الثورة /

في قلب قطاع غزة المحاصر، حيث تجتمع قسوة الطبيعة مع فظائع الإبادة الإسرائيلية، اضطر الفلسطيني الأربعيني تيسير عبيد، لحفر خيمة تحت الأرض لحماية أسرته المكونة من 10 أفراد من برودة الطقس.
فبعد أن دمرت الاعتداءات الإسرائيلية منزله، واضطر للنزوح قسراً من شمال غزة لوسط قطاع غزة، وحاصرته ظروف الشتاء القاسية، لم يجد عبيد، سوى خيار حفر ملجأ تحت الأرض ليصبح مأوى لأسرته.


على عمق مترين تحت سطح الأرض في بلدة الزوايدة، أمضى عبيد أكثر من شهر ونصف باستخدام معدات بدائية لإنشاء ملجأ صغير تبلغ مساحته 3 أمتار مربعة فقط.
ومع سقف مغطى بالنايلون والقماش البالي، أصبح هذا المكان هو الملاذ الوحيد الذي يحمي عائلته من برودة الشتاء والرياح التي تضرب غزة.
ونزح عبيد، من شمال قطاع غزة هربا من ويلات الإبادة التي دمرت كل ما حوله، ليجد نفسه وعائلته وسط القطاع دون مأوى يحميهم في ظل ظروف معيشية صعبة.
وجراء الإبادة نزح مليونا فلسطيني من منازلهم، حيث يعيشون حالياً في ظروف إنسانية صعبة، ويواجهون شحاً في الوقود والأدوية وضروريات الحياة، إثر إغلاق الاحتلال للمعابر.
في بداية النزوح، لجأ عبيد، إلى إقامة خيمة بدائية من مواد بسيطة، لكنها لم تكن كافية لحماية أسرته من البرد القاسي الذي ضرب القطاع مع دخول فصل الخريف.
وأمام هذه الظروف المأساوية وتوقعاته بشتاء بارد، اضطر إلى البحث عن حل أكثر دفئاً لأسرته، والتي كانت عبارة عن حفر ملجأ تحت الأرض.
وبإمكانيات متواضعة ومعدات بسيطة، شرع عبيد في حفر ملجأ تحت الأرض، غطاه بسقف هرمي مصنوع من النايلون والقماش ساعيا لتوفير ملاذ دافئ لعائلته يحميهم من قسوة الشتاء وبرودة الطقس.
ومساء الثلاثاء الماضي، انحسر منخفض جوي ضرب الأراضي الفلسطينية، وكان مصحوبا بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة، فيما تبقى الأجواء باردة إلى شديدة البرودة.
ومع بداية المنخفض، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من آثار كارثية على النازحين الفلسطينيين وسط اهتراء ما نسبته 81 بالمئة من خيامهم.
وأمس الأول، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من زيادة عدد وفيات الأطفال في غزة جراء البرد القارس ونقص المأوى.
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات في صفوف النازحين الذي اضطروا للعيش داخل الخيام بعدما دمرت إسرائيل منازلهم إلى 7 أشخاص، بينهم 6 أطفال.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ملجأ تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

ترحيب فلسطيني واستياء إسرائيلي من بيان قادة بريطانيا وفرنسا وكندا

رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، والذي دعا إسرائيل إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولوح باتخاذ إجراءات ضد تل أبيب إذا لم توقف حرب. في حين انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيان واعتبره جائزة كبرى لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على حد وصفه.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة وصفها لبيان القادة بالشجاع وقولها إنه ينسجم مع موقفها الداعي إلى إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير.

واعتبرت الموقف بمثابة دعوة من المجتمع الدولي لوقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس. وجددت الرئاسة الفلسطينية تأكيدها على ضرورة تولي دولة فلسطين المسؤولية المدنية والأمنية في قطاع غزة.

كما رحب حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، على حسابه بمنصة إكس، بالبيان داعيا الدول الثلاث إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

من جانبها قالت حركة حماس في بيان، إنها ترحب بالبيان المشترك "الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

إعلان

واعتبرت الحركة هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها.

ودعت حماس إلى ترجمته بشكل عاجل إلى خطوات عملية فاعلة تردع الاحتلال، وتضع حدا للمأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

وناشدت الحركة الدول العربية والإسلامية، والاتحاد الأوروبي، وسائر دول العالم الحر، إلى التحرك العاجل واتخاذ مواقف حازمة وإجراءات ملموسة "لوقف العدوان الصهيوني الهمجي، ولجم جرائم الاحتلال المتواصلة".

وطالبت حماس بمحاسبة إسرائيل، ومعاقبة قادتها كمجرمي حرب، بما يضمن حماية المدنيين، ووضع حد للاحتلال وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

في المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قادة بريطانيا وكندا وفرنسا يقدمون ما سماه جائزة كبرى لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من خلال مطالبة إسرائيل بإنهاء حربها على غزة على حد زعمه.

من اليمين: رئيس وزراء كندا مارك كارني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر (رويترز)(رويترز) بيان القادة الغربيين

وفي وقت سابق هدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا أمس الاثنين في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال القادة في بيانهم "سنتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات".

وقال القادة "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".

ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".

إعلان

وشدد البيان على رفض توسيع المستوطنات في الضفة الغربية". وأضاف "قد نتخذ إجراءات بينها العقوبات".

وأكد أن رفض إسرائيل تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين في غزة غير مقبول.

وطالب القادة الغربيون إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات.

وجاء في البيان أن إعلان إسرائيل السماح بدخول كمية ضئيلة من الغذاء إلى غزة غير كاف على الإطلاق.

وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أول أمس الأحد إطلاق عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة في إطار بدء ما سماها عملية عربات جدعون، في تصعيد خطير ضمن حرب الإبادة المتواصلة على القطاع منذ 20 شهرا.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وفي وقت سابق أمس الاثنين، توعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بتجويع وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من جنوبه.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • الشتاء لم ينته بعد في إسطنبول.. أبق معطفك قريبًا.. توقعات بالأمطار والعواصف!
  • ترحيب فلسطيني واستياء إسرائيلي من بيان قادة بريطانيا وفرنسا وكندا
  • استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم
  • تركيا: لابد من خطوات جادة ضد إسرائيل لحماية الأمن الإقليمي
  • الأونروا: 92% من المنازل في غزة دمرت أو تضررت
  • السودان.. مقتل 14 نازحًا في قصف الدعم السريع على سوق في دارفور
  • الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية "عربات جدعون" البرية داخل قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة
  • واشنطن تنفي ادعاءات عن "خطة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا"
  • استشهاد 44 فلسطينيًا في قصف للاحتلال على وسط وجنوب غزة