض لفات الطرح الحديثة لا يوافق الشروط الشرعية، موضحًا أن بعض الفقهاء - كالحنفية - أجازوا كشف القدمين فقط، أما باقي الجسد فيجب ستره أمام الرجال الأجانب، داعيًا بأن يرزقنا الله جميعًا الهداية والالتزام بما يحبه ويرضاه.
اقرأ أيضاًموعد شهر رجب 2026.. أهم السنن والعبادات عن النبي
خالد الجندي: قصة صبر نوح عليه السلام عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة