لقي نحو 15 سائق مصريا مصرعهم على الحدود المصرية السودانية خلال الأسبوعين الماضيين إثر تكدس الشاحنات على  المعابر الحدودية بين البلدين، تحت ظروف قاسية حيث تتجاوز درجات الحرارة عتبة الـ40 درجة وترتفع الرطوبة وتنعدم مراكز توفير الاحتياجات الغذائية والماء في قلب الصحراء.

وتراوحت أعمار السائقين المتوفين ما بين 46 و71 عاما، كان يعاني معظمهم من أمراض مزمنة، حسبما قال مصدر في نقابة سائقي الشاحنات المصريين لـ "بي بي سي".



وسلط تقرير للشبكة البريطانية الضوء على معاناة السائقين المصريين الذي تفترسهم تفسد ظروف الصحراء القاسية أدويتهم وطعامهم على معبري قسطل وأرقين الحدوديين دون استجابة من السلطات المصرية لإغاثتهم.

وقالت ابنة أحد السائقين الذين لقوا حتفهم في الصحراء الأسبوع الماضي، إن أباها الملقب بأبو رية كان يعمل سائقا طوال خمسة و عشرين عاما لتوصيل منتجات أحد مساحيق تنظيف الملابس بين محافظات مصر، قبل أن يصل سن التقاعد.

لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعته لقبول عرض للعمل كسائق شاحنة على الحدود المصرية السودانية رغم معاناته من انسداد في الشريان التاجي، بحسب آية ابنته.

وأضافت أنه توفي وحيدا في الصحراء بعدما ذاب الثلج في شاحنته وفسدت أدويته ونفد طعامه ومياهه تحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة، ليعثر عليه السائقين العائدين من السودان ميتا وجثمانه بادئا في التحلل.

وقال رئيس مؤسسة سائقي مصر خالد القناوي إن غياب الخدمات الطبية ومنافذ بيع الغذاء والمياه يجعل تكدس مئات سائقي الشاحنات على معبري قسطل وأرقين جحيما لا يطاق

كما أضاف في حديثه لـ "بي بي سي" أن المسؤولين في المعابر لا يبلغون الإدارات الحكومية في أسوان و القاهرة بما يرونه من تكدس وظروف صعبة يشهدها السائقون منذ ما يزيد على الشهرين، في ظل محاولاتهم الوفاء باحتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة بالجهود الذاتية.


"نحن نموت ببطء"

وذكر أحد سائقي الشاحنات على المعبرين الحدودين أنهم في نقطة قاتلة في قلب الصحراء، حيث المياه والاحتياجات الغذائية بأسعار باهظة كل 3 أيام من سائقين قادمين من أسوان ولا يجدون أي مساعدة حكومية أو من أي منظمات إغاثية مثل مقر الصليب الأحمر المعني بالأساس بمساعدة السودانيين الفارين.

وأردف: نحن نموت ببطء، نشتري الخبز نشتري رغيف الخبز بخمسة جنيهات ولوح الثلج بثمانين جنيها. وتساءل السائق: "لماذا لا تتوفر لنا سيارات لبيع الأغذية والمشروبات كتلك التابعة لمبادرة الرئيس المصري الموجودة في ميادين القاهرة والمحافظات الكبرى؟".

من جهته، ألقى رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل والمواصلات حمد أبو العباس، باللوم على تعامل الموظفين "الروتيني" في معبري قسطل وأرقين، ما يتسبب ببطء  مرور الشاحنات إلى الجانب السوداني ويزيد التكدس.  يضيف

وقال أبو العباس إنه سجل شكوى عن الأمر لدى مجلس الوزراء، وهو في انتظار استجابة أخرى من وزارة الخارجية.

وذكر مسؤول في نقابة سائقي النقل البري  أن النقابة وفرت كمية من علاجات مرض السكري للسائقين، كما أضاف أنهم يعملون على إنجاز أوراق السائقين المتوفين من أجل مساعدة أسرهم للحصول على معاشاتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المصرية السودانية الحدود المصرية السودانية مصر السودان الحدود المصرية السودانية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سرقة حمولة 23 شاحنة مساعدات إماراتية في غزة.. واتهامات لإسرائيل باختفائها

أعلنت عملية "الفارس الشهم 3" الموجهة من دولة الإمارات لمساعدة سكان قطاع غزة عن سرقة حمولة 23 شاحنة مساعدات بعد دخولها إلى غزة في مناطق خاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.

وذكرت عملية "الفارس الشهم 3" في بيان السبت، أن يوم الأربعاء الماضي شهد إدخال عدد من الشاحنات المحملة بالطحين ولوازم تشغيل المخابز إلى المخازن، ما بعث الأمل ببدء تشغيل المخابز في القطاع، موضحة أنه كان من المخطط دخول 103 شاحنات إضافية تحمل الطحين والغاز والزيت والملح والسكر، وغيرها من المستلزمات الضرورية لتشغيل المخابز، لكن لم يدخل سوى عدد قليل من الشاحنات.

وأكدت أن ما تم السماح بإدخاله لم يتجاوز 24 شاحنة، ولم تصل فعليا إلى المخازن سوى حمولة شاحنة واحدة فقط.

وأوضحت أن السبب يعود إلى إصرار الجيش الإسرائيلي على فرض مسارات عبور غير آمنة، تعرضت خلالها الشاحنات لأعمال نهب وسرقة، داخل المنطقة "المصنفة حمراء" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ما أدى إلى فقدان معظم حمولتها.

وأعربت عملية "الفارس الشهم 3" عن بالغ أسفها وإدانتها الشديدة لهذه الاعتداءات، التي تحرم سكان قطاع غزة من حقهم المشروع في الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية الأساسية، مؤكدة أن استمرار عرقلة الجهود الإغاثية لنحو 2.3 مليون مدني في القطاع ينذر بتفاقم خطير في الكارثة الإنسانية.

وناشدت "الفارس الشهم 3" المجتمع الدولي والأطراف المعنية كافة إلى التدخل العاجل، وضمان توفير ممرات آمنة ودائمة لضمان الوصول الآمن والسريع للمساعدات.

وشددت أنها "في إطار التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، تواصل عملية الفارس الشهم 3 جهودها الإنسانية المكثفة لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • سرقة حمولة 23 شاحنة مساعدات إماراتية في غزة.. واتهامات لإسرائيل باختفائها
  • أزمة نقص السائقين في إسبانيا تلقي بضلالها على قطاع النقل مع المغرب
  • العثور على جثث 7 مهاجرين سودانيين ماتوا جوعا وعطشا في صحراء ليبيا
  • اليونيسف: المساعدات تتحرك ببطء.. و107 شاحنات لا تعني الانفراج الحقيقي
  • مأساة الهجرة غير الشرعية: وفاة شابين من المنيا في الصحراء الليبية
  • الانبار.. سايلو عنه يختنق بطوابير الشاحنات (فيديو)
  • الغذاء العالمي محذرا: نسابق الزمن لوقف المجاعة بغزة
  • قوة خفية تمزق إفريقيا ببطء!
  • الأمم المتحدة: المساعدات لا تصل للفلسطينيين رغم دخول الشاحنات إلى غزة
  • الأونروا: غزة تتضور جوعًا وتحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا