مقال بنيويورك تايمز: الوضع كارثي في فلسطين فهل من أمل مستقبلا؟
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
جاء في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن أقل ما يقال عن وضع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة أنه كارثي، في ظل عدوان إسرائيلي أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في قطاع غزة، واقتلع 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من ديارهم، وقضى على البنية التحتية المدنية.
وكتب خالد الجندي -مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأميركية واشنطن- في مقاله بالصحيفة أن الوضع في الضفة الغربية أيضا كارثي وإن بدرجة أقل من القطاع المحاصر.
وأورد أن ما لا يقل عن 800 فلسطيني استشهدوا في غارات إسرائيلية متكررة على الضفة الغربية، وجراء "إرهاب المستوطنين المنفلت من عقاله" منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
عواقبوانتقد الكاتب القيادة الفلسطينية التي يصفها "بالعاجرة والمتحجرة والفاقدة للرؤية"، لأنها خذلت مواطنيها، مشيرا إلى أن كل تلك حقائق قاتمة يتعذر معرفة عواقبها على المدى الطويل.
ومع ذلك، فهو يؤكد على أن هناك قوى كبيرة تعمل لصالح الفلسطينيين لا يمكن التغاضي عنها، منوها إلى أن حركة التضامن الدولية المتنامية بسرعة، والفرصة التاريخية لمحاسبة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي، ومخزون الفلسطينيين الواسع من المواهب والقدرة على الصمود، كلها عوامل تبشر بمستقبل أفضل رغم عمق الأزمة الحالية.
إعلانويؤمن الجندي بأن الكارثة المستمرة في غزة ستترك بصمة لا تمحى في الوعي الوطني الفلسطيني، مثلما حصل في اللحظات الكارثية الأخرى في التاريخ الفلسطيني.
وفي اعتقاده أن المعاناة الإنسانية والصدمة الجماعية إذا تُركت حتى تتفاقم، إلى جانب انهيار النظام الاجتماعي في غزة والشعور المتزايد باليأس، فهي بلا شك الظروف التي قد تؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف لأجيال قادمة.
مجيئ ترامبوتوقع أن الفلسطينيين سيواجهون، على المدى القريب، تحديا جديدا آخر يتمثل في إدارة أميركية جديدة يقودها قريبا الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن ترامب يعتبر نفسه "مناهضا للحرب"، إلا أنه تعهد بأن يضع قيودا أقل مما فرضتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن على تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وفي الوقت نفسه، توعد الكثيرون في الدائرة القريبة من ترامب بتضييق الخناق على النشاط المؤيد للفلسطينيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ولكن الجندي يرى -رغم ذلك- أن هناك فرصة لمستقبل مختلف، لافتا إلى أن مثل هذه المحاولات لإسكات الأصوات الفلسطينية هي في حد ذاتها رد على واحدة من أقوى أدوات الفلسطينيين، ألا وهي الاعتراف الدولي بعدالة قضيتهم.
ويرى أن استمرار الاحتجاجات في حرم الجامعات في جميع أنحاء أميركا الشمالية وأوروبا على وجه الخصوص -على الرغم من "القمع والتشويه" الذي يُمارس ضدها- يبرز التغيير العميق الذي طرأ على نظرة الكثيرين في الغرب للقضية، من رواية مؤيدة لإسرائيل بشكل مهيمن إلى رواية أكثر تركيزا على الحقوق الفلسطينية والإنسانية.
أملويضيف أن هناك طرقا أخرى مهمة يمكن أن يحدث بها التغيير، فالأحكام الأخيرة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية تحمل في طياتها إمكانية مساءلة إسرائيل عن الموت والدمار الواسع النطاق الذي أحدثته في غزة.
إعلانغير أنه يعود ولا يعفي السلطة الفلسطينية وحركة حماس من المسؤولية، إذ يقول إن الفراغ المستمر في القيادة قد فاقم من معاناة الفلسطينيين، زاعما أن لا السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس ولا قيادة حماس قادرة على تقديم حلول لمختلف التحديات الوجودية التي يواجهها الشعب الفلسطيني الآن.
ومع ذلك، فإن الأمل الأكبر يأتي -بحسب رأيه- من الداخل، إذ أن الشعب الفلسطيني يتمتع بواحد من أعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في العالم (98%) وثقافة معروفة بتركيزها على التعليم والابتكار، وهي أفضل ما يمتلكه من أدوات.
ولا يستغرب الجندي من أن يظهر يوما جيل جديد من القادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والشتات الذين يتحدون إخفاقات أسلافهم على الصعيدين الداخلي والدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يتهم “نيويورك تايمز” بالخيانة.. والصحيفة ترد: الشعب يستحق الاطلاع على صحة القائد الذي انتخبه
الولايات المتحدة – انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشدة، وسائل إعلام طرحت تساؤلات حول وضعه الصحي، واصفا تقاريرها بأنها “كيدية، وربما تنطوي على خيانة”، ما استدعى ردا حادا على أبرزها.
وفي منشور مطوّل، ليل الثلاثاء، على منصته “تروث سوشل”، وجّه ترامب، وهو الأكبر سنا من بين الرؤساء المنتخبين للولايات المتحدة (باستثناء بايدن)، انتقادات حادة إلى تقارير أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” وغيرها، تفيد بأن أداءه “بدأ يتباطأ في سن التاسعة والسبعين”.
وجاء في منشور ترامب، الذي تضمن نحو 500 كلمة: “لم يكن هناك على الإطلاق رئيس عمل بالجد الذي أعمل به! ساعات عملي هي الأطول، ونتائجي من بين الأفضل”.
وأضاف: “أعتقد فعلا أن ما تقوم به نيويورك تايمز وغيرها تحريضيا، وربما ينطوي على خيانة، بمواظبتها على نشر تقارير مضلّلة بقصد التشهير والإساءة إلى رئيس الولايات المتحدة.. إنهم أعداء حقيقيون للشعب، وعلينا أن نتحرك حيالهم”.
وأشار إلى أنه خضع لفحوص طبية “مطوّلة وشاملة ومملّة جدا”، وتمكّن من “التفوّق” في الاختبارات الإدراكية وقال إن رؤساء آخرين “لم يخضعوا لها”.
ولفت إلى أن “أفضل ما يمكن أن يحدث لهذا البلد هو أن تتوقف نيويورك تايمز عن النشر لأنها مصدر معلومات فظيع ومنحاز وعديم المصدقية”، على حد تعبيره.
وكان تقرير نشرته “نيويورك تايمز” في نوفمبر الماضي، أثار حفيظة ترامب والبيت الأبيض، إذ ذكر التقرير أن الرئيس، قلّص على نحو كبير الفاعليات العامة وأسفاره الداخلية وساعات عمله مقارنة بولايته الرئاسية الأولى، ما أثار قلقا حول صحته، خاصة بعد ظهوره متعبا في مناسبات متعددة وخضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي ضمن فحوص طبية إضافية في أكتوبر.
ولاقت تصريحات ترامب، ردا عاجلا من “نيويورك تايمز”، حيث قالت المتحدثة باسم الصحيفة نيكول تايلور، في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “يستحق الأمريكيون تقارير معمّقة وتحديثات منتظمة بشأن صحة القادة الذين ينتخبونهم”.
وأضافت: “رحّب ترامب بتغطيتنا لسنّ ولياقة أسلافه، ونحن نطبّق المستوى نفسه من التدقيق الصحافي في حيويته”.
وأوضحت الصحيفة أن تقاريرها تستند إلى “مصادر كثيرة وتعتمد على مقابلات مع أشخاص مقربين من الرئيس ومع خبراء طبيين”.
واختتمت تايلور بالقول: “لن تثنينا لغة الكذب والتحريض التي تشوّه دور الصحافة الحرة”.
المصدر: “فرانس برس” + RT