أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني، تسجيل قطاع الطيران المدني في المملكة نموًا استثنائيًا خلال عام 2024، محققًا إنجازات قياسية في أعداد المسافرين والرحلات والربط الجوي وحجم الشحن الجوي.
جاء ذلك خلال الاجتماع الـ 15 للجنة التوجيهية لتفعيل الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، المُنعقد في الرياض اليوم، بحضور معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وبرئاسة معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، إضافةً إلى حضور معالي رئيس مجلس إدارة الطيران الملكي السعودي الأستاذ محمد بن مزيد التويجري، ومعالي مساعد وزير النقل والخدمات اللوجستية الأستاذ أحمد الحسن، ومساعد وزير الرياضة لشؤون الرياضة أضواء بنت عبدالرحمن العريفي، ونواب الرئيس والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين والمديرين من ممثلي الشركات والناقلات الوطنية العاملة في قطاع الطيران المدني بالمملكة.


وجرى خلال الاجتماع الاحتفال بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034، والتأكيد على الجاهزية والاستعداد المبكر لاستقبال الجماهير، بالإضافة إلى فعاليات كبرى أخرى مثل كأس آسيا 2027 وإكسبو 2030، ومرور أربعة أعوام على إطلاق الإستراتيجية الوطنية للطيران.

 

وبهذه المناسبة، قال المهندس الجاسر: إن قطاع الطيران والنقل الجوي بالمملكة يحظى بدعم وتمكين كبيرين من سمو ولي العهد -حفظه الله-؛ منوهًا بالإنجازات التي حققتها إستراتيجية الطيران المنبثقة من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وأوضح أن الأرقام الأولية لقطاع الطيران حقق نموًا خلال العام 2024 في أعداد المسافرين بنسبة 15% لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر، بزيادة حوالي 24٪؜ عن مستويات ما قبل الجائحة، فيما ارتفعت أعداد الرحلات الجوية بنسبة 11% لتصل إلى أكثر من 902 ألف رحلة, فيما شهد نطاق الربط الجوي زيادة بنسبة 16%، حيث أصبحت المملكة مرتبطة بـ 172 وجهة حول العالم تنطلق منها الرحلات وإليها، وسجل الشحن الجوي نموًا استثنائيًا بنسبة 34%؛ ليصل لأول مرة لأكثر من 1 مليون طن خلال عام 2024.

اقرأ أيضاًالمملكةبتداولات بلغت 6.4 مليار ريال.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا 34.87 نقطة

 

وهنأ الجاسر، منظومة القطاع كاملة بالإنجازات الكبرى والمتعددة التي تشهدها المملكة بدعم القيادة الرشيدة، ومنها اختيار المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، مشددًا على أهمية استكمال الجاهزية الكاملة في جميع قطاعات منظومة النقل والخدمات اللوجستية، والإعداد المبكر لهذا الحدث الاستثنائي لتقديم تجربة سعودية فريدة.
من جانبه، بين رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن النجاح الذي تحقق خلال العام الماضي يعود إلى الجهود التكاملية لجميع العاملين في القطاع، مشيرًا إلى أن الطيران المدني السعودي حقق نموًا قياسيًا خلال عامي 2023 و2024، بعد إحرازه قفزات كبيرة في الربط الجوي وأعداد المسافرين وخدمات الشحن الجوي.
وقال: “إن هذا التقدم يعكس التزام منظومة الطيران السعودي بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع الطيران، من خلال الإستراتيجية الوطنية للطيران المنبثقة عن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
ولفت النظر إلى أن قطاع الطيران حقق منجزات استثنائية غير مسبوقة منذ اعتماد مجلس الوزراء الإستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، التي كانت بمنزلة محرك للتحول؛ حيث أسهمت في تعزيز النمو والابتكار؛ لتواصل ريادتها العالمية.
وعد معاليه في ختام كلمته، إنجازات الإستراتيجية وما حققته خلال الـ 4 سنوات إنجازات استثنائية بكل المقاييس، وتؤكد قدرة القطاع على دفع النمو الاقتصادي وزيادة الربط الجوي بين المملكة ومختلف دول العالم على مدى العقد المقبل.
وقد شهد قطاع الطيران المدني في المملكة تقدمًا ملحوظًا منذ إطلاق الإستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، بما في ذلك خصخصة المطارات ونقل تبعيتها إلى شركة مطارات القابضة، وتأسيس شركة طيران الرياض، وإطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي والمخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد، وتدشين المنطقة اللوجستية المتكاملة في مدينة الرياض التي تعد أول منطقة لوجستية خاصة متكاملة في المملكة، واستقطاب كبرى الشركات العالمية في المنطقة ومنحهم تراخيص الأعمال التجارية في المنطقة ومن ضمنها شركة (آبل ومجموعة شلهوب وشركة وiHerb الأمريكية وشركة “CJ Logistics” الكورية)، وإطلاق المنصة الإلكترونية للمنطقة؛ بالإضافة إلى إطلاق لائحة جديدة لحقوق المسافرين، وإجراء أكبر إصلاح تنظيمي في اللوائح الاقتصادية لقطاع الطيران خلال 15 عامًا، وإطلاق برنامج الاستدامة البيئية للطيران المدني السعودي وتفعيله، مع إطلاق خارطتي طريق التنقل الجوي المتقدم والطيران العام، إلى جانب تحقيق المملكة نسبة 94.4% في تدقيق أمن الطيران؛ محققة بذلك المركز السابع على مستوى دول مجموعة العشرين، في مجال قطاع أمن الطيران، وتحقيقها المرتبة 18 و 13 في معدل الربط الجوي الدولي خلال العامين السابقة، مقارنة بعام 2018 حيث كانت في المرتبة 27؛ وذلك وفقًا لتقرير مؤشر الربط الجوي الصادر عن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا).

 

وكان الاجتماع الخامس عشر للجنة التوجيهية لتفعيل الإستراتيجية الوطنية للطيران، قد شهد حضور عدد من قادة قطاعي الرياضة والسياحة في المملكة، من بينهم الفريق المسؤول عن ترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم، لمناقشة دور قطاع الطيران المدني في الاستعداد لاستضافة المملكة لبطولة عام 2034، وغيرها من الأحداث العالمية الكبرى التي ستقام في المملكة خلال العقد المقبل.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الإستراتیجیة الوطنیة للطیران الهیئة العامة للطیران المدنی قطاع الطیران المدنی والخدمات اللوجستیة الربط الجوی فی المملکة

إقرأ أيضاً:

في سماءٍ لم تعد آمنة للطيران الأمريكي… اليمن يكتب تعريفًا جديدًا للتفوق الجوي

يمانيون | تحليل
في عالمٍ كانت تُهيمن فيه الطائرات الأمريكية المسيّرة على سماء الدول المستضعفة دون رقيب، جاء اليمن ليقلب المعادلة، ويفرض معادلة الردع من الأرض إلى الجو، معلنًا – بصواريخ أرض-جو محلية الصنع – أن السماء لم تعد مجالًا أمريكيًا خالصًا، وأن “التفوق الجوي” لم يعد حكرًا على واشنطن وحلفائها.

في أقل من عامين، أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية 25 طائرة تجسس وقتال أمريكية من طراز MQ-9 “ريبر”، وهو الطراز الذي كانت تُروّج له واشنطن باعتباره سلاح المستقبل وأداة السيطرة الكاملة على أجواء المعارك.. هذا السقوط المتتالي، لم يكن مجرد خسارة تقنية أو مالية، بل مثل انهيارًا مدويًا لصورة الردع العسكري الأمريكي، وكشف حدود التكنولوجيا الغربية أمام الإرادة والابتكار الوطني.

اليمن يحوّل “الريبر” إلى رماد.. والسماء إلى فخٍّ مفتوح
لم تكن طائرات الريبر تسقط في أماكن مهجورة أو في ظروف غامضة؛ بل كانت تُستهدف بشكل مباشر ومخطط، في عمليات رصد دقيقة، تدلّ على تطور استخباراتي وتقني في منظومات الرادار اليمنية.. فكما تحوّلت الأرض إلى مقبرة للدبابات الأمريكية، تحوّلت السماء اليمنية إلى مصيدة تحرق “الشبح الأمريكي” من دون رحمة.

هذه الانتصارات لم تكن لحظات عابرة بل ثمرة تراكمية لمعادلة واضحة: لا تفوق جوي بدون سيادة أرضية، ولا سماء آمنة لطيران المعتدين حينما تكون الإرادة حاضرة والقرار وطنيًا.. فكل طائرة MQ-9 كانت تسقط، لم تكن مجرّد ضربة تقنية، بل رسالة استراتيجية تُعيد رسم خرائط الهيمنة.

ضربة لصورة الردع الأمريكي.. وأزمة في البنتاغون
المؤسسة العسكرية الأمريكية نفسها لم تستطع تجاهل حجم الضربة، ففي اعتراف غير مباشر، كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” أن وزارة الدفاع بدأت تطوير طائرة جديدة لتحلّ محل MQ-9، بسبب فشلها في الصمود أمام الهجمات اليمنية.

وأقرت المجلة بأن هذه الطائرة لم تعد “الوحش” الذي كانت تُروّج له واشنطن، مشيرةً إلى أن الساحة اليمنية أصبحت المركز العالمي لسقوطها المتكرر.

إنها ليست مجرد هزيمة عسكرية، بل انهيار لمشروع صناعي عسكري ضخم رُصدت له مليارات الدولارات.. فبحسب وثائق موازنات الدفاع الأمريكية، طلب البنتاغون 22 طائرة MQ-9 خلال ثلاث سنوات، بتكلفة تجاوزت ملياري دولار، ليتم تدميرها بصواريخ يمنية، بُنيت وسط الحصار، وتحت القصف، وفي قلب المعركة.

من إسقاط السلاح إلى إسقاط العقيدة العسكرية
ومنذ جولة التصعيد الأمريكي الأخيرة على اليمن بقيادة إدارة ترامب، بدا واضحًا أن الطيران الأمريكي لم يعد يحلّق بأمان فوق الأجواء اليمنية.. فسبع طائرات ريبر أُسقطت خلال ستة أسابيع فقط، ما مثّل ضربة لوجستية ومعنوية كبيرة.

المسؤولون العسكريون الأمريكيون أنفسهم اعترفوا بأن الحملة الجوية على اليمن فشلت جزئيًا بسبب هذه الخسائر.. فـ”الذراع الطويلة للقتل عن بعد” – كما كان يُوصف هذا الطراز – تحطّمت على أرضٍ لم تكن تملك قبل سنوات أي منظومات رادار متطورة.. إنها لحظة سقوط العقيدة العسكرية الأمريكية أمام معادلة الإرادة اليمنية.

واشنطن في دائرة الإنكار… واليمن في دائرة الإنجاز
اليوم، وبينما تعلن القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة جديدة من طراز MQ-9، تحاول واشنطن أن تتهرّب من الحقيقة، فتتجاهل الإعلام الأمريكي نشر الخبر، وتتكتّم المؤسسة العسكرية على الخسائر، لكن الوقائع أبلغ من التغطية.

الريبر لم تعد تخيف أحدًا في اليمن.. بل تحوّلت إلى “صندوق صيد” يفتح شهية الدفاعات الجوية، لتُراكم الخبرة، وتُوسع المدى، وتبني الثقة بالنصر القادم.. وأمام هذا الانكشاف الأمريكي، لم يعد السؤال: هل ستُسقط طائرة أمريكية جديدة؟ بل: متى، وكيف، وبأي منظومة جديدة؟

اليمن يُعيد تعريف “التفوق الجوي”
لم يعد مفهوم “التفوق الجوي” مرادفًا للتكنولوجيا الغربية والطائرات الشبحية. فاليمن، من وسط الحصار، ومن تحت القصف، أعاد تعريف المعادلة: التفوق الجوي ليس امتلاكًا للطائرات فقط، بل قدرة على إسقاطها. ليس تكديسًا للسلاح، بل إرادة لمواجهته وإسقاطه بجرأة وثبات.

في اليمن، أصبحت السماء نفسها تُقاوم.. أصبحت الرادارات تنطق بلهجة الثورة، والصواريخ تنطلق وهي تحمل بصمة الأرض والإنسان، وتعود بإذلال العدوان من الجو إلى الأرض.

ومع كل طائرة تسقط، يرتفع سقف التحدي، ويتسع أفق الصراع، وتكبر ثقة الشعب اليمني بقدرته على حماية سمائه، ودحر أي معتدٍ تسوّل له نفسه أن يحلّق فوق أرض الإيمان.

مقالات مشابهة

  • الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي.. العاشر من الشهر الجاري أولى رحلات السورية للطيران إلى إسطنبول
  • في سماءٍ لم تعد آمنة للطيران الأمريكي… اليمن يكتب تعريفًا جديدًا للتفوق الجوي
  • هيئة الإذاعة والتلفزيون تستعرض في “ملتقى إعلام الحج” تقنيات متقدمة لتغطية المشاعر المقدسة
  • رئيس الطيران المدني: أكثر من 1.5 مليون مقعد لرحلات مغادرة الحجاج
  • “النقل النيابية” تزور هيئة تنظيم النقل وتؤكد دعم تطوير القطاع
  • مفتي عام المملكة يُوجّه فروع “رئاسة البحوث العلمية والإفتاء” بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • مفتي المملكة يُوجّه فروع “رئاسة البحوث العلمية والإفتاء” بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • “المياه الوطنية” توزّع أكثر من 22 مليون م3 خلال الموسم الأول لحج 1446 بالمدينة المنورة
  • إطلاق مبادرة “إكسبونور” من جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا
  • مدير العلاقات العامة في هيئة الطيران المدني لـ سانا: استئناف رحلات طيران الإمارات إلى دمشق منتصف تموز وفلاي ناس السعودية خلال الأيام القليلة القادمة