ليبيا – “البحوث الشرعية” بدار إفتاء الغرياني: انتصار الثورة السورية رسالة للثوار في ليبيا لاستعادة كرامتهم

دعوة لـ”الثوار” لإعادة تنظيم صفوفهم
رأى مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء، التابعة لمفتي المؤتمر الوطني العام المعزول الصادق الغرياني، أن الانتصار الذي وصفه بـ”الباهر” للثورة السورية على نظامها يعدّ محفزًا للكتائب والفصائل المسلحة في ليبيا، وفي الدول الأخرى (لم يسمها) التي أُجهضت فيها الثورات وسُرقت مكتسباتها.

دعوة للتمرد المسلح على الدول
وفي بيانه الذي اطلعت صحيفة “المرصد” على نسخة منه، أشار المجلس إلى أن من وصفهم بـ”الثوار” في ليبيا ودول أخرى التي شهدت انتكاسات بعد الثورات، ليسوا أقل عددًا أو عدة من نظرائهم في سوريا، مؤكداً أن كرامة بلادهم التي انتهكت من قبل ممن وصفهم بـ”الانقلابيين والغزاة”، يجب أن تُسترد من خلال التدريب والتنظيم في اشارة واضحة إلى دعوتهم إلى تمرد مسلح على دولهم.

رسالة لـ”الثوار” بالتمسك بالهدف الأساسي للثورة
طالب المجلس من وصفهم بـ” الثوار ” بالابتعاد عن الصراعات والتنافس على المكاسب المادية، داعيًا إياهم إلى رفع همتهم والعمل على أن يكونوا “الحكام المالكين لا المحكومين المتسوّلين”، واستعادة البلاد عبر العدل والحق، بما يتماشى مع الأهداف التي انطلقت من أجلها “الثورات”، مستشهداً بما تحقق في سوريا.

تحفيز على توحيد الجهود
دعا البيان إلى التمسك بالهدف الأساسي للثورة في ليبيا وإعادة التنظيم لاسترداد كرامتهم، مشددًا على أن العدل هو الأساس الذي يجب أن يحكموا به، مثلما حكم “إخوانهم في سوريا” وفق تعبير المجلس.

 

وفيما يلي نص البيان:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ لله ناصرِ المظلومين، وقاهرِ الظلمةِ والمستكبرين، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله؛ إمامِ العدلِ، ورسول الحقّ، وعلى آلهِ وصحبه أجمعين؛ أمّا بعدُ:

فإنَّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ بدار الإفتاء الليبية، وهو يُجدّدُ التهنئةَ للشعبِ السوريّ بانتصارِ ثورته، وانهيارِ حكمِ الطواغيتِ، لَيُؤكّدُ على ما يلي:

أوّلًا:

الْمَصِيرُ الذي انتهى إليه الظلمةُ حكامُ سوريا هوَ مصيرٌ إلهيٌّ توعّدَ الله به كلَّ ظالم. فإنَّ إهلاكَ الظالمينَ وإنْ تأخرَ -تمحيصًا وابتلاءً- ليعْلمَ اللهُ الذينَ صَدقُوا ويعلمَ الكاذبينَ، فإنّه واقعٌ بهم، لا يخطِئهُم ولا يتَخلَّف. قال النبي ﷺ: (إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)، ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102].

ثانيًا:

المراحِلُ التي مَرَّتْ بها الثورةُ السُّوريّة منذ انطلاقِها عام 2011 وإلى انتصارِها عام 2024؛ تَحملُ دروسًا وعبرًا. خلاصتُها أنّ أخطرَ ما يُخافُ عليه مِن انتصار الثوراتِ هو تعدُّدُ الرؤُوس، فهو الذريعةُ للتدخلِ الأجنبيّ، وشراء الذمَم، ممّا يؤدّي إلى التنازعِ والفشلِ، قال الله تعالى: {وَلَا تنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]. لذا، الحذرَ الحذرَ مِن السماحِ بالمُنازع لمَن مَلك.

ثالثًا:

يُوصِي المجلسُ ثُوَّارَ سُورِيَا أن يستفيدُوا ممّا حلّ بالثورات في البلادِ الأخرَى، مِنَ التّآمُر عليها، مِن قِبَلِ ما يُسمَّى المجتمعَ الدوليّ وعملائِهم من بَني جلدَتهم. ويجب أن يحذَرُوا مِن مكائدِهم القائمة، واستعمال أموالِهم الفاسدة في إشعالِ الحروب، وتجنيدِ المرتزقةِ المحليينَ والدوليين، ليسَ فقط في ميادينِ القتالِ، بل في السياسةِ والإعلامِ أيضًا.

رابعًا:

الوُقُوف في وجهِ الظلَمة وأكابر المجرمينَ المتحكّمينَ في الشعوبِ هو مِن ثوابتِ شريعةِ الإسلام؛ القائمةِ على العدلِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر. فلا يحلُّ السُّكوتُ عن الظلم، ولا الاستسلام للطغاة، بل الواجبُ الأخذُ على أيدِيهم للتخلصِ مِن إجرامِهم، وقطعِ دابرِ فواحشِهم وآثامِهم. قال النبي ﷺ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَاب) [سُنَن أبي داود والترمذي].

خامسًا:

إنَّ ما تحققَ من الانتصارِ الباهر للثورةِ السوريةِ على أعتَى نظامٍ وأفجره، بعد يأسٍ طويلٍ؛ لَيبعَثُ الهمّةَ في الكتائبِ والفصائلِ المسلحةِ في بلادنا، وفي البلاد الأخرَى التي أُجهضتْ فيها الثوراتُ وسُرقتْ مكتسباتُها.

الثوارُ في بلادنا وفي غيرها مِن البلادِ التي انقلبت عليها الأنظمة المخلوعة؛ ليسُوا أقلَّ عددًا ولا عُدةً من إخوانهم في سوريا، ولا أقلَّ تطلعًا إلى الحريةِ واستردادِ كرامةِ بلادهم التي دنَّسها الانقلابيونَ، ومكَّنوا فيها للغزاةِ المحتلينَ والمجرمينَ الهاربينَ مِن العدالة في بلادِهم. فلا يليقُ بجهادهم الذي قدمُوه أيامَ الثوراتِ أن ينشغلُوا عنه بالتنافسِ على الدنيا والانشغالِ بالصفقات.

عليهم أن يتجِهوا إلى التدريبِ والتنظيمِ لاستردادِ كرامتهم، وألا يستكينُوا أو يهادِنُوا مَن سرقَ ثوراتهم، ليكونُوا هم الحكامَ المالكين، لا المحكومينَ المتسوِّلين.

خاتمة:

في الختام؛ نسأل الله تعالى أن يَمُنّ بالنصرِ والتمكينِ لِطَرَف الشام الآخَر؛ غَزّة الأَبِيّة؛ إنه على كلِّ شيءٍ قدير.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی لیبیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

قائد طائرة “فلاي ناس” السعودية يرفع علم سوريا لحظة وصوله إلى دمشق.. فيديو

الرياض

هبطت اليوم الخميس أول رحلة مباشرة لطائرة ركاب سعودية تابعة لشركة “فلاي ناس” في مطار دمشق الدولي، قادمة من العاصمة الرياض، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من 12 سنة.

واستقبلت الطائرة السعودية بحفاوة كبيرة وسط الزغاريد والعارضة في مطار دمشق، وذلك بحضر مسؤولون من السفارة السورية. وهبط عشرات الركاب السوريين في المطار.

ورفع قائد الطائرة العلم السوري ملوحاً به، تعبيرًا عن فرحة عودة حركة الطيران بين البلدين، لحظة وصولها أرض المطار السوري.

وجاءت تلك الرحلة بعد إعلان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رفع كامل العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان .

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/X2Twitter.com_i6zogYOETyTKeXgx_852p.mp4

مقالات مشابهة

  • سوريا: مجلس الإفتاء الأعلى يصدر فتوى بشأن الثأر الشخصي لاسترداد الحقوق
  • دوغة: الانتخابات البلدية هي الوحيدة التي نجحت في ليبيا
  • “التي أم أس” تشهد أولى خطوات قيد زيزو مع الأهلي واللاعب يطير إلى تركيا
  • وزارة العدل تشيد بتقرير “هيومن رايتس ووتش” المندد بالعدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى
  • مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان” تدين الهجوم الذي استهدف قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة
  • قائد طائرة “فلاي ناس” السعودية يرفع علم سوريا لحظة وصوله إلى دمشق.. فيديو
  • العدل تُرّحب بما تضمنه تقرير “هيومن رايتس” بشأن الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى في الحديدة
  • هكذا جرح هاري وميغان قلب الملكة الراحلة.. سر “الشيء الوحيد الذي تملكه” وانتزعاه منها!
  • سفن الكهرباء تعود للعراق بعد غياب 17 عاما.. ماذا نعرف عن “بواخر الطاقة” التي ستتعاقد عليها بغداد؟
  • ليبيا.. الدبيبة يطرح “مبادرة سياسية” للخروج من الأزمة