أكد حمد بن يعقوب الجهوري أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، أن مستقبل الرياضة الإلكترونية العمانية مليء بالفرص المهنية والعلمية والاحترافية، فالمجال لا يقتصر على اللاعبين فحسب، فهناك فرص كبيرة للاستثمار فيها كصنّاع المحتوى، والمحللين والحكام والمعلقين والمنظمين والمصورين وغيرها من الفرص، والمتابع للمتغيرات التي شهدتها الرياضة خلال السنوات الماضية يجد أنها جميعها مؤشرات أداء يمكن قياس مدى تطورها محليا وانعكاسها عالميا من خلال زيادة عدد اللاعبين والمتابعين والمهتمين، بالإضافة إلى تكثيف البطولات الملحية، والمشاركة في مختلف البطولات الدولية، مما أتاح توسيع شريحة منتخباتنا الوطنية مما كان له -بكل تأكيد- الدور الكبير في كسب الخبرات والاحتكاك بأعلى المستويات العالمية لمختلف الألعاب ونقل تلك الخبرات وتجويدها في النطاق المحلي لإيجاد أبطال عمانيين مبدعين عالميا.

جزء من الاقتصاد الرقمي

وتابع في حديثه لـ «عمان»: منذ إشهار اللجنة بتاريخ 17 مايو 2021 وذلك تماشيا مع «رؤية عمان 2040»، مندرجا تحت محور مجتمع إنسان مبدع معتز بهويته ومنافس عالميا، ومتزامنا مع محور اقتصاد متنوع ومستدام من خلال تطوير قطاع الألعاب كجزء من الاقتصاد الرقمي، فقد مثل هذا القطاع صناعة متنامية عالميًا، وفرصة حقيقية لتمكينه مصدرا جديدا للدخل الوطني عبر صناعات الألعاب الإلكترونية بهوية عمانية وتنظيم بطولات عالمية واستقطاب استثمارات خارجية، ونحن نؤمن أن هذه الرياضة صناعة حقيقية وهذا قد تم البدء فيه مؤخرا بوجود فرق تقنية متخصصة في صناعة ألعاب إلكترونية بهوية عمانية منافسة، وهذا ما نعول عليه بأن تكون هذه الرياضة قناتنا المتصلة بالعالم الرقمي.

مجتمع داعم ومثقف

وقال الجهوري: دور العائلة شريك أساسي ومحوري في تنظيم إطار هذه الرياضة، بداية من شراء أي لعبة تحتوي على التصنيف المناسب لكل فئة عمرية، ومن خلال تعاملنا مع أولياء الأمور خلال السنوات السابقة نستطيع القول: إننا نحظى بمجتمع داعم ومثقف ومطلع لما يدور في عالم الرياضات الإلكترونية وذلك من خلال الدعم الذي يتم تقديمه لأبنائهم في مختلف المشاركات المحلية والدولية، وعلى اللاعبين أنفسهم معرفة أساليب ممارسة هذه الرياضة بشكل إيجابي وأن العبرة في الكفاءة والتطوير في أوقات مناسبة ومعتدلة أجدى من ممارسة ساعات طويلة سلبية، ويبقى دور العائلة ركيزة في توجيه ممارستها بشكل صحيح ومفيد إيجابا للاعب والمجتمع.

تعزيز الرياضة محليا وعالميا

وأشار حمد الجهوري إلى أن ظروف جائحة كورونا كانت سببا رئيسيا في زيادة عدد اللاعبين وممارستهم لمختلف الألعاب الإلكترونية عن بعد، والفترة التي ولدت فيها اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أتت لتنظم هذا المجال وتحقيق طموحات اللاعبين العمانيين في هذه الرياضة، والتغيير هو زيادة قنوات التواصل بين اللاعبين مما أدى إلى وجود أنماط لعب مختلفة، فردية وزوجية وفرق ومنتخبات، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تعزيزها محليا وعالميا كرياضية حقيقية.

وحول تأثير الألعاب الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية، قال: الممارسات الإيجابية للألعاب والرياضات الإلكترونية هو أكبر مساند لزيادة التواصل الاجتماعي، مع العائلة والأصدقاء والعالم الافتراضي، وذلك بديهيا من خلال الألعاب والمنصات التي يتواصل اللاعبون فيها، خصوصا أن معظم الألعاب أصبحت تلعب بشكل جماعي، وحتى إذا تحدثنا عن العائلة، فالحاضر تغير جدا وأصبحت العائلة جزءا من اللعبة، حيث أصبح الكل يجتمع لممارسة الألعاب والرياضات الإلكترونية وهو ما شهدناه مؤخرا في آخر بطولة نظمتها اللجنة التي شهدت مشاركة أب وأبنائه الثلاثة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على دور الألعاب والرياضات الإلكترونية في تعزيز العلاقات الاجتماعية.

دور المرأة

وقال أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية: المرأة العمانية شريكة في نجاح مختلف المجالات، وإذا تحدثنا عن الرياضة العالمية التي تحظى بمتابعة الملايين! بالطبع وجود العنصر النسائي داعم لنا لنجاح هذه المنظومة، والأعداد متزايدة بشكل متواصل ويمكننا أن نستشعر دور المرأة العمانية من خلال وجودها واحترافها في أندية خارجية، وتجدر الإشارة عن وجود صالات خاصة بالعنصر النسائي لممارسات الرياضات الإلكترونية بكل أريحية ومرونة ومواصلة تطوير مستوياتهن الفنية، وهذه كلها مؤشرات على مدى شغف المرأة العمانية وطموحها المستمر والمنافسة الدائمة في جميع المحافل الرياضية المحلية والعالمية، وشاركنا بمنتخبات نسائية دوليا في بطولات مختلفة، مثل البطولة العربية للرياضات الإلكترونية، وبطولة غرب آسيا لكرة القدم الإلكترونية، وبطولة كأس العالم للاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، والتي أثبتت حقا جدارتها بتحقيق الأرقام والإنجازات المميزة.

ألعاب تعليمية وتثقيفية

واسترسل الجهوري في حديثه بالقول: إيمانا من اللجنة العمانية بضرورة أن تكون هذه الألعاب مشوقة وممتعة وإيجابية وتعليمية، حرصنا أن نطور هذا الجانب بشكل أكاديمي وفق أعلى المعايير الدولية، وهو يتلخص في اعتماد محدثكم في برنامج الزمالة الدولية التابع للاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، البرنامج الذي يُعنى بالتعليم من خلال الرياضات الإلكترونية، ونوجز هذا المفهوم في توضيح أن الألعاب التعليمية أو التثقيفية هي تلك التي تجمع بين الترفيه والتعليم، حيث تُستخدم كأداة لتطوير مهارات معينة لدى اللاعبين سواء كانت معرفية، اجتماعية، أو حتى حركية. هناك عدة أنواع من الألعاب التعليمية، وكل نوع يساهم في تطوير مهارات محددة.

وتابع: هناك أمثلة على بعض الألعاب وتأثيرها، مثل ألعاب التفكير وحل الألغاز وهي لعبة «Portal» وتعتمد على التفكير النقدي وحل المشكلات من خلال الفيزياء والمفاهيم الهندسية، ولعبة «The Witness» تُعزز مهارات التحليل وحل الألغاز المنطقية، وكذلك ألعاب بناء وإدارة الموارد مثل لعبة «Minecraft» وهي تعلم اللاعبين كيفية التخطيط والتفكير المبدع، بالإضافة إلى تطوير المهارات الهندسية عبر بناء الهياكل المختلفة، وأيضا لعبة «SimCity» أو «Cities: Skylines» وهدفها تطوير مهارات إدارة الموارد والتخطيط العمراني والبيئي.

أيضا هناك ألعاب تعلم البرمجة والمنطق، ومنها لعبة «Human Resource Machine» وهي تعزز مهارات البرمجة الأساسية وحل المشكلات، وأيضا لعبة TIS-100 وهي تعلم اللاعبين كيفية البرمجة باستخدام مفاهيم العمليات الحسابية والتحليل المنطقي.

وهناك كذلك ألعاب تعلم اللغات، مثل لعبة «Duolingo» وعلى الرغم من أنها ليست لعبة تقليدية ولكنها تستخدم أسلوب الألعاب، وتساعد على تعلم لغات جديدة من خلال تحديات ومراحل تعليمية، أيضا هناك ألعاب التاريخ والاستراتيجيات، مثل لعبة «Civilization» التي تقدم للاعبين تجربة استكشاف التاريخ والثقافات المختلفة وتطوير استراتيجيات قيادة الحضارات، وأيضا لعبة «Assassin's Creed Discovery Tours» التي توفر جولات تاريخية تفاعلية في الحضارات القديمة، مما يساعد اللاعبين على فهم الجوانب التاريخية والجغرافية، أيضا لدينا ألعاب تعليم العلوم والرياضيات، مثل لعبة «Kerbal Space Program» وهي لتعلم مفاهيم الفيزياء والميكانيكا المدارية من خلال بناء الصواريخ والقيام بمهام فضائية، ولعبة «Prodigy» وهي لعبة تعليمية في الرياضيات مصممة للأطفال، تقدم تحديات رياضية في بيئة ممتعة.

وقال حمد الجهوري: هناك العديد من فوائد التعليم من خلال الرياضات الإلكترونية، مثل تنمية مهارات حل المشكلات مثل الألعاب التي تعتمد على الألغاز والتفكير الاستراتيجي، وكذلك تعزيز القدرة على التعلم الذاتي حيث يتعلم اللاعبون من أخطائهم ويبحثون عن حلول جديدة، أيضا تنمية التفكير الإبداعي من خلال الألعاب التي تتطلب بناء وإنشاء هياكل أو إدارة عوالم افتراضية، وأيضا تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي، خاصة في الألعاب التعاونية أو متعددة اللاعبين التي تتطلب تواصلا فعالا وتنسيقا.

تمثيل الثقافة والتراث العماني

كما أكد الجهوري أن جميع خطط وبرامج اللجنة متواكبة مع «رؤية عمان 2040»، وقال: نتحدث عن مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته، يعمل على المحافظة على تراثه وتوثيقه، ونشره عالميا، وما يميز الألعاب الإلكترونية مرونتها وسهولة ربطها بمختلف الغايات الثقافية، والتاريخية، والتراثية، ونحن على ثقة بأن الألعاب الإلكترونية إحدى الوسائل الداعمة لنشر الهوية العمانية وتراثها الأصيل، من خلال تصميم ألعاب إلكترونية تمثل بعض الألعاب الشعبية وإيجاد شخصيات إلكترونية تحاكي اللبس العماني وإضافة بعض النغمات التقليدية التي ستضيف نكهة تقليدية ممزوجة بجانب إلكتروني ترفيهي تعليمي، وإضافة إلى إيجاد ألعاب تحتوي على مناطق السلطنة وأشهر معالمها التاريخية والحديثة كجانب إرشادي ترفيهي ثقافي بطابع عصري ممتع وجاذب.

تحديات تواجه اللاعبين

وحول التحديات التي تواجه محبي الألعاب الإلكترونية في سلطنة عمان، مثل قضايا الإنترنت السريع أو توفر المنصات المناسبة، قال: نتحدث عن أكثر الرياضات والألعاب شعبية، فلا يوجد أي منزل لا يحتوي على جهاز بلايستيشن أو جهاز حاسوب أو جهاز لوحي أو هاتف أو غيرها من الأجهزة التي تتم ممارسة الرياضة الإلكترونية عن طريقها، التحديات بطبيعة الحال موجودة في مختلف المجالات، وإذا تحدثنا عن الرياضات الإلكترونية العمانية فأبرز التحديات هي تفرغ اللاعبين الكلي ودعمهم بمختلف المتطلبات اللازمة لممارسة هذه الألعاب بشكل احترافي بالإضافة إلى وجود رعاة مخصصين لدعم وتطوير المستويات الفنية للاعبين، ومن ناحية تغطية الإنترنت فجميعنا نرى أن معظم المناطق في السلطنة أصبح لديها سرعة إنترنت مناسبة للعب والمنافسة وهو ما ينعكس على الأعداد الكبيرة المشاركة في مختلف البطولات، علاوة على ذلك اللجنة تعمل على إيجاد مساحة خاصة للمنافسات الدولية بسرعات عالية مما يتيح سهولة اللعب بشكل مهيأ ومناسب للاعبين، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستفرض أن تتوسع دائرة أعمال ومهام اللجنة وصولا لطموحات اللاعبين وتجاوز التحديات.

موهبة بالفطرة

وأشار أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، إلى أن الخامة العمانية موهبة بالفطرة وهذا ما ينعكس على مختلف الرياضات وتحديدا على مستوى الرياضات الإلكترونية، فالمتابع يلتمس الحراك الحاصل على مستوى منافسات الرياضة الإلكترونية العمانية من خلال وجود نخبة من اللاعبين في صدارة مختلف الألعاب وتحقيق أفضل المراكز في المشاركات الخارجية، وأنه لفخر عظيم أن يرفرف علم السلطنة في مختلف المحافل وميادين التنافس، وهو مؤشر قوي على وجود فرص كبيرة للاعبين واحترافهم هذا المجال بشكل مستقل والبدء في رحلة الإنجاز والإبداع والعمل بشغف ومتعة، ولا نتحدث عن لاعبين فحسب، فهذا المجال يحتضن شريحة واسعة ويفتح آفاقا رحبة للاعبين وصنّاع المحتوى ومديري الفرق والمدربين والحكام والمنظمين والمصممين وغيرهم من المهتمين ذوي الصلة تجمعهم يد التحكم تحت سقف الرياضة الإلكترونية.

مستقبل اللعبة

وختم حمد بن يعقوب الجهوري أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، حديثه لـ «عمان» بالقول: نحن على يقين بأن المستقبل هو الرياضات الإلكترونية كما يُستشعر ذلك من حاضرها المتسارع، وأساس كل الألعاب وتطويرها وبرمجتها، الفرص عظيمة في هذا المجال، ونصيحتي لكل المبرمجين هو الإلمام بأحدث لغات البرمجة المختصة الحديثة والمناسبة لكل لعبة، والاطلاع على تجربة اللاعبين وتحقيق طموحات اللاعبين التي على أساسها تكتمل الحلقة، وأنصح المبرمجين بضرورة الخوض في غمار المنافسات المتعلقة ببرمجة الألعاب الإلكترونية كنوع من تبادل الخبرات والاطلاع على مختلف الأفكار والتفاصيل المتعلقة بالبرمجة الإلكترونية، ونسألهم عدم التردد في التواصل لتقديم مقترحاتهم التي تلامس تطلعاتهم أو رغبتهم في استشارات أو استفسارات متعلقة ببرمجيات الألعاب الإلكترونية، ونحن هنا كلجنة داعمين وبشغف لإمكانياتهم وإبداعاتهم واحتضان مختلف المواهب المرتبطة بالرياضات الإلكترونية العمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الریاضات الإلکترونیة الإلکترونیة العمانیة الریاضة الإلکترونیة الألعاب الإلکترونیة تطویر مهارات هذه الریاضة هذا المجال فی مختلف مثل لعبة من خلال

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان شريك فعال في المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية

كتبت - مريم البلوشية

أطلقت اللجنة التنفيذية لمشروع المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، المنبثقة عن اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المرحلة الثالثة من المشروع في 26 يونيو 2025، والتي تضمنت تدشين تطبيق ذكي شامل يعزز من التفاعل والتوثيق الرقمي لإنجازات المرأة الرياضية الخليجية، وذلك في إطار الجهود الخليجية الرامية إلى دعم وتمكين المرأة في القطاع الرياضي. وكان قد تم الإعلان عن المرحلة الثانية من المشروع في نوفمبر 2024، والتي تضمنت تفعيل الهوية الرقمية للاعبات الخليجيات، خلال الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية لرياضة المرأة الخليجية، الذي استضافه اتحاد رياضة المرأة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وشهد مناقشة مستجدات المبادرات وخطة عمل عام 2025، وفي أبريل 2024، تم تدشين المرحلة الأولى من المشروع بإطلاق المنصة رسميًا، على هامش استضافة دولة الإمارات لـدورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب “الإمارات 2024”، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من التوثيق الرقمي والعمل المؤسسي المشترك بين دول المجلس في مجال رياضة المرأة.

وتتولى اللجنة الاستشارية لرياضة المرأة الخليجية عددًا من المهام الاستراتيجية، من بينها اقتراح وتنفيذ البرامج والدورات الرياضية الموجهة للمرأة، وتعزيز مشاركة المنتخبات النسائية في البطولات الإقليمية والدولية، إلى جانب العمل على توثيق جهود دول المجلس في المجال الرياضي النسائي، كما تسهم اللجنة في صياغة خطط إعلامية وتسويقية داعمة لرياضة المرأة، وتطوير القيادات النسائية الرياضية، من خلال الشراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية، وتضطلع سلطنة عمان بدور بارز ضمن اللجنة التنفيذية للمنصة من خلال عضوية سعادة الإسماعيلية، نائب رئيس اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين.

وتشارك سلطنة عمان في اللجنة التنفيذية للمنصة الموحدة من خلال سعادة الإسماعيلية، إلى جانب نخبة من القيادات النسائية الخليجية، وهن: المهندسة غالية المناعي من دولة الإمارات العربية المتحدة (رئيسة اللجنة التنفيذية)، وابتهال القحطاني من المملكة العربية السعودية، ومها يوسف العبد الجبار من دولة قطر، ووفاء إبراهيم الجزاف من مملكة البحرين، وفاطمة مسعود حيات من دولة الكويت.

وتمثل هذه المنصة إضافة للرياضة النسائية في سلطنة عمان، حيث تعزز من فرص إبراز إنجازات المرأة العمانية في المحافل الخليجية والإقليمية، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون والتدريب وتبادل الخبرات مع نظيراتها في دول المجلس، كما تسهم المنصة في توثيق مشاركات المرأة العمانية رياضيًا، وتدعم توجهات اللجنة الأولمبية العمانية في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين الكفاءات النسائية من القيام بأدوار قيادية في المجال الرياضي.

ابتهال القحطاني: السعودية شريك فاعل في توحيد الجهود الخليجية لتمكين المرأة رياضيا

وأوضحت ابتهال القحطاني، عضو ممثل عن المملكة العربية السعودية في اللجنة التنفيذية للمنصة، متخصصة في العلاقات الدولية في اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية أن المملكة كانت من أوائل الدول الداعمة لفكرة تأسيس المنصة، حيث قالت: من خلال اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، ساهمت المملكة بفعالية في صياغة الأهداف الاستراتيجية للمنصة، وتنسيق الجهود مع الدول الخليجية الشقيقة لتوحيد المبادرات وتبادل أفضل الممارسات، كما تحرص المملكة على استضافة فعاليات وورش عمل تسهم في تطوير الكوادر النسائية الرياضية وتعزيز التكامل الخليجي في هذا المجال.

وفي حديثها عن التحولات المجتمعية الأخيرة في المملكة، أشارت القحطاني إلى أن رؤية «السعودية 2030» شكلت نقطة تحول في تمكين المرأة، خاصة في المجال الرياضي، وأوضحت أن المملكة قد شهدت خلال السنوات الأخيرة قفزات اجتماعية كبرى أثرت بشكل مباشر في تعزيز مشاركة المرأة، من خلال إطلاق برامج رياضية موجهة لمختلف شرائح المجتمع، وإتاحة الفرص للنساء في ممارسة الرياضة داخل المدارس والجامعات، إلى جانب إشراكهن في اللجان الفنية والإدارية والمنافسات الرياضية محليا ودوليا، وقد أسهم هذا الحراك في ارتفاع ملحوظ في عدد اللاعبات والممارسات، سواء على المستوى التنافسي أو الهواة.

أما عن المشاريع المستقبلية، فأكدت القحطاني أن السعودية تعمل بالتنسيق مع دول مجلس التعاون ضمن إطار المنصة الخليجية على إطلاق حزمة من المبادرات النوعية، وقالت: من بين المشاريع المستقبلية: إطلاق دوري خليجي نسائي موحد في عدد من الألعاب، وأيضا البطولة الخليجية الأولى للكاراتيه للنساء، وتنظيم معسكرات تدريبية مشتركة لتطوير الكفاءات الفنية والإدارية النسائية، إلى جانب تبني برامج تعليمية وتأهيلية للقيادات النسائية الرياضية. وأضافت: تسعى السعودية لتكون شريكا فاعلا في استضافة وتنظيم هذه الفعاليات، بما يعزز من بناء بيئة رياضية مستدامة ومحفزة ة للمرأة الخليجية عامة، والسعودية بشكل خاص.

سعادة الإسماعيلية: المنصة تعزز حضور العمانيات في المشهد الرياضي

وفي هذا الجانب، أكدت سعادة بنت سالم الإسماعيلية، عضو ممثل عن سلطنة عمان في اللجنة التنفيذية للمنصة الإلكترونية الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، ونائب رئيس اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين باللجنة الأولمبية العمانية، أن مشاركة سلطنة عمان في هذه المنصة تعد خطوة نوعية نحو تعزيز حضور المرأة العمانية في المشهد الرياضي الخليجي والإقليمي.

وقالت الإسماعيلية: المنصة ليست مجرد نافذة إعلامية، بل تعد مرجعا رسميا ومصدرا غنيا للأخبار والبرامج والفعاليات الخاصة برياضة المرأة في دول مجلس التعاون، وهي تمكن الجهات والمؤسسات والباحثين من متابعة التطورات في هذا المجال الحيوي بشكل لحظي، ونحرص في سلطنة عمان على أن تكون مساهماتنا ثرية ومحدثة، بما يعكس حجم الجهود المبذولة ويدعم تكامل الجهود الخليجية، كما تعد هذه المنصة بمثابة أرشيف رقمي استراتيجي بعيد المدى يوثق مسيرة رياضة المرأة الخليجية، ويسهم في رسم خارطة مستقبلية واضحة تستند إلى تجارب ناجحة وإنجازات ملموسة، وبلا شك، فإن هذا المشروع يعزز من مكانة المرأة العمانية، ويسهم في بناء صورة إعلامية قوية تواكب طموحاتنا الوطنية.

وفي سياق متصل، أوضحت الإسماعيلية أن اللجنة العمانية لرياضة المرأة تتبنى رؤية بعيدة المدى لتطوير وتمكين المرأة في القطاع الرياضي، قائلة: نعمل على تأهيل المرأة العمانية لتكون ضمن مواقع صناعة القرار في المؤسسات الرياضية والحكومية ذات العلاقة، وذلك من خلال تطوير المهارات الفنية والإدارية، وتحديد الفجوات في مسارات القيادة، ثم تصميم برامج تأهيل متخصصة تمكن الكفاءات النسائية من تولي المناصب العليا، ونثق بأن وجود قيادات نسائية في مواقع التأثير كالاتحادات، والأندية، واللجان الرياضية، ليس تمثيلا رمزيا، بل ضرورة لضمان دمج منظور المرأة في صياغة السياسات والاستراتيجيات، كما ننسق مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، واللجنة الأولمبية العمانية، والاتحادات والأندية لتفعيل مشاركة المرأة في مجالس الإدارة، وتمكينها من رسم السياسات الرياضية العامة.

كما أشارت الإسماعيلية إلى الجهود المبذولة لتأسيس مسار احترافي للفتيات العمانيات في مختلف التخصصات الرياضية، حيث قالت: نعمل وفق رؤية تكاملية لبناء مسارات احترافية حقيقية في التخصصات الإدارية والفنية والطبية، بالتعاون مع جهات دولية مثل دائرة التضامن الأولمبي، واللجنة الأولمبية الدولية، ولجنة التضامن الآسيوي، من خلال المشاركة في البرامج والمنح التدريبية التي تعزز من قدرات المرأة العمانية في مجالات الإدارة، والتحكيم، والتدريب، والعلاج الطبيعي، ونخصص برامج خاصة للموهوبات من اللاعبات العمانيات تتيح لهن الالتحاق بمعسكرات دولية ومنح فنية متخصصة، تؤهلهن للمشاركة في البطولات الآسيوية والدولية، بما في ذلك الألعاب الأولمبية.

واختتمت الإسماعيلية حديثها بالتأكيد على أهمية النماذج النسائية العمانية الملهمة في الساحة الرياضية، قائلة: لدينا نماذج مشرفة نعتز بها، مثل اللاعبة فاطمة النبهانية في التنس والبادل، وإسراء السيابية وجنى البلوشية في المبارزة، وبثينة اليعقوبية، وشنونة الحبسية، ومزون العلوية في ألعاب القوى، اللواتي مثلن السلطنة في دورات الألعاب الأولمبية.

كما نفخر بوجود حكمات دوليات مثل مريم الحضرمية (كرة قدم الصالات)، وفاطمة الحارثية (كرة السلة الثلاثية)، ووفاء السمرية (كرة السلة)، إلى جانب حكمات متميزات في كرة اليد، وهذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل من استراتيجية وطنية وشراكة مؤسسية واستثمار مستدام في المرأة العمانية، التي أثبتت قدرتها على التميز والإبداع كلما أُتيحت لها الفرص والدعم.

غالية المناعي: المنصة تجربة غير مسبوقة برؤية موحدة وشراكات مستقبلية دولية

من جانبها، قالت المهندسة غالية بنت علي المناعي، الأمين العام لاتحاد الإمارات لرياضة المرأة، ورئيس اللجنة التنفيذية للمنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية، أن تأسيس المنصة الإلكترونية جاء كخطوة استراتيجية لرسم ملامح مستقبل رياضة المرأة في الخليج، ضمن رؤية موحدة وشاملة تستند إلى التكامل والتنوع في التجارب الوطنية.

وحول أبرز التحديات التي واجهت تأسيس المنصة، أوضحت المناعي: منذ انطلاق الفكرة، كنا على وعي تام بأننا نؤسس لتجربة غير مسبوقة، وهو ما تطلب جاهزية عالية واستعدادًا للتعامل مع تحديات من نوع خاص، لقد نظرنا إلى تنوع التشريعات الرياضية، والبنى المؤسسية والتقنية في دول الخليج، كفرصة لبناء منظومة موحدة تعكس غنى التجارب وتكامل الرؤى، كما أن توحيد البيانات، وإنشاء هوية رقمية للرياضيات الخليجيات، تطلب تنسيقا تقنيا وجهدا جماعيا، استثمرناه لصياغة مرجعية رقمية متكاملة، تعزز من حضور المرأة الخليجية على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية.

وأضافت: إن المنصة تمثل اليوم بيتا رقميا خليجيا موحدا يعمل على تجسيد دعم القيادة الخليجية للمرأة، مشيرة إلى أن توحيد المسارات وتبادل الخبرات من الركائز الأساسية التي تقوم عليها هذه المبادرة، وقالت: المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية انطلقت تحت شعار: «نتحد لصياغة مستقبل رياضة المرأة الخليجية»، وهو شعار يجسد الرؤية التي نعتمدها، فقد تم اعتماد مقترح دولة الإمارات بإنشاء هذه المنصة لتكون المرجع الرسمي في رصد وتوثيق الجهود والتجارب الخليجية، إلى جانب دورها الاستراتيجي في توحيد المسارات، وتبادل الخبرات، ودعم الكوادر النسائية في مختلف التخصصات الرياضية.

وعن التوجهات المستقبلية لتوسيع نطاق التعاون مع جهات دولية، قالت المناعي: المنصة ولدت برؤية خليجية واضحة، وتركز في مرحلتها الحالية على توحيد الجهود وتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون لبناء قاعدة مؤسسية متماسكة، أما في المراحل القادمة، فإن خطتنا تتجه نحو تطوير شراكات نوعية مع منظمات ومؤسسات رياضية دولية تعنى بتمكين المرأة، بما يتماشى مع المعايير العالمية، ويخدم طموحات الكوادر النسائية الخليجية، ويعزز من حضورها في المشهد الرياضي العالمي.

مها يوسف: قطر تدعم رياضة المرأة والمنصة تعزز التكامل في التمكين

فيما قالت مها يوسف العبد الجبار عضو ممثل عن دولة قطر وأمين السر المساعد بلجنة رياضة المرأة القطرية: ترتكز جهود دولة قطر في دعم رياضة المرأة على مجموعة من البرامج النوعية التي تنطلق من مراحل مبكرة، وتشمل جوانب متعددة من الممارسة إلى الاحتراف، ومنها: البرامج المدرسية المخصصة للفتيات، والأكاديميات الرياضية المتخصصة، والمهرجانات المجتمعية المفتوحة التي تشجع على ممارسة الرياضة بشكل عام، كما تحظى اللاعبات النخبة ببرامج تدريب وتأهيل وتفرغ رياضي لضمان تطورهن المستمر.

وترى العبد الجبار أن هذه البرامج تنسجم تماما مع أهداف المنصة الخليجية، مشيرة إلى أن قطر تسعى لأن تكون نموذجا داعما ومبادرا في تعزيز حضور المرأة رياضيا على مستوى دول مجلس التعاون، ويشمل ذلك تبادل الخبرات، المشاركة في الفعاليات المشتركة، والمساهمة في صياغة رؤى مستقبلية موحدة نحو تمكين المرأة في المجال الرياضي.

وفيما يتعلق بخبرات قطر في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، أوضحت العبد الجبار أن تجربة الدولة في تنظيم بطولات كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2022، وبطولات ألعاب القوى، والجمباز، والتنس، أثبتت أن المرأة القطرية قادرة على الحضور بأدوار متنوعة، ليس فقط كلاعبة، بل أيضًا كمنظمة، وإدارية، وإعلامية، وحكمة، وأضافت: إن هذه الخبرات قابلة للنقل خليجيا، عبر استضافة بطولات نسائية على مستوى مجلس التعاون، وتنظيم ورش عمل بإشراف كوادر قطرية نسائية متمكنة، مما يساهم في بناء قدرات المرأة الخليجية في الجوانب التنظيمية والإدارية ويؤسس لحضور مستدام وعادل في مختلف الفعاليات.

وعن تأهيل الكوادر النسائية القطرية، أوضحت العبد الجبار أن هناك برامج تدريبية متخصصة تنفذ بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية، إضافة إلى الشراكات مع الاتحادات المحلية والدولية، وتشمل هذه البرامج مجالات التدريب، والتحكيم، والإدارة الرياضية الحديثة، كما يتم توفير منح دراسية ومهنية وإشراك الكوادر النسائية في المؤتمرات وورش العمل الدولية، وبناء قاعدة نسائية مؤهلة في مختلف التخصصات الرياضية يعد من الركائز الأساسية التي تتبناها المنصة الخليجية، مشيرة إلى أن التمكين الحقيقي يبدأ من التأهيل والتطوير المستمر، وهي رؤية تتبناها قطر بجدية وتسهم من خلالها في دعم المشهد الرياضي النسائي الخليجي بشكل فعال.

مقالات مشابهة

  • لعبة Death Stranding 2 تخدع أنظمة التحقق من العمر.. كيف ذلك؟
  • شركة "دونغ فانغ": 21 عامًا من الإنجازات في دعم قطاع النفط والغاز بسلطنة عُمان
  • ينطلق برعاية خادم الحرمين في فبراير.. الدوسري: “المنتدى السعودي” يعيد تشكيل مستقبل الإعلام بالمنطقة
  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • الفريق الأمريكي OpTic Gaming يحقق اللقب الحادي عشر في كأس العالم للرياضات الإلكترونية من خلال لعبة COD BO6
  • انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام فبراير المقبل بمشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية
  • انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام فبراير المقبل
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام فبراير المقبل
  • اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب السعودية تقرر عدم إقامة النسخة الرابعة هذا العام
  • سلطنة عمان شريك فعال في المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية