بيت لحم تحيي عيد الميلاد بالصلاة دون احتفالات تضامنا مع غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
على عكس الأعوام السابقة، لم تتزين بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة بشجرة الميلاد أو أضواء الفرح، بل عاشت اليوم الثلاثاء ليلة عيد الميلاد بأجواء يطغى عليها الحزن تضامنا مع قطاع غزة حيث تتعرض الأرواح البريئة لإبادة جماعية منذ أكثر من عام.
إذ خيّم هدوء غير مألوف على ساحة المهد في قلب مدينة بيت لحم، مهد النبي عيسى عليه السلام، فيما انتشرت قوات الأمن الفلسطينية في محيط كنيسة المهد التي كانت ساحتها شبه فارغة.
وغابت للسنة الثانية على التوالي زينة عيد الميلاد وحشود السياح والحجاج مما يعكس الأجواء الكئيبة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.
وتحدث رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان -لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- عن قراره بعدم وضع شجرة الميلاد هذا العام قائلا "كان من الصعب علينا أن نحتفل وسط هذه المأساة. بيت لحم ليست منفصلة عن غزة، ونحن أردنا أن نعبر عن وحدة الحال بين كل الفلسطينيين. العيد بالنسبة إلينا هذا العام هو صلاة لأجل أرواح الشهداء وأمل في أن ينتهي هذا الظلم".
أما محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، فأكد أن الأوضاع في بيت لحم تعكس الواقع الفلسطيني بأسره، مؤكدا أن مسؤوليته العمل على تأمين الأجواء المناسبة للشعائر الدينية، لكنه يعلم أن الغصة موجودة في كل بيت، بحسب ما نقلته وفا.
وسيقتصر الاحتفال في عيد الميلاد على الطقوس الدينية إذ سيتم تنظيم قداس منتصف الليل في الكنيسة بحضور بطريرك القدس اللاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.
إعلانووصل موكب بطريرك القدس اللاتين إلى بيت لحم قادما من القدس المحتلة لترؤس قداس منتصف الليل لمناسبة عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، بحسب ما أكدته وفا.
ونقلت الوكالة تأكيد بطريرك القدس اللاتين في كلمة له لحظة وصوله، أن عيد الميلاد هذا العام يحمل رسالة محبة وسلام في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إنهاء الحروب وإحلال العدل والكرامة الإنسانية، إذ إنه للسنة الثانية يمر على بيت لحم ميلاد حزين، والمحلات التجارية مغلقة والمدينة حزينة.
وأشار إلى أنه زار غزة أمس، وشاهد الدمار الشامل، لكن في الوقت ذاته لاحظ "إرادة الشعب الفلسطيني القوية الذي لن يستسلم لكل الدمار والخراب"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين ينتمون إلى النور وليس إلى الظلام.
وتعيش مدينة بيت لحم ظروفا صعبة، كغيرها من المدن والبلدات والقرى والمخيمات في فلسطين، نظرا للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي انعكست على اقتصاد المدينة نتيجة غياب السياح.
وقال يوسف ناصر، وهو صاحب متجر صغير قرب كنيسة المهد، لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن "هذا العيد مختلف. كان المحل يعج بالزوار والسياح في مثل هذه الأيام، أما الآن فالشوارع شبه خالية. قلبي مع غزة، لكنني أتيت اليوم لأشارك في القداس، وأدعو أن تكون هذه آخر الأحزان".
وينشر الجيش الإسرائيلي حواجزه في محيط المدينة مما تسبب بتقييد الحركة ومنع الفلسطينيين من مدن أخرى من زيارتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عید المیلاد بیت لحم
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلادها الـ94.. فاتن حمامة تحيي حب الوطن بكلمات لا تُنسى
في مثل هذا اليوم، 27 مايو من عام 1931، وُلدت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي أصبحت لاحقًا واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية والعربية، وأيقونة للأناقة والرقي، وعلى مدار مسيرتها الفنية، تركت إرثًا فنيًا زاخرًا بالأعمال السينمائية والتليفزيونية التي لا تزال خالدة في وجدان الجمهور.
وفي حوار إذاعي نادر أجرته مع الإعلامي الراحل عمر بطيشة في برنامجه الشهير “آخر كلام”، عبرت فاتن حمامة عن رؤيتها العميقة لمعنى الوطنية، مشددة على أن حب مصر لا يكون بالشعارات أو الأغاني، بل بالعمل الصادق والإخلاص في أداء كل فرد لدوره في المجتمع.
قالت فاتن: “مصر هى أم الدنيا وأمنا كلنا بس إحنا مبنحبهاش كفاية، يعني أقول لو احنا اشتغلنا زيادة ولو احنا نظفنا بلدنا، وأنا بقول للناس مش للحكومة بس.. يعني أنا لو ماشية في بيتي ولقيت ورقة واقعة على الأرض بوطي أجيبها يبقا عيب وأنا في الشارع أرمي ورقة في الأرض، فلازم أعتبر إن ده وطني ويبقا عندي شوية حب أكبر له، وهي الوطنية وهو ده حب مصر”.
وأكدت أن كل فرد مسؤول عن تحسين الواقع من موقعه، وأضافت: “حب مصر مش بالأغاني والهتاف، لازم نبطل بقا واحنا داخلين على مرحلة جديدة والمفروض كل واحد فينا يكون مخلص في عمله عشان نجيب نتيجة أكتر، أنا بطلب من اللي بيكنس الشارع إن يكنسه بذمة عشان وأنا ماشيه فيه ينشرح صدري وبالتالي أروح لعملي وأنا مبتسمة”.
كما دعت سيدة الشاشة إلى إعادة الروح الإيجابية والبشاشة في التعاملات اليومية: “بطلب من سواق الأتوبيس ميكونش كشر في وش الناس، وبطلب من كل واحد نرجع تاني نقول السلام عليكم وصباح الخير لكن إحنا بطلنا الحاجات دي، فلو إحنا كل واحد فينا حاول يريح اللى أدامه ويسعده بكلمة فى الآخر هترجع الابتسامة تانى على وجوهنا وبالتالى هنعمل عملنا واحنا أسعد”.
كلماتها لا تزال نابضة بالحياة، تعكس وعيًا إنسانيًا واجتماعيًا نادرًا، وتذكّرنا بأن الانتماء الحقيقي يبدأ من السلوك اليومي الصغير، وليس من المنصات الكبيرة.