المصلحة الوطنية فوق الضرورات الديمقراطية
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
دعوة كريمة كالعادة من قناة النيل للأخبار تلقيتها للتحليل والتعليق على جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعد فراغ وشغور رئاسى، استمر لأكثر من عامين وأربعة أشهر. وبعيدا عما شهدته الجلسة الأولى من كوميديا سوداء سواء التلاسن بين النواب الذى بلغ حد التجاوز بالألفاظ النابية بين النائبة بولا يعقوبيان وسليم عون.
ورغم أن لبنان واللبنانيين اعتادوا مثل هذه المشاهد خاصة فى انتخاب الرئيس، إذ إن 2 فقط من أصل 13 انتخابا رئاسيا فى لبنان منذ 1943 تم بشكل دورى وطبيعى، والبقية تم فى ظروف استثنائية وأزمات داخلية وإقليمية. لكن المشهد الأسوأ تمثل فى التصويت الأول فى الجلسة الأولى الذى انتهى دون حصول الرئيس عون على الأغلبية المطلوبة (86 صوتا)، وحصل فقط على 71 صوتا من إجمالى 128 صوتا. بعد إبطال الثنائى الشيعي؛ حزب الله وحركة أمل أصوات نوابهم المقدرة بنحو 31 صوتا، إلى جانب أصوات كتلة التيار الوطنى الحر بزعامة جبران باسيل والمقدرة بنحو 18 صوتا. وسط جدل كبير حول مدى دستورية انتخاب العماد جوزيف عون استنادا إلى نص المادة 49 من الدستور اللبنانى التى تقضى باستقالة موظفى ومسئولى الفئة الأولى بالحكومة قبل الانتخابات الرئاسية بعامين على الأقل ورفع النواب المعترضون شعارات احترام الدستور وصيانة السيادة اللبنانية، وهى مطالبات صحيحة لا لبث فيها أو تأويل، لكن فى الأوضاع والظروف الطبيعية. فكيف يتم ذلك وكل ما فى لبنان استثنائى وغير طبيعى منذ 2019، بل حتى ما قبل ذلك بسنوات عديدة. ومع ذلك سبق فى ظروف مشابهة أن تم تجاوز هذا الشرط الدستورى فى انتخاب الرئيس ميشيل سليمان عام 2008 بعد حدوث التوافق السياسى المطلوب.
المحزن فى الأمر أن النواب أنفسهم عادوا فى التصويت الثانى بعد رفع الجلسة الأولى للتشاور مدة ساعتين، وصوتوا لصالح العماد جوزيف عون ليحصل على 99 صوتا من إجمالى 128 صوتا، لينتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية. ومع نهاية الجلسة الأولى كان هناك تأكيد من السيد نجيب ميقاتى رئيس الوزراء بأنه فى الجلسة الثانية سوف يحصل العماد عون على الأكثرية المطلوبة. فكيف نفهم هذا الوضع؟؟؟!! وذلك التحول فى التصويت؟؟
الحقيقة أنه لا تفسير غير أن الثنائى الشيعى ومعهم التيار الوطنى الحر قاموا بالمناورة السياسية الأخيرة والمساومات السياسية للحصول على أى مكاسب فى المستقبل من جانب، ومن جانب آخر إرسال رسالة للخارج قبل الداخل اللبنانى أنهم لا يزالون فاعلين ومؤثرين فى المشهد السياسى حاليا وفى المستقبل أيضا.
الدرس والخلاصة من جلستى انتخاب الرئيس اللبنانى أنه فى الظروف الاستثنائية المصلحة الوطنية لا بد من أن تعلو فوق المصالح الحزبية الضيقة التى تعكس أنانية وانتهازية سياسية، لا تليق وواقع دولة منهارة فعليا، أزمة مالية واقتصادية طاحنة فقدت معها العملة الوطنية 95% من قيمتها، وحرب خسر لبنان الذى كان يعانى من قبلها بالأساس أكثر من 12 مليار دولار، ومعدل تضخم ارتفع من 100% عام 2021 إلى نحو 231.3% عام 2023. هنا المصلحة الوطنية التى تتطلب انتخاب رئيس للبلاد والخروج من حالة الجمود السيسى والمؤسسى، تأتى فوق الضرورة والمقومات الديمقراطية حتى تلك المرتبطة بسيادة الدستور والقانون كما تعلل البعض. وإن كلا من الدستور، واتفاقى الطائف والدوحة ليست قرآنا أو إنجيلا لا يمكن المساس به حتى فى حالات الضرورة والاستثناء. مع انتخاب الرئيس جوزيف عون يبدأ لبنان مرحلة جديدة بتحديات جمة، لكن انتخاب الرئيس هو جزء وبداية الحل وليس الحل النهائى. وسيادة لبنان الوطنية لن تتحقق إلا بدولة متماسكة ومستقرة داخليا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انتخاب الرئيس د وليد عتلم قناة النيل للأخبار رئيس جديد للجمهورية اللبنانية الجلسة الأولى انتخاب الرئیس
إقرأ أيضاً:
بعد البعثة الأممية.. أوروبا تعترف بالرئاسة الجديدة للمجلس الأعلى للدولة
هنأت بعثة الاتحاد الأوروبي رئاسة مجلس الدولة الجديدة وفوز محمد تكالة واعتراف البعثة الأممية بها
وأكدت البعثة في بيان لها على دعوة البعثة الأممية للمشاركة البناءة لتعزيز التوافق الداخلي وتمكين المجلس من أداء دوره ضمن الإطار المؤسسي لتجاوز الجمود السياسي.
كما جددت البعثة الأوروبية دعمها القوي للعملية السياسية التي يقودها الليبيون ويملكونها، والتي تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
وأكدت البعثة أيضا التزامها الراسخ بدعم تطلعات الشعب الليبي إلى السلام والوحدة والحكم الرشيد.
وهنأت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المكتب الرئاسي الجديد للمجلس الأعلى للدولة عقب انتخابه من قبل 95 عضوا، مؤكدة أن عملية التصويت جرت في أجواء طبيعية وشفافة، حسب وصفها.
وأشارت البعثة إلى أن حضور ثلثي أعضاء المجلس لجلسة التصويت يعكس درجة عالية من التوافق بين الأعضاء.
وفاز محمد تكالة برئاسة المجلس بعد حصوله على 59 صوتا، وذلك خلال جلسة انتخابية حضرها 95 عضوا، وفق ما أعلنته رئاسة الجلسة.
وتوزعت بقية الأصوات على: عبد الله جوان بـ14 صوتا، علي السويح بـ13 صوتا ناجي مختار بـ8 أصوات، وسليمان زوبي بصوت واحد فقط.
المصدر: بعثة الاتحاد الأوروبي + الأمم المتحدة
الأمم المتحدةالمجلس الأعلى للدولةبعثة الاتحاد الأوروبيرئيسيمحمد تكالة Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0