تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ولايته الثانية وهو في وضع أقوى وأكثر تأثيراً على الساحة العالمية مقارنةً بفترة ولايته الأولى. ولكن العالم الذي يواجهه اليوم يختلف تماماً عما كان عليه عندما غادر منصبه قبل أربع سنوات. حيث توجد تحديات عدة تنتظره، أبرزها النزاع المستمر في أوكرانيا، وأزمات أخرى في الشرق الأوسط والصين.

وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست فبالنسبة لترامب، تتركز أولوياته في الداخل الأمريكي بشكل أساسي، حيث يركز على تطبيق سياسة "أميركا أولاً". ومن بين تعهداته البارزة إعادة ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وهي خطوة تعكس توجهاته الصارمة. ومع ذلك، يواجه هذا الاقتراح العديد من التحديات السياسية والعملية.

على الجانب الاقتصادي، يعد ترامب بخفض الضرائب، وتعزيز الإنفاق، وتطبيق سياسات تنظيمية معينة. ورغم أن الاقتصاد الأمريكي كان أحد المحاور الرئيسية في حملته، تشير بعض التوقعات إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها مثل جولة جديدة من التضخم وزيادة الدين الوطني.

من الناحية الداخلية، تعهد ترامب بإجراء تغييرات في الخدمة المدنية، مع تعيين رجال أعمال مثل إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لدعم هذا التوجه. ومع ذلك، فإن تحقيق تغييرات كبيرة سيواجه العديد من التحديات.

لكن ما يبرز حقاً هو السياسة الخارجية التي ستشكل تحدياً كبيراً لترامب في ولايته الثانية. فمع استمرار الحرب في أوكرانيا وتعزيز التوترات مع روسيا بقيادة بوتن، يواجه ترامب صعوبة في التفاوض بشكل فعال مع زعماء مثل بوتن وشي جين بينغ وكيم جونغ أون. وفي الوقت ذاته، يواجه الصين وإيران مشهدًا صعبًا، خاصة مع التزايد المستمر في النزاع التجاري، حيث قد يكون لترامب نهج أكثر صرامة تجاه الصين.

أما على صعيد الشرق الأوسط، فإن ترامب يملك فرصة كبيرة لإعادة تشكيل العلاقات، وخاصة في ملف إيران وإسرائيل. وتدور الأسئلة حول ما إذا كان سيمنح إسرائيل المزيد من الحرية في سياساتها مقارنة بسلفه بايدن، أم سيتبنى سياسة أكثر تشددًا تجاه إيران.

على الساحة الأوروبية، يعاني حلفاء الولايات المتحدة من قوى داخلية ضعيفة. فالحكومات في فرنسا وألمانيا تواجه أزمات سياسية، بينما تنمو الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول. وعلى الرغم من ذلك، يبقى ترامب مصدر قلق للأوروبيين، الذين أصبحوا اليوم أكثر جدية في التعامل مع أجندته.

وفي الختام، فإن ترامب في ولايته الثانية قد يواجه بيئة دولية أكثر تعقيدًا وخطورة من أي وقت مضى. فهو يدخل منصبه مع قدرة أكبر على التأثير في الأحداث الدولية، ولكنه سيجد صعوبة في فرض إرادته كما كان في الماضي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ترامب الداخل الأمريكي الضرائب ولایته الثانیة

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: ترامب يقصي النساء من السياسة الخارجية الأميركية

في خطوة وُصفت بأنها انقلاب على أكثر من 6 عقود من الإجماع الحزبي في واشنطن، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم السياسات والهياكل التي تُمكن النساء جزءا أصيلا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لتطيح بذلك بإرث طويل رسّخته إدارات جمهورية وديمقراطية منذ سبعينيات القرن الماضي.

وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين بوليسي"، ذكرت الكاتبتان ريبيكا توركينغتون وساسكيا بريشينماخر، أنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، اتجهت إدارته إلى تفكيك البرامج التي اعتُبرت لسنوات من ركائز النفوذ الأميركي الناعم، بدءا من دعم التعليم والصحة الإنجابية للنساء في العالم، وصولا إلى إلغاء مبادرات تعزز مشاركتهن في السلام والأمن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محاربات السلام: من يجرد الآخر من إنسانيته إنما يجرد نفسه منهاlist 2 of 2لوبس: هكذا تتحايل روسيا على العقوبات النفطية بألف من "السفن الأشباح"end of list

وبحسب المقال، فإنه سرعان ما اتضح أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ولاية ترامب الثانية ستشهد تحوّلا جذريا، خصوصا حقوق النساء والمساواة بين الجنسين.

فبدلا من الاكتفاء بتوجيه الجهود نحو التمكين الاقتصادي للمرأة كما فعلت إدارات جمهورية سابقة، اختار ترامب هذه المرة تفكيك البنية السياسية والمؤسسية التي كرّست دعم قضايا المرأة في الدبلوماسية والمساعدات الأميركية لأكثر من 6 عقود.

إلغاء مكاتب وبرامج

وتشير توركينغتون وبريشينماخر -وهما باحثتان في معهد جورجتاون للمرأة والسلام والأمن، مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، على التوالي- إلى أن البيت الأبيض ألغى المكاتب والبرامج التي كانت تُعنى بحقوق المرأة داخل وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، وحوّل ميزانيات المساعدات الخارجية لتقتصر على الإغاثة الطارئة فقط.

وتضيفان أن الإدارة الأميركية ألغت كل التمويل الثنائي لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل (باستثناء شلل الأطفال)، من ميزانية السنة المالية لعام 2026.

ولعل أكثر التراجعات المفاجئة -برأي المقال- تمثّل في إعلان وزير الحرب بيت هيغسيث في أبريل/نيسان الماضي إلغاء برنامج "النساء والسلام والأمن" الذي كان قد أُقرّ عام 2017 بدعم جمهوري واسع.

إعلان

وجاء الإعلان رغم أن وزارة الحرب كانت تعتبره "ميزة إستراتيجية فعّالة ومنخفضة التكلفة" تساعد على مكافحة التطرف والاتجار بالبشر ومواجهة نفوذ الصين وروسيا.

الإدارة الأميركية ألغت كل التمويل الثنائي لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل (باستثناء شلل الأطفال)، من ميزانية السنة المالية لعام 2026. انهيار كامل

كما تقلص دعم الولايات المتحدة مؤسسات الديمقراطية التي كانت تعمل على تعزيز مشاركة النساء السياسية، وفي مقدمتها الوقف الوطني للديمقراطية، وهو ما اعتبرته المجلة تراجعا عن التزام قديم يستند إلى أن تعزيز دور النساء في الحكم يسهم في الاستقرار والازدهار العالميين.

وتؤكد توركنغتون وبريشينماخر، أن ما تفعله إدارة ترامب لا يُعد مجرد تحول محافظ في المقاربة الأميركية تجاه قضايا النوع الاجتماعي، بل يمثل "انهيارا كاملا للبنية السياسية والمؤسساتية التي دعمت حقوق المرأة عقودا".

وترى الكاتبتان أن هذا التحول يعكس رغبة واضحة في "إعادة تعريف السياسة الخارجية الأميركية على أسس محافظة ذكورية صريحة"، حيث يُعاد تصوير الاهتمام بحقوق النساء كأجندة يسارية راديكالية بدلا من كونها مصلحة وطنية أميركية.

إضعاف القوة الناعمة

ويحذر الخبراء من أن هذا الانسحاب قد يضعف قدرة واشنطن على استخدام قوتها الناعمة في الدبلوماسية والتنمية، ويقوّض نفوذها الأخلاقي في مواجهة منافسين مثل الصين وروسيا.

فبينما كانت الولايات المتحدة تُقدّم تمكين النساء باعتباره جزءاً من رؤيتها لعالم أكثر استقرارا، فإن إدارة ترامب الحالية تبدو -بحسب المجلة- "وكأنها تمحو النساء تماما من خريطة السياسة الخارجية الأميركية".

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت تعرض تفاصيل المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة
  • السوداني صعد قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني من أجل ولايته الثانية
  • باول: السياسة النقدية أمام مفترق طرق محفوف بالمخاطر
  • قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي
  • فورين بوليسي: ترامب يقصي النساء من السياسة الخارجية الأميركية
  • معايير الازدواجية في عالم اليوم
  • الصحة العالمية: أكثر من 15,600 مريض بغزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل
  • هل يستطيع ترامب الإبقاء على التزام نتنياهو باتفاق غزة؟
  • ترامب: الباب مفتوح أمام قيام دولة فلسطين
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية: السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة عندما تكون جاهزة