الحلقة الثامنة من كتاب .. عدسات على الطريق ..
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
بقلم: حسين الذكر ..
فيما كان الحذر والترقب يسود أجواء البيت ، رن جرس الهاتف مزغردا اذ كانوا ينتظرونه بشوق ولهفة ..
نهض العم كاظم مسرعاً وانتصب على قديمه بحذر ثم ركضت البنت ترفع السماعة بينما انشغلت الأم ببعض الأمور المنزلية ، أما الإبن فوضع يده على خده يراقب ما سيحدث !
-نعم تفضل من تكون ؟.
. لدي أمر هام أود إبلاغه أرجو مناداته إذا أمكن ؟ نعم موجود .. مع ضحكة بارزة – ثم نادت على ابيها . لم تكمل مناداتها حتى تناول الأب السماعة من يدها . وبعد الترحيب الحار أخذ يسرد له ما عمله في ليلة أمس واليوم . حسنا صنعت يا عم ، إنك تجرات على الخطوة الأهم والأصح والمناسبة ، والمبلغ الذي جمعته لابأس به ويفي بالغرض المطلوب .. وستأتي غداً صباحاً ومعك كامل المبلغ بذات المكان الذي التقينا به أول مرة ، في محطة الباص ، فاني اتفقت على شراء مكتبة لبيع الكتب تقع على شارع الرشيد بالقرب من ساحة الميدان ، صحيح إنها صغيرة ، إلا أن موقعها ممتاز وكتبها القيمة وروادها وزبائنها مثقفون ..
قاطعه العم كاظم :
ــ أظنك تقصد الملتقى الثقافي !
ــ بالضبط.. هو ما أعني .. ما معلوماتك عنه ؟
ــ إني أعرف عنه الكثير ، فإن عملي بالقرب منه ، كما إني أحد روادها المعروفين والدائمين !
ــ هذا حسن جداً ، فانه سيسهل علينا المهمة.
ــ ولكن حسب علمي ان ثمنها باهض ولا أستطيع على جمع ما يكفي !
ــ دعك من هذا .. فصاحب المكتبة أحد أقاربي ، وهو مقبل على سفر ويريد بيعها وفق شروط معينة أظنها أهم من المال بالنسبة به ، لأنه مرتبط بها روحياً ،ولا يريد بيعها لمن يقدرها ولا يغير واقعها ، وهو على وشك الرحيل ومغادرة البلد الى غير رجعة ، فقد ملّ الحصار وكبت الحريات والحرمان والتسلط الاستبدادي .. وان معظم الشروط تنطبق عليك وتتوفر عندك ، كما ان معرفته لك ، تسهل الأمر كثيراً ، فدعني من الان أناديك العم كاظم مدير الملتقى الثقافي .. ثم ضحك الاثنان !
ــ إنني لا أصدق ما أسمع .. وهل حقاً ، سأتحول من زبون مقرف يتلصص بين جدران وكتب المكتبة الى مالكها الشرعي بين ليلة وضحاها ، ان هذا أمر عجيب لا يمكن ان أصدقه وأعيه أو أعيشه حقيقة حتى لو حصل فعلاً ، لانه لا يتطابق مع كامل قواعد وشروط المنطق والسلوك العامة التي اعرفها وأؤمن بها .وحتما سيتحول بيتي الى كرنفال من الفرح حالما يسمعون الخبر، إن هذا حلم لا أكاد أصدقه ولا اظنه يتحقق في يوم من الايام ، فأنا كاظم الحزين ولم يكذب من نعتني بها ، لقد قضيت معظم حياتي وأنا أمضغ القساوة مضغاً ولا أعتقد ان هناك قوة في العالم ستغير وضعي لاسيما بعد ما بلغت من العمر عتياً !
ــ صدق يا عم.. ولن يفصلك عن ذلك إلا الوقت وغداً لناظره قريب !
ــ ولكن قل لي ماذا تسمي ذاك لو صح على زعمك .. هل هو سحر أم معجزة أم خيال .. أم ماذا ؟.
ــ ليس الأمر نصيباً مما ذكرت ، إن التحرك الجاد والطموح يثمر دائماً ويؤدي الى نتائج كبيرة ، وهذه قاعدة عامة تنطبق على الجميع بلا استثناء وأنت واحد منهم شريطة أن يكون الأمل موجوداً والتحرك فاعلاً والتغيير مطلباً اساسياً ودائمياً نحو الافضل مع قليل من التوفيق !
ــ طيب دعنا من كل هذا وفكر ببقية المبلغ كيف سأجمعه فلا أعتقد لدي ما يكفي !
ــ لا عليك ، فاني سادفع ما تبقى من المبلغ وأدخل شريكاً معك وحالما يوفقك الله ، سترد لي ديني وتحصل على كامل مكتبتك ، وأنا أحصل على كامل صداقتك ومودتك !
ــ إن هذا كثير علي وإنك تقرب إلي ما أعتقده بعيداً جداً .
ــ والآن اخلد للنوم وسأراك غداً بالمكان ذاته ، مع كامل المبلغ ، فلا تتأخر .. وداعاً يا عم ..!
ــ رافقتك السلامة يا ولدي !
ما أن وضع السماعة حتى أخذ يصيح بشيء من الهستريا:
ــ هيا أسرعوا تجمعوا فوراً ، الاستاذ كاظم الحزين مدير الملتقى الثقافي يناديكم ، ثم ضحك عالياً ومشى متبختراً وكأنه في حلم !
تجمعت العائلة على الفور تستنبئ الحدث الجلل ، فتعلقت البنت بأكتاف ابيها قائلة ــ آه كم أنت جميل يا أبي ..بهذه اللحظة التاريخية التي لم نعهدك بها من قبل ، بشّرنا بما تحمل من أخبار سارة ، فنحن لم نذق طعم الفرح منذ زمن بعيد .
ــ يبدو اني سأبلغكم بأسعد الأخبار في حياتي !
الأم : نتمنى لك ذلك وندعو الله أن يتمم عليك بالخير وأن يجعل كل شيء على ما يرام وأن لا تحدث لك أي متاعب جديدة !
الابن : أنا لا أثق بما يجري ، فاحرص يا أبتاه على المبلغ الذي معك فانه كل ما لدينا وأي خطأ – لا سامح الله – سيجعلنا على شفا حفرة من النار ، وأنت ستتحمل كامل المسؤولية والعبء الأكبر وثق اني أخشى عليك أكثر مما أخشاه على نفسي ، فلا تكن خيالياً أكثر من اللازم واجعل التأني طريقك للوصول الى مبتغاك واتمنى ان يحقق الله لك ما تريد ويعوضك في شيخوختك ما فات عليك في شبابك !
ثم آمتزجت الفرحة بالدموع والأمل بالترقب وران النعاس على الجميع وخلدوا للنوم … حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
البراءة لكهل اتهم بالنصب في صفقة بيع شقة “lpp” بالشراقة
برأت محكمة الشراقة، اليوم الاثنين، كهلا يدعى”ب.س” من تهمة النصب و الاحتيال. وذلك على خلفية شكوى قيدها ضده الضحية المدعو”ع.ف” يتهمه بالتحايل في إطار صفقة شراء شقة بصيغة “lpp” باولاد فايت.
ملابسات القضية تعود لشكوى تقدم بها الضحية المدعو”ع.ف” تفيد أنه تصادف بإعلان بيع شقة من صبغة “lpp” على موقع واد كنيس. حيث تواصل مع صاحبها ويتعلق الامر،بالمتهم المدعو “ب.س”. واتفق معه على شرائها منه بعد الاتفاق على قيمتها التي 2.2 مليار سنتيم.
وبعد التفاوض خضم له مبلغ 50 مليون سنتيم ، ليصبح المبلغ المتفق عليه النهائي 2.150 مليار سنتيم. واشار الضحية أنه طلب مهلة من صاحب الشقة لمدة 4 أشهر إلى غاية تحضير المبلغ واتمام إجراءات البيع. غير أن هذا الأخير طلب منه دفع له عربون من أجل سحب إعلان البيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن موقع واد كنيس وكذا الوكالات العقارية. حيث سلمه مبلغ 300 مليون سنتيم كعربون. وأنه بعد فترة من تسليمه المبلغ تفاجأ بالشقة لاتزال معروضة للبيع في واد كنيس. وأن العروض لم تسحب الأمر الذي جعله يرتاب في الأمر حيث تواصل مع صاحب الشقة وطلب الحضور عند موثق وتحرير له وعد بالبيع أو وديعة بالمبلغ التسبيق الذي سلمه له، وهو الأمر الذي رفضه المتهم واعتبره تراجعا عن نية إكمال عملية الشراء، ورفض معه تحرير العقد وطلب اجلا لإعادة المبلغ، واعتبره الضحية نصب واحتيال عليه.
المتهم الموجود رهن الحبس المؤقت مثل و أنكر كل ما نسب إليه وأكد أنه فعلا قام بسحب اعلانات البيع للشقة من مواقع التواصل الاجتماعي و من الوكالات العقارية، وانكر ترك العروض من أجل بيعها لأشخاص آخرين و أكد أنه أعرب عن نيته على مواصلة عملية بيع الشقة للضحية، وأن رفضه عن تحرير عقد الوديعة راجع إلى علمه بأن الضحية كان بصدد التراجع عن عملية الشراء. وأعرب عن نسته في إعادة المبلغ المقدر ب 300 مليون سنتيم للضحية.
دفاع المتهم أكد أن أركان تهمة النصب غير قائمة في ملف الحال وطالب بافادة موكله بالبراءة .
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور