الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.. ميزة قوية بنظام أندرويد 15 الجديد
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
أعلنت جوجل أن نظام التشغيل أندرويد 15 سيقدم دعمًا للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، لكن هذه الميزة ستعتمد على دعم شركات الاتصالات.
ومع اقتراب إطلاق خدمة الأقمار الصناعية الخاصة بـ T-Mobile والمدعومة بتقنية Starlink، يبدو أن جوجل تعمل بشكل مكثف على تفعيل هذه الميزة في تطبيق Google Messages.
. تعرف على أبرزها
توفر الاتصالات عبر الأقمار الصناعية إمكانية التواصل حتى في غياب شبكات الهواتف المحمولة أو إشارات الواي فاي. ومنذ أبريل الماضي، ظهرت تسريبات تشير إلى أن المستخدمين سيتمكنون من الاتصال بالأقمار الصناعية مباشرة من خلال تطبيق Google Messages.
ورغم أن الميزة لم تُطلق رسميًا بعد، فقد تمكن موقع Android Authority من تفعيلها وتجربة شكلها المستقبلي. وفقًا للتقارير، عند فقدان الاتصال بالشبكات الأرضية، سيظهر إشعار داخل التطبيق يسأل المستخدم عما إذا كان يرغب في الاتصال بالقمر الصناعي لإرسال واستقبال الرسائل النصية.
قيود الميزة الجديدةتعمل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية على الرسائل النصية الفردية فقط، بينما لن تدعم الرسائل الجماعية.
فيما ستستغرق الرسائل وقتًا أطول مقارنة بالرسائل المرسلة عبر شبكات الاتصال الأرضية أو الواي فاي.
كما لن تشمل الرسائل المرسلة عبر الأقمار الصناعية الصور أو مقاطع الفيديو.
بينما سيتطلب الاتصال بالقمر الصناعي وجود رؤية واضحة للسماء، ومع ذلك، إذا كنت تستخدم خدمة T-Mobile، قد لا تحتاج إلى رفع الجهاز للحصول على إشارة.
لن تقتصر تلك الميزة على الرسائل الموجهة لخدمات الطوارئ فقط، بل تتيح للمستخدمين التواصل مع أي شخص يريدون.
دعم واسع من جوجلأكدت جوجل سابقًا أن التطبيقات المحملة مسبقًا التي تدعم RCS ستوفر إمكانية الاتصال بالأقمار الصناعية. ومع اتجاه العديد من شركات الاتصالات ومصنعي الهواتف الذكية إلى استخدام Google Messages كخيار افتراضي للرسائل النصية، ستتيح جوجل قريبًا إمكانية إرسال الرسائل عبر الأقمار الصناعية.
توفر الخدمة ومواعيد الإطلاقستدعم جميع الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد 15 ميزة الاتصال بالأقمار الصناعية، ولكن ذلك يعتمد على تفعيل الميزة من قِبل شركات الاتصالات.
فيما ستبدأ شركة T-Mobile اختبار النسخة التجريبية من الخدمة مطلع العام المقبل.
أما الشركتان AT&T وVerizon تعملان مع شركائهما على إطلاق خدمات مشابهة، لكن موعد الإطلاق يبدو أبعد مما يأمل المستخدمون.
تعد هذه الخطوة من جوجل وتعاونها مع مشغلي الشبكات قفزة نحو تعزيز التواصل في المناطق النائية والظروف الصعبة، مما يوفر للمستخدمين تجربة اتصال أكثر أمانًا ومرونة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل أندرويد 15 المزيد عبر الأقمار الصناعیة
إقرأ أيضاً:
السيسي بين الاستمرار بنظام بونزي أو الإقصاء بالديون البغيضة
في عالم الاقتصاد الكلي، حيث تتشابك الأرقام والسياسات، تبرز أحيانا استراتيجيات قد تبدو لامعة في ظاهرها، لكنها تخفي في طياتها مخاطر جمة تهدد استقرار الدول ومستقبل أجيالها.
ومن بين هذه الاستراتيجيات، يبرز "نظام بونزي" المالي سيئ السمعة، الذي يعتمد على سداد الالتزامات القديمة من خلال جذب أموال جديدة، دون أي استثمار حقيقي لتلك الأموال، مما يخلق وَهْما بالنجاح والاستمرارية يتم تسويقه للعامة، بينما تتضخم الفقاعة حتى تنفجر حتما، مُخلِّفة وراءها دمارا اقتصاديّا واسع النطاق.
وعندما تتغلغل مبادئ هذا النظام في صُلْب سياسات دولة بأكملها، فإن النتائج لا تكون مجرد خسائر مالية، بل تتجاوز ذلك لتلامس عُمق سيادة الوطن ومستقبل شعبه.
كل طفلٍ يولد في عهد السيسي مديون بألفي دولار
تراكم هذه المليارات من الديون ليس قَدَرا محتوما، بل هو نتاجٌ مباشر لخياراتٍ اتُّخذت، وقراراتٍ أُمليت، وسلطةٍ لم تُحاسَب، ونظامٍ فاسدٍ لم يجد من يردعه
يكشف تقرير صندوق النقد الدولي الأخير حول ديون مصر الخارجية معلومة مثيرة للقلق: توقعاتٌ بارتفاع القيمة المطلقة للدين لتتجاوز 200 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يعني أن كل طفل مصري يولد مديونا في عهد السيسي بما يقارب 2000 دولار، وهو ما يثير تساؤلاتٍ جادَّة حول أسباب هذا التفاقم، ومسؤولية النظام الحالي، وتأثيراته المدمرة على مستقبل الأجيال القادمة واستقلالية القرار المصري.
إن تراكم هذه المليارات من الديون ليس قَدَرا محتوما، بل هو نتاجٌ مباشر لخياراتٍ اتُّخذت، وقراراتٍ أُمليت، وسلطةٍ لم تُحاسَب، ونظامٍ فاسدٍ لم يجد من يردعه.
فمنذ اللحظة التي استقرت فيها مقاليد الحكم في يد النظام الحالي، شهدت البلاد موجة غير مسبوقة من الاستدانة، وُجِّهت في جزء كبير منها إلى مشاريعَ تبدو في ظاهرها عملاقة، لكنها خاوية على عروشها؛ فهي مشاريع بلا هدفٍ حقيقي، وتفتقر إلى دراسات جدوى اقتصادية مقنعة، وتُشير كل المعطيات إلى فسادٍ يُحيط بعمليات اتخاذ القرار والتنفيذ.
هذه المشاريع، التي غالبا ما تتجاهل الأولويات المعيشية المُلحَّة للمواطن، لم تكن سوى واجهة لنمطٍ من الاستهلاك الفاسد للموارد، حيث الشفافية غائبة والمساءلة معدومة، لتؤكد أن هذه الديون ليست طريقا للتنمية المستدامة، بل هي تجسيدٌ حيٌّ لخللٍ بنيوي عميق في منظومة الحكم، وربما تكون أشبه باستراتيجية ينفذها نظامٌ عميلٌ لصالح العدو.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا التراكم المتسارع للديون لا يبدو مجرد نتيجة لخطط طموحة فاشلة، بل هو أقرب ما يكون إلى استراتيجية تعتمد على "نظام بونزي" المالي الممتد على مستوى الدولة. ففي هذا السيناريو الاقتصادي الخطير، تُسدَّد الالتزامات الماضية عبر الاقتراض الجديد، في سلسلة من المتواليات الحسابية، مما يخلق وَهْما بالاستقرار بينما تتضخم الفقاعة في الخفاء، مُهدِّدة بالانفجار في أي لحظة.
الضحية الحقيقية ليست أرقاما على ورقة، بل هي الأجيال القادمة من المصريين، التي ستجد نفسها أمام إرثٍ ثقيل من ديون لم تستفد منها، مُجبَرة على دفع فاتورة سياساتٍ حمقاء لم تكن طرفا فيها. إنه رهنٌ للمستقبل، وتكبيلٌ لحرية أجيالٍ لم تُولد بعد، واستراتيجيةٌ غير أخلاقية تقوِّض أي أمل في بناء مستقبلٍ حرٍّ ومستقل.
"بونزي": استراتيجية السيسي للاستمرار في الحكم
إن عبء هذا الدين الثقيل لا يمثل مجرد سوء إدارة، بل هو جزءٌ من تكتيكٍ خفي يهدف إلى تحصين النظام القائم ضد أي محاولة للتغيير.
فمن يمكنه أن يجرؤ على تسلُّم دفة الحكم في ظل هذا الميراث المالي الكارثي؟ ومن يمكنه أن يتحمل مسؤولية سداد ديونٍ تراكمت على مدار سنوات من الفساد وسوء التخطيط؟
إن هذا العبء المالي قد أصبح سلاحا يُرهب كل من يفكر في منافسة النظام، ويجعل الانتقال السلس للسلطة عملية محفوفة بالمخاطر، مما يضمن استمرارية النخب المنتفعة من الوضع الراهن، أو على الأقل يُعقِّد أي محاولة لخلاص الوطن من هذا المستنقع.
سيادة مصر بين جيوب الفاسدين ولؤم الدائنين
في خضم هذا المشهد المُقلق، يتضح جليّا أن المستفيدين الحقيقيين من هذه السياسات ليسوا جموع الشعب المصري التي تُعاني من ضغوط اقتصادية متزايدة وتدهور مستمر في مستوى المعيشة وتآكلٍ في الخدمات الأساسية؛ بل هم تلك الدائرة الضيقة من رجال الحكم ورجال الأعمال المتغلغلين في مفاصل الدولة، الذين يُغذون شبكات الفساد ويستفيدون من المشاريع الفنكوشية المُسندة إليهم بعقودٍ غامضةٍ وغير شفافة.
هذه الديون تحولت إلى وسيلة لضمان مصالح هذه النخبة المتنفذة، على حساب الكادحين من أبناء الوطن، الذين لا يجنون من هذه المليارات سوى مزيدٍ من الفقر والقهر.
القيمة المطلقة لهذه الديون، وسوء إدارتها، وتأثيرها المدمر على القرار السياسي، وعبئها الثقيل على كاهل الأجيال القادمة، كلها جوانب تتطلب وقفة حاسمة. فالمساءلة الحقيقية، والشفافية التامة، والإصلاحات الاقتصادية الجذرية، لم تعد مجرد خيارات، بل هي ضرورة وجودية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
ولعل أخطر تداعيات هذه السياسة المستمرة في الاستدانة هو إهدار السيادة الوطنية. فعندما تُصبح الدولة رهينة للقروض والودائع الأجنبية، يتآكل قرارها الوطني تدريجيّا، وتُصبح مُجبرة على الانصياع لإملاءات الدائنين.
المثال الصارخ على ذلك هو التدخلات المتصاعدة لدول كالإمارات في الشأن المصري، والتي تتجاوز مجرد العلاقات الاقتصادية لتلامس عُمق القرار السياسي. صفقات كـ"رأس الحكمة"، وإن جاءت كقبلة حياة في لحظة اختناق مالي صنعه السيسي، إلا أنها فتحت الباب على مصراعيه لنفوذٍ خارجي يتعاظم يوما بعد يوم، ليُملي أجندته ويُشكِّل التوجهات الاقتصادية والاستثمارية للبلاد. هذا الوضع لا يُثير تساؤلاتٍ حول استقلالية القرار المصري فحسب، بل يضع علامات استفهام كبرى حول مصير الهوية الوطنية في ظل هذا الرهن المتنامي.
إن القيمة المطلقة لهذه الديون، وسوء إدارتها، وتأثيرها المدمر على القرار السياسي، وعبئها الثقيل على كاهل الأجيال القادمة، كلها جوانب تتطلب وقفة حاسمة. فالمساءلة الحقيقية، والشفافية التامة، والإصلاحات الاقتصادية الجذرية، لم تعد مجرد خيارات، بل هي ضرورة وجودية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا النزيف، وتجنيب مصر مصيرا تُحدده ديونها، لا إرادة شعبها.
الحل في استراتيجية الديون البغيضة بشرط تغيير السيسي
في ظل هذا الواقع المعقد، ورغم التحديات القانونية الدولية التي تواجهها نظرية "الديون البغيضة" وعدم رسوخها كقانون دولي مُلزم، إلا أنها تظل استراتيجية محتملة يمكن للنظام القادم في مصر -بعد تغيير السيسي- أن يدرسها بجدية. فإذا ما استطاع هذا النظام إثبات أن هذه الديون قد تم اقتراضها من قِبَل نظام غير شرعي، دون موافقة الشعب، ولم تُستخدم لمصلحته بل لمصلحة النخبة الحاكمة، وبمعرفة مسبقة من الجهات الدائنة، فإن المطالبة بإلغاء هذه الديون أو جزء منها استنادا إلى هذا المبدأ قد توفر مخرجا حاسما لتجنيب الأجيال القادمة عبء سياسات لم تكن طرفا فيها، وتفتح الباب أمام مستقبل اقتصادي أكثر استقرارا، ونظام سياسي أكثر وطنيَّة وكرامة.