موقع النيلين:
2025-06-13@15:17:06 GMT

حرب الإرهاب و(الوساوس)!

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

الهاتف يرن، والصديق القديم (ل ف) من أمريكا يسأل عن أمر غريب لا علم لي به، وهو أن مليشيا الدعم السريع كسرت السجون وحررت إرهابيين مطلوبين أو مرصودين دوليًا، ومعلوماتهم موثقة بين جهاز الأمن السوداني (جهاز المخابرات) والأجهزة العالمية. وتُثار حاليا التساؤلات حول حرب خفية في السودان لا يعلمها أحد، فالناس مشغولون بالحرب مع المليشيا بينما (قوات مكافحة الإرهاب) تنتقي بدقة أهدافًا وتجمعات ضمن مليشيا الدعم السريع تحت مسمى “المرتزقة الأجانب”، والصحيح أنهم إرهابيون أجانب جاؤوا من دول شتى والتقوا برفاقهم المحرَّرين على يد المليشيا، وهم يجهزون الآن للاستيطان في السودان واتخاذه مقرا للعمليات.

لمن لا يعلمون، هنالك الشق الأيديولوجي للإرهاب، وهنالك الشق اللوجستي. نحن الآن في مرحلة اللوجستي، وهو النوع الذي قد يبدو مجرد “حرامي أجنبي” في الظاهر، يعمل مرتزقا مع المليشيا، لكنه يجهز المسرح للشق الأيديولوجي القادم من شرق وغرب إفريقيا، فالتحدي الآن أمني لوجستي والحل في إحكام التنسيق الأمني والعسكري لضرب الإرهابيين مع الدعم السريع مرة واحدة، للأسف تشاد تنتحر بتعاونها مع المليشيا وسترون، وأتوقع أن اثيوبيا ستحمل رسائل السودان الأخيرة محمل الجد.

الفريق إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات، يعرف الكثير، ولديه من التبادل العالمي والإقليمي الكثير. اجتماعات الأجهزة الدولية ليست مجرد “طق حنك”، بل جهد مشرف للسودان جيشًا وشعبًا وقوات نظامية.

على الأرض، القائد الفريق اللبيب يعد للعمليات بذكاء ويعرف أهدافه بدقة ويضرب بقوة. لذلك، عندما يهرع بيرليو إلى الرئيس البرهان في (بورتسودان الآمنة) رغم أنفه، بعد مقدار من الشغب السياسي لصالح “قحت” الفاشلة، يفعل ذلك لأنه يعلم أنه يجلس مع أخطر رئيس وقائد عام. البرهان يحارب يومه كاملاً ويدير أخطر ملفات إفريقيا الأمنية بالنسبة لأمريكا وأوربا والعالم (بعد الضهر).

الحديث مع (ل) انتهى، ولم أستطع مساعدته لأنه يعلم أكثر مما أعلم. اجتهدت في ربطه بالشخص المناسب في المحطة المعنية، ولكن بوصفي متحدثًا تُلصق بي الميديا ألقابًا عديدة، مستشار وخبير، و Pro-Army، منحته خمسة تصريحات ليستعين بها كيفما يريد بعد أن ينال الإفادات الرسمية المطلوبة من المصادر الموثوقة:

1. الأوامر لقوات مكافحة الإرهاب: الذي أتوقعه أن جهاز المخابرات، وتحديدًا قوات مكافحة الإرهاب، لديها أوامر واضحة من القائد العام، المدير العام، نائب العمليات، بأنه إذا بقيت للجندي طلقة واحدة فهي للإرهابي الأجنبي المرتزق، وهو أولى بها من قائد في المليشيا. لأن قائد المليشيا سيسرق ويهرب، بينما الإرهابي المرتزق سيفتتح فرعًا لبوكو حرام في السودان، وسيأتي ومعه آخرون، كما افتتحوا فروعًا في تشاد والكاميرون والنيجر، حتى صار الجانب الغربي من حوض بحيرة تشاد هو “المزرعة الأفريقي للإرهاب الدولي”.

2. المستحيل الأمني والاقتصادي: السودان يفعل المستحيل. ما وصل إليكم من معلومات حول مكافحة الإرهاب وقنص العناصر الخطرة أثناء الزحف واستعادة المواقع العسكرية والأحياء السكنية هو “المستحيل الأمني”. ولكن المستحيل الاقتصادي هو ما يفعله محافظ بنك السودان برعي حفظه الله، حيث يقوم بأخطر وأغرب عملية استبدال عملة تجعل كل الأموال المسروقة والمزيفة والمطبوعة بإشراف (دولة الشر) مجرد قمامة ورقية. وهنا يظهر دور القوات النظامية: الجيش، الشرطة، المخابرات. والحقيقة أن مواقع الاستبدال تنتظر بفارغ الصبر وكلاء ومتعاوني المليشيا، ليس لمنعهم من الاستبدال إنما للتحقق الأمني من مسارات الشبكة والمتهمين باستلام المال المسروق، وإحالة الأسماء للنائب العام.

3. شكرا للراهبة البولندية: الملف الدولي الذي تصديت له لفترة، وأدليت فيه بتصريحات هنا وهناك، كان مصدري الأول فيه هو الراهبة البولندية التي تم إخلاؤها باحترافية مع مجموعة الراهبات الكاثوليك والامهات والأطفال من دار مريم (جنوب الشجرة). وقد تم نشر معلومات عن عملية الإخلاء في الميديا، ومنها ما نشرته الزميلة ابنة وادي النيل سمر إبراهيم تحت عنوان “عملية حجب ضوء القمر”. الجديد هذه المرة أن صديقًا من (آفركا إنتلجنس) يزعم أن هناك تعاونًا فرنسيًا سودانيًا في العملية. وأنا أقول له: لو كانت فرنسا متعاونة لما احتاج السودان إلى انتظار الربط بين “وادي سيدنا” و”المهندسين” لينفذ العملية عبر النهر ثم أم درمان، لكن صديقي مصر على أن الأقمار الصناعية الفرنسية ترسل بعض الهدايا للسودان من حين لآخر، إن لم يكن في هذه العملية ففي غيرها، أنا قلت له إفاداتي وانتظر ما يفعله.

4. امتحانات الشهادة السودانية: وهنا تخنقني العبرة قبل أن أكتب، لأن محمود الحوري، تلميذ والدي رحمه الله، قال: “امتحانات الشهادة السودانية قائمة إلا أن أموت”. بذل مجهوده وفاضت روحه وهو في ميدان العمل والتضحية. وأتمنى أن تكون هناك جائزة في الإنجاز الحكومي باسم الشهيد الحوري.

5. انتهاكات الدعم السريع ضد المسيحيين: على هامش النقاش مع (ل) لم يفتني أن أذكره أن القس بوب روبرتس زار السودان ووقف على انتهاكات الدعم السريع ضد المسيحيين، واجتمعت معه في القاهرة. أما صديق السودان الأب فرانكلين جراهام فقد برزت منظمته “سمارتين بيرس” مجددا، وكل العالم شاهد حوار ممثلة المنظمة مع الزميل شنيدي من تلفزيون السودان. من جانب آخر أصدقائي المحافظين، عادوا الآن مع ترمب وذكروني بالفيديو الذي رفعته في 2020، عندما اجتهد الديمقراطيون في تسخير حادثة فلويد انتخابيًا. قدمت تفنيدا لهم في عشر دقائق، وقلت حينها إنهم يستغلون دماء السود في حربهم ضد المحافظين وضد ترمب في أمريكا. وحينها لم أكن جزءًا من حكومة السودان، بل رأي شخصي يمثلني، وحكومة “قحت” كانت أقرب لخصومهم. أصدقائي يعتقدون أنه أصدق صوت سمعوه من السودان، ونقلوا رأيهم للرجل الكبير.

ما لم أقله للصديق (ل) أن الشعب السوداني يجب أن يعلم أن هناك من يفتح صدره بشجاعة للنار في الصفوف الأولى من الجيش السوداني الباسل، وقوات مكافحة الإرهاب، والمجاهدين والمستنفرين، وهناك من يرغب في طعنهم من الخلف ويستغل التناقضات المصنوعة داخل الصف الوطني.

على بلاطة، على الشعب السوداني أن يعلم أن هناك من يوسوس بخبث للرئيس ضد مفضل واللبيب، ليس كأشخاص ولا بشر، ولكنه يكره الانتصار السوداني الوطني الخالص، ويرغب في كسر جهاز المخابرات، وفتح الصندوق مجددا لصالح المليشيا، ويرغب في (خطة خفية) وهو لا يعلم أنه بذلك ينفذ اجندة العدو بأن يبقى السودانيون لاجئين بقية عمرهم في المنافي لتحكمهم حكومة منفى. هؤلاء أعداء السودان حقًا، والتاريخ يسجل.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز المخابرات مکافحة الإرهاب الدعم السریع یعلم أن

إقرأ أيضاً:

تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، سيطرتها الكاملة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، الواقعة عند نقطة التقاء حدودية حساسة تربط السودان بليبيا ومصر، في تطور عسكري يُعد من أبرز التحولات الميدانية على جبهة الشمال.

وفي بيان رسمي، وصفت “الدعم السريع” هذا التقدم بأنه “اختراق نوعي” له تبعات استراتيجية على عدة محاور قتالية، وخاصة في عمق الصحراء الشمالية، معتبرةً أن “تحرير المنطقة يعزز جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود الشمالية للسودان”.

معارك خاطفة.. وتقهقر العدو

ووفق البيان، فإن القوات نفذت عمليات “خاطفة وحاسمة” ضد من وصفتهم بـ”مليشيات الارتزاق وكتائب الإرهاب”، مؤكدة أن هذه المواجهات أسفرت عن انسحاب قوات العدو جنوباً بعد “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات المركبات القتالية.

وأضافت أن سكان المنطقة احتفلوا بالنصر وعودة الأمن والاستقرار، فيما اعتبرته “تأييداً شعبياً واسعاً لخطوات قوات الدعم السريع في تحرير الحدود وتأمينها”.

أهمية استراتيجية واقتصادية

وأشار البيان إلى أن منطقة “المثلث” ليست فقط نقطة تماس حدودي، بل تشكل حلقة وصل لوجستية وتجارية بين شمال وشرق إفريقيا، وتزخر بـ”موارد طبيعية هامة من النفط والغاز والمعادن”، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والسياسية في قلب النزاع الإقليمي.

كما أكدت القوات أن “الانفتاح على محور الصحراء الشمالي يمثل تحولاً في التمركز الدفاعي والهجومي”، معتبرةً أن هذه الخطوة ستُضعف نفوذ الجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني، على حد تعبير البيان.

تبادل الاتهامات.. الجيش السوداني يرد

في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بشن الهجوم على “المثلث” بدعم مباشر من وحدات من الجيش الليبي التابع للمشير خليفة حفتر.

وقال الجيش، في بيان له الثلاثاء، إن ما حدث هو “اعتداء سافر على السيادة السودانية، واختراق واضح للقانون الدولي”، محذراً من “تصعيد إقليمي غير محسوب العواقب”.

خلفيات النزاع وتداعياته

تشهد منطقة “المثلث” الحدودية منذ أسابيع توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وسط تقارير عن تدفقات سلاح ومقاتلين من خارج الحدود، ما يعكس تعقيد الأزمة السودانية وتشابكها مع الأجندات الإقليمية، لا سيما في ظل فراغ أمني مستمر على امتداد الحدود مع ليبيا.

ويُخشى أن يُسهم التصعيد الأخير في زيادة رقعة النزاع وتحويله إلى صراع متعدد الأطراف، خاصة مع الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وطرابلس، واستمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة عبر الحدود.

مراقبون: المثلث “أكثر من مجرد موقع”

ويرى محللون أن منطقة المثلث تمثل شرياناً جغرافياً بالغ الأهمية لأي طرف يسعى للسيطرة على شمال السودان، إذ تربط بين الممرات التجارية الإفريقية، وتُمكّن القوات المتمركزة فيها من فرض نفوذها على طرق التهريب التقليدية، وتأمين ممرات استراتيجية إلى أوروبا عبر ليبيا.

ويُتوقع أن تفرض هذه التطورات ضغوطاً إضافية على المجتمع الدولي، لا سيما المنظمات الإقليمية والاتحاد الإفريقي، الذي قد يجد نفسه مدفوعاً إلى التحرك الدبلوماسي العاجل لاحتواء النزاع قبل أن يمتد إلى ما وراء حدود السودان.

آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 16:41

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • الشمالية: سنتصدى لتوغل حفتر والدعم السريع في المثلث بكل قوة
  • التجمع الاتحادي: سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي «تطور خطير»
  • السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع