في ابتكار خارق من نوعه سعيًا للوصول لعلاج أحد الأمراض الدماغية تمكن مجموعة من العلماء من جامعة سانت بطرسبورغ الكهروتقنية في روسيا، من تطوير خوذة للتشخيص السريع، وفحص نشاط الدماغ، وتصحيح الضعف الإدراكي.

الاضطرابات المعرفية هي مجموعة متنوعة من المشاكل في التفكير والذاكرة والإدراك التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، ويؤثر الضعف الإدراكي سلبًا على صحة الشخص ونوعية حياته.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينتفيك راشا" العلمية، فقد لوحظ الضعف الإدراكي لدى المرضى الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي مثل مرض ألزهايمر، والخرف، واضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط، وفي الأشخاص الأصحاء، على سبيل المثال، بسبب التعب أو قلة النوم، مما يؤدي إلى صعوبات في الذاكرة والتركيز.

يعد اضطراب ما بعد الصدمة أيضًا من بين الاضطرابات الأكثر شيوعًا. غالبًا ما تكون مصحوبة باضطرابات سلوكية: نوبات مفاجئة من الغضب، والاكتئاب، والقلق، وفقدان الذاكرة، وطنين الأذن، والصداع، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياة الشخص.

في الآونة الأخيرة، ظهرت أشكال مختلفة من الضعف الإدراكي، مثل اضطرابات القلق، واضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، والاضطرابات الاكتئابية، لدى 15-20% من الأشخاص.

تعتمد الاستراتيجيات العلاجية الحالية لإدارة هذه الحالات على علم الأدوية (مضادات الاكتئاب) والعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي في المقام الأول). ومع ذلك، فإن أكثر من ثلث المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق لا يستجيبون لهذه العلاجات التقليدية. ونتيجة لذلك، يظل العلاج الفعال للقلق المرضي مشكلة ملحة في المجتمع.

اليوم، يتم تشخيص الاضطرابات المعرفية المختلفة باستخدام أنظمة تخطيط كهربية الدماغ الخاصة، ولعلاجها، يتم استخدام أجهزة وطرق التأثيرات غير الغازية على أنسجة وهياكل الدماغ البشري، والتي تسمى التعديل العصبي.

 

قالت رئيسة قسم علوم الكمبيوتر بجامعة سانت بطرسبورغ الكهروتقنية، يوليا ألكساندروفنا شيشكينا: "لقد قمنا بتطوير خوذة لاسلكية خاصة للتشخيص السريع وتصحيح الاضطرابات المعرفية المختلفة. لقد قمنا أيضًا بتطوير برنامج للتحكم في الخوذة من جهاز كمبيوتر شخصي وطرق إجراء الفحص والعلاج. وعلى عكس نظائره الموجودة، يجمع هذا المجمع بين ثلاث وظائف رئيسية في وقت واحد: تشخيص الضعف الإدراكي، والتحفيز الكهربائي، والتعديل الضوئي للدماغ".

 

جسم الخوذة مصنوع من البلاستيك، تتم طباعة أجزائه على طابعة ثلاثية الأبعاد، يوجد على سطحه موصلات لتوصيل الأجهزة المختلفة. وبالتالي، لتنفيذ إجراء قياسي لفحص نشاط الدماغ باستخدام مخطط كهربية الدماغ، يتم استخدام مخطط دماغي لاسلكي متنقل مزود بأقطاب كهربائية جافة. وفي الوقت نفسه، أتاحت تقنية التشخيص المعتمدة على مخطط كهربية الدماغ، تقليل عدد الأقطاب الكهربائية الجافة بمقدار أربع مرات.

الجهاز الثاني المتصل بالخوذة عبارة عن وحدة تحفيز كهربائي ذات أقطاب كهربائية مقابلة، توفر تأثيراً على مناطق معينة من الدماغ، مما يحسن الوظائف المعرفية المختلفة، مثل الانتباه والذاكرة وغيرها. الوحدة الثالثة هي أجهزة التعديل الحيوي الضوئي: الثنائيات الباعثة للضوء ووحدة التحكم. يعد التعديل الحيوي الضوئي باستخدام إشعاعات ذات قوة وطول موجي معين أيضًا أداة لعلاج الضعف الإدراكي.

يتيح لك تصميم الخوذة تخصيص جميع الأقطاب الكهربائية ومصابيح (LED) وفقًا للخصائص الفردية لرأس المريض. واعتمادًا على غرض الفحص أو العلاج لاضطراب معين، يمكن تغيير موقع الأقطاب الكهربائية ومصابيح (LED) بسهولة.

 

تم اختبار استخدام الخوذة بنجاح في عدد من التجارب على المتطوعين. بشكل عام، وستسمح وظيفة الجهاز بمراقبة وعلاج ثمانية اضطرابات منتشرة. تشمل قائمة الحالات المرضية المستهدفة الخاضعة للتصحيح لاختيار أوضاع التشغيل الرئيسية للجهاز: الاضطراب الاكتئابي، واضطراب القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، والضعف الإدراكي (تحفيز الذاكرة والانتباه)، ومتلازمة الانسحاب.

الخوذة مزودة ببطارية تسمح لها بالعمل في الوضع المستقل. يتم التحكم في النظام باستخدام برنامج خاص. تتواصل الخوذة مع الكمبيوتر عبر واجهات "بلوتوث" و "واي-فاي" ويخطط العلماء أيضًا لإنشاء نسخة محمولة من البرنامج.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينتفيك راشا" العلمية، فإنه نتيجة للجمع بين الوظائف الثلاث، تتيح الخوذة استعادة الوظائف المعرفية في 10 جلسات، وفي المستقبل يمكن تقليل هذه الفترة إلى ثلاث جلسات. وقد لوحظ بالفعل تأثير التعافي بعد الجلسة الأولى، ولكنه قصير المدى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: روسيا الضعف الإدراكي أمراض التنكس العصبي الزهايمر اضطراب نقص الانتباه

إقرأ أيضاً:

أعضاء مواطنة متوفاة دماغيًا تنقذ حياة 3 مواطنين

الرياض

نجح فريق المركز السعودي لزراعة الأعضاء خلال الاسبوع الماضي من الحصول على موافقة ذوي مواطنة متوفاة دماغيًا للتبرع بأعضائها لصالح مرضى الفشل العضوي.

وأسهمت الموافقة في إنقاذ حياة 3 مرضى وإنهاء معاناتهم مع أمراض الفشل العضوي النهائي, وذلك بإجراء عملية زراعة قلب لفتاة تبلغ من العمر 20 عامًا، وزراعة إحدى الكليتين لمريضة تبلغ من العمر 23 عامًا أنهت معاناتها التي استمرت لمدة 7 أعوام مع مرض الفشل الكلوي وجلسات الغسيل الدموي، بينما زرعت الكلية الأخرى لمريض آخر يبلغ من العمر 40 عامًا عانى لمدة 6 أعوام مع جلسات الغسيل الدموي.

وبمساهمة عائلة المتوفية على التبرع تمت إعادة البهجة والحياة لـ 3 عوائل مما يظهر تلاحم مجتمعنا وحبه للعطاء، وقد تمت عملية التبرع ونقل الأعضاء بإشراف من المركز السعودي لزراعة الأعضاء وبالتنسيق مع مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالرياض فرع السويدي.
وأوضح المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور طلال القوفي, أن عملية توزيع الأعضاء تمت وفق الأخلاقيات الطبية وبما يضمن عدالة التوزيع بحسب الأولويات الطبية للمرضى، مبينًا بأن النجاح المحقق جاء نتيجة التعاون المشترك بين الجهات المعنية كافة .

وعبّر القوفي عن عظيم امتنانه لعائلة المتوفاة الذين آثروا التبرع بأعضائها لهؤلاء المرضى، داعيًا الله سبحانه أن يتغمد فقيدتهم بواسع رحمته وأن يجزيهم خير الجزاء في الدنيا والأخرة.

مقالات مشابهة

  • هبوط نادٍ شهير إلى دوري المؤتمرات رسميا .. تفاصيل
  • الاتحاد الأوروبي: شراكتنا مع «آسيان» ركيزة لاستقرار العالم في زمن الاضطرابات
  • الأرصاد يتوقع هطول أمطار واضطراب البحر خلال الساعات المقبلة
  • تراث مصري أصيل.. تفاصيل تطوير فن خيال الظل والأراجوز
  • فلسفة التسعينيات تعود عبر تيك توك.. لماذا يثير الأكل الإدراكي جدلا؟
  • الخوذة التي تقرأ المستقبل.. الإمارات تُطلق أول جهاز توليدي بالذكاء الاصطناعي
  • أعضاء مواطنة متوفاة دماغيًا تنقذ حياة 3 مرضى فشل عضوي
  • أعضاء مواطنة متوفاة دماغيًا تنقذ حياة 3 مواطنين
  • ارتفاع الرطوبة واضطراب الملاحة.. تعرف على طقس الأيام المقبلة
  • باستخدام أساليب التحسين الوراثي والمعلومات الحيوية.. “برنامج تطوير الثروة الحيوانية والسمكية” يعلن خطة خمسية لرفع إنتاج حليب الأبقار