الإعلام الصهيوني والأمريكي والبريطاني يُقر بصعوبة مواجهة جبهة اليمن
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
الثورة نت/..
في ظل استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة التي تستهدف أهدافاً صهيونية حساسة في عمق الكيان الغاصب.. اعترف مسؤولون استخباراتيون في كَيانِ العدوّ بأن جبهة الإسناد اليمنية مثَّلت مفاجَأَةً كبيرة لم تكن بحسبانهم، وأن اليمن ينتج أسلحتَه بنفسه وينجح في إخفاء مخازنِها.
وبحسب ما نقلته صحيفة “تلغراف” البريطانية، الأحد، أكّـد المسؤولون الصهاينة أن الكيان المُحتل يواجه الكثير من الصعوبات في مواجهة الجبهة اليمنية.
وامتلأت وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية والبريطانية خلال الأيّام الماضية بتصريحات رسمية وغير رسمية وتحليلات تؤكّـد كلها على أنه لا أفق لردع اليمن، وأن الحل الأوضح يبقى متمثلًا في وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بغزة.
ونشرت صحيفة “تلغراف” تقريرًا نقلت فيه عن مصادرَ استخباراتية في كيان العدوّ قولها: إن “الحوثيين فاجأوا الدولة اليهودية”.. حسب وصفهم.. مضيفين: إن اليمن “يمتلك إنتاجَه الخاصَّ من القدرات العسكرية، وليس من السهل تحديد موقعه أَو التعامل معه؛ لأَنَّه ليس في مكان واحد”.
وتابعوا: إن “إسرائيلَ كانت تكافح لجمع المعلومات عن الحوثيين”.. حسب وصفهم.
وأردفوا: “طوالَ الوقتِ كنا نعتقد أن الحوثيين ليسوا مشكلة صهيونية، بل هم مشكلةُ الولايات المتحدة والسعوديّة والإمارات، والآن بدأ جمعُ المعلومات الاستخباراتية من الصفر” بحسب ما نقلت الصحيفة.
وقال المسؤولون الصهاينة: إنه “لا توجدُ خياراتٌ بشرية كثيرة؛ لأَنَّه لا توجدُ حدودٌ مع اليمن، وهي بعيدة جدًّا”.. مشيرين إلى أن كيان العدوّ يعول على التعاون مع حكومة المرتزِقة؛ مِن أجلِ مساعدته معلوماتيًّا.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن اليمنَ “يمتلك صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرةً متطورة وعالية المستوى” ويمتلك “مخزونًا يكفي لسنوات” منها.
من جهتها قالت جريدة “جيروزاليم بوست” الصهيونية في تقريرٍ لها: إنه وعلى الرغم من المراقبة الجوية والفضائية بلا هوادة في اليمن إلا أن الهجمات لم تضعفه بشكل كبير.. مشيرة إلى أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الهجمات من اليمن ستتراجع مهما كانت قوة رد الفعل من الولايات المتحدة أو “إسرائيل”، في إشارةٍ إلى فاعلية عمليات القوات المسلحة اليمنية في العمق الصهيوني.
من جانبه قال مركز صوفان الأمريكي للأبحاث والدراسات الأمنية: إنه لم تنجح القوى العالمية ولا الإقليمية في ردع حركة “الحوثيين” (أنصار الله) في اليمن، ولا تزال السبل لردعهم بعيدة المنال.
وفي إشارة إلى رسائل التهديد التي أطلقها السيد القائد عبد الملك الحوثي لدول الخليج في حال ارتكبت أية حماقات، أوضح المركز، أن “القادة الغربيون يحسبون بشدة المخاوف التي أعربت عنها السعودية والإمارات ودول عربية أخرى من أن توسيع الحملة العسكرية الغربية في اليمن من شأنه أن يستفز “الحوثيون” لاستئناف الضربات الصاروخية على دول الخليج”.
وحول الجبهة الداخلية الصهيونية التي تعاني من اضطرابات تقنية إثر الصواريخ اليمنية قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية: إن جيش الاحتلال يعمل على إصلاح الخلل في قيادة الجبهة الداخلية، والذي أدى إلى عدم نشر قائمة الإنذارات التي تم تفعيلها الليلة الماضية في عشرات المدن، عقب إطلاق صاروخ من اليمن.
وفي وقت سابق، سلط الإعلام الصهيوني الضوء على الهجوم الرابع على اليمن.. مؤكدا أن هذا التصعيد يعكس دخول “إسرائيل” في حرب استنزاف طويلة ذات تبعات اقتصادية وأمنية خطيرة.
وتواصل وسائلُ الإعلام الأمريكية والصهيونية التأكيدَ على انعدامِ الخيارات الفعَّالة لوقفِ العمليات المساندة لغزة، وتسليطِ الضوء على آثارها الكبيرة، ولفت الانتباه إلى “العمى” الاستخباراتي الذي تعيشه جبهة العدوّ التي تحاول تدويل مأزقها؛ مِن أجلِ تخفيف ثقل الإحباط والعجز في مواجهة اليمن.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، هذا الأسبوع تقريرًا سلَّط بعض الضوء على تصاعد عمليات المرحلة الخامسة من الإسناد اليمني لغزة، حَيثُ أشار إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ “أطلقت الصواريخُ البالستيةُ على “إسرائيل” في كُـلّ ليلة تقريبًا خلالَ الأسبوع الماضي”.
وأكدت أن صنعاء “لم تتراجع حتى بعد أن نفذت الطائرات الحربية الصهيونية يوم الخميس الماضي جولتها الرابعة من الضربات الانتقامية في اليمن؛ مما أَدَّى إلى إلحاق أضرار بمطار العاصمة صنعاء الدولي والبنية التحتية الأُخرى”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإنَّ “صفارات الإنذار تدفعُ الملايين من الناس إلى الركضِ إلى الملاجئ وهم يرتدون ملابسَ النوم” جراء الهجمات اليمنية على عمق الكيان الصهيوني.
ونقلت الصحيفةُ عن المتحدث باسم جيش الاحتلال نداف شوشاني، قوله: إن هناك “زيادة حادة” في الضربات الصاروخية اليمنية على عمق العدوّ.
وبالتوازي مع الاعترافات الصهيونية، أكدت الولايات المتحدة انهيار منظومة كيان الاحتلال الدفاعية.. وأفردت صحيفة “واشنطن بوست” مساحة واسعة للحديث عن تقنيات “الحوثيين الجديدة وفشل اعتراضها من قبل الدفاعات الصهيونية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين صهاينة تأكيدهم أن دفاع الكيان المُحتل باتت تُستنزف من قبل القوات اليمنية.. مشيرين إلى أن ما ينفقه كيان الاحتلال على الدفاعات مُكلف جدا مقابل ما وصفوها بأسلحة رخيصة ذات تقنيات متطورة.
الجدير ذكره أن هذه الاعترافاتُ والشهاداتُ تُكرّس حالةَ العجز واليأس التي لم يستطع العدوّ الصهيوني إخفاءَها أَو التغطية عليها، وأنه لا حل إلا في وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
تساءلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن عملية وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق النار في اليمن ضد جماعة الحوثي في السادس من مايو الجاري، وإعلانه استسلام الجماعة، لكنه في تناقض وصفته الصحيفة بالغريب حين أشاد بها وقال إنها تمتلك شجاعة وقوة في تحمل الضربات.
وقالت الصحيفة في تحليل للكاتب عمران خالد وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن هناك أمرٌ مُثيرٌ للصدمة - وإن لم يكن غريبًا تمامًا - في إشادة رئيسٍ أمريكي بشجاعة قوةٍ قضى جيشه أسابيعَ في محاولة سحقها. لكن هذا هو المسرح الدبلوماسي لدونالد ترامب، الذي أشاد في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر بمقاتلي الحوثيين في اليمن لـ"قدرتهم الكبيرة على تحمّل العقاب" حتى مع إعلانه عن اتفاقٍ غير متوقع لوقف إطلاق النار مع الجماعة.
وأضافت أن هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطةٍ عُمانية، يُوقف التصعيدَ الحادّ للضربات العسكرية الأمريكية وهجمات الحوثيين البحرية في البحر الأحمر. لكن السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا وقف إطلاق النار أكثر من مجرد مهلةٍ تكتيكيةٍ في حربٍ تمتد الآن إلى ما وراء حدود اليمن.
وتابعت "لما يقرب من عقدٍ من الزمان، لم يكتفِ الحوثيون بالنجاة، بل ترسخت أقدامهم في المرتفعات الشمالية لليمن، ضد حربًا خاطفةً سعوديةً إماراتيةً مشتركةً مدعومةً - عسكريًا وسياسيًا - من واشنطن.
تناقض ترامب
وأردفت "في هذا الفصل الأخير، كانت عملية "الراكب الخشن"، وهي حملة أمريكية مكلفة بدأت في منتصف مارس، تهدف إلى إبعاد أو على الأقل ردع الحركة المدعومة من إيران عن استهداف الشحن الدولي والأصول البحرية الأمريكية. والنتيجة؟ إسقاط سبع طائرات أمريكية مسيرة، وفقدان طائرتين مقاتلتين، وإهدار أكثر من مليار دولار - دون أي مكسب استراتيجي ملموس".
"وهكذا، سحب ترامب كل شيء. ليس برشاقة إعادة التقييم الاستراتيجي، بل بصراحة توضح رؤيته العالمية القائمة على المعاملات بشكل مؤلم. أعلن أن الحوثيين قد حصلوا على فرصة. بمعنى آخر: لقد صمدوا أمام وابل القصف؛ لقد استنفدت خياراتنا. لكن ما يسمى بوقف إطلاق النار هو بالفعل دراسة متناقضة. بادئ ذي بدء، فهو يستبعد إسرائيل بشكل ملحوظ - وهي حقيقة لم تُزعج تل أبيب فحسب، بل كشفت عن صدع في المحور الأمريكي الإسرائيلي التقليدي" وفق التحليل.
يقول التحليل "من وجهة النظر الإسرائيلية، تفوح مناورة ترامب رائحة الخيانة. لم يكن هناك تشاور، ولا إنذار مسبق. في جوهرها، عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع مصالح حلفائها، يصبح هؤلاء الأخيرون غير ضروريين. يجب أن يُثير هذا قلق ليس إسرائيل فحسب، بل الدول العربية أيضًا".
تراجع الثقة بواشنطن
وقال "قبل جولة ترامب الخليجية الأخيرة - التي شملت توقفًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر - أصدر الحوثيون تحذيرًا واضحًا: احذروا الثقة بأمريكا. مستشهدين بنمط واشنطن التاريخي في التخلي عن حلفائها، صيغت الرسالة بخطاب ثوري لكنها غارقة في الواقعية التي اكتسبتها بشق الأنفس. كما نشر محمد علي الحوثي على موقع X: "أمريكا، التي تخلت عن الشاه، ستتخلى عن إسرائيل وعملائها وحلفائها".
وحسب التحليل فإنها رسالة تحمل صدىً خاصاً في الرياض وأبو ظبي، اللتين راهنتا بموارد كبيرة - ومصداقية إقليمية - للحد من نفوذ الحوثيين. أما الإمارات، فعلى الرغم من عدائها القديم للحوثيين، فقد ترددت، بحسب التقارير، في دعم تصعيد واشنطن، وتجد نفسها الآن في مواجهة إعادة تقييم دبلوماسية متعثرة. أما قطر، البراغماتية دوماً، فقد رحبت بوقف إطلاق النار، لكن إيمانها بسلام دائم يبدو متردداً في أحسن الأحوال.
وزاد "ثم هناك إيران، التي لا يزال دورها في صياغة وقف إطلاق النار هذا غير مدروس. فبينما كانت طهران الراعي الرئيسي للحوثيين، تشير التقارير الآن إلى أن إيران ربما شجعت الجماعة على التفاوض بدلاً من التصعيد. وإذا كان هذا صحيحاً، فإنه يشير إلى حسابات استراتيجية أوسع: فإيران، التي تتأرجح حالياً بين المحادثات النووية وصراعات النفوذ الإقليمية، ربما رأت فائدة في تخفيف التوترات - مؤقتاً على الأقل".
بنظر الصحيفة الأمريكية فإن هذا يطرح سؤالاً جوهرياً: هل وافقت طهران على وقف إطلاق النار هذا كجزء من جهد أوسع نطاقاً لعقد صفقة مع واشنطن، أم أنها كانت تكتفي بالمراقبة من بعيد؟ ما لا يمكن إنكاره هو أن إيران تستفيد من إبقاء الحوثيين نشطين، لا سيما في الضغط على إسرائيل وطرق التجارة البحرية المرتبطة بالغرب.
وبشكل أعم، وفق التحليل لا يُشير وقف إطلاق النار هذا إلى السلام بقدر ما يُشير إلى الإرهاق. يبدو أن ترامب، المُروج الدائم لشعار "أمريكا أولاً"، قد أدرك أن عوائد الاستثمار العسكري في اليمن معدومة. لم تفشل الحملة الأمريكية في تحييد الحوثيين فحسب، بل ربما عززت مكانتهم - إقليميًا ورمزيًا. من وجهة نظرهم، فإن إجبار أقوى جيش في العالم على هدنة دون التنازل لإسرائيل ليس سوى انقلاب دعائي.
"ومع ذلك، قد يكون أي احتفال سابق لأوانه. فهذا ليس وقف إطلاق نار بالمعنى التقليدي، بل هو "ترتيب تكتيكي" - هدنة عابرة قد تنهار عند أول استفزاز. يقول التحليل وقد أوضح الحوثيون أنهم يحتفظون بحق استئناف الهجمات متى شاءوا. في الواقع، لقد صعّدوا بالفعل ضرباتهم ضد إسرائيل، مؤكدين أن اتفاقهم مع الولايات المتحدة مشروط وجزئي.
تفكك التحالفات الأمريكية
وتساءلت الصحيفة: إذن، أين يترك هذا الشرق الأوسط؟ في حالة من التقلب، كالعادة. قد يُقلل قرار ترامب مؤقتًا من الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، لكنه لم يُسهم كثيرًا في دفع تسوية إقليمية أوسع. بل قد يُعمّق، في الواقع، تفكك التحالفات الأمريكية. لدى الدول العربية - التي تُحوط نفسها بالفعل بين واشنطن وبكين - الآن سببٌ أكبر للشك في موثوقية راعيها الأمني. إسرائيل، المعزولة والمُحاصرة بشكل متزايد، تجد مصداقية ردعها على المحك. وماذا عن الحوثيين؟ يخرجون، على الأقل في الوقت الحالي، بسردية مقاومة يتردد صداها أبعد من حدود اليمن".
وأفاد "على الطريقة الترامبية المُعتادة، يُسوّق وقف إطلاق النار على أنه انتصار للقوة. لكن وراء هذا التبجح تكمن حقيقة مُزعجة: إنه تراجع مُغلف بالتفاخر، وتوقف مؤقت في صراع لم ينتهِ بعد".
وخلصت صحيفة "ذا هيل" في تحلليها إلى القول "كما هو الحال مع العديد من قرارات ترامب في السياسة الخارجية، فإن الأمر لا يتعلق بالسلام بقدر ما يتعلق بالمظهر - يتعلق أكثر بالراحة المؤقتة منه بالحل الاستراتيجي. أما مسألة صمود هذا الترتيب، فهي خارج الموضوع. لقد غيّر وجودها بحد ذاته التضاريس. وفي ظل الحسابات الجيوسياسية المتقلبة للشرق الأوسط، يُعدّ هذا بحد ذاته تطورًا جديرًا بالمتابعة".