الموسوي حول ما يجري في سوريا: إسرائيل لديها قلق وجودي وخوف أبدي
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للشهيد على طريق القدس عباس محمود خليل "كرار"ـ في مجمع الإمام الكاظم - في حي ماضي، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور إبراهيم الموسوي، وعدد من الشخصيات.
وتحدث الموسوي في افتتاح الإحتقال، فأشار إلى أن "الخروقات الإسرائيلية التي تحصل بعد وقف إطلاق النار تحت أعين لجنة المراقبة والأمم المتحدة وكل العالم، لا سيما من نسف للمباني في الأماكن التي لم يستطيعوا أن يدخلوا إليها أثناء الحرب، تظهر أن العدو كان عاجزاً عن القيام بذلك أثناء مواجهة أبطال المقاومة، وهذا دليل وحجة قاطعة أن المقاومة هي التي تدافع عن لبنان وتحمي أرضه وسيادته وشعبه".
وحول ما يحدث في سوريا، أوضح "أن ما حصل من استغلال سقوط النظام وتدمير كل مخزون الجيش السوري من الصواريخ والدفاع الجوي وغيرها من الأسلحة، يدل على أن إسرائيل لديها قلق وجودي وخوف أبدي، وهذا ما يجعلهم يدمّرون كل محيطهم، والخوف كل الخوف أن يمضوا أكثر فأكثر بمشروعهم القديم الجديد للتقسيم والتفتيت وتحويل هذا المحيط والإقليم إلى دويلات متناحرة ومتنازعة كي يسوغوا ويبرروا دولتهم اليهودية الصافية".
تابع الموسوي:"إننا نعاهد أهلنا وشهداءنا أننا أصحاب مشروع وقضية، وأصحاب القضية والمشروع لا يهنوا ولا يحزنوا ولا يفت في عضدهم خسارة جولة من هنا أو هناك، فهذا الخط والنهج مستمر بإذن الله، وطالما وهناك أجيال تربى على المقاومة والوفاء والولاء، فنحن مستمرون بإذن الله، وأما على المستوى الداخلي، فنحن سنكون الأقوياء دائماً مهما فعل البعض".
وختم: "نحن في موقع الاقتدار والقوة، كنا وسنبقى كذلك، لأن أرواحنا معلّقة بعز قدس الشهداء في عليائهم، هكذا كنا، وهكذا نستمر، وهكذا سنبقى إن شاء الله".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الليل الذي لا ينام في غزة.. رعب وخوف وندوب نفسية لا تنمحي
الثورة /وكالات
لا الليل ولا النهار في غزة يمكن أن يحتويا على لحظة من أمن أو راحة، وسط حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على قطاع غزة منذ ما يقرب من عشرين شهراً.
ورغم أن شبح القتل يحوم فوق غزة ليل نهار، إلا أن انهيار ضوء النهار معلناً عن بدء ظلمة الليل، تعد بداية كابوس أصعب وأشد على الغزيين الرازحين تحت حمم الموت، فوساوس القتل وخيالات الرعب تلاحق الآباء والأمهات وحتى الأطفال، ما يجعل ساعات الليل أشد وطأة وأبطأ مسيراً.
كل هذا خلف آثاراً نفسية صعبة على الأهالي والأطفال في قطاع غزة، تظهر أعراضها ومؤشراتها بوضوح، حيث يمكن ملاحظتها في كل مكان في قطاع غزة.
الحصول على مياه آمنة للشرب في غزة مهمة شبه مستحيلة
الظلام واستيقاظ الخوف
“نحن لا ننام الليل، نحن نتظاهر بالنوم، بينما آذاننا ترقب كل صوت لطائرة استطلاع أو أخرى حربية، أو صوت إطلاق نار أو قذيفة أو قصف من طيران حربي، نحن نغلق أعيننا بينما في الحقيقة قلوبنا وآذاننا ووعينا مستيقظ تماما رغم الإرهاق والتعب الجسدي والعقلي”، هكذا وصفت الأم “أم رامي” حالها مع الليل في غزة.
“أم رامي” معلمة نزحت من مدينة رفح، وتعيش مع أطفالها في خيمة غرب مدينة دير البلح، توضح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن تعب النهار والمجهود المضاعف التي يبذله الجميع خلال النهار يستوجب أن يكون النوم في الليل سريعا وعميقاً، لكن الحال أن العكس هو الواقع المعاش.
خان يونس.. أوامر تهجير إسرائيلية تفاقم مأساة الإبادة
تضحك وتبكي “أم رامي” في نفس الوقت، وتقول: “أنا أنظر لأطفالي كل ليلة وهم نيام بجواري متراصين داخل الخيمة، ولا أعلم إن كانوا سيستيقظون أم سيكونون من ضحايا هذه الليلة، نحن نعيش في ترقب وقلق وخوف مستمر جعل النوم يجافي عيوننا وقلوبنا وعقولنا”.
أم “أبو محمد” وهو أب لثلاثة أطفال، فيصف حالته مع دخول ساعات الليل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” ويقول:” صدقني أن قلبي ينقبض مع بدء ساعات الظلام، لا أحب الليل، صحيح أن النهار ليس أكثر أمناً، لكن الليل أكثر رهبة وخوفا وقلقاً”.
“العتمة، وصوت القصف وصوت الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع”، كلها تشكل عناصر تجعل من الليل بالنسبة لـ”أبو محمد” فترة ينتظر أن تنتهي بنور الصباح، مشيراً إلى أن أطفاله يلتصقون به وبأمهم طوال الليل بعكس ما كانوا عليه قبل الحرب حيث كان لكل واحد منهم مكانه المستقل للنوم بعيدا عن الآخر.
ليل غزة المخيف المظلم القاسي، والزنانة التي لا تكف عن الطنين، حتى صار ليل غزة يعني القصف والموت والدمار، فأين أمة العرب؟ أين المسلمون؟ أين الموحدون؟ إلى متى؟
“لا يتوقف عقلي عن تكرار الوساوس، وتخيل مشاهد القتل والموت التي قد نتعرض لها، أدفعها بذكر الله والصلاة على النبي وتكرار عدد كبير من الأذكار، لكن أصدقك القول رغم كل هذا يبقى الليل مرعبا ومخيفاً بشكل لن يتصوره إلا من يعيشه هنا في غزة” يقول “أبو محمد”.
الأطفال الأكثر تأثرا
منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، ترى أن جميع الأطفال في قطاع غزة بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.
وقال “جوناثان كريكس” مدير الاتصالات بمكتب يونيسيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تصريحات سابقة، إن الأطفال تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية. ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف”.
وبين أم “يونيسيف” كانت تقدر قبل الحرب أن 500 ألف طفل في قطاع غزة بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم نفسي، مبينا أن تقديراتهم اليوم تؤكد أن جميع الأطفال بحاجة إلى هذا الدعم، أي أكثر من مليون طفل.
لا بد من العلاج
استشارية الطب النفسي الدكتورة وئام وائل، تقول إن اضطرابات الكرب الحاد وكرب ما بعد الصدمة، المرتبطين بالحروب، قد تتحول إلى اضطرابات أسوأ إذا لم تُعالَج.
وتوضح الدكتورة وئام في حديث سابق مع موقع TRT عربي أن أبحاثاً علمية تشير إلى إمكانية الإصابة باضطرابات ذهانية حادة أو مزمنة بسبب التعرض لضغوط الحروب، حتى من دون استعداد وراثي، إذا لم تُعالج.
وتلفت إلى مشكلات الدعم النفسي للأطفال الفلسطينيين، من توفير الأدوية وصعوبة توافر العلاجات السلوكية والمعرفية أو علاجات الصدمات التي تحتاج إلى وقت طويل، غير أنها تحتاج إلى فِرَق طبية مدربة تدريبات خاصة.