متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
لم تكن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية بدعم غربي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حربا عادية، ومتى كانت الحروب حدثا عاديا رغم تحولها إلى الأصل في حياة البشر ولحظات السلام والسلم هي الاستثناء، لكن استثنائية هذه الحرب تنطلق من موقف المجتمع الدولي منها، من حجم وحشيتها، ومن موقفهم جميعا من «الإبادة الجماعية» التي أخذت بعدا دلاليا عاديا لم يعد «مخيفا» أو يستدعي ثورة إنسانية لكرامة الإنسان وما وصل له من مستوى من التحضر والتمدن.
وإذا كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد رأى في مقتل سبعة أخوة في غارة إسرائيلية قسوة مست قلبه عندما قال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمس قلبي». وفي الحقيقة فإن الحرب -أي حرب- أكثر فظاعة من أي مستوى من مستويات القسوة؛ لأن دلالتها مهما كانت لا تستطيع توصيف نقل حقيقة ما يحدث في غزة، فما بالك إذا كانت الحرب حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما بالك إذا كانت هذه الحرب صهيونية/ إيديولوجية ضد مدنيين عُزّل وأطفال لا حول لهم ولا قوة.. رغم ذلك فإن «المجتمع الدولي» لم تمس كل هذه الفظائع قلبه ولم يشعر أن فيها «قسوة».. وهنا تكمن المشكلة، وهذه المشكلة ليست في الحرب نفسها ولا في جرائم الصهيونية فيها ولكن في موقف العالم منها، أو بشكل أكثر دقة وأكثر تحديدا في إنسانية العالم التي لم تُخدش، أو حتى تشعر أنها قد تُخدش رغم أكثر من 45 ألف «قتيل»، ونقول «قتيل» على أمل أن تصل دلالة الكلمة إلى الضمير العالمي وتفهم إذا كان ثمة حاجز دلالية أيديولوجي أمام فهم أو الشعور بدلالة كلمة «شهيد». ورغم أن العدد الحقيقي «للقتلى» أكبر من هذا بكثير نظرا لوجود عشرات الآلاف من المفقودين من بداية الحرب وهم قطعا تحت الأنقاض فإن هذه العدد من «القتلى» كاف حتى يستيقظ ضمير العالم ويشعر بحجم «القسوة» ويقف بشكل حازم أمام مجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي عموم فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن.. ولا نتصور أن الصدمة الكافية لصحوة الضمير الإنساني تحتاج إلى أن يتجاوز عدد القتلى حاجز المليون.. وإن كان الأمر كذلك فمن يستطيع الجزم أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هم أحياء بالمعنى المفهوم للحياة في الوقت الحالي! كيف يكون حيا بالمعنى المجرد للكلمة في سياق اللحظة الحالية من لا يجد قطرة ماء ليشرب بالمعنى الحرفي للكلمة، ومن لا يأمن على حياته وحياة أطفاله لدقيقة واحدة، ومن يشعر أن العالم بكل تراكماته الإنسانية قد خذله ولا ينظر له باعتباره إنسانا له كرامة وحقوق!
المشكلة الكبرى الآن تتجاوز «إبادة» الإنسان، رغم جوهريته وقدسيته في كل الشرائع، ولكنها لم تمعنا النظر فيها تتجاوز ذلك بكثير.. ما يحدث في المنطقة يتجاوز القدرة على استيعابه؛ فالعرب مأخوذون، على الأرجح، بتطورات اللحظة وتحولاتها وإلا فإن الجانب الآخر المتمثل في دولة الاحتلال وفي عموم الغرب وفي دول عالمية أخرى شديد الوضوح.. إن الصهيونية تعيد رسم خارطة المنطقة «الشرق الأوسط الجديد» وتعيد احتلالها والسيطرة عليها بشكل مروع، ما يجعل المنطقة تودع عام 2024 بألم يفوق ألم «نكسة» 1967 لو كانوا يعلمون. وعندما يتلاشى هذا الدخان الكثيف فوق المنطقة، ربما حينها، نستطيع استيعاب حجم ما خسرنا، ولن تستطيع حينها دلالة كلمة «نكسة» أو حتى «نكبة» توضيح ما حدث، دع عنك أنها تستطيع ربطنا بالأمل في عبور قادم يعيد ما فقدنا.. أو يقنع العالم أن ما يحدث في غزة لا يخلو من «قسوة» تمس قلب الإنسانية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
القيمة السوقية لأسهم الإمارات تلامس 4 تريليونات درهم لأول مرة
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةلامست القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في أسواق الأسهم المحلية حاجز 4 تريليونات درهم لأول مرة في تاريخها خلال جلسة تداول أمس بعد أن جاوزت القيمة السوقية لأسهم أبوظبي حاجز الـ 3 تريليونات درهم مجدداً.
وبلغت القيمة السوقية للأسهم المحلية 3.979 تريليون درهم في ختام التعاملات بواقع 3.006 تريليون درهم لسوق أبوظبي، ونحو 973 مليار درهم لسوق دبي.
وشهدت جلسة تداول أمس نشاطاً في التداولات، حيث استقطبت أسواق الأسهم المحلية سيولة إجمالية بقيمة تخطت 2.55 مليار درهم بعد تداول أكثر من 704 ملايين سهم خلال 46 ألفاً و516 صفقة.
وجاء الأداء الإيجابي لأسواق الأسهم المحلية بدعم رئيس من سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي حقق مكاسب 8.4 مليار درهم في ظل عمليات شراء من قبل الأجانب والمؤسسات المالية لتكون صافي تعاملاتهم شراءً بقيمة 185.7 مليون درهم للأجانب، و2.7 مليون درهم للاستثمار المؤسسي.
سوق أبوظبي
وحسب بيانات سوق أبوظبي للأوراق المالية، أغلق المؤشر على ارتفاع طفيف بمقدار 1.88 نقطة، وبنسبة 0.01% عند مستوى 9745.33 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات 1.71 مليار درهم، شملت ما يزيد على 400.2 مليون سهم عبر 29418 صفقة. وارتفعت أسهم 37 شركة مقابل انخفاض أسهم 30 شركة، وثبات أسهم 52 شركة. وتصدر سهم «الدار» قائمة الأكثر نشاطاً من حيث القيمة بنحو 199.54 مليون درهم، وتلاه سهم «أدنوك للغاز» بقيمة 196.92 مليون درهم، ثم «العالمية القابضة» بقيمة 166.33 مليون درهم.
وجاء سهم «أدنوك للغاز» الأكثر نشاطاً من حيث الكمية بنحو 60.47 مليون سهم. وتضمنت قائمة الأسهم المرتفعة كل من «ملتيبلاي» بنسبة 1.27% ليغلق عند 2.38 درهم، و«الدار» بنسبة 0.59% ليغلق عند 8.42 درهم، و«أدنوك للحفر» بنسبة 1.72% ليغلق عند 5.3 درهم.
وفي المقابل انخفضت أسهم أخرى مثل «دار التأمين» بنسبة 6.22% ليغلق عند 0.708 درهم، و«بالمز الرياضية» بنسبة 5.2% ليغلق عند 7.28 درهم.
وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي، فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم نحو 624.5 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 438.8 مليون درهم، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 185.7 مليون درهم كمحصلة «شراء».
وزادت تعاملات شراء المؤسسات المالية في سوق أبوظبي للأوراق المالية عن تعاملات البيع، حيث بلغت 1.239 مليار درهم، مقابل مبيعات من الأسهم بقيمة 1.241 مليار درهم، لتكون المحصلة صافي «شراء» بنحو 2.72 مليون درهم.
سوق دبي
انخفض المؤشر العام لسوق دبي المالي أمس بمقدار 33.88 نقطة وبنسبة 0.61% ليغلق عند مستوى 5492.66 نقطة، بعد ارتفاع أسهم 18 شركات، مقابل انخفاض أسهم 27 شركات وثبات أسهم 8 شركات. وبلغت قيمة التداول الإجمالية في سوق دبي المالي في ختام التعاملات 844.27 مليون درهم، بعد التعامل على 303.94 مليون سهم، من خلال تنفيذ 17098 صفقة.
وتصدر قائمة النشاط من حيث القيمة «إعمار العقارية» بقيمة تداولات 203.95 مليون درهم. فيما جاء «مساكن دبي ريت» الأنشط من حيث حجم التداولات بنحو 66 مليون سهم.
وتضمنت قائمة الأسهم النشطة المرتفعة أمس «أملاك» بنسبة 9.44% ليغلق عند 0.962 درهم، و«سالك» بنسبة 0.34% إلى 5.79 درهم، وفي المقابل تصدرت قائمة الأسهم النشطة المخفضة «الإمارات دبي الوطني» بنسبة 1.92% ليغلق عند 22.95 درهم.
استثمارات الأجانب
فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم نحو 349.68 مليون درهم، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم 402.32 مليون درهم، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي 52.63 مليون درهم كمحصلة «بيع».
وبلغت محصلة تعاملات المؤسسات المالية في سوق دبي المالي «بيعاً» بمقدار 179.82 مليون درهم بعد عمليات شراء من الأسهم بقيمة 467.74 مليون درهم وعمليات بيع بقيمة 647.57 مليون درهم.
وخسرت القيمة السوقية لأسهم دبي نحو 7.17 مليار درهم لتبلغ 973 مليار درهم مقابل 980.28 مليار درهم في اليوم السابق.