قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن بعض الأفراد يخلطون بين مفهوم الدين كعلم ومعرفة، وبين التدين كسلوك وعمل. 

وأوضح أن هؤلاء، الذين يمكن وصفهم بـ"نموذج الكراهية"، يرون أن العالم بالدين هو فقط المتدين ظاهريًا، الذي يلتزم بمظاهر التعبد، مثل إطلاق اللحية أو تقصير الثياب، دون النظر إلى العلم الحقيقي والمعرفة بالدين.

وأشار جمعة إلى أن هذا التصور الخاطئ يدفعهم إلى التقليل من شأن علماء الدين الحقيقيين إذا لم تتطابق مظاهرهم الخارجية مع فهمهم السطحي للدين. واستدل على ذلك بقولهم إن العالم الأزهري الحليق لا يفقه شيئًا في الدين، بينما يقدسون الجاهل من أتباعهم فقط لمظهره الخارجي.

وأضاف: "حينما يفقد الإنسان العقلية المؤهلة للتمييز بين الحق والباطل، وبين العلم والجهل، يصبح من الصعب إعادة توجيهه إلى الصواب. فعناده يصبح مركبًا وجهله معقدًا، مما يجعل أي حوار معه أقرب إلى المستحيل."

نموذج المحبة كما رسمه النبي


في المقابل، دعا الدكتور علي جمعة إلى العودة إلى "نموذج المحبة"، الذي تجسده شخصية النبي محمد ﷺ. هذا النموذج يقوم على الصدق، والإخلاص، وعدم التفريط في المبادئ من أجل أي مكاسب دنيوية. واستشهد بقول أم المؤمنين أم سلمة عندما سئلت عن سر رسول الله ﷺ، فقالت: "كان سره وعلانيته سواءً."

وسرد جمعة موقفًا شهيرًا من السيرة النبوية، عندما عرض مشركو مكة على النبي ﷺ المال والملك والشرف، في محاولة لثنيه عن دعوته، لكنه رفض بشدة، متمسكًا بمبادئه النبيلة. وقال في ذلك: "لقد كان النبي ﷺ رمزًا للثبات على القيم والمبادئ، لا يعرف الخداع أو المساومة في الحق."

نموذج المتطرف وأهدافه


أما عن المتطرفين، فقال الدكتور علي جمعة إنهم يرون الدين كأداة لتحقيق مصالح جماعاتهم أو فرقهم، ويستغلون الشعارات الدينية لحشد الناس واستقطابهم. وأكد أن هذا النموذج يختلف جذريًا عن نموذج المحبة الذي يحترم القيم ويعلو على المصالح الشخصية.

وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية العودة إلى روح الإسلام الحقيقية، التي تدعو إلى المحبة والسلام والتعقل، بدلًا من التشدد والمغالاة في الأحكام والمظاهر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة النبي رسول الله نموذج المحبة الدکتور علی جمعة

إقرأ أيضاً:

لا ينسب لساكت قول.. علي جمعة يكشف عن أحد أصول الفقه الإسلامي

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن أصول من أصول الفقه الإسلامي والقضاء، وهو (لا ينسب لساكت قول).

علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرينعلي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي

وقال علي جمعة، في منشور له عن أحد أصول الفقه (لا ينسب لساكت قول) أنه كذلك من أصول العدالة والإنصاف، وهذا قول الإمام الشافعي بعد تأمل الشريعة من ناحية والحياة من ناحية أخرى.

وتابع علي جمعة: وللأسف فإن كثيرا من الناس خرجت عن هذه القاعدة فحادت عن مقتضى العدالة وأخذ الساكت بجريرة غيره، وطالبوا المفترى عليه أن يتكلم وإلا صح الافتراء وثبت الاتهام، ولابد أن نعود في تأصيل ثقافتنا إلى مقتضيات العدل قال تعالى : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

وأشار إلى أن الإنسان إما أن يصدر منه قول أو فعل يحكي عنه، أو لا يصدر عنه لا قول ولا فعل فينسب إليه، أما الحكاية عنه فتعتريها العوارض البشرية؛ ولذلك فقد تكون حقاً وقد تكون باطلة، فإذا كانت دقيقة وصادقة فلا إشكال. وعلى هذا تكون الشهادة لله قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ) وإقامة الشهادة تستلزم الصدق فيها ومحاولة عدم الوقوع في العوارض البشرية، والعوارض البشرية هي،  السهو : وهو إذا ذَكّره أحد تذكر، والنسيان : وهو إذا ذكره أحد لا يتذكر. والغفلة : وهي حالة يخلط فيها الناقل بين الأحداث.

وأوضح أن الخطأ يتمثل في الفهم غير الصحيح للقول أو الفعل، وقد يأتي هذا الخطأ من التحمل، أو من الحمل، أو من الأداء، وأخطاء التحمل تتعلق بسماع جزء من الكلام، أو بالخطأ في دلالة الألفاظ على معانيها أو نحو ذلك.

وذكر علي جمعة، أن أخطاء الحمل تأتي من الجهل بالحقيقة والمجاز، أو بحمل المشترك على معنى غير مراد للمتكلم، أو عدم فهم النقل في اللغة، أو التفريق بين المترادفات، أو الجمع بين المتفرقات، أو نزع الكلام من سياقه وسباقه ولحاقه، أو الخطأ في التعميم وعدم مراعاة الشروط المقيدة للإطلاق،  وأخطاء الأداء تتمثل في العبارة التي يؤديها الناقل حيث لا تكون منطبقة على ما تحمل أو ما يريد لعجز في القدرة اللغوية أو الاستهانة بها.

طباعة شارك الدكتور علي جمعة علي جمعة الأزهر الشريف أصول الفقه الإسلامي أصول الفقه

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله
  • فيضان سريع أو جدار مائي.. ما هو التسونامي وكيف يتشكّل؟
  • من سيتزعم العالم بعد أميركا؟ وكيف؟
  • اجتاح أوروبا.. ماهو مرض شيكونغونيا وما أعراضه وكيف ينتقل بين البشر
  • لا ينسب لساكت قول.. علي جمعة يكشف عن أحد أصول الفقه الإسلامي
  • عاتبه عشان بيقوله يا تخين فعاقبه.. طفل يشوه وجه زميله بالجيزة
  • كم تبلغ قيمة الإيجار في مراكز المدن الأوروبية وكيف تغيرت منذ عام 2020؟
  • متى ستنحسر موجة الحرّ وكيف ستكون درجات الحرارة في مطلع الأسبوع؟
  • من أين تحصل أوكرانيا على المال للحرب؟ وكيف ستسدد ديونها؟
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب