موقع 24:
2025-08-02@13:57:22 GMT

الغموض الاستراتيجي.. سياسة ترامب لترويض إسرائيل

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

الغموض الاستراتيجي.. سياسة ترامب لترويض إسرائيل

توقع محللون أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يمكن أن تعطي إسرائيل مساحة أوسع للحركة في منطقة الشرق الأوسط وفقاً لما تراه مناسباً لها.

ومع ذلك قد يتم اختبار هذا التوقع وقد يثبت أنه خاطئ تماماً، بحسب ويل وولدورف، الأستاذ المساعد وزميل جامعة ووك فورست الأمريكية وزميل مركز "أولويات الدفاع" الأمريكي للأبحاث.

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية يقول وولدورف مؤلف كتاب "من أجل تشكيل عالمنا نحو الأفضل: إتقان السرديات وتغيير الأنظمة في السياسة الخارجية الأمريكية من 1900 إلى 2011" إنه من الواضح أن ترامب لا يستطيع تحمل أن يتحداه الحلفاء بالطريقة التي تحدت بها إسرائيل الرئيس الحالي جو بايدن في جهود وقف إطلاق النار وصفقة تحرير المحتجزين في غزة.

إيران أم الحوثيون.. خلاف ساخن بين نتانياهو ورئيس الموساد - موقع 24نشب خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس جهاز الاستخبارات، "الموساد"، دافيد بارنيا، بشأن طريقة مواجهة هجمات ميليشيا الحوثيين اليمنيين على إسرائيل، التي ارتفعت وتيرتها مؤخراً.

علاوة على ذلك، فإنه إذا أحرج العدوان الإسرائيلي المستمر على دول الجوار ترامب، وعرقل خططه لتحقيق سلام في الشرق الأوسط، فقد يدفعه الإحباط إلى  محاولة السيطرة على إسرائيل بصورة أكبر.

سياسة الخطر الأخلاقي

ولكن السؤال الأهم هنا الذي يطرحه وولدورف هو كيف يستطيع ترامب عمل ذلك؟. وتكمن الإجابة في تغيير بنية التحالف الأمريكي الإسرائيلي وبخاصة بجعله أكثر غموضاً. فغموض التحالف الاستراتيجي سيفيد كلا من إسرائيل والولايات المتحدة.

والحقيقة أن الظاهرة التي يطلق عليها علماء السياسة "الخطر الأخلاقي" تكمن في جوهر المشاكل، التي من شبه المؤكد أن يواجهها ترامب مثل بايدن مع إسرائيل. ويظهر الخطر الأخلاقي عندما تتعهد قوة عظمى بأمن قوي لحليف تحريفي يميل إلى تغيير المعتقدات السائدة بشأن كيفية وقوع الأحداث.  في الوقت نفسه فإن الحماية التي توفرها القوة العظمى تتيح للحليف الإفلات من عواقب أفعاله، مما يجعله أكثر استعداداً للمغامرة وأقل  استجابة لمطالب القوة العظمى. وعلى الرغم من التزامها بإنقاذ الحليف عندما يتعرض للمتاعب، تجد القوة العظمى أن تكاليف المحافظة على أمن هذا الحليف المغامر ترتفع إلى مستويات غير مستدامة.

ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، جعل "الخطر الأخلاقي" واشنطن تحت رحمة إسرائيل شريكها الأصغر. وبفضل التزام واشنطن الأمني "الصارم" تجاه إسرائيل والإمدادات الضخمة  من الأسلحة الأمريكية، يتباهى القادة الإسرائيليون علنا بالتلاعب بالولايات المتحدة.

القاهرة تحسم الجدل حول مصير مفاوضات غزة - موقع 24صرحت مصادر أمنية مصرية اليوم الأربعاء، أن المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل من أجل اتفاق في غزة يسمح بتبادل الرهائن مقابل السجناء، "لا تزال مستمرة رغم وجود عراقيل كبيرة وعدم إحراز تقدم حقيقي".

وقال نتانياهو بثقة في يوليو (تموز) "الولايات المتحدة تدعمنا". واستناداً إلى هذا التأكيد، تجاهلت إسرائيل واشنطن إلى حد كبير بينما كانت تندفع إلى الأمام، مما أدى مراراً وتكراراً إلى تقويض أنواع الجهود الرامية إلى إحلال السلام الذي يريد ترامب رؤيته في الشرق الأوسط. ووفقا لأحد الخبراء، فإن إسرائيل تقول لواشنطن إن الحرب في غزة ستنتهي "بشروطنا وجدولنا الزمني. وليس بشروطكم".

والواقع أن الأحداث تؤكد هذه الحقيقة. ففي أوائل يوليو(تموز)، ضغط بايدن على نتانياهو للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار في غزة، لكن تل أبيب شددت شروطها التفاوضية، وشنت غارات جوية على لبنان وغزة، واغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ونفس الأمر تكرر في سبتمبر(أيلول) وأكتوبر(تشرين الأول). ففي حين طرح بايدن اقتراح خاص بوقف إطلاق النار رفضته  إسرائيل وبدلا من ذلك وسعت نطاق الحرب من خلال عملية تفجير أجهزة البيجر التي استهدفت الآلاف من عناصر حزب الله في لبنان، ثم اغتالت  زعيم الحزب حسن نصر الله. وقال مسؤول أمريكي إن الحصول على تعاون إسرائيل أشبه "بخلع الضرس".

والواقع أن المكاسب التي حققتها إسرائيل ضد حماس وحزب الله وإيران شجعتها على التصرف بطرق قد تؤدي إلى إفشال خطط ترامب لتهدئة الصراعات الإقليمية وخفض تكاليف الأمن الأمريكية. والواقع أن انتخاب ترامب يبدو وكأن من شأنه زيادة خطورة "الخطر الأخلاقي" الذي تمثله إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، وليس خفضه.

ويتوقع القادة الإسرائيليون أن "يدعم ترامب بلادهم دون قيد أو شرط"، وهو الاعتقاد الذي يعززه ميل المسؤولين الذين اختارهم ترامب لإدارته الجديدة إلى تأييد إسرائيل. وعلى الرغم من تصريح ترامب بأنه يريد وقف إطلاق النار في غزة قبل يوم التنصيب، ساعدت إسرائيل في قتل محادثات وقف إطلاق النار بعد انتخاب ترامب مباشرة، ويبدو أنها لم تتغير إلى حد كبير في موقفها من المفاوضات الحالية. كما أن غزو إسرائيل لسوريا بعد سقوط نظام حكم الرئيس بشار الأسد ينسف تصورات ترامب المعلنة لجعل السوريين يحددون مستقبلهم بمفردهم، دون تدخل خارجي.

غموض استراتيجي

وإذا ظل "الخطر الأخلاقي" يمثل مشكلة في المستقبل، فيتعين على ترامب أن يفعل ما افتقده بايدن وهو الرؤية أو الشجاعة للقيام به، وأن يضيف غموضاً استراتيجياً إلى التحالف مع إسرائيل. وسيبدأ هذا باستبدال الالتزام "الصارم" بتعهد صريح بأن "تحتفظ الولايات المتحدة بالحق"، كما حدث مع تايوان، في الدفاع عن إسرائيل حسب اختيار واشنطن على أساس كل حالة على حدة. وكما حدث مع تايوان، يمكن لترامب أن يقلص إمدادات المعدات العسكرية الهجومية إلى إسرائيل ويرسل بدلا من ذلك إمدادات دفاعية فقط. ومن شأن التخفيض التدريجي للقوات الأمريكية المرسلة لحماية إسرائيل أن يساعد في الإشارة إلى هذا الغموض أيضاً.

ويقول وولدورف الذي يجهز حالياً كتاباً بعنوان "حروب أمريكا الأبدية: لماذا طالت بشدة ولماذا تنتهي الان وما هو التالي لها" إن البعض قد يرى في هذا التحول في طبيعة التحالف الأمريكي الإسرائيلي نوعا من التخلي عن تل أبيب، لكنه ليس كذلك. فالولايات المتحدة لم تتخلى أبدا عن تايوان مع تبنيها سياسة الغموض الاستراتيجي معها. ومازالت تايوان شريكا مهماً في آسيا وتحميها القوة الأمريكية من الهجمات الصينية على مدى أكثر من سبعة عقود. الأمر نفسه يمكن ان يحدث مع إسرائيل والشرق الأوسط.  

ترامب يشكل تهديداً لسياسة واشنطن الخارجيةhttps://t.co/iMRkZHxTPk

— 24.ae (@20fourMedia) December 25, 2024

وسوف يساعد الغموض في الحد من "الخطر الأخلاقي" من خلال جعل إسرائيل تتحمل، أو تعتقد أنها ستتحمل، المزيد من تكاليف أمنها، وبالتالي تستخدم الدبلوماسية في التعامل مع مشكلاتها أكثر من استخدامها للقوة كما تفعل حالياً، وهو ما سيصب في النهاية في مصلحة كل من إسرائيل وأمريكا والشرق الأوسط.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات عودة ترامب نتانياهو إسرائيل وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية

"بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل".. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية اعلان

فرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على مسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينيتين، متهمة إياهما باتخاذ خطوات "لتدويل نزاعهما مع إسرائيل"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

كما اتهمتهما واشنطن بـ"مواصلة دعم الإرهاب، بما في ذلك من خلال التحريض على العنف وتمجيده"، مشيرة إلى أن العقوبات تتمثل في رفض منح التأشيرات لأعضاء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة أخبار اعلان اعلان اخترنا لك بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟ وزير الخارجية السوري عقب لقائه نظيره الروسي في موسكو: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل وسط دعوات حصر السلاح.. ما هي القدرات العسكرية للجيش اللبناني وهل يمكنه مواجهة التهديدات الخارجية؟ "يولكا" في حماية بوتين.. تعرّف على التقنية الروسية الجديدة المضادة لتهديدات الطائرات المسيّرة عاجل. "ضم الضفة قد يُسرّع الاعتراف بفلسطين".. الخارجية الألمانية: إسرائيل تزداد عزلة على الصعيد الدبلوماسي اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 بعد إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.. ترامب: خطوة كندا تجعل التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبا جدا 2 شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو يستعد لبناء فندق شمال تل أبيب 3 مركز استراتيجي للجيش الأوكراني.. الجيش الروسي يعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار في دونيتسك 4 "اليوم قبل الغد".. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه للجيش ويحذر من حروب الآخرين "العبثية" 5 موجات تسونامي تصل إلى اليابان وهواي عقب زلزال قوي بقوة 8.8 درجة قبالة روسيا اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

إسرائيل روسيا غزة حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب لبنان حركة حماس إيران المساعدات الإنسانية ـ إغاثة تسونامي زلزال الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • أميركا تتوسع في سياسة اعتقال المهاجرين خلال المحاكمات
  • سفير أميركا في إسرائيل يحذف تغريدة عن "سكان غزة وترامب"
  • نبيل الصوفي: الناس هم الخطر الوحيد على الحوثي.. لا إسرائيل ولا أمريكا
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • واشنطن ودول أوربية حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة "اغتيالات وعمليات خطف" في الخارج
  • مساعد وزير الدفاع يشارك باجتماع لجنة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين وزارة الدفاع ونظيرتها الأمريكية
  • البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: ترامب يسعى لاتفاق سلام بشأن أوكرانيا بحلول 8 أغسطس
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا