خسر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مباراته الافتتاحية في بطولة خليجي (26) أمام نظيره البحريني، في مباراة حملت في طياتها الكثير من الدروس والعبر، التي يجب استيعابها سريعًا؛ لتجنب المزيد من العثرات، ورغم الآمال الكبيرة التي عقدتها الجماهير السعودية على هذه البطولة، جاءت البداية مخيبة، حيث وضعت الهزيمة أكثر من علامة استفهام حول اختيارات المدرب وتكتيكاته الفنية.
بدأت المباراة بحذر واضح من كلا الفريقين، إلا أن المنتخب البحريني استغل الأخطاء الدفاعية للمنتخب السعودي، وتمكن من تسجيل هدف مبكر، ما أربك الحسابات الفنية. يمكن القول: إن الحصة الأولى كانت النقطة الأضعف للمنتخب السعودي، حيث ظهر تفكك واضح في خطوط الفريق، وضعف في الربط بين الوسط والهجوم، ما سمح للبحرينيين بالسيطرة على مجريات اللعب.
السبب الرئيس لهذا الأداء غير المتزن يعود إلى قرارات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي دفع بعدد من الأسماء الغائبة عن أجواء المباريات الرسمية، بدلاً من الاعتماد على اللاعبين الذين يمتلكون خبرة في منافسات الدوري المحلي. هذا القرار أثار استغراب الكثير من النقاد والجماهير، حيث بدا أن بعض اللاعبين يفتقرون إلى الانسجام والجاهزية البدنية المطلوبة لمواجهة منتخب متمرس كالبحرين، ولا شك أن رينارد يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، خاصة في ظل اختياراته التي لم تكن على مستوى التوقعات، ووضح من ملامح خياراته في التشكيلة الأساسية وكأنها مغامرة غير محسوبة، حيث اعتمد على لاعبين بعيدين عن أجواء المباريات التنافسية، وهو ما انعكس سلبًا على الأداء العام للفريق.
كان من الأفضل لرينارد أن يمنح الفرصة للاعبين الذين تألقوا في الدوري السعودي مؤخرًا، والذين يمتلكون خبرة اللعب تحت الضغط. هؤلاء اللاعبون كانوا سيضيفون الكثير من الحيوية والصلابة للمنتخب في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها المباراة.
من الملاحظ أن بعض اللاعبين الذين شاركوا في المباراة لم يظهروا بالمستوى المطلوب؛ بسبب ابتعادهم عن اللعب المنتظم في الدوري المحلي، والأكيد أن الدوري السعودي يُعتبر أحد أقوى الدوريات في المنطقة، ويضم نخبة من اللاعبين المحليين والأجانب الذين يرفعون مستوى المنافسة. لذلك، كان من المفترض أن يكون هذا السباق قاعدة أساسية لاختيار العناصر الأكثر جاهزية.
ولاشك أن غياب الانسجام الواضح بين اللاعبين الذين اختارهم المدرب؛ يؤكد أن الرهان على أسماء بعيدة عن أجواء المباريات لم يكن موفقًا. وكان يمكن للدوري المحلي أن يوفر خيارات أفضل وأكثر جاهزية، خاصة في ظل قوة المنافسة في منافساته.
وعلى الرغم من النتيجة السلبية، إلا أن هناك بعض الجوانب الإيجابية التي يمكن البناء عليها. واللافت تصاعد عطاء وأداء المنتخب السعودي في الشوط الثاني، حيث تمكن اللاعبون من خلق بعض الفرص الخطيرة، لكن غياب اللمسة الأخيرة حال دون تعديل النتيجة.
كما ظهر بعض اللاعبين الشباب بمستوى واعد، ما يشير إلى أن المستقبل قد يكون مشرقًا، إذا تم توظيفهم بالشكل الصحيح. بالإضافة إلى ذلك، فإن المباراة كانت تجربة مهمة لرينارد لتقييم نقاط القوة والضعف في الفريق، وهي فرصة لإجراء تغييرات ضرورية في المباريات المقبلة.
ولا يزال أمام المنتخب السعودي فرصة لتعويض هذه العثرة، لكن ذلك يتطلب العمل السريع والفعال. أولاً.. يجب على المدرب مراجعة الأوراق الفنية واختيار اللاعبين الأكثر جاهزية واستعدادًا للمباريات المقبلة. الأمر الآخر.. ينبغي تعزيز الانسجام بين الخطوط من خلال التركيز على التدريبات التكتيكية والتعامل مع الأخطاء التي ظهرت في المباراة الأولى.
كما أن العامل النفسي يلعب دورًا كبيرًا في استعادة التوازن؛ لذلك يجب على الجهاز الفني والإداري رفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.
الهزيمة أمام البحرين ليست نهاية المطاف، لكنها جرس إنذار يستوجب التعامل معه بجدية، وخليجي (26) بطولة تحمل أهمية كبيرة للمنتخب السعودي، سواء من الناحية الفنية أو الجماهيرية؛ لذلك فإن أي تهاون قد يكلف الفريق غاليًا والطريق نحو المنافسة على اللقب لا يزال مفتوحًا، لكن شريطة استيعاب الدروس والعمل على تصحيح الأخطاء، فالجماهير السعودية تنتظر من منتخبها أن يظهر بالصورة التي تعكس قوة الكرة السعودية ومكانتها في المنطقة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
الصبحي يمنح الأحمر فوزا معنويا قبل مواجهتي التصفيات
حقق منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم فوزا معنويا على شقيقه اللبناني بهدف نظيف في اللقاء المغلق الذي احتضنه مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، في إطار تحضيراته لمواجهتي الأردن وفلسطين بالجولتين التاسعة والعاشرة من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، بينما يستعد المنتخب الضيف للقاء اليمن 10 يونيو بتصفيات أمم آسيا 2027، وسجل هدف الفوز للأحمر عصام الصبحي في اللحظات الأولى للمباراة.
فوز معنوي
بدأ منتخبنا الوطني المباراة بتشكيلة مكونة من فايز الرشيدي في حراسة المرمى، وثاني الرشيدي وأحمد الخميسي وخالد البريكي وعلي البوسعيدي وجميل اليحمدي وحارب السعدي وأرشد العلوي وحمد الحبسي وعبدالرحمن المشيفري وعصام الصبحي، بينما لعب المنتخب اللبناني المباراة بالحارس مصطفى مطر، وحسين زين وقاسم الزين وجهاد أيوب ومحمد صفوان ووليد شور وعلي طنيش وأحمد خير الدين ودانيال لحود وماجد عثمان وسامي مرهج. وبعد صافرة الحكم السعودي شكري الحنفوش انتشر منتخبنا الوطني في مناطق المنتخب الضيف وتوغل عصام الصبحي بالحارس مصطفى مطر وواصل هوايته من خلال هز الشباك التي اعتاد عليها في الآونة الأخيرة معلنا الهدف الأول للأحمر.
بعد الهدف حاول المنتخب المضيف اللحاق بالنتيجة وانتهى الشوط الأول بسجال بين الجانبين، وفي الشوط الثاني أجرى المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش 8 تغييرات بدخول نصار نصار وحسن فرحات ومحمد الحايك وحسن سرور وعلي قصاص ومحمد حيدر وكريم مكاوي ومالك فخرو، بينما أشرك رشيد جابر الحارس أحمد بن فرح الرواحي وزاهر الأغبري ومحمد بن حميد الغافري وطارق السعدي وزاهر الأغبري وعبدالله بن فواز عرفة، وانتهت المباراة بفوز منتخبنا بهدف نظيف. أدار اللقاء طاقم تحكيم سعودي بقيادة الدولي شكري الحنفوش وساعده سعد السبيعي وإبراهيم الدخيل والحكم الرابع العماني محمود المجرفي.
وخضع لاعبو منتخبنا يوم الخميس لتدريب استشفائي واكتملت صفوف المنتخب بعد انضمام لاعب الخالدية البحريني صلاح اليحيائي بالمجموعة، وسيُعاود المنتخب تحضيراته بعد غد السبت بعد أن منح الجهاز الفني اللاعبين يوم الجمعة راحةً قبل الدخول في الجزء الأهم من تحضيراته لمواجهة الخميس المرتقبة، ومن المنتظر أن يعلن المدرب غدًا عن القائمة التي ستدخل الخيارات الفنية لمواجهتي التصفيات، علما بأن محسن الغساني سيغيب عن مواجهة الأردن بعد أن تلقى بطاقتين صفراوين في مواجهتي كوريا الجنوبية والكويت شهر مارس الماضي على أن يعود للمنتخب في مواجهة فلسطين 10 يونيو المقبل.
"بروفة" أخير للأردن
وفي سياق متصل يخوض المنتخب الأردني يوم الجمعة مباراة ودية أمام شقيقه السعودية في مدينة الدمام قبيل السفر لمسقط للقاء منتخبنا الوطني بالتصفيات، وستكون المباراة باتفاق المدربَين الفرنسي هيرفي رونار والمغربي جمال سلّامي مغلقة تماما وستُلعب بعيدا عن أعين الإعلام والجماهير حيث تنتظر السعودية مباراة حاسمة أمام البحرين في المنامة قبل أن تختتم التصفيات بلقاء أستراليا في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بمدينة جدة.
المنتخب الأردني بدأ معسكر الدمام السبت الماضي من خلال برنامج صباحي وحصص مسائية في ملعب الأمير محمد بن فهد وستُحدِّد ودية السعودية ملامح التشكيلة وطريقة اللعب التي ينوي سلّامي الدخول بها في مباراة منتخبنا الوطني المرتقبة الخميس القادم، ويفتقد منتخب الأردن في مواجهة منتخبنا للاعبَين بداعي الإيقاف وهما نزار الرشدان (الخالدية البحريني) ومحمود المرضي (الحسين إربد) بسبب تراكم الإنذارات حيث تلقى الأخير بطاقتين متتاليتين في مواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية شهر مارس الماضي في حين تلقى الرشدان بطاقتين أمام كوريا الجنوبية ذهابا في عمّان وإيابا في سيؤول، بينما على الجانب الآخر أظهر المحترف في نادي سيلانجور الماليزي علي علوان صاحب الـ25 عاما جاهزية بعد غيابه عن مواجهتي شهر مارس الماضي بسبب الإصابة ليشكل مع يزن النعيمات وموسى التعمري ثلاثي الخط الأمامي، والذي تألق في بطولة أمم آسيا الماضية في قطر بداية عام 2024.
ومن المنتظر أن يُقلص سلّامي القائمة الحالية قبيل السفر لمسقط والتي تضم 30 لاعبا وهم: يزيد أبو ليلى وعبدالله الفاخوري ونور الدين بني عطية ومحمد العمواسي وعبدالله نصيب ويوسف أبو الجزر ويزن العرب وهادي الحوراني وسليم عبيد وحسام أبو الذهب ومحمد أبو النادي وإحسان حداد وأدهم القريشي وأحمد عساف ونزار الرشدان وإبراهيم سعادة ونور الدين الروابدة ورجائي عايد وعامر جاموس ومحمد الداوود ومحمد أبو حشيش ومهند أبو طه وعلي علوان ومحمود مرضي ومهند سمرين ومحمد أبو زريق “شرارة” وعلي العزايزة وموسى التعمري وإبراهيم صبرة ويزن النعيمات.